Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ممنوعون من دخول أوروبا: 2.4 مليون بريطاني يعانون من فوضى بريكست

يعاني آلاف الراغبين في قضاء عطل خلال عيد الفصح الأمرّين إذ يرفض الاتحاد الأوروبي الاعتراف بجوازات السفر التي يزيد عمرها على 10 سنوات – وإذ يُصنَّف المسافرون البريطانيون الآن "رعايا بلدان أخرى" إلى جانب مواطنين من بلدان مثل فنزويلا وساموا

يُحظر على ملايين البريطانيين دخول الاتحاد الأوروبي بسبب قواعد تتعلق بجوازات السفر (رويترز)

ملخص

يتكبد أكثر من مليوني بريطاني مشكلات جمة حين السفر إلى أوروبا بسبب قيود ناجمة عن بريكست

يُمنَع ملايين البريطانيين من دخول الاتحاد الأوروبي بسبب قواعد تتعلق بجوازات السفر يُعمَل بها بسبب بريكست، ومن المتوقع أن تسبب فوضى للراغبين في عطل خلال عيد الفصح.

ومع بدء العطل فعلياً الخميس، يحمل ما يُقدَّر بنحو 2.4 مليون مسافر وثائق سفر لا يمكن استخدامها للقيام برحلات إلى الاتحاد الأوروبي بسبب تغيير طرأ على المتطلبات الخاصة بانتهاء الصلاحية.

فمنذ دخول بريكست حيز التنفيذ، بات على جوازات السفر البريطانية أن تحمل تاريخ إصدار يقل عن 10 سنوات يوم مغادرة حامليها إلى الاتحاد الأوروبي، ويجب أن يبقى أمامها ثلاثة أشهر على الأقل قبل حلول تاريخ انتهاء صلاحيتها يوم عودتهم المقررة. لكن ملايين جوازات السفر الصادرة قبل سبتمبر (أيلول) 2018 تحمل فترات صلاحية أطول.

ويشير تحليل أجرته "اندبندنت" إلى أن 200 شخص ممن يمرون عبر مطارات المملكة المتحدة كل يوم لا تحترم جوازات سفرهم هذه القاعدة، ومن المتوقع ألا يتمكّن الآلاف من تمضية عطل خلال العيد المقبل.

يأتي تغيير القواعد في أعقاب الاتفاق الذي أبرمته المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي في شأن بريكست، وهو تغيير يُدرِج البريطانيين في فئة "رعايا البلدان الأخرى" – إلى جانب رعايا فنزويلا وساموا – ذلك أن قواعد انتهاء صلاحية جوازات السفر تختلف عما كانت عليه عندما كانت المملكة دولة عضواً في الاتحاد. وهذا يعني أن البريطانيين يواجهون في المطارات والعبارات والقطارات المتجهة إلى أوروبا احتمال إعادتهم إلى بلادهم حتى لو كانوا قد سافروا سابقاً إلى الاتحاد الأوروبي بوثائق السفر نفسها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتُعَد عطلة عيد الفصح التي تستغرق 17 يوماً فترة مزدحمة في شكل خاص للمسافرين البريطانيين، ذلك أن ما يُقدَّر بنحو 6.4 مليون رحلة ستُسيَّر من المملكة المتحدة إلى أوروبا – بما في ذلك 1.6 مليون رحلة خلال العطلة الرسمية الواقعة في نهاية الأسبوع وحدها.

وشكّلت الصلاحية الأطول لجوازات السفر القديمة وسيلة مفيدة لتجنب إضاعة جزء مما تبقى من قابلية هذه الوثائق للاستخدام، إذ كان يمكن لحامليها تجديد صلاحيتها سلفاً لمدة تصل إلى تسعة أشهر من دون إضاعة أي يوم. لكن بعد تغيير القواعد، يختلط الأمر على كثيرين إذ يعتقدون بأن صلاحية جوازات سفرهم الحالية تمكّنهم من دخول الاتحاد الأوروبي لفترات أطول من الواقع.

مثلاً، سيُمنَع أي شخص يحمل جواز سفر صادر قبل 28 مارس (آذار) 2014 من الذهاب إلى أوروبا اليوم (الخميس)، حتى لو أن عدة أشهر لا تزال متبقية قبل انتهاء الصلاحية. ومن المحتمل أن تؤثر هذه القاعدة المربكة في كل شخص [بريطاني] صدر جواز سفره قبل سبتمبر 2018: أو ما يُقدَّر بنحو 32 مليون شخص.

وكانت المسافرة روث وايد أخيراً على وشك ركوب طائرة من مطار مانشستر إلى مطار زيورخ عبر بروكسل لحضور حفلة زفاف ابنها. لكنها مُنِعَت لأن جواز سفرها تجاوز الحد الأقصى المحدد عند 10 سنوات.

وأبلغت "اندبندنت" التالي "كنت قد سجلت بالفعل في الرحلة قبل 24 ساعة. وسلمت جوازات سفرنا عند المكتب. نظرت إلي الامرأة العاملة في 'خطوط بروكسل الجوية' وقالت: 'لا يمكنك السفر بجواز السفر هذا، لقد انتهت صلاحيته'.

"أجبتها: 'لا لم تنتهِ صلاحيته، لن تنتهي صلاحيته حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2024'. فقالت: 'تاريخ انتهاء الصلاحية لا يهم؛ لا يمكن استخدامه بعد 10 سنوات من تاريخ الإصدار'".

وكان جواز السفر قد تجاوز مهلة السنوات العشر قبل أيام.

وقالت السيدة وايد: "شعرت بالذهول. نظرت الامرأة إلى زوجي وقالت: 'يمكنك الذهاب لكن زوجتك لا تستطيع مرافقتك'.

"ولم تقدم أي نصيحة بخلاف القول إن نشرات الأخبار تعمم الأمر. أنا لا أستمع إلى نشرات الأخبار أو أشاهدها ولم أكن لأهتم باستصدار جواز سفر جديد لأن صلاحية جواز سفري كانت تنقضي بعد سبعة أشهر".

وتمكنت السيدة وايد من حجز موعد سريع في مكتب جوازات السفر الملكي بليفربول، ما تطلب دفع تكاليف إقامة في فندق وشراء تذكرتي سفر جديدتين.

"نحن بحاجة إلى الوصول إلى زيوريخ لنرى ابننا الذي سيتزوج. لقد اضطررنا إلى إعادة حجز تذكرتي سفر، وخسرنا المال الذي دفعناه ثمن التذكرتين الأوليين. الانزعاج والإحباط لا يعبران عما نشعر به".

يُذكَر أن بيانات رسمية تظهر أن مكتب جوازات السفر الملكي أصدر 706 آلاف جواز سفر في مارس 2014. ووفق تقديرات مستقلة، يعود نحو 500 ألف جواز سفر منها إلى بالغين، في حين أن 80 في المئة من جوازات السفر هذه قابلة للتجديد لأشهر إضافية.

مع صلاحية تساوي نحو 10 سنوات وستة أشهر لجوازات السفر هذه البالغ عددها 400 ألف، وتوافر مجال بالتالي يمتد لستة أشهر خلافاً للقاعدة الجديدة، يمكن أن يتأثر نحو 2.4 مليون جواز سفر.

وتتوقع المطارات بما في ذلك مطارات إدنبرة ونيوكاسل وبريستول بالفعل أن يكون عيد الفصح هذا الأكثر ازدحاماً على الإطلاق، إذ من المرجح أن يسافر مليونا شخص من المطارات البريطانية بين الجمعة العظيمة وعيد الفصح، معظمهم إلى الاتحاد الأوروبي ومنطقة شنغن الأوسع.

وستكون المسارات إلى جنيف مزدحمة للغاية بعشاق الرياضات الشتوية، في حين أن ملقة وأليكانتي وفارو وتينيريفي هي الوجهات الرائدة لقضاء عطل فصل الربيع المشمس.

ومن بين المدن المقصودة من الراغبين في تمضية عطل، تُعَد أمستردام وبرشلونة وباريس وروما الأكثر شعبية. وتُعتبَر دبي وأورلاندو ونيويورك الوجهات الرئيسية للرحلات الجوية ذات المسافات الطويلة.

نسبياً، يكون عدد الرحلات العائلية إلى أوروبا خلال عيد الفصح أكبر بكثير مقارنة بعدد الرحلات الأخرى: ذلك أن الموسم الرئيسي لتمضية العطل في تركيا لم يبدأ بعد، ولا تحظى مصر بشعبية خاصة لدى الراغبين في تمضية عطل قصيرة بسبب وقت الرحلة الجوية الطويل إلى هناك.

وتصر شركات الطيران على أن من مسؤولية الراكب ضمان امتثاله لقواعد السفر في الوجهة التي يختارها. ولن تدفع شركات التأمين على السفر تعويضات في مقابل الخسائر المتعلقة بمسائل صلاحية جوازات السفر.

وقال ناطق باسم الحكومة: "إن تجديد جواز سفركم عبر الإنترنت أو في مكتب للبريد سهل وسريع.

"ننصح عملاء شركات الطيران جميعاً بعدم حجز رحلات سفر من دون جواز سفر يلبي الحاجات الخاصة بسفرهم".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات