Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدب الروسي الجريح

يخلص مراقبون إلى أن لعملية موسكو الإرهابية تداعيات ستتجاوز حدود البلاد

ضباطان روسيان في موقع هجوم مسلح على قاعة مدينة كروكوس (أ ف ب)

ملخص

العملية الإرهابية في موسكو هي الأكبر منذ حادثة الاعتداء الإرهابي على مدرسة في قرية بيسلان جنوب روسيا في سبتمبر عام 2004.

لا تزال أبعاد وتبعات عملية موسكو الإرهابية المفجعة تتوالى في ظل أخبار تتحدث عن هول ونتائج العملية الإرهابية الدامية التي جرت في العاصمة الروسية قبل ليلتين داخل مجمع كروكوس التجاري ومسرح احتفالات موسيقية.

وتذكر المصادر أن 143 شخصاً قتلوا، بحسب مدير قناة روسيا اليوم حتى الآن، إضافة إلى عشرات الجرحى في العملية المفجعة التي استهدفت أبرياء داخل حفل موسيقي ومجمع تسوق تجاري، ولا تزال الأعداد مرشحة للزيادة، فيما أسفرت عمليات الملاحقة للإرهابيين عن اعتقال 11 متورطاً بينهم أربعة من المنفذين المباشرين للعملية.

والعملية هي الأكبر منذ حادثة الاعتداء الإرهابي على مدرسة بقرية بيسلان جنوب روسيا في سبتمبر (أيلول) عام 2004، إذ أسفرت تلك العملية المرعبة عن مقتل 320 ضحية بينهم نحو 200 تلميذ نفذها انفصاليون شيشان.

وأسفرت العملية عن إجراءات روسية بتشديد القبضة الأمنية على البلاد، وإحكام الكرملين قبضته على مفاصل القرار والسلطة في أنحاء روسيا كافة، حتى أتت عملية موسكو الأخيرة قبل ساعات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد سببت عملية كروكوس الإرهابية حرجاً كبيراً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعيد انتخابه قبل أيام للمرة الخامسة بنتيجة كبيرة حصد بها أكثر من 87 في المئة من الأصوات، وجاء انتخاب بوتين بناء على الانطباع الذي ولده طوال ربع قرن تقريباً من أنه الرجل القوي والقيصر الذي يمكن أن يحمي روسيا من أعدائها ويحافظ على وحدتها وقوتها كدولة عظمى في العالم.

لكن الحرج الأكبر سيطاول الجهاز الأمني والاستخباري الروسي الذي فشل في اكتشاف العملية وإجهاضها قبل وقوعها، على رغم تحذيرات أميركية لرعايا الولايات المتحدة بتجنب المجمعات التجارية والتجمعات الموسيقية تحديداً، وهو أمر يكشف مدى عدم الثقة الاستخباراتية بين الطرفين الروسي والأميركي من جهة، ويثير تساؤلاً حول قدرة الاستخبارات الأميركية على اختراق شبح تنظيم "داعش" الإرهابي الذي لم يعد له كيان سياسي في أي مكان بالعالم.

ويتوقع مراقبون أن تشدد السلطات الروسية الخناق على الأوضاع داخل البلاد، كما يتوقع المتابعون للحرب الأوكرانية تصعيداً روسياً على الجبهة لتلافي صدمة العملية التي تعد إخفاقاً واختراقاً أمنياً خطراً داخل موسكو التي يفترض أن تكون محصنة عن مثل هذا الهجوم الصارخ، وقد بدأت تقارير تلمح إلى تورط كييف في العملية بشكل أو بآخر، وهو تلميح يعتبره مراقبون تهيئة لتصعيد غير مسبوق في الحرب الروسية على أوكرانيا، في وقت تهدد فيه فرنسا بالتدخل المباشر على الأرض، وهو ما صرح به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مما يعني تدخلاً مباشراً للـ "ناتو" كتصعيد خطر للحرب الدائرة هناك.

يذكر أن القوات الروسية قصفت العاصمة الأوكرانية قبل عملية كروكوس بيوم واحد، وهو قصف مكثف لم يطل كييف بهذه الكثافة منذ أشهر، كما أن موسكو حققت انتصارات على الأرض شرق جارتها، وسيطرت على مناطق وقرى كانت تحت سيطرة القوات الأوكرانية وأبعدتها من لوغانسيك ودونيتسك التي ضمتها روسيا خلال الحرب الأخيرة.

وليس هذا وحسب، بل أعلنت موسكو أنها بصدد السيطرة على أراض أوكرانية جديدة كمناطق وقائية لحماية الأقاليم الشرقية التي ضمتها، وبالتالي فقد تستغل روسيا العملية الإرهابية ذريعة لتصعيد حاسم للحرب ضد كييف، في وقت يشهد الدعم الأميركي لقوات فولوديمير زيلينسكي تعقيدات برلمانية وحملات مناهضة للاستمرار في الدعم اللامحدود لأوكرانيا في الحرب، وتعالي أصوات جمهورية - ترمبية ضد دعم كييف في حربها مع موسكو.

ويخلص المراقبون والمتابعون إلى أن لعملية موسكو الإرهابية تداعيات تتجاوز المجمع التجاري وستصل تردداتها إلى خارج العاصمة، بل وإلى خارج روسيا نفسها.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء