Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتين يتعهد حماية مناطق روسية حدودية من القصف الأوكراني

بوريل سيقترح استخدام 90 في المئة من عوائد أصول موسكو المجمدة بأوروبا لتسليح كييف

بوتين متحدثاً في الكرملين، الأربعاء 20 مارس الحالي (أ ب)

ملخص

تشدد أوكرانيا التي خرج جيشها ضعيفاً بعد فشل هجومه المضاد الصيف الماضي، على أنها بحاجة ماسة إلى الأسلحة والذخيرة لمواجهة الهجمات الروسية، مؤكدة أنها قادرة على احتوائها في حال حصولها على ما يكفي من الذخائر.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء إن روسيا ستضمن أمن مناطقها الحدودية التي تتعرض للقصف بشكل متكرر من أوكرانيا.
وأضاف في اجتماع مع نشطاء في الكرملين أن روسيا لديها خططها الخاصة بشأن كيفية الرد لكنها لن تهاجم السكان والأهداف المدنية في أوكرانيا.
وذكر في تصريحات بثها التلفزيون أن "المهمة الأساسية هي ضمان الأمن. هناك أساليب مختلفة هنا، وهي ليست سهلة لكننا سنفعل ذلك".

قصف روسي

في موازاة ذلك، قتل مدنيان الأربعاء في قصف روسي قرب مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا التي تشهد ضربات شبه يومية على ما أفاد حاكم المنطقة أولكسندر بروكودين فيما أدت هجمات ليلية إلى إصابة أشخاص عدة في وسط البلاد الشرقي.
وقال بروكودين عبر تلغرام إن الجيش الروسي "هاجم سيارات عدة فيها مدنيون" قرب خيرسون ما أدى إلى مقتل رجلين.
وفي منطقة دنيبروبيتروفسك، أدت ضربات ليلية إلى سقوط ستة جرحى بينهم مراهقان في الثالثة عشرة والخامسة عشرة على ما أفاد الحاكم المحلي سيرغي ليساك عبر تلغرام حيث نشر صوراً لمنازل مدمرة جزئياً.
وأصيب رجل في السابعة والعشرين في قصف مدفعي قبل ظهر الأربعاء في نيكوبول على ما أضاف المسؤول نفسه. وتقع هذه المدينة على ضفة نهر دنيبرو الفاصل بين القوات الروسية والأوكرانية في المنطقة.
وفي شمال شرق أوكرانيا، استُهدفت منطقة سومي الحدودية مع روسيا بـ136 عملية قصف خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بحسب وزارة الداخلية الأوكرانية. وأدت هذه الضربات إلى مقتل رجل الثلاثاء وإلى أضرار في أبنية مدنية.
وتكثفت الضربات الروسية بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة في هذه المنطقة، مع تعزيز قوات موسكو ضغوطها وتصديها لتوغلات مسلحين انطلاقاً من الأراضي الأوكرانية ولا سيما من منطقة سومي.
ويؤكد الجيش الروسي أنه يصد محاولات توغل تنفذها مجموعات تقول إنها تضم مواطنين روس معارضين للرئيس فلاديمير وبتين.
وتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الثلاثاء، عن "عدوان وترهيب" تمارسه موسكو على منطقة سومي. وقال إن "الجيش الروسي يحاول تحويل بلداتنا الحدودية إلى رماد".

سيطرة على بلدة جديدة

وأعلنت روسيا، أمس الثلاثاء، سيطرتها على بلدة جديدة في شرق أوكرانيا، في تقدم جديد أحرزته موسكو على حساب الجيش الأوكراني الذي يفتقر إلى العديد والعتاد بسبب نفاد المساعدات الغربية.

وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعيد انتخابه لولاية جديدة من ستة أعوام في انتخابات يؤكد أنها أظهرت وحدة الروس خلف هجومه على أوكرانيا المجاورة، أجهزته الأمنية "بمعاقبة" المقاتلين المناهضين لموسكو الذين كثفوا هجماتهم على الأراضي الروسية الحدودية، أخيراً.

وهدفت الهجمات عبر الحدود إلى التأثير على الانتخابات الرئاسية التي أجريت بين الجمعة والأحد، وأفضت إلى تحقيق بوتين فوزاً كبيراً في غياب المعارضة التي تعرضت لحملة قمع واسعة على مدى الأعوام الماضية.

مواصلة التقدم

في الميدان، يواصل الجيش الروسي التقدم في دونباس بشرق أوكرانيا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، أن قواتها "حررت بلدة أورليفكا" و"حسنت" مواقعها في المنطقة.

 

وتقع البلدة شمال غربي مدينة أفدييفكا التي سيطرت عليها موسكو في فبراير (شباط)، في تقدم تحقق إثر إلحاق دمار كبير فيها، وكشف الصعوبات التي تواجهها كييف في ميدان المعركة.

ونهاية فبراير الماضي، أقرت القوات الأوكرانية بتخليها عن قرية لاستوشكيني المجاورة، مؤكدة أنها ستتراجع خلف خطوط الجبهة الجديدة في أورليفكا لاحتواء التقدم الروسي.

وعلى رغم الخسائر التي مني بها في مراحل مختلفة من هجومه في أوكرانيا، بات الجيش الروسي يتقدم بشكل تدريجي لا سيما في أفدييفكا وشاسيف يار الواقعة إلى الشمال منها، وهي بلدة رئيسة انسحب منها الجيش الأوكراني بعد سقوط باخموت في مايو (أيار) 2023.

المساعدات العسكرية الأميركية

وتشدد أوكرانيا التي خرج جيشها ضعيفاً بعد فشل هجومه المضاد الصيف الماضي، على أنها بحاجة ماسة إلى الأسلحة والذخيرة لمواجهة الهجمات الروسية، مؤكدة أنها قادرة على احتوائها في حال حصولها على ما يكفي من الذخائر.

وتعاني أوكرانيا حالياً من تبعات توقف المساعدات العسكرية الأميركية منذ أشهر، مع قيام الجمهوريين في الكونغرس بعرقلة حزمة ضخمة من المساعدات طلبتها إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن.

واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين، أن أن قراراً سريعاً من الكونغرس الأميركي في شأن الإفراج عن هذه المساعدة يرتدي "أهمية كبرى".

تطالب إدارة بايدن منذ أشهر بحزمة جديدة لكييف تشمل 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية. وقد وافق عليها مجلس الشيوخ ذو الغالبية الديمقراطية لكنها لا تزال عالقة في مجلس النواب في ظل خلافات مع الجمهوريين الحلفاء لدونالد ترمب.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الثلاثاء، "ما يفاجئنا هو أنه لم يتم اتخاذ القرار بعد. نقترب من نهاية مارس (آذار) وما زالت النقاشات مستمرة".

 

وأوضح أن بلاده لا ترفض بالمطلق اقتراحاً طرحه ترمب، يقوم على منحها هذه المساعدات بشكل قروض بدلاً عن هبات، لكنه أكد أنها تحتاج إلى الحصول على تفاصيل إضافية في شأن ذلك.

وكرر زيلينسكي، الثلاثاء، طلب الحصول على أنظمة دفاع جوي للتصدي لمئات الطائرات المسيرة والصواريخ التي تطلقها روسيا على أوكرانيا، معتبراً أن هذه الأنظمة صنعت "لإنقاذ الأرواح لا ليتكدس عليها الغبار في المستودعات".

واشنطن لن تسمح بهزيمة أوكرانيا

وحاولت الولايات المتحدة الطمأنة على لسان وزير دفاعها لويد أوستن ووعدت، الثلاثاء، بأنها "لن تسمح بهزيمة أوكرانيا".

من جهتها أعلنت بريطانيا، الثلاثاء، أنها ستستضيف اجتماعاً للزعماء الأوروبيين في 18 يوليو (تموز)، يتمحور خصوصاً حول دعم أوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مكتب رئيس الوزراء ريشي سوناك إن اجتماع المجموعة السياسية الأوروبية سيعقد في قصر بلينهايم، ويتوقع أن يشارك فيه حوالى 50 رئيس دولة وحكومة. وشدد رئيس الحكومة البريطانية على طرح قضايا عدة "من وضع كامل ثقلنا لدعم أوكرانيا إلى وقف تهريب الأشخاص والهجرة غير النظامية".

وإضافة إلى عرقلة المساعدات العسكرية الأميركية، تتأخر الأوروبية منها في ظل محدودية قدراتها القارة الصناعية.

اقتصاد الحرب

وتواجه أوكرانيا أيضاً مشكلة التجنيد في هذه الظروف العسكرية الصعبة.

على العكس انتقل الكرملين إلى اقتصاد الحرب، من خلال تخصيص جزء كبير من ميزانيته وصناعته للإنتاج العسكري.

من جهتها، تؤكد موسكو أن آلاف الروس يلتحقون شهرياً بالجيش، مما يسمح له بتجديد صفوفه بعد خسائره الفادحة. لكن روسيا لا تزال بعيدة عن تحقيق خرق وتواجه تصاعد الهجمات على أراضيها.

وكثفت الوحدات المسلحة التي تدعي أنها مؤلفة من روس مناهضين لبوتين، هجماتها عبر الحدود في الأيام الأخيرة. وفي أسبوع واحد، قُتل 16 شخصاً وأصيب 100 في منطقة بيلغورود الروسية الحدودية، وفقاً للسلطات المحلية.

وأعلنت الأخيرة، الثلاثاء، إجلاء "نحو تسعة آلاف" طفل. وقال ممثل عن هؤلاء المقاتلين المناهضين لموسكو للتلفزيون الأوكراني إن أحد أهدافهم العسكرية "هو إجبار القوات (الروسية) على التراجع من الجبهة إلى الحدود للدفاع عنها".

وطالب بوتين من جهاز الأمن الفيدرالي، وهو الجهاز المسؤول أيضاً عن حدود البلاد، بـ"معاقبة" هؤلاء المهاجمين، واصفاً إياهم بـ"القمامة" و"الخونة". وقال "سينالون عقابهم مهما طال الزمن وأينما وجدوا".

كما قدمت روسيا، الثلاثاء، قائداً جديداً لأسطولها البحري هو الأدميرال ألكسندر مويسييف بعد التعرض لهجمات متعددة بطائرات بحرية من دون طيار وصواريخ أوكرانية أدت إلى إغراق أو تخريب عديد من سفنها في البحر الأسود.

أصول روسيا المجمدة

قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، إنه سيقترح أن يستخدم الاتحاد الأوروبي 90 في المئة من عوائد الأصول الروسية المجمدة في أوروبا لشراء أسلحة لأوكرانيا من خلال صندوق مرفق السلام الأوروبي.

 

وأضاف بوريل للصحافيين في بروكسل أنه سيقدم مقترحاً رسمياً لحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، قبيل قمة زعماء الاتحاد الأوروبي يومي الخميس والجمعة المقبلين.

وبموجب خطة بوريل، ستذهب عوائد الأصول مثل مدفوعات الفائدة إلى مرفق السلام الأوروبي، وهو صندوق خارج الميزانية يقدم مساعدات عسكرية لدول خارج الاتحاد الأوروبي ويُستخدم بشكل أساسي لدعم أوكرانيا.

وأشار بوريل عن قيمة العوائد المتوقعة من هذا المقترح، "هذا المبلغ المالي، ثلاثة مليارات (يورو) سنوياً، ليس حتى استثنائياً. لكنه ليس بالقليل". وقال مسؤولون إن قمة زعماء الاتحاد الأوروبي لن تتخذ على الأرجح قراراً في شأن اقتراح بوريل وإنما ستعقد مناقشة أولية في شأنه.

ويوجد نحو 70 في المئة من كل الأصول الروسية المجمدة بالغرب في هيئة الإيداع المركزية للأوراق المالية البلجيكية (يوروكلير)، التي بحوزتها ما يعادل 190 مليار يورو من الأوراق المالية والنقدية المختلفة للبنك المركزي الروسي.

وقال بوريل إنه سيقترح كذلك تحويل 10 في المئة المتبقية إلى ميزانية الاتحاد الأوروبي لاستخدامها في تعزيز قدرة صناعة الدفاع الأوكرانية.

وأفاد مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، بأن من المرجح أن تدر الأصول الروسية المجمدة في الاتحاد الأوروبي أرباحاً تتراوح بين 15 و20 مليار يورو بعد خصم الضرائب حتى عام 2027، اعتماداً على أسعار الفائدة العالمية.

وأكد بوريل أن الاقتراح يقضي باستخدام أرباح الأصول الموجودة في أوروبا بدلاً من الأصول نفسها.

وكان المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من بين الزعماء الذين أيدوا فكرة استخدام تلك العوائد لتقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

المزيد من دوليات