Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أميركيون في السجون الروسية

من بين هؤلاء مراسل لصحيفة "وول ستريت جورنال" ومدير تنفيذي في أمن إحدى الشركات سافر لقضاء إجازة ومواطنة مزدوجة الجنسية كانت في زيارة إلى ذويها في تتارستان

عنصر مشاة البحرية الأميركية تريفور ريد خلف القضبان في قاعة محكمة في موسكو، روسيا، الاثنين 20 يوليو 2020 (وكالة أنباء موسكو)

ملخص

أولئك الذين يصنفون على أنهم محتجزون ظلماً، يقوم بالإشراف على قضاياهم مبعوث خاص من وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الرهائن، الذي يعمل على تأمين إطلاق سراحهم. ويجب استيفاء معايير معينة لهذا التصنيف، بما في ذلك الدليل على أن الاعتقال استهدف الفرد بسبب جنسيته الأميركية أو كوسيلة للتأثير في سياسة الولايات المتحدة، أو انتزاع تنازلات منها.

صحافي في رحلة عمل في إحدى مدن جبال الأورال. مدير تنفيذي لأمن إحدى شركات سافر إلى موسكو لحضور زفاف. ومواطنة مزدوجة الجنسية عادت إلى مسقط رأسها في تتارستان لزيارة عائلتها. جميعهم مواطنون أميركيون وجميعهم يقبعون خلف القضبان في روسيا بتهم متفاوتة الخطورة.

مع تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن إلى حد أشبه بتوترات الحرب الباردة، أصبحت اعتقالات الأميركيين في روسيا متكررة بصورة متزايدة. وبينما تتهم واشنطن موسكو باستخدام مواطنيها كأوراق مساومة سياسية، يصر المسؤولون الروس على أنهم انتهكوا القانون.

وبالفعل جرت مبادلة بعضهم بمواطنين روس محتجزين في الولايات المتحدة، لكن بالنسبة إلى آخرين، لا تزال إمكانية إطلاق سراحهم في عملية مبادلة غير مؤكدة.

 وفي هذا السياق، قال بوريس بونداريف وهو دبلوماسي روسي سابق استقال بعد غزو موسكو أوكرانيا عام 2022: "يبدو الأمر وكأن موسكو، ومنذ قيامها بقطع غالبية قنوات التواصل مع واشنطن وعدم معرفة كيفية استعادتها بصورة صحيحة من دون أن تفقد ماء الوجه، تلجأ إلى استعمال ورقة الرهائن... أو في الأقل هذا ما يبدو الأمر عليه".

من هم الأميركيون المحتجزون؟

صادف الجمعة الماضي (الـ29 من مارس "آذار") مرور عام على اعتقال إيفان غيرشكوفيتش مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" البالغ من العمر 32 سنة والذي ينتظر المحاكمة في سجن ليفورتوفو سيئ السمعة في موسكو بتهمة التجسس.

اعتقل غيرشكوفيتش أثناء قيامه برحلة صحافية إلى مدينة يكاترينبورغ في جبال الأورال، واتهم بالتجسس لصالح الولايات المتحدة. لم تكشف السلطات الروسية عن أية تفاصيل عن الاتهامات أو أدلة تدعم هذه التهم، التي ينفيها هو وصاحب عمله والحكومة الأميركية.

أميركي آخر تم اتهامه بالتجسس هو بول ويلان، المسؤول التنفيذي في أمن الشركات من ميشيغان. اعتقل في عام 2018 في روسيا، بعد عامين حكم عليه بالسجن لمدة 16 عاماً. يصر ويلان، الذي قال إنه سافر إلى موسكو لحضور حفل زفاف أحد أصدقائه، على براءته وقال إن التهم الموجهة إليه ملفقة.

 

ونددت الحكومة الأميركية باعتقال كل من غيرشكوفيتش وويلان ووصفته بأنه غير عادل ودعت إلى إطلاق سراحهما.

ومن بين المحتجزين الآخرين ترافيس ليك، وهو موسيقي كان يعيش في روسيا منذ سنوات واعتقل العام الماضي بتهم تتعلق بالمخدرات، ومارك فوغل، وهو مدرس في موسكو، حكم عليه بالسجن 14 عاماً بتهم تتعلق بالمخدرات أيضاً ومواطنان مزدوجا الجنسية هما ألسو كورماشيفا وكسينيا خافانا.

كورماشيفا وهي محررة مقيمة في براغ تعمل في خدمة التتار- باشكير التابعة لراديو أوروبا الحرة/راديو ليبرتي RFE/RL التي تمولها الحكومة الأميركية اعتقلت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في مسقط رأسها في قازان حيث كانت هناك لرؤية والدتها المسنة المريضة. واجهت تهماً عدة من بينها عدم الإبلاغ عن نفسها على أنها "عميلة أجنبية" فضلاً عن نشر معلومات كاذبة عن الجيش الروسي.

عادت خافانا المقيمة في لوس أنجليس إلى روسيا لزيارة عائلتها واعتقلت بتهم الخيانة. وبحسب مجموعة "بيرفي أوتديل" Pervy Otdel الحقوقية التي تعنى بقضايا الخيانة، فإن التهم الموجهة ضدها تتمحور حول تبرع بقيمة 51 دولاراً لجمعية خيرية أميركية تساعد أوكرانيا.

السبيل إلى الحرية عبر تبادل السجناء

لا يزال العدد الدقيق للأميركيين المحتجزين في روسيا غير واضح، لكن قضيتي غيرشكوفيتش وويلان حظيتا بأكبر قدر من الاهتمام.

سرعان ما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن غيرشكوفيتش محتجز ظلماً، وهو رد فعل سريع نسبياً من قبل الحكومة الأميركية. هذا التصنيف مخصص لمجموعة فرعية صغيرة من الأميركيين المسجونين في الخارج.

أما أولئك الذين يصنفون على أنهم محتجزون ظلماً، فيقوم بالإشراف على قضاياهم مبعوث خاص من وزارة الخارجية لشؤون الرهائن، الذي يعمل على تأمين إطلاق سراحهم. ويجب استيفاء معايير معينة لهذا التصنيف، بما في ذلك الدليل على أن الاعتقال استهدف الفرد بسبب جنسيته الأميركية أو كوسيلة للتأثير في سياسة الولايات المتحدة، أو انتزاع تنازلات منها.

شهدت السنوات الأخيرة نجاح الولايات المتحدة في التفاوض على تبادل سجناء رفيعي المستوى مع روسيا. في عام 2022، أبرمت صفقة قادت إلى إطلاق سراح كل من لاعبة كرة السلة الأميركية بريتني غرينر وتريفور ريد الجندي السابق في مشاة البحرية. وكلاهما صنف على أنه محتجز ظلماً. ولحدوث عملية التبادل، أطلق سراح كل من تاجر الأسلحة فيكتور بوت، الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 25 عاماً في الولايات المتحدة، والطيار قسطنطين ياروشينكو، الذي يقضي أيضاً عقوبة السجن لمدة 20 عاماً بتهمة تهريب الكوكايين.

ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت المفاوضات جارية لتبادل الأميركيين الآخرين المحتجزين في روسيا، مثل ليك، أو فوغل، أو كورماشيفا، أو خافانا.

وفي سياق متصل، قال بافيل بوتورين زوج كورماشيفا في حديثه إلى وكالة "أسوشيتد برس" بعيد توقيفها بأنه يأمل في أن تستخدم الحكومة الأميركية "كل السبل والطرق المتاحة أمامها" للإفراج عن زوجته بما في ذلك تصنيفها كشخص محتجز ظلماً وتعسفاً.

 

في ديسمبر (كانون الأول) 2023، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية بأنها قدمت عرضاً كبيراً لتأمين إطلاق سراح غيرشكوفيتش وويلان، ولكن روسيا قابلته بالرفض على حد قولها.

ولم يصف المسؤولون العرض أو يقدموا تفاصيل عنه على رغم أن المعلومات أفادت بأن روسيا كانت تسعى إلى إطلاق سراح فاديم كراسيكوف الذي حكم عليه بالإعدام في ألمانيا عام 2021 لاغتياله في برلين سليم خان "تورنيك" خانغوشفيلي البالغ 40 سنة من العمر وهو مواطن جورجي من أصول شيشانية قاتل القوات الروسية في الشيشان وطالب بعدها باللجوء في ألمانيا.

عند سؤال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال العام الحالي عن إطلاق سراح غيرشكوفيتش، بدا وكأنه يشير إلى كراسيكوف من خلال الإشارة إلى رجل مسجون من قبل حليف للولايات المتحدة بتهمة "تصفية رجل عصابة" يزعم أنه قتل جنوداً روساً أثناء القتال مع الانفصاليين في الشيشان.

وأبعد من تلك الإشارة، التزم المسؤولون الروس الصمت في شأن تلك المحادثات. وقد صرح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين مراراً وتكراراً أنه في وقت تستمر فيه "بعض الاتصالات" في شأن التبادل، "بيد أنها يجب أن تتابع بصمت مطلق وسرية تامة".

ولم يتضح إن كانت موسكو مهتمة بأي مواطنين روس آخرين معتقلين في الغرب.

وتجدر الإشارة إلى أنه عندما وافقت روسيا على إطلاق سراح غرينر وليس ويلان، أعرب مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحافيين عن أسفه لأن روسيا "رفضت كل مقترحاتنا لإطلاق سراحه".

وفي هذا الصدد، قال المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لشؤون الرهائن روجر كارستنز في مقابلة مع "أسوشيتد برس" في يناير (كانون الثاني) بأن هذه السيناريوهات حيث يتم الإفراج عن أحد المعتقلين دون سواه تشكل مصدر قلق للمسؤولين الأميركيين. وتابع قائلاً: "ما لم ينزل شخص ما من الطائرة إلى المدرج في الولايات المتحدة الأميركية ويتوجه إلى أحضان أحبائه فنحن لم نحقق أي خرق أو انتصار".

 

تاريخياً، "عندما تكون العلاقات (بين الدول) أفضل، تبدو عمليات التبادل أكثر سلاسة" بحسب ما قالته نينا خروتشوفا، أستاذة الشؤون الدولية في جامعة "نيو سكول" التقدمية في نيويورك وهي مولودة في موسكو وابنة حفيد الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف.

وأشارت إلى تبادل السجناء بين الاتحاد السوفياتي وتشيلي خلال فترة التقارب في السبعينيات فضلاً عن عمليات التبادل مع الولايات المتحدة وألمانيا بعيد تسلم ميخائيل غورباتشوف السلطة في ثمانينيات القرن الماضي. حينها أفرج عن المنشقين السوفيات البارزين فلاديمير بوكوفسكي وناتان شارانسكي في عمليات التبادل المذكورة.

ولكن، أشارت خروتشوفا إلى أن "مصير المسجونين في روسيا بين يدي بوتين وحده" في نهاية المطاف.

ويشاطرها كارستنز الرأي حيث قال لوكالة "أسوشيتد برس" هذا الأسبوع: "هذه قضايا صعبة. الحقيقة أن روسيا تملك مفاتيح إطلاق سراحهم. تستمر الولايات المتحدة في إجراء محادثات مع حلفائها وشركائها لتأمين إطلاق سراح إيفان وبول. إن هذه الجهود حساسة وإجراء مفاوضات في العلن لا يساعد إيفان وبول أبداً. ستستمر الولايات المتحدة في بذل الجهود إلى أن تتمكن من إعادة إيفان وبول إلى الديار".

© The Independent

المزيد من تقارير