Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل لا تزال أسوار القصور الملكية تحمي السرية؟

مزيد من الشفافية من العائلات المالكة أصبح ضرورة لمواجهة الإشاعات وحروب مواقع التواصل

في ظل اتساع نطاق مواقع التواصل لم يعُد ممكناً للقصور الملكية أن تتكتم على أسرارها (اندبندنت عربية)

ملخص

إذا كان المثل الشائع يقول إن "البيوت أسرار"، فإن القصور الملكية أكثر تكتماً وحرصاً على سرية ما يدور فيها وما يتعلق بسكانها من عائلات مالكة، لكن خلال الأعوام الأخيرة لم يعد الأمر كذلك.

غصت وسائل الإعلام البريطانية اليوم الثلاثاء بصور للملك تشارلز الثالث وهو يستقبل بعض قدامى المحاربين في الحرب الكورية بقصر باكينغهام لمناسبة الذكرى الـ70 على الحرب.

وتأتي الصور بعد يوم من نفي القصر الملكي البريطاني والسفارة البريطانية في روسيا أنباء تم تداولها على صفحة "تيليغرام" التابعة لصحيفة "فيدوموستي" الروسية واسعة الانتشار بأن الملك البريطاني توفي فجأة بعد ظهر أمس الإثنين، وانتشرت الإشاعة على نطاق واسع ووضعت بعض المواقع صورة "مفبركة" لبيان من القصر الملكي البريطاني يعلن الوفاة.

وكان القصر الملكي أعلن من قبل إصابة الملك تشارلز الثالث بالسرطان، عقب إجراء جراحة في البروستات في وقت سابق، ومنذ ذلك الحين أيضاً انتشرت تعليقات حول صحة الملك، لكنها لم ترقَ إلى حد ما نشرته مواقع التواصل المرتبطة بوسائل الإعلام الروسية هذا الأسبوع.

 

ونشرت وسائل الإعلام البريطانية اليوم أيضاً صوراً لولي العهد البريطاني ويليام أمير ويلز، وهو يضحك خلال زيارته منطقة شيفيلد في سياق دحض الإشاعات حول صحة زوجته أميرة ويلز كيت ميدلتون. وكانت صحيفة "ذا صن" نشرت في عطلة نهاية الأسبوع ما قيل إنها أول صورة لأميرة ويلز وهي تتسوق مع زوجها ويليام من محل بمزرعة في ويندسور.

وبمجرد نشر صورة كيت وويليام، انهالت التعليقات على مواقع التواصل تشكك في الصورة بين من يقول إن من فيها "شبيهة كيت" ومن يكذب الصورة كلية. ولم يقتصر انتشار تفسيرات المؤامرة على بريطانيا، وإنما كان الانتشار أكثر في الولايات المتحدة. وأكدت غالبية وسائل الإعلام البريطانية اليوم أن الصورة للأميرة وتظهر فيها باسمة مع زوجها الأمير ويليام.

مؤامرات واعتذارات واتهامات بعدم الشفافية

منذ أجرت أميرة ويلز جراحة في البطن في يناير (كانون الثاني) الماضي بعد أيام من عيد ميلادها الـ42، وأخبارها لا تنقطع عن مواقع التواصل، وبذلك عن الإعلام التقليدي. وانتشرت تفسيرات مؤامرة في ظل غياب أي بيانات واضحة من القصر الملكي، وبدأ بعضهم حتى من الكتاب والمعلقين يتهم القصر الملكي البريطاني بعدم الشفافية.

وفي ظل اتساع نطاق انتشار الإنترنت ومواقع التواصل لم يعُد ممكناً للقصور الملكية التي اعتادت أن تحمي أسرارها داخل أسوارها أن تتكتم على الأخبار. ونتيجة عدم سرعة الكشف بشفافية يصبح لدى الناس شكوك تتحول إلى إشاعات يجري تضخيمها، حتى إن بعضهم على مواقع التواصل توقع أن تكون الأميرة في وضع صحي خطر إن لم تكن توفيت.

وزاد من التكهنات أن وكالات الصور سحبت صورة لكيت ميدلتون هي وأولادها لمناسبة "عيد الأم" في وقت سابق من هذا الشهر بعد اكتشاف أن الصورة "خضعت لتعديل من المصدر". وصدر بيان اعتذار من أميرة ويلز اعترفت فيه بتعديل الصورة، مبررة ذلك بأنها "مثل المصورين الهواة جربت تحرير الصورة بالمعالجة الرقمية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن ذلك لم يوقف الإشاعات ونظريات المؤامرة على الإنترنت في بريطانيا وأميركا وحول العالم، وبحسب مسح أجرته شبكة "سكاي نيوز" البريطانية فإنه قبل نشر صورة عيد الأم بيوم، أي في التاسع من مارس (آذار) الجاري، كان ذكر كيت مدلتون على موقعي "فيسبوك" و"إنستغرام" عند رقم 2600 مرة.

وفي اليوم التالي لنشر الصورة، أي في الـ11 من هذا الشهر، وصل عدد مرات ذكرها إلى 128 ألف مرة، ومما زاد من التفسيرات والتعليقات ما قامت به أكبر وكالة صور "غيتي إيماجز"، اليوم بتعديل التعليق التحريري على صورة للملكة الراحلة إليزابيث الثانية صدرت عن قصر كينزينغتون، مقر أمير وأميرة ويلز، في أبريل (نيسان) 2023 وقالت الوكالة إن الصورة خضعت لمعالجة من المصدر.

 

مع ذلك، تظل الثقة الجماهيرية بالعائلة المالكة البريطانية غير متضررة كثيراً بكل تلك الإشاعات والتعليقات والجدل حول الشفافية كما يشير أحدث استطلاع أجرته مؤسسة "يو غوف" ونشرت نتائجه اليوم، إذ قال أكثر من نصف من شملهم الاستطلاع إنهم تابعوا ما ينشر على مواقع التواصل عن غياب الأميرة، ومع ذلك يثقون بما يصدر عن القصر الملكي من بيانات.

هل ما زالت "القصور أسراراً"

إذا كان المثل الشائع يقول إن "البيوت أسرار"، فإن القصور الملكية أكثر تكتماً وحرصاً على سرية ما يدور فيها وما يتعلق بسكانها من عائلات مالكة، لكن خلال الأعوام الأخيرة لم يعُد الأمر كذلك، وأصبحت أسرار القصور إما مادة للصحافة ووسائل الإعلام أو موضوعاً مثيراً للتعليقات على مواقع التواصل. قديماً كانت أسوار القصور العالية وضيق دائرة المعارف للعائلات القاطنة فيها تحمي أسرار تلك العائلات، لكن اليوم ومع اتصال الجميع على شبكة واحدة عبر الإنترنت، بخاصة على هواتفهم الذكية، أصبح إخفاء الأسرار أمراً صعباً إن لم يكُن مستحيلاً.

ليس هذا فحسب، بل إن إطلاق الإشاعات ونظريات المؤامرة ينتشر في لحظة بين مئات الملايين حول العالم، وحتى إن لم يكُن لذلك أي ظل من الحقيقة، فإنه يمثل ضغطاً على العائلات الملكية وسكان القصور لتوضيح الحقائق.

ومع ذلك تظل القاعدة لدى العائلات الملكية والحاكمة حول العالم ألا يعلق أي من أفرادها على أي أنباء تتعلق بالسلوك الشخصي لأي من أفراد تلك العائلات، ولا تضطر القصور إلى إصدار بيانات إلا في الأمور الحساسة كما حدث مع إشاعة وفاة ملك بريطانيا، وأحياناً على نحو غير مباشر مثل صور أميرة ويلز كيت مدلتون.

لكن أسراراً أخرى تظل مادة للتداول من دون توضيح من القصور حيالها، وإحدى تلك الإشاعات ما يتم تداوله الآن في شأن خيانة ولي عهد الدنمارك الأمير فريدريك لزوجته الأميرة ماري مع العارضة المكسيكية جينوفيفا كازانوفا. وطبعاً لم يعلق الأمير ولا الأميرة ولا القصر الملكي الدنماركي على تلك الإشاعات.

أما الفضيحة التي نالت قدراً واسعاً من الانتشار، فهي ما يتعلق بالملكة ليتيزيا زوجة ملك إسبانيا فيليب السادس، فبعد نحو 20 عاماً من الزواج، كشف عشيق سابق لها عن علاقة بينهما تشير إلى خيانتها زوجها حين كان ولياً للعهد مع زوج أختها وقتذاك.

فبنهاية العام الماضي نشر رجل الأعمال جيم دل بيرغو على حسابه في موقع "إكس" نص رسالة عشق من الملكة ليتيزيا حين كانت أميرة، تكشف عن علاقة غرامية حميمة بينهما. وكان دل بيرغو تزوج من شقيقة الملكة تيلما في 2012 قبل أن يتطلقا بعد عامين.

ومع أن دل بيرغو مسح التغريدة بعد ذلك، إلا أنه يصر على أن كل حرف فيها صحيح. وبالطبع لم يصدر أي تعليق منذ ذلك الحين على ما كشف عنه دل بيرغو سواء من الملك أو الملكة أو من قصر الحكم في إسبانيا، ومع ذلك لم تتوقف الإشاعات والتعليقات حتى الآن.

المزيد من متابعات