Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أطفال الضواحي أكثر عرضة للإصابة بالربو

رصد إصابات بين صفوف الصغار الذي يسكنون خارج المدن الكبرى في أستراليا

منظر لجسر ميناء سيدني محاط بالضباب الدخاني أثناء حرائق الغابات في ديسمبر (رويترز)

ملخص

كشفت دراسة حديثة في أستراليا عن تأثر سكان الضواحي وخصوصاً الأطفال بشكل أكبر بالربو من أبناء المدن

في أستراليا، تبين أن الأطفال الذين يعيشون في ضواحي المدن الكبرى أكثر عرضة بمرتين، مقارنة بأقرانهم الذين يسكنون داخل المدن، وفق دراسة جديدة كشفت عن تفاوت مفاجئ وصادم في مستوى الصحة.

وطوال سنوات، كان يعتقد أن العيش في المدن التي تختنق بالتلوث الناجم عن المصانع والسيارات يتسبب بارتفاع في حالات الربو.

ولكن دراسة جديدة صدرت نتائجها، الأربعاء الماضي، تكشف أنه وبناء على معلومات مستقاة من التعداد السكاني في أستراليا لعام 2021 فإن عوامل أخرى من بينها الوضعان الاجتماعي والاقتصادي، ربما تؤدي دوراً أكبر في الإصابة بهذه الحالة الصحية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستخدم باحثون من "معهد تيليثون كيدز" و"جامعة كيرتن" في أستراليا مجموعة نماذج افتراضية إحصائية حديثة وصوراً مأخوذة بواسطة الأقمار الاصطناعية كي يرسموا خريطة تبين توزع إصابات الربو في صفوف الأطفال عبر أربع مدن أسترالية رئيسة: سيدني، وملبورن، وبريسبان، وبيرث.

ووجدت الدراسة أنه مع التوجه بعيداً من المناطق المزدحمة من قلب المدينة، ازدادت إصابات الربو بدلاً من أن تتناقص.

وتطرق إلى النتائج الباحث الرئيس في الدراسة والبروفيسور المشارك إيوان كاميرون من "معهد تيليثون كيدز"، فقال إنه "من نواح عدة، كان من المفاجئ مدى التشابه بين جميع المدن" الأسترالية.

وأضاف "وجدنا أنه في كل مدينة، ساد الاتجاه نفسه من إصابات الربو، ويتمثل في تزايد شهدته معدلات الانتشار التي بدأت قليلة في الضواحي الداخلية للمدن الأكثر ثراء وأخذت ترتفع كلما تقدمنا نحو الضواحي الخارجية للمدن الأكثر فقراً".

وتبين للباحثين أن معظم السكان داخل المدن ينعمون بعيشة أكثر رخاء، في حين يكابد سكان المناطق الخارجية منها أشكالاً من الحرمان الاجتماعي والاقتصادي، وذلك في رأيهم [الباحثين] عامل مهم يفسر على أقل تقدير نصف التباين في انتشار إصابات الربو بين المناطق داخل المدن وخارجها.

وأوضح الدكتور كاميرون "بحسب دراسات سابقة تناولت هذه الحالة الصحية، فإن خطر الإصابة بالربو يرتبط ارتباطاً قوياً بعوامل اجتماعية واقتصادية عدة، من بينها الضغوط العائلية المزمنة [اضطراب في الحالة المستقرة المفترضة لنظام الأسرة مثل البطالة، والطلاق، والوفاة، والإدمان...]، والمستوى الرديء للسكن، والعوامل الغذائية السيئة، والسمنة".

وتابع شارحاً "وتشمل هذه العوامل ارتفاع معدلات الضغوطات العائلية المزمنة ورداءة الأحوال السكنية، بما في ذلك الرطوبة ومواقد الغاز السيئة التهوية، فضلاً عن العوامل المتصلة بنوعية الغذاء والسمنة".

كما أشار إلى أن "سكان المناطق ذات الأحوال الاجتماعية والاقتصادية المتدنية، وكثير منهم لا يملكون بيوتاً بل يقطنون مساكن مستأجرة، يفتقرون في الغالب إلى الوسائل اللازمة للتخفيف من وطأة هذه المشكلات، وربما يحصلون على دعم أقل في الرعاية الصحية الخاصة بمعالجة الربو".

ويصيب الربو، وهو داء مزمن يلازم المصاب به مدى الحياة ويؤدي إلى تضخم وتضيق المسالك الهوائية التنفسية، 8.7 في المئة من الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين سنة واحدة و14 سنة في أستراليا، في واحد من بين أعلى معدلات إصابات الربو في العالم. ومعروف أن 6.5 في المئة من الأطفال حول العالم مصابون بالربو.

عموماً، تتمتع أستراليا بجودة هواء أفضل مقارنة مع أجزاء كثيرة من العالم، ولكن مع ذلك، فإن حرائق الغابات المتزايدة والطقس القاسي قد أديا إلى تلوث الهواء في السنوات الأخيرة. في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وفي خضم حرائق الغابات المستعرة، تراجعت جودة الهواء في سيدني إلى أدنى مستوياتها بحسب "مؤشر جودة الهواء"، وكانت المدينة لفترة وجيزة أكثر تلوثاً من دلهي الهندية [من أكثر مدن العالم تلوثاً].

ووجد الباحثون أن عوامل بيئية عدة من قبيل تلوث الهواء في الأماكن الخارجية والتقلبات في الأحوال المناخية قد أدت دوراً أيضاً [في التباين بين المناطق في معدلات إصابات الربو في أوساط الأطفال]، فقد تبين أن سكان المناطق التي تواجه تقلبات كبيرة في درجات الحرارة اليومية أكثر عرضة للإصابة بالربو.

وقال الدكتور كاميرون "وجدنا أن البيئة تسهم في إصابات الربو، فالأماكن التي تشهد تغيرات كبيرة في درجات الحرارة اليومية يزداد فيها عادة خطر الإصابة بالربو"، مضيفاً أن أحوال الطقس المتطرفة من شأنها أن تشكل عاملاً مؤثراً في تحفيز نوبات الربو.

ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تساعد الحكومة في تقديم الدعم المستهدف حيث تشتد الحاجة إليه.

وأوضح الدكتور كاميرون أن "هذا التفشي تحديداً قد كشفت النقاب عن كثير من هذه التفاوتات الصحية بين المناطق الأكثر ثراء ونظيرتها الأكثر فقراً في البلاد"، لافتاً "تكشف دراستنا أنه ما زال يتعين علينا القيام بجهود كثيرة كي نمنح الأطفال بداية متساوية في الحياة".

وهكذا، "عبر الكشف عن أعلى مستويات خطر الإصابة بالربو، وبدرجة عالية من الدقة تصل إلى قياس حجم الحالات في الأحياء السكنية، نستطيع أن نحدد المناطق الحكومية المحلية التي تحتاج إلى القدر الأكبر من الدعم"، بحسب شرح الدكتور كاميرون.

ومفاد ذلك، بحسب الدكتور كاميرون، "أنه يسعنا توجيه التدخلات [الصحية والاجتماعية والاقتصادية] والسياسات الداعمة لمساعدة السكان الأكثر حاجة إليها، وحيث تترك الوقع الإيجابي الأكبر".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة