Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تفجير بيوت رداع… جرح حوثي جديد في وجدان اليمنيين

مع توالي الإدانات الرسمية والشعبية تعيد صرخات الموت المقارنة بين غزة واليمن

سبق للميليشيات تفجير 19 بيتاً لبني جرموز في أرحب قبل سنوات عدة، كسلوك عرفوا به عند سيطرتهم على مناطق تقع بها منازل خصومهم (أ ب)

ملخص

اعتبرت الحكومة اليمنية على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني أن "الجريمة تكشف حقيقة ميليشيات الحوثي التي تدعي تحركها لنصرة غزة، بينما تهدم منازل اليمنيين فوق رؤوس ساكنيها من النساء والأطفال".

"عائشة أنت بخير؟" عبارة تحولت إلى "ترند" يمني متداول على نطاق واسع وهي جملة رددها أحد أقرباء الضحايا مخاطباً زوجته العالقة تحت أنقاض منزله في مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن وهو يضرب بهلع شديد ما بقي من الجدار المنهار في منزله بصخرة صغيرة عله يفتح ثغرة للحياة لشريكة عمره العالقة تحت الركام.

وبينما يتمكن الرجل المكلوم من إحداث ثغرة بمساعدة شخص آخر، يأتي الرد من عائشة بصوت متقطع: "أيوه أنا بخير".

صراخ الرجل المفجوع على عائشة وثقتها عدسة هاتف محمول رصدت الهلع والمأساة التي حلت بالمكان في شهر رمضان، وهو المقطع الذي تداوله ناشطون وصحافيون وحقوقيون على نطاق واسع في حين تصرخ عناصر الميليشيات شعارهم المستوحى من النظام الإيراني "الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل" ترجمة لجرح جديد يعلق في قلوب اليمنيين وأهل رداع التابعة لمحافظة البيضاء (شرق اليمن).

"عمل فردي"

الحادثة التي تسبت في مقتل 11 شخصاً وإصابة 18 آخرين معظمهم من النساء والأطفال كانوا يسكنون منازل طينية متجاورة في مدينة رداع اليمنية التابعة لمحافظة البيضاء، أثارت ردود فعل منددة رسمية واسعة وغضباً حكومياً وشعبياً واسعاً وتنديداً أوروبياً وسط مساعي الجماعة الموالية لإيران للتنصل منها ووصفها بـ"العمل الفردي".

لعل أكثر المقاطع صدمة كشفها مقطع متداول يظهر خلاله مسن تم إجلاؤه من قبل الأهالي من تحت الركام وقد غطاه الغبار تعلو وجهه ملامح الصدمة والأسى عاجز عن الكلام، ويبادر منقذ آخر بتقديم قارورة ماء لكنه يرفض الشرب ليذكر المنقذين بأنه صائم.

في مشهد آخر يصرخ أحد المنقذين وهو يقف إلى جوار ضحايا لفظوا أنفاسهم الأخيرة بأحد المستشفيات ويرفع عنهم غطاء ليظهروا مهشمي الرؤوس ويصرخ مصدوماً "أخبروا العالم كيف عملوا بنا" في إشارة للميليشيات الحوثية التي انتهجت تفجير البيوت وسيلة لفرض سطوتها القمعية على المدنيين.

حاول الحوثيون التهرب من الجريمة مع محاولة احتوائها، إذ أقرت وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها بواقعة تفجير منازل المواطنين على رؤوس ساكنيها وقالت "إن الحادثة جاءت نتيجة خطأ من قبل بعض رجال الجماعة في أثناء تنفيذ حملة أمنية لملاحقة بعض المواطنين الذين هاجموا دورية حوثية في وقت سابق مما أدى إلى مقتل اثنين من المسلحين (الحوثيين)".

وأشارت إلى أنها قامت "بتشكيل لجان ميدانية مستعجلة للتحقيق في تفاصيل الحادثة التي حصلت في مديرية رداع بمحافظة البيضاء، وضبط الجناة المتورطين في الحادثة وإحالتهم للعدالة".

بين غزة واليمن

استدعت الواقعة عقد مقارنة بين ما يجري في قطاع غزة واليمن في ظل زعم الحوثيين مناصرة الفلسطينيين في الحرب التي تشنها إسرائيل بحقهم.

ووصف عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح ما حدث بأنه يضاهي ما يفعله الإسرائيليون في غزة ومن دون مراعاة لحرمة شهر رمضان أو تعاليم الإسلام أو تقاليد وأعراف اليمنيين أو المبادئ الإنسانية.

وإزاء ذلك تعهد صالح أن "دماء اليمنيين التي أراقها الحوثي لن تقيد ضد مجهول"، معتبراً أنها "استمرار في النهج الإرهابي والطائفي لميليشيات تتشدق بالدين، وهو منها بريء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبها، اعتبرت الحكومة اليمنية على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني أن "الجريمة تكشف حقيقة ميليشيات الحوثي التي تدعي تحركها لنصرة غزة، بينما تهدم منازل اليمنيين فوق رؤوس ساكنيها من النساء والأطفال".

وقبالة مساعي الحوثيين للتنصل عن الجريمة، كونها "تصرفاً فردياً" من قبل عناصرها، قال الإرياني إن "الميليشيات تخطط لتقديم عدد من عناصرها في مدينة رداع (كبش فداء) لامتصاص الغضب الشعبي، والتغطية على تورط قياداتها العليا في تلك الجريمة النكراء وذر الرماد على العيون".

وأضاف أن الحملة المسلحة التي ارتكبت الجريمة مكونة من مدرعات وعربات خرجت من العاصمة المختطفة صنعاء، بأوامر مباشرة من قيادات أمنية عليا في ميليشيات الحوثي الإرهابية، وضمت فريقاً هندسياً مجهزاً بأدوات التفجير أوكلت له مهمة زرع المتفجرات حول منازل (آل ناقوس، وآل الزيلعي) وتفجيرها.

وأكد الوزير اليمني أن سياسة تفجير المنازل وتهجير سكانها ليست عملاً فردياً وإفراطاً في استخدام القوة، كما حاول بيان ميليشيات الحوثي تصويرها، بل هي منهج وسلوك وأسلوب اتخذته الميليشيات منذ الانقلاب لإرهاب المواطنين، والانتقام من المناهضين لمشروعها الانقلابي.

كما نددت وزارة حقوق الإنسان في الحكومة الشرعية بـ"الجريمة" التي "تستدعي من كافة المنظمات الدولية والمحلية المعنية بحقوق الإنسان العمل على رصد وتوثيق هذه الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بحق المدنيين وإيصالها للرأي العام وكل الهيئات الأممية تمهيداً لملاحقة هذه الميليشيات الإرهابية".

ودعت الوزارة في بيانها مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان والمنظمات الدولية إلى إدانة الانتهاكات الخطرة والجسيمة الحوثية بحق المدنيين في مدينة رداع ومحافظة البيضاء ومختلف المدن اليمنية والعمل على توفير الحماية الكاملة للمدنيين.

وتوالت الإدانات المحلية ببيان للتحالف الوطني للأحزاب السياسية الذي قال إن "ممارسات الحوثي ضد اليمنيين، والاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين، كأنهما ينهلان من نفس المورد ويتعلمان من بعضهما فنون التنكيل والإجرام والإبادة".

واعتبر التحالف هذه "الجريمة المروعة ما هي إلا سلسلة وامتداد لنهج وسلوك الحوثيين الدموي المألوف والممتد على مدى السنوات الماضية وفي كل ربوع اليمن من دون أدنى اكتراث لحرمة الزمان في شهر رمضان وهي تجسيد حقيقي لطبيعة الميليشيات وبيان وجهها الكالح من دون مواربة".

وأشار إلى أن "هذه الجريمة النكراء مثال واضح يكشف حقيقة هذه الميليشيات الإرهابية التي ما فتئت تدعي حرصها وتعاطفها ومناصرتها للشعب الفلسطيني، بينما تمارس بحق اليمنيين السلوك ذاته الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الشقيق وبنفس الوحشية والغطرسة والاستكبار".

ودعا بيان صادر عن منظمة "سام" للحقوق والحريات والمركز الأميركي للعدالة، إلى ضرورة فتح تحقيق عاجل، وتقديم كل الأفراد المتورطين إلى العدالة الجنائية.

انتقام مضاعف

ومساء الأحد الماضي، قام شاب من قبيلة الزيلعي بنصب كمين مستهدفاً قوات حوثية وسط مدينة رداع، لمقتل أخيه قبل عام برصاص مرافقي المشرف الحوثي المستهدف في هذا الكمين، قتل على أثره شقيق المشرف الأمني الحوثي المدعو أبوحسين الهرمان وشخصان كانا معه لتباشر الميليشيات بمحاصرة منطقة الشاب الزيلعي وقامت بتفجير منزله وسبعة منازل مجاورة له.

وجددت هذه الحادثة الصادمة بقصص حوادث مماثلة سبق ونفذتها الجماعة الحوثية كنهج دخيل استمدته بحسب مراقبين من تجارب النظام الإيراني وأذرعه في المنطقة.

وسبق للميليشيات تفجير 19 بيتاً لبني جرموز في أرحب قبل عدة سنوات، كسلوك عرفوا به عند سيطرتهم على مناطق تقع بها منازل خصومهم.

المزيد من تقارير