Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هدية من أجمل رجل ميت في العالم

يتمثل جزء من ثورة غارثيا ماركيز في توسيع الإحساس بالواقعية واحتواء الأجزاء التي تبقى أقل ألفة

عمل ماركيز على رواية "حتى أغسطس" في سنواته الأخيرة وهو يعاني من الخرف لكنه طلب تدميرها (نيويورك تايمز)

ملخص

قرر ابنا الراوي الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيز نشر روايته "حتى أغسطس" بعد عشر سنوات من وفاته على رغم وصيته لهما بإعدامها.

لا يكاد قسم من أقسام الكتب في الصحافة الناطقة بالإنجليزية اليوم، سواء في الولايات المتحدة أو في المملكة المتحدة، يخلو من مادة ما عن رواية "حتى أغسطس" التي صدرت حديثاً للراوي الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيز بعد عشر سنوات من وفاته.

خيانة، هكذا يوصف نشر هذه الرواية في معظم المقالات والعروض النقدية وحتى التقارير الإخبارية الصحافية للرواية. لقد خان ابنا ماركيز وصية أبيهما الذي طلب إعدام رواية سنواته الأخيرة معتبراً أنها "بلا معنى". لا يكاد أحد يولي الرواية نفسها الاهتمام المستحق بآخر ما كتب ماركيز، وذلك على رغم إتاحتها في وقت واحد بالإسبانية (في عيد ميلاد غابو الـ97) وبالإنجليزية في الـ12 من مارس (آذار). وعلى رغم أنها وإن نشرت على غير رغبة كاتبها الروائي الأكثر جماهيرية وقراءة وترجمة وحضوراً سواء في حياته أو بعد مماته، فإنها تمثل في ما يرى البعض نقلة في مسيرة الكاتب، أو انحرافة عن الواقعية السحرية التي أخلص لها على مدار حياته.

يكتب سام ساكس (وول ستريت جورنال - 6 مارس 2024)، قائلاً إن "أول سؤال يخطر للمرء عند ظهور رواية غابرييل غارثيا ماركيز الأخيرة وغير المكتملة "حتى أغسطس" هو ما إذا كانت هذه الرواية ستضير بسمعة الكاتب، ومن حسن الحظ أن الإجابة هي لا.

عمل الكاتب الكولومبي الحائز نوبل في الأدب على هذه الرواية في سنواته الأخيرة وهو يعاني من الخرف. وقبل أن توافيه المنية في عام 2014، طلب تدميرها. فنحاها ابناه رودريغو وغونزالو غارثيا بارتشا جانباً، ثم حدث أخيراً أن قررا أنها جديرة بالنشر. ومهما يكن رأي المرء في "فعل الخيانة" بحسب ما أطلق الأخوان على نشرهما للرواية، فإن المرء مطمئن إلى أن حكمهما الأدبي لم يجانب السداد. فهذا الكتاب الصغير، الذي ترجمته إلى الإنجليزية آن مكلين، يحتوي من الرقة والجمال ما يجعل المرء مطمئناً وهو يوصي جماهير ماركيز الغفيرة به".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"يحاول الكاتب في هذه الرواية أن يثب وثبة خيالية ليتبنى وجهة نظر آنا ماغدلينا باخ، وهي زوجة وأم في منتصف العمر تسافر في أغسطس من كل عام إلى جزيرة في الكاريبي غير معينة الاسم لتضع الزهور على قبر والدتها. وفي سنة من السنين، وقد انتهت من مهمتها تلك، تفاجئ آنا نفسها بأنها تغوي رجل أعمال تعثر عليه في حانة الفندق وتمارس معه الجنس في ليلتهما تلك. وتصبح هذه العلاقة العابرة سراً عزيزاً ومربكاً، يغير مشاعرها تجاه زيجتها، وتصور فصول الرواية التالية السنوات الأربع التالية برحلاتها الأغسطية التي تحاول فيها مع شركاء آخرين أن تستمر في ممارسة طقس خيانتها الزوجية".

"يبدي غارثيا ماركيز أجمل لمساته في هذه اللقاءات المختلفة، فرغبات آنا قد تشعرها بقوة مجيدة في سنة، وقد تبكيها وتصل بها إلى حد السخف في سنة أخرى، وفقاً للرجل الذي تقابله. وفي تعاطف واضح ودونما دهشة في الغالب، يتعامل ماركيز مع ألغاز هذه الصحوة الجنسية لدى آنا، وتشابهها المزعج مع وفاة والدتها ومع تقدمها هي نفسها في العمر. في لحظة الارتعاشة السابقة على المهمة تشعر آنا "برعب لذيذ لم تعرفه منذ ليلة زفافها". وعلى رغم أن المشاهد الجنسية بعيدة عن التحفظ، فإن ما يعني غارثيا ماركيز أكثر منها هو أن يفض تشابك مشاعر آنا، وتلك مهمة يثبت في النهاية أنها مستحيلة".

كانت مجلة "ذي نيويوركر" نشرت في ديسمبر (كانون الأول) 1999 نصاً بعنوان "لقاء في أغسطس" ترجمه إلى الإنجليزية إديث غروسمان، ويتبين الآن أنه بلا شك جزء من عالم هذه الرواية، إن لم يكن جزءاً فعلياً من النص الذي نشر أخيراً. وفيه تظهر آنا ماغدلينا، 52 سنة، في حانة الفندق، حيث تجد رفيقاً لليلتها، ثم تكرر ذلك 28 مرة في ثمان وعشرين سنة متتالية، في الغرفة نفسها من الفندق نفسه. فلم يكن الأمر إذاً، في أواخر التسعينيات، محض أربع سنوات وأربع ليلات هي التي ترصدها الرواية في نسختها المنشورة أخيراً.

في تقرير لإذاعة "كاري كان" الأميركية، وتحديداً في السادس من مارس 2024، قال محرر الرواية كريستوبال بيرا إنها "ابتعاد عن نوع الواقعية السحرية الذي برع فيه غارثيا ماركيز. وكان ينبغي أن تكون الثانية في سلسلة روايات قصيرة خطط الكاتب لكتابتها مستكشفاً الحب في الشيخوخة. والأولى بالطبع هي رواية "ذكرى عاهراتي الحزينات" التي عارض بها ماركيز رائعة ياسوناري كاواباتا الشهيرة "منزل الجميلات النائمات".

قال بيرا إن "في هذه الرواية بعض الإشارات إلى أنه كان يستكشف أيضاً، أو لعله، لا أعرف، فقد أكون مخطئاً، كان يستكشف أيضاً إمكانات نوع الرواية الرومانسية. وهي بالطبع ليست الرواية الرومانسية التجارية المبتذلة، ولكنها عمل فني رائع".

 

 

"عمل بيرا مع غارثيا ماركيز على سيرته، وأصبحا صديقين. وفي زيارة إلى منزل العائلة في مكسيكو سيتي حيث عاش الكاتب الكولومبي المولد لسنين، قرأ بيرا ثلاثة فصول بصوت عال. وفي زيارة أخرى، فاجأه غارثيا ماركيز بالمشاهد الختامية. وضحك قائلاً (نعم، عندي نهاية) وقرأها علي وهو في غاية الفخر وهي النهاية نفسها التي سيجدها القراء الآن".

"حصل بيرا على خمس مسودات للرواية هي جزء من مجموعة ضخمة من أوراق غارثيا ماركيز المحفوظة في جامعة تكساس بأوستن. وعمل أيضاً على مسودة منفصلة كانت سكرتيرة الكاتب العتيدة تحتفظ بها".

يقول بيرا "إن غارثيا ماركيز دون الكثير للغاية من الملاحظات في الهوامش، لكن الرواية كانت اكتملت. بكل الشخصيات، وبكل شيء"، ويضيف ضاحكاً "وأنا بالطبع لم أضف ولا أجرؤ على إضافة أي شيء من عندي".

"وبالطبع يتفق بيرا مع قرار ابني غارثيا ماركيز بنشر العمل بعد وفاة مؤلفه. ويقول إن (حتى أغسطس) بشخصيتها النسائية الرئيسة تمثل إضافة إلى منجز الكاتب".

ثم في تقرير لأليكس كلارك (الغارديان – الثامن من فبراير/ شباط 2024) قال الروائي كولم مكان "يا لها من فرحة عظيمة إذ نرى أن في العالم أشياء لا تزال صالحة للاكتشاف. إنني على أتم استعداد لأن أمشي خمسمئة ميل لأحصل على كتاب جديد لماركيز، ذلك أشبه باكتشاف الجليد في نهاية رحلة طويلة. ماركيز محبوب وضروري، وهذا مزيج نادر في عالم الأدب. أتذكر أول تجربة لي في قراءة ماركيز حينما قرأت قصته القصيرة (أجمل رجل غريق في العالم). فإذا بالأشياء بغتة تصبح جديدة كل الجدة. لقد كان يشق لي اللغة ويفتح مصاريعها. بالطبع، في كل مرة تدخل فيها إلى كتاب لماركيز، تجد شيئاً جديداً، حتى لو أنك قرأته من قبل خمس مرات أو ستاً. أما الوقوع على شيء للمرة الأولى فهذه هبة عزيزة".

خلال التقرير نفسه تكلم الكاتب بيكو آير عن تأثير غارثيا ماركيز على الكتاب والقراء وتغييره المشهد الأدبي. وقال "أعتقد أن جزءاً من الثورة التي أحدثها غارثيا ماركيز تتمثل في توسيع إحساسنا بالواقعية ومساعدتها على احتواء تلك الأجزاء التي تبقى أقل ألفة في العالم، ونقلها إلى مركز الكون الأدبي. لقد كتب كيبلنغ من قبل أن أحلام كيو هي الواقع في كتاماندو، وغارثيا ماركيز كان من الأوائل الذين رأوا ـ في عصرنا المجذوب إلى العالمية ـ أن أخبار الأركان النائية في العالم قد تكون آسرة، بل وسحرية، لمن يعيشون في لندن أو في نيويورك". وأضاف أن إسهام غارثيا ماركيز في الأدب أنشأ فضاء قيماً لكتاب تالين من أمثال سلمان رشدي وأبراهام فيرغيز وأنه ما من شك في أن الكاتب الكولومبي يعد من أكثر الحاصلين على نوبل تأثيراً في العقود الأخيرة.

غير أن الفرحة بصدور رواية جديدة لغابرييل غارثيا ماركيز ليست مطلقة. فثمة أصوات مغايرة قد تنال من البهجة لكن لا أحسبها تشوش الإحساس بالإثارة. ففي مقابل موافقة ابني ماركيز ومحرره على مخالفة رغبة الكاتب الراحل، وفي مقابل روائيين يبتهجان بإتاحة الرواية غير المكتملة، ثمة رأي آخر يشير إليه تقرير إذاعة أميركا الوطنية وقد يرى البعض له ثقلاً أدبياً كبيراً. "يقول الكاتب سلمان رشدي الذي صادق غارثيا ماركيز في أواخر حياته إن أعمال الكاتب لا تحتاج إلى إضافات جديدة".

وقال لجمهور فعالية أدبية أقيمت السنة الماضية في إسبانيا، "إنني أخشى حقاً أنه تم السماح بشيء ما كان ينبغي السماح به". وأوضح رشدي أنه لا يريد نشر أي من مخطوطاته غير المنشورة، وأنه يخشى من أن تضير (حتى أغسطس) بسمعة غارثيا ماركيز، إذ قال (أخشى أنها قد لا تنصفه)".

وتعليقاً على ذلك قال رودريغو إن رشدي لم تزل لديه الملكات العقلية التي تخوله الحكم على ما لا ينشر أو لا ينشر من أعماله "أما والدنا ففقد ذلك، ولم يكن لديه، فقررنا نحن بالنيابة عنه".

يقول رودريغو إن غارثيا ماركيز أخبره هو وأخاه أن الرواية فاشلة ولا معنى لها "لكننا رأينا أن الرواية - وإن لم تكتمل - لها معنى، ومعنى كبير، وأنها مؤثرة للغاية"، فلما عاود رودريغو -وهو كاتب سيناريو - وأخوه قراءتها أخيراً أعجبتهما، وقررا نشرها.

ويرى رودريغو أن غارثيا ماركيز "حين قال إنها بلا معنى، كان قد فقد إدراكه لما له معنى بالنسبة له" فقد قضى غارثيا ماركيز معظم العقد الأخير من حياته مصاباً بالخرف. أضاف رودريغو أنه "كثيراً ما كان يجلس ليقرأ كتاباً من كتبه فلا يبدو أن له معنى بالنسبة له إلى أن يصل إلى الصفحة الأخيرة ويرى صورته الشخصية على الغلاف الخلفي فيبدأ القراءة من جديد".

ويؤكد رودريغو غارثيا ماركيز أن أبويه كثيراً ما كانا يقولان له هو وأخيه إن بوسعهما بعد وفاة الأبوين "أن يفعلا بحق الجحيم كل ما يريدان أن يفعلاه. ونحن نتكلم بالنيابة عن أبينا لأنه أذن لنا أن نتكلم بالنيابة عنه. هل ثمة خيانة؟ نعم، بالطبع، ليست هذه هي الأمنية الأخيرة التي تمناها الكاتب المسن"، لكن رودريغو يقول إنه يترك الحكم للقراء، ومثلما كتب هو وشقيقه في مقدمة الرواية فإن القراء إذا ما فرحوا بالرواية، فقد يغفر لهما أبوهما نشرها.

 

 

وصف الشقيقان الرواية بأنها "ثمرة آخر جهود (أبيهما) للاستمرار في الإبداع على رغم جميع المصاعب". وحتى قبل نشرها، كانت مخطوطة الرواية التي كتبها ماركيز وهو يصارع تدهور قدراته العقلية وملكاته متاحة للباحثين من خلال مركز هاري رانسم في تكساس الذي احتفظ بأرشيف ماركيز.

وقال غونزالو غارثيا بارتشا لـ"الغارديان" في الثامن من فبراير 2024، إن معارضة رغبة أبيه بإتلاف الرواية كانت أمراً صعباً لكنه أشار إلى أن "في تاريخ الأدب الكثير من الأمثلة لأشخاص طولبوا بإتلاف مخطوطات ثم تبين أن تلك المخطوطات تمثل مواد أدبية مهمة. وبالنسبة إلي على المستوى الشخصي، فإنني أشعر بالراحة لأن هذه هي العمل الأخير الذي كتبه غابو. وأشعر أن أعماله الكاملة كانت لتبقى منقوصة إذا لم تنشر"، وقال أخيراً إنه "ما من روايات أخرى مختبئة وسط أوراق غابو".

لا أعرف كيف يمكن أن يتلقى قراء ماركيز خبر خلو أرشيف ماركيز من أي روايات مخبأة، لكنني أعرف أن حقيبة فرناندو بيسوا التي لا تنضب في ما يبدو تظل موضع امتنان عظيم من محبي الشاعر البرتغالي الفذ، وأعرف أن الأدب العالمي ما كان ليصبح بشكله الذي عرفناه ونعرفه به لو كانت وصية كافكا احترمت فأحرقت مخطوطات كثيرة له.

من المنتقدين لقرار النشر بحسب تقرير "الغارديان" الكاتبة ميراندا فرانس، وهي المحررة الاستشارية لشؤون إسبانيا والبرتغال وأميركا اللاتينية في ملحق "التايمز" الأدبي فبعد قراءة أولى للرواية قالت إنها لاحظت أن ثمة فقراً نسبياً في معجم ماركيز الثري عادة، موضحة أنها وجدت تجربة القراءة مؤثرة، فـ"ثمة عناصر مما كان موجوداً من قبل، لكنني وجدت ذلك باعثاً للغاية على الحزن، لأنني شعرت أن السردية الأكمل غائبة". وتشعر بأن الخطر لا يتمثل فقط في أن الرواية "لا تمثل إضافة، وإنما في أنها قد تتسبب فعلياً في شيء من التشتيت" عن مجمل أعمال ماركيز "الهائل" من دون هذه الرواية.

ولعل أقرب ما كتب عن الرواية من "القراءة النقدية" الواجبة لعمل لماركيز هو ما كتبه كريس باور (فايننشال تايمز - 11 مارس 2024)، "تقدم الرواية بعض المتع بين الحين والآخر، لكنها بوضوح لم تكتمل، ففيها جمل معينة تجعلك تفهم لماذا أراد ماركيز التخلص منها. وتأملوا مثلاً هذا الحطام من الكليشيهات "لم تتردد للحظة. ولم تكن مخطئة في ذلك: فقد كانت ليلة لا تنسى. أعصى على النسيان مما كانت آنا ماغدلينا باخ لتتخيل". ما كان يمكن لغارثيا ماركيز الكاتب عظيم الطلاقة والتعقيد البنيوي أن يرغب في مغادرة سطور كهذه طاولة مكتبه، ووجود خمس مسودات من الرواية في أرشيفه شهادة على الفشل في حل مشكلاتها.

ويمضي باور في نقده، "أما عن شخصية آنا فإنها لا تكتسب الحياة مطلقاً، ولا يمضي وقت طويل حتى يقع غارثيا ماركيز في الخطأ الكبير لمؤلف ذكر يكتب عن شخصية أنثوية إذ يجعلها تتأمل جسمها، (بعد أن انتهت من تجفيف نفسها نظرت في المرآة مثنية على نهديها المستديرين المتماسكين حتى بعد الحمل مرتين). وعندما تجري كرية مزيل العرق على (إبطها الأملس حديث الحلاقة) أو حينما يحدث بعد ذلك وعلى نحو محير أن تربت على (ثدييها الجميلين) إثر كلمتي غزل، نشعر أننا حيال كاتب ذكر يحملق في إبداعه بدلاً من أن يسكنه".

وختم حديثه، "أتصور أن رواية (حتى أغسطس) تأتي في منزلة بين منزلتي حقيبة بيسوا ومخطوطات كافكا، فلا هي أول الغيث، ولا هي الكفيلة بتغيير وجه الأدب، فقد أقام ماركيز صورته الأدبية في حياته وانتهى الأمر، وأقامها قبل وقت طويل للغاية من إصابته بالخرف، بل ربما قبل وقت غير قليل من فوزه بنوبل، فلم يعد لكتاب ضعيف يصدر في حياته، أو كتاب غير مكتمل يصدر بعد وفاته أن يغير من هذه الصورة، إنما هي هدية من القبر يهديها ماركيز لمحبيه، وأحسب أنهم في كل الحالات ممتنون لذلك.

عنوان الكتاب: Until August

تأليف: Gabriel Garcia Marquez

الناشر: Penguin Books Ltd

اقرأ المزيد

المزيد من كتب