Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"آنسة": فيلم يقدم استعارة مرعبة لتجربة الزواج في عائلة ملكية

في الفيلم الخيالي الجديد الذي يتصدر قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على المنصة، تلعب ميلي بوبي براون دور فتاة تتزوج لعائلة ملكية ثرية ليكون مصيرها أن تصبح طعاماً لتنين. هناك كثير من الواقعية بين طيات هذه القصة المضخمة المناهضة للقصص الخيالية التقليدية

ميلي بوبي براون بينما تستعد لتصبح أحد أفراد العائلة المالكة في فيلم "آنسة" على نتفليكس (نتفليكس)

ملخص

ليس فيلم "آنسة" تحفة فنية. لقد قدمت السينما عروضاً أفضل لتجربة ما يعنيه أن تكون شخصاً غريباً يتزوج من أحد أفراد عائلة ملكية. لكن ما يجب قوله هو ذلك التشابه المضخم في الفيلم الذي تعرضه "نتفليكس". على عكس البطلة المظلومة والمحاصرة التي تجسدها براون، ربما لم يتم إلقاء ميغان وديانا أمام تنين. ولكنهما - بطريقة ما- تعرضتا لذلك

في نهاية الجزء الأول من فيلم "آنسة" Damsel تقول الشخصية التي تجسدها أنجيلا باسيت: "قد يكونون ملكيين، لكن هذا لا يجعلهم أشخاصاً صالحين". توجه حديثها إلى ابنة زوجها إيلودي - التي تلعب دورها ميلي بوبي براون نجمة مسلسل ’أشياء غريبة’ Stranger Things -  قبل زواجها المرتب من أمير غني. بعد بضعة مشاهد، نرى إيلودي تقدم كأضحية تلقى في مخدع تنين. بمعنى آخر، فإن تعبير "ليسوا أشخاصاً صالحين"، أقل من الحقيقة بكثير.

هناك مفارقة ملفتة للنظر، وإن كانت سطحية، في حقيقة أن إصدار فيلم "آنسة" يتزامن مع زوبعة القلق والارتباك ونشر نظريات المؤامرة حول مكان وجود أميرة ويلز وعافيتها. بالطبع، حتى أكثر وجهات النظر تطرفاً حول الظروف الحالية لـ كيت لا ترقى ولو بدرجة قليلة إلى إلقاء اللوم على تنين. لكنها مصادفة مؤسفة، وتحرض على التفكير لا محالة. لأن الفيلم، على رغم كل عيوبه كعمل خيالي، يعتبر استعارة تقشعر لها الأبدان وصريحة لأخطار الزواج من فرد في عائلة ملكية.

للتوضيح، لا يشير الفيلم إلى أن عائلة أوريا، التي تتميز بطبيعتها القاتلة والحفاظ على ذاتها هي بأي شكل من الأشكال نموذج لعائلة وندسور. إنهم أفراد من عائلة مالكة وهمية في عالم خيالي مبتكر (على كل حال، بالنسبة إلى جانب اللكنات، فهم يتحدثون بلهجات تذكرنا باللغة الإنجليزية للملكة).  رأس العائلة، الملكة إيزابيل العنيدة التي تلعب دورها روبين رايت، ليس لها مثيل في العالم الحقيقي، ولا حتى خطيب إيلودي الأمير الذي يلعب دوره نيك روبنسون بنوع من التواطؤ الاستسلامي (لا أتحدث هنا عن نيك روبنسون بالطبع). ومع ذلك، هناك كثير في "آنسة" الذي يعكس العالم الحقيقي. فالأخطار المترتبة على الزواج لعائلة ملكية موثقة جيداً، يكفي أن ننظر إلى شهادات الأميرة ديانا، أو دوقة ساسكس الحالية، ميغان، لتكوين فكرة عن مدى تقييد الحياة داخل "المؤسسة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الواقع، خلال النصف ساعة الأولى من فيلم "آنسة"، يبدو أن المعضلة المتكشفة تعكس تجارب الحياة الواقعية للأميرات الملكيات المحتملات. إيلودي، امرأة مستقلة تعشق المغامرة، توافق على الزواج بناء على طلب والدها (يجسده راي وينستون) لأن المهر سينقذ وطنها من الخراب. عندما تصل للمرة الأولى إلى منزل القلعة الفخمة لآل "أوريا" نعتقد أنها تواجه تهديداً قابلاً للتصديق تماماً: تناقص الحرية الشخصية. تقف على شرفتها وتتبادل النظرات مع امرأة أخرى في شرفة مماثلة في الجهة المقابلة. وبعدما تبادلهما الابتسامات، تستدعى المرأة الأخرى، ويقال لها إن "الجميع ينتظرون". يتبين أنها هي الأخرى ضحية لهذه المؤسسة الملكية التي تغذي التنانين. ضحية تعاني مصير أكثر فظاعة من مصير إيلودي. لكن هنا، قبل أن نعرف ذلك، فإن المعنى الضمني أكثر دقة. كل ما نعرفه هو أن هناك شيئاً غريباً، أن هاتين المرأتين في الشرفتين المتقابلتين محبوستان في قفص من الرفاهية، غير قادرتين على التحرك أو التواصل بحرية.

لا يمض وقت طويل بعد ذلك، حتى نرى في أحد المشاهد الشخصية التي تؤديها باسيت وهي تحاول مناقشة شروط زواج ابنة زوجها مع الملكة إيزابيل، لكن ترفض محاولتها والتقليل من شأنها.  انعكاسات العالم الواقعي هنا واضحة، على رغم القصص الأسطورية: شخصية باسيت، ابنة صانع حبال تزوجت من شخص يفوق مستواها الاجتماعي، تعامل كدخيلة غير جديرة بمكانها ويتم استبعادها بسبب خلفيتها البروليتارية (نسبياً). بالنظر إلى كل ما زعمه ميغان والأمير هاري عن معاملتهما من العائلة الملكية البريطانية، فإن المشهد قابل للتصديق بشكل كبير. كما أن الديناميكيات العنصرية غير المعلنة -  بوجود باسيت كامرأة سوداء وسط عائلة ملكية ذات أغلبية بيضاء - تزيد من حدة هذا التفاوت.

ليس فيلم "آنسة" تحفة فنية. لقد قدمت السينما فحوصاً أكثر دقة وعمقاً لتجربة ما يعنيه أن تكون شخصاً غريباً يتزوج من أحد أفراد عائلة ملكية - يمكنكم العثور على أعمال أفضل من فيلم ’سبنسر’ Spencer للمخرج بابلو لارين الذي جسدت فيه كريستين ستيورات شخصية ديانا التعيسة التي يمزقها القلق. لكن ما يجب قوله هو ذلك التشابه المضخم في الفيلم الذي تعرضه "نتفليكس". على عكس البطلة المظلومة والمحاصرة التي تجسدها براون، ربما لم يتم إلقاء ميغان وديانا أمام تنين. ولكنهما - بطريقة ما- تعرضتا لذلك.

فيلم "آنسة" متاح للمشاهدة الآن على منصة "نتفليكس".

© The Independent

المزيد من سينما