Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حوادث التسلل تزيد توتر العلاقات الأردنية - الإسرائيلية

إسرائيل تقول إنها اعتقلت مسلحين يحملان بندقيتي كلاشينكوف بعد اجتيازهما الحدود والأردن يتابع للتأكد من صحة المعلومات

إسرائيل أعلنت في أغسطس الماضي عن عزمها بناء جدار لوقف محاولات التسلل وتهريب الأسلحة على طول حدودها مع الأردن (أ ف ب)

ملخص

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن المعتقلين يشتبه في تخطيطهما لتنفيذ هجوم كبير أول من أمس الجمعة قرب مستوطنة بتسيل في غور الأردن.

ردت وزارة الخارجية الأردنية على أنباء تداولتها وسائل إعلام عبرية حول اعتقال مسلحين أردنيين اجتازا الحدود نحو إسرائيل، بالقول إنها تتابع هذه الأنباء لتتأكد من صحتها وتفاصيلها.

لكن الحادثة جاءت في وقت حساس جداً تمر فيه العلاقة بين الطرفين بأدق مراحلها، وبموازاة أخطر قرار إسرائيلي في ما يخص الاستيلاء على أراض فلسطينية في منطقة الأغوار المحاذية للأردن، وهو قرار اعتبرته أوساط أردنية بمثابة تهديد للمملكة ديموغرافياً وسياسياً لم يسبق له مثيل منذ 30 عاماً، وخطوة إضافية للقضاء على حل الدولتين الذي تتمسك به الأردن بصفته يمثل مصلحة أردنية في مواجهة التوطين.

ويرتبط الأردن مع إسرائيل بثلاثة معابر هي الشيخ حسين وجسر الملك حسين ووادي عربة.

ليست الأولى

وقالت قناة "كان" العبرية إنه تم اعتقال مسلحين يحملان بندقيتي كلاشينكوف، بعد اجتيازهما الحدود الأردنية نحو الجانب الإسرائيلي، وتحديداً قرب قرية فصايل الفلسطينية، بعد اجتيازهما الحدود الأردنية.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن المعتقلين يشتبه في تخطيطهما لتنفيذ هجوم كبير أول من أمس الجمعة قرب مستوطنة بتسيل في غور الأردن.

وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، لكنها تشكل واحدة من مخاوف إسرائيل من الجبهة الأردنية، التي تقول تقديرات إسرائيلية إنها قد تشتعل عبر عمليات مسلحة وتهريب أسلحة في أية لحظة على وقع الحرب في غزة.

ففي يوليو (تموز) الماضي تسلل سبعة أشخاص من الحدود الأردنية، واعتقل خمسة منهم فيما تمكن اثنان من الدخول إلى العمق الإسرائيلي قبل أن يتمكنا من العودة للأراضي الأردنية.

 وسبق عملية التسلل هذه إحباط إسرائيل عملية تهريب كمية كبيرة من الأسلحة عبر الحدود الأردنية في منطقة الأغوار.

وفي 2021 ألقت السلطات الإسرائيلية القبض على أردنيين اثنين تسللا إلى إسرائيل في أعقاب المشاركة في المسيرة الحدودية الضخمة التي سميت بمسيرة العودة.

وشاب التوتر العلاقات الأردنية - الإسرائيلية في 2019 بعد اعتقال إسرائيل مواطنين أردنيين هما هبة اللبدي وعبدالرحمن مرعي، بعد أشهر من توقيفهما، وفي حينه سحبت الأردن سفيرها في إسرائيل احتجاجاً على هذا الإجراء.

أما العام الماضي فشهد اعتقال نائب أردني من قبل السلطات الإسرائيلية بتهمة تهريب أسلحة لدى دخوله معبر جسر الملك حسين بسيارته الخاصة.

ارتفاع كبير

يؤكد الكاتب والباحث الأردني علي سعادة أن معظم من يتسللون من الحدود مع الأردن إلى داخل الأراضي الفلسطينية، ليسوا مسلحين أو مقاومين وليسوا أردنيين وغالبيتهم من دول أفريقية منكوبة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشير سعادة إلى ارتفاع كبير في عدد المتسللين من الحدود الشرقية وفقاً لسلطة السكان والهجرة الإسرائيلية حيث شهد عام 2022 تسلل نحو 52 شخصاً، موضحاً أن كثيراً من المتسللين ينجحون في اجتياز الحدود دون أن تمسك بهم السلطات الإسرائيلية.

يفسر مراقبون ذلك بالتضاريس الصعبة في منطقة التلال الصفراء بين سهل نهر الأردن والسياج الإسرائيلي، حيث الأرض العميقة بين المتحدرات والأحراش التي تسمى المناطق الميتة ويصعب السيطرة عليها.

طائرات مسيرة

والأسبوع الماضي قال الجيش الأردني إن أنظمة رادار الدفاع الجوي رصدت تحركات جوية مريبة غير معروفة المصدر على الحدود مع سوريا.

وذكر شهود أن طائرات حربية حلقت فوق مدينة إربد الأردنية شمال المملكة ومناطق قريبة من المعبر الحدودي مع سوريا.

وقال الجيش إن سرباً من القوات الجوية حلق للتأكد من سلامة الأجواء الأردنية وعدم وجود تهديد، ولم يذكر مصدر التحركات.

لكن مراقبين يعتقدون أن طائرات مسيرة مصدرها الأراضي السورية حاولت دخول الأجواء الأردنية باتجاه إسرائيل، وذلك بعد أشهر فقط من مقتل ثلاثة جنود أميركيين وأصيب نحو 34 بعد هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة أميركية في الأردن قالت واشنطن إنه مرتبط بجماعات مسلحة متحالفة مع إيران.

نقاط جذب

ووسط مخاوف أمنية إسرائيلية - أردنية من تكرار حوادث التسلل، تشكل الحدود المشتركة نقاط جذب لآلاف المحتجين أسبوعياً، وهو ما دفع السلطات الأردنية إلى منع المسيرات التي تتوجه إلى الحدود، بخاصة مع وجود عشرات القرى الحدودية التي تخلو فيها مناطق الحدود من رقابة عسكرية وأمنية في الطرفين.

ويخشى الطرفان أن تؤدي حوادث التسلل هذه إلى تفجر الأوضاع في الضفة الغربية، فبعد أشهر من حرب تصريحات أردنية وانتقادات حادة لإسرائيل، لمس مراقبون انخفاضاً واضحاً في نبرة التصريحات الحكومية الرسمية التي بلغت أوجها الشهر الماضي ضد إسرائيل، بخاصة من قبل وزير الخارجية أيمن الصفدي، في مؤشر إلى رغبة عمان بالتهدئة الدبلوماسية.

وكانت إسرائيل أعلنت في أغسطس (آب) الماضي عن عزمها بناء جدار لوقف محاولات التسلل وتهريب الأسلحة على طول حدودها مع الأردن، التي تعتبر أطول حدود عربية مع إسرائيل وبطول 238 كيلومتراً.

 ويرصد معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ارتفاع نسبة تهريب الأسلحة منذ 2021 وحتى اليوم، فمن بين 98 محاولة استحوذت الحدود الأردنية على نحو 35 منها، وصادرت السلطات الإسرائيلية أكثر من 800 قطعة سلاح في الفترة المذكورة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي