Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تستعجل إنهاء حرب السودان والعودة لمسار التحول الديمقراطي

بيرييلو يؤكد استمرار العقوبات وملاحقة مرتكبي الجرائم

أمل المبعوث توم بيرييلو استئناف مفاوضات إنهاء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع (رويترز)

ملخص

أكد بيرييلو مواصلة مساعيه من خلال جولته الإقليمية الحالية بغرض استئناف مفاوضات الوصول إلى وقف إطلاق النار، في موازاة ضرورة إسراع الخطى من أجل الحل السلمي الذي يضع حداً وينهي الكارثة الإنسانية ويؤسس لسلام مستدام في السودان.

أمل المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو استئناف مفاوضات إنهاء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بغرض إحلال السلام في نهاية شهر رمضان الحالي، وأوضح المبعوث الأميركي أن مهمته سيبني خلالها على جهود الشركاء في مختلف أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط من أجل وضع حد للحرب والأزمة الإنسانية والأعمال الوحشية التي شهدها السودان منذ اندلاع الصراع.

 

إسراع الخطى

وأكد بيرييلو مواصلة مساعيه من خلال جولته الإقليمية الحالية بغرض استئناف مفاوضات الوصول إلى وقف إطلاق النار، في موازاة ضرورة إسراع الخطى من أجل الحل السلمي الذي يضع حداً وينهي الكارثة الإنسانية ويؤسس لسلام مستدام في السودان. وشدد بيرييلو، في مؤتمر صحافي افتراضي، على أن الوضع على الأرض ينزلق ويتفاقم بشدة وسرعة مما يستوجب الوصول إلى عملية السلام الآن وحالاً، مجدداً التزام الولايات المتحدة العمل على نحو عاجل لوضع حد للصراع والانتهاكات المترتبة عليه، وإنهاء هذه الحرب، محدداً أولوياته في إنهاء العنف وتوصيل المساعدات الإنسانية وتمكين السودانيين من تحقيق الانتقال المدني الديمقراطي.

وأكد، أيضاً، أن الولايات المتحدة تعمل مع الشركاء الإقليميين بالمنطقة لتسريع الجهود الإقليمية والداخلية لجلب الأطراف المؤثرة للتفاوض في القاهرة والمنامة، "ونأمل في أن يتواصل، في رمضان، التفاوض مع جميع الأطراف، ويمكن لقادة الجيش والدعم السريع أن يجلسوا بواسطة فاعلين دوليين أو إقليميين".

إجماع إقليمي

وأشار المبعوث الأميركي إلى أنه لمس إجماعاً إقليمياً على ضرورة إنهاء هذه الحرب وتدارك الأوضاع المتدهورة والفظائع المستمرة قبل أن تصل إلى مرحلة اللاعودة، محذراً من تدهور الوضع الإنساني أكثر مما هو عليه الآن مع اقتراب موسم الخريف والأمطار، مما يرفع من حدة الوضع الطارئ مع بداية المجاعة وأشياء فظيعة أخرى مثل العبودية. ولفت بيرييلو إلى أنه استمع إلى مجموعة واسعة من الأطراف بصفة عامة، من الشباب والنساء وبعض من سماهم الشجعان ممن لم يكن يسمع صوتهم، بغرض الوصول إلى تفاوض يشمل جميع الأطراف الفاعلة لمساعدة السودانيين على بناء جيش قوي مهني ومحترف.

ضمن سلسلة لقاءات له في العاصمة المصرية القاهرة، بحث بيرييلو مع وفد ضم رئيس "حزب المؤتمر السوداني" عمر يوسف الدقير، ونائبة "رئيس حزب الأمة" القومي مريم الصادق المهدي، والناشط اليساري الشفيع خضر، في كيفية تنسيق الجهود لوقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية ودور القوى السياسية المدنية في إحلال السلام المستدام بالسودان.

استمرار العقوبات

وأكد المبعوث الأميركي، في الوقت عينه، أن العقوبات الأميركية على الأشخاص والمؤسسات وشركاء الحرب داخل وخارج السودان، ومن طرفي الحرب، كان لها تأثير فعال وواضح في مسار القتال، وباتت الأطراف تدرك رغبة الولايات المحتدة في القضاء على هذه الانتهاكات، مشيراً إلى استمرار العقوبات وملاحقة المجرمين المذنبين بالانتهاكات الجنسية ضد النساء وغيرها من العنف الجنسي والعرقي.

وتابع "لن نهدأ حتى نرى وقفاً لهذا النزاع بالحوار، مع صعوبة الإجماع، لكن حان الوقت لصمت السلاح والإسراع لقطع الطريق على الفظائع وما نشاهده من محاولات عودة المتشددين، حتى تتاح الفرصة للسودانيين لتحديد مصيرهم وطموحاتهم في دولة الحرية والديمقراطية، وليس بوصول عناصر متشددة إلى السلطة وكراسي الحكم".

وفي القاهرة أيضاً، بحث بيرييلو مع وزير الخارجية المصري سامح شكري جهود واتصالات مصر مع الأطراف السودانية المختلفة، والقوى الدولية والإقليمية والمنظمات الأممية والدولية، لتأكيد ضرورة وقف التصعيد والتوصل إلى اتفاق مستدام لإطلاق النار، والحفاظ على تماسك الدولة السودانية، إضافة إلى حث المجتمع الدولي على توفير المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة للمحتاجين في السودان.

مخاوف متنامية

وعن مخاوف من عودة قادة النظام السابق، قال "لا نريد أن تكون هناك فرصة لعودة عناصر متشددة إلى السلطة بل تهيئة الفرصة لجميع السودانيين ولا سيما المجتمع الأهلي السوداني، لتحديد مصير البلاد والعمل بصورة جدية لتلبية تطلعات الشعب في الديمقراطية المدنية ومساعدته في تحقيق طموحاته الديمقراطية والحرية"، وشكك في جدية نوايا من وصفهم بالمتشددين تجاه عملية السلام.

قطع الطريق

وعن التقارير عن بروز دور إيراني في صراع السودان، أوضح المبعوث الأميركي أن الولايات المتحدة تراقب عناصر التطرف خوفاً من انحدار الوضع إلى الأسوأ، وتحول الصراع إلى حرب إقليمية، مما يتطلب فعلاً استعجال إنهائها قبل توسعها على نحو خارج السيطرة أو نقطة اللاعودة، "وعلى شركاء الحرب أن يدركوا انتباه العالم لفظائع الحرب وأن هناك نتائج، والعقوبات موجودة، ويمكن أن تتواصل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الأثناء، دعت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا غرينفيلد إلى اتخاذ إجراءات سريعة لوقف الحرب المستمرة في السودان، لضمان تدفق المساعدات وحماية المدنيين وتحقيق العدالة لضحايا جرائم الحرب.

الصمت الدولي

وطالبت غرينفيلد، أمام جلسة مجلس الأمن الأخيرة، القادة الإقليميين والعالميين بدعوة الأطراف المتحاربة بصورة علنية واضحة لا لبس فيها لاحترام القانون الإنساني الدولي وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، منتقدة الصمت الدولي حيال الأزمة السودانية، وقالت إن على المجتمع الدولي أن يعمل لإنهاء هذا الصراع الذي لا معنى له، مما يستوجب على أصحاب النفوذ الدفع بالأطراف المتحاربة نحو السلام. وأكدت غرينفيلد أن بلادها تعمل لتوحيد اللاعبين المعنيين حول الهدف المشترك المتمثل في منع تفكك السودان، ما من شأنه أن يغذي عدم الاستقرار في جميع أنحاء منطقة القرن الأفريقي.

قيادة مع الشركاء

وكان قرار تعيين توم بيرييلو مبعوثاً أميركياً خاصاً للسودان قد وجد ترحيباً من الحكومة السودانية، واعتبرته جزءاً من مساعي الولايات المتحدة للمساهمة في التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية يؤدي إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام في السودان.

ووفق الخارجية الأميركية، يقوم المبعوث الخاص بتنسيق السياسة الأميركية في شأن السودان وتعزيز الجهود الرامية إلى إنهاء الأعمال العدائية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق، ودعم الشعب السوداني في سعيه إلى تحقيق طموحاته بالحرية والسلام والعدالة.

ونص قرار تعيين بيرييلو مبعوثاً خاصاً، في الـ26 من فبراير (شباط) الماضي، "بأنه سيعمل على تمكين القادة المدنيين السودانيين وقيادة مشاركتنا مع الشركاء في أفريقيا والشرق الأوسط والمجتمع الدولي لوضع مقاربة موحدة تضع حداً لهذا النزاع الخالي من المحتوى، وتجنب مزيد من الفظائع وتعزيز المساءلة عن الجرائم التي سبق ارتكابها ".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات