Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دعوات إقليمية وعالمية لوقف إطلاق النار في غزة

نتنياهو "مصر" على اقتحام رفح ورئيسة المفوضية الأوروبية تؤكد أن القطاع يواجه مجاعة

أطفال يقفون بجانب أنقاض مسجد الفاروق، الذي دمر خلال القصف الإسرائيلي، في رفح جنوب قطاع غزة في 17 مارس 2024 (أ ف ب)

ملخص

رئيسة المفوضية الأوروبية تقول إن غزة تواجه مجاعة ولا بد من وقف إطلاق النار سريعاً ونتنياهو أن إسرائيل لن تترك الفلسطينيين محاصرين في رفح

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الأحد إن غزة تواجه مجاعة وهو أمر لا يمكن قبوله. ودعت إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار.

وأضافت للصحافيين عقب توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة "غزة تواجه المجاعة ولا يمكننا قبول ذلك".

وأردفت "من المهم التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار الآن، بما يؤدي إلى تحرير الرهائن والسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة".

وقال السيسي إن مصر وقادة الاتحاد الأوروبي اتفقوا على رفض أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، وأضاف "اتفقنا والقادة الأوروبيون على رفض شن إسرائيل عملية عسكرية في رفح بما سيضاعف من الكارثة الإنسانية التي يعانيها المدنيون بالقطاع، فضلاً عن آثار تلك العملية على تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما ترفضه مصر جملة وتفصيلاً".

وتأتي تصريحات السيسي ورئيسة المفوضية الأوروبية في أعقاب الإعلان عن حزمة تمويل بقيمة 7.4 مليار يورو (8.1 مليار دولار) من الاتحاد الأوروبي لمصر، إضافة إلى رفع مستوى العلاقات معها في إطار حملة لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا، وهي الحملة التي تتعرض لانتقادات من جماعات حقوق الإنسان.

دعوة أردنية

من جهته، دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال استقباله المستشار الألماني أولاف شولتز الأحد في مدينة العقبة الساحلية (جنوب) إلى "وقف فوري ودائم لإطلاق النار" في قطاع غزة المحاصر والمستمر منذ أكثر من خمسة أشهر.

وقال الديوان الملكي في بيان إن الملك عبدالله أكد خلال لقائه شولتز في العقبة (328 كيلومتراً جنوب عمان) "ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في القطاع".

كما أكد "أهمية تكثيف الجهود لحماية المدنيين، وتوفير المساعدات الإنسانية للقطاع بشكل كاف ومستدام وإيصالها بكل الوسائل الممكنة"، محذراً من "الأوضاع الإنسانية المأسوية في غزة، والتي تستدعي جهوداً مضاعفة لمنع تفاقمها".

وباتت المجاعة تهدد معظم سكان القطاع المحاصر والمدمر، البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، وفق الأمم المتحدة.

كما حذر الملك من خطورة "وقف الدعم المقدم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وتداعياته الخطرة على قطاع غزة والضفة الغربية والأردن".

وجدد تأكيد "رفض الأردن لأية محاولات للتهجير القسري للفلسطينيين بالضفة الغربية وغزة، ولمحاولات الفصل بينهما".

وأكد "ضرورة التصدي للعنف الذي يمارسه المستوطنون المتطرفون بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، والانتهاكات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس".

 

 

وبحسب البيان، حذر الجانبان من "خطورة الهجوم الإسرائيلي على رفح، الذي سيفاقم الأزمة الإنسانية في غزة"، كما بحثا في "دور الاتحاد الأوروبي وجهوده في تحقيق السلام".

ووصل المستشار الألماني إلى المملكة مساء السبت ومن المقرر أن يتوجه الأحد إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ونظيره بنيامين نتنياهو، كما أعلن الناطق باسم المستشار الألماني شتيفن هيبشترايت الجمعة في برلين.

وأكد الناطق "وجودنا بجانب إسرائيل لا يتزعزع لكننا نطالب أيضاً باحترام كل مبادئ القانون الدولي".

وشاركت طائرة عسكرية ألمانية السبت للمرة الأولى بإلقاء مساعدات إنسانية جواً فوق غزة بالاشتراك مع طائرات أردنية وأميركية ومصرية. وقال الجيش الأردني في بيان إن طائرة عسكرية ألمانية شاركت الأحد أيضاً في إلقاء مساعدات.

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق نفذته حركة "حماس" التي تسيطر على القطاع، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وتؤكد إسرائيل أنه ما زال في غزة 130 رهينة، يعتقد أن 32 منهم لقوا مصرعهم، من بين نحو 250 خطفوا في الهجوم.

رداً على هجوم "حماس"، توعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة، وأطلقت حملة عسكرية خلفت دماراً هائلاً و31645 قتيلاً معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة.

"سنمكنهم من المغادرة"

بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد إن إسرائيل لن تترك المدنيين المحاصرين في رفح عندما تبدأ هجومها المتوقع منذ فترة طويلة على المدينة الواقعة في جنوب غزة، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني.

وقال خلال تصريح صحافي في القدس مع المستشار الألماني أولاف شولتز "لن نفعل هذا (العملية) بينما نبقي السكان محاصرين في أماكنهم. في الواقع، سنفعل العكس تماماً سنمكنهم من المغادرة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي إسرائيل، دعا المستشار الألماني أولاف شولتز الأحد إلى "اتفاق حول الرهائن وإلى وقف دائم لإطلاق النار" في قطاع غزة، وذلك عقب اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس.

وقال المستشار الألماني "يجب التوصل إلى اتفاق حول الرهائن وإلى وقف دائم لإطلاق النار"، مؤكداً أنه يتفهم "عائلات الرهائن التي تقول إن الوقت حان للتوصل إلى اتفاق لإنقاذ المحتجزين".

وكان شولتز قد قال في وقت سابق إن أي هجوم إسرائيلي سيجعل السلام الإقليمي "صعباً للغاية".

وشدد نتنياهو الأحد على أن أي اتفاق سلام في غزة يضعف إسرائيل ويجعلها غير قادرة على الدفاع عن نفسها في مواجهة جيران عدائيين لن يكون مقبولاً.

وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز في القدس، إن أي اتفاق سلام محتمل "يضعف إسرائيل ويجعلها غير قادرة على الدفاع عن نفسها"، سيكون خطوة "إلى الوراء وليس إلى الأمام" على مسار السلام، مجدداً تأكيد وجوب أن تكون "المسؤوليات الأمنية" في غزة بيد إسرائيل.

"دعوة غير ملائمة"

قال نتنياهو لشبكة "سي أن أن" الأحد إن تعليقات زعيم الغالبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر التي حث فيها على إجراء انتخابات في إسرائيل غير ملائمة على الإطلاق.

وكان شومر قد دعا في خطاب ألقاه في المجلس يوم الخميس إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، وقال إن نتنياهو يمثل عقبة أمام السلام. وشومر مؤيد لإسرائيل بقوة منذ زمن طويل وهو أكبر مسؤول أميركي يهودي منتخب.

وقال نتنياهو خلال مقابلة "سي أن أن"، "أعتقد أن ما قاله غير مناسب تماماً، من غير الملائم الذهاب إلى ديمقراطية شقيقة ومحاولة استبدال القيادة المنتخبة هناك".

 

 

 

وعكس خطاب شومر الإحباط المتزايد في واشنطن من نتنياهو وإدارته للحرب في غزة وعدم بذل مزيد من الجهد لحماية المدنيين الفلسطينيين والسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع. وتصاعدت الانتقادات الدولية للدعم الأميركي لإسرائيل بسبب حصيلة القتلى وأزمة الجوع في غزة.

وقال شومر إن رفض إسرائيل حل الدولتين سيكون "خطأ فادحاً"، وحث المفاوضين في الصراع بين إسرائيل وغزة على بذل كل ما في وسعهم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتحرير الرهائن وإدخال المساعدات إلى غزة.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة إن تعليقات شومر تعكس مخاوف العديد من الأميركيين، واصفاً التصريحات بأنها "خطاب جيد".

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي الأحد إن بايدن يرى أن الأمر متروك لإسرائيل لاتخاذ قراراتها المتعلقة بسياستها الداخلية.

وأضاف كيربي لبرنامج "فوكس نيوز صنداي"، "نحترم سيادة الشعب الإسرائيلي، الرئيس يرى أن الأمر متروك للشعب الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية لتحديد ما إذا كانت ستجرى انتخابات جديدة وموعد ذلك".

وفي بيان أصدره مكتبه رداً على مقابلة نتنياهو مع شبكة "سي أن أن"، قال شومر "إنه أمر جيد أن نرى بدء نقاش جادة الآن بخصوص سبل ضمان أمن إسرائيل وازدهارها في المستقبل بمجرد هزيمة حماس".

رفض الضغوط الدولية

وفي إسرائيل، عبر نتنياهو اليوم الأحد عن رفضه للضغوط الدولية، وقال إن الجيش الإسرائيلي سيتوغل في رفح، آخر مدينة آمنة نسبياً في قطاع غزة بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحرب.

وحث حلفاء إسرائيل نتنياهو أكثر من مرة على عدم شن هجوم على رفح من دون وجود خطة لحماية المدنيين. ويلوذ برفح أكثر من مليون نازح قدموا من مناطق أخرى من القطاع المدمر.

وانتقد عضو الكونغرس عن الحزب الجمهوري مايكل مكول، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، خطاب شومر الذي أدلى به يوم الخميس عن نتنياهو.

وقال مكول لبرنامج "فوكس نيوز صنداي"، "لا تتحدث عن إطاحة حكومة في (دولة) ديمقراطية"، واصفاً تصريحات شومر بأنها "غير ملائمة على الإطلاق" و"محرجة".

كما انتقد شومر أيضاً الفلسطينيين الذين يؤيدون حركة "حماس"، وقال كذلك إن على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يتنحى.

وأشار أيضاً إلى إمكان استخدام واشنطن نفوذها إذا لم تغير إسرائيل مسارها، ومع ذلك لم يذهب إلى حد اقتراح خطوة يدافع عنها بعض الديمقراطيين، وهي تقديم تشريع ينص على أن يكون تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة شرطاً لكي تقدم الولايات المتحدة أسلحة لإسرائيل.

وشرد الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة كل سكان القطاع تقريباً وعددهم 2.3 مليون نسمة، كما جعلهم على شفا المجاعة وسوى معظم مباني القطاع بالأرض وأودى بحياة أكثر من 31 ألف شخص، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، كما أدت الحملة الإسرائيلية إلى توجيه اتهامات لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.

وتنفي إسرائيل اتهامات الإبادة الجماعية وتقول إنها تدافع عن نفسها بعد هجوم "حماس" عليها في السابع من أكتوبر والذي تفيد بأنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز العشرات رهائن في غزة.

مقتل أكثر من 13 ألف طفل 

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم الأحد إن أكثر من 13 ألف طفل لقوا حتفهم في غزة جراء الهجوم الإسرائيلي، مضيفة أن العديد منهم يعانون من سوء تغذية حاد وليس لديهم "حتى الطاقة للبكاء".

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل لشبكة "سي بي أس" اليوم الأحد "لقد أصيب آلاف آخرون أو لا نستطيع حتى تحديد مكانهم، ربما يكونون محاصرين تحت الأنقاض، لم نشهد هذا المعدل من الوفيات بين الأطفال في أي صراع آخر في العالم تقريباً".

وأضافت "لقد كنت في أجنحة الأطفال الذين يعانون من فقر الدم الحاد وسوء التغذية، والجناح بأكمله هادئ تماماً، لأن الأطفال والرضع ليس لديهم حتى الطاقة للبكاء".

وأشارت راسل إلى أن هناك "تحديات بيروقراطية كبيرة للغاية" أمام دخول شاحنات المساعدات إلى غزة.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط