Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مرض الحصبة يرفع حرارة آلاف العراقيين

وزارة الصحة تعهدت بدء حملة كبرى لمكافحته بعد عيد الفطر عند توافر اللقاحات اللازمة

زيادة الإصابات بمرض الحصبة بين العراقيين سببه غير المحصنين خلال الأعوام الماضية (أ ف ب)

ملخص

وزعت إدارة المدارس في العراق قصاصات ورقية على الأهالي تدعوهم إلى كتابة تعهد قبول تلقيح أولادهم ضد مرض الحصبة للحيلولة دون الإصابة به.

أعلنت وزارة الصحة العراقية أن عدد الإصابات بمرض الحصبة ارتفع ليصل إلى 15 ألف حالة، فيما أشارت إلى قرب إطلاق حملة لمكافحة المرض.

أرقام وزارة الصحة تأتي وسط مخاوف كبيرة من قبل العائلات العراقية بعد زيادة عدد الإصابات بالمرض على نحو لم تشهده البلاد خلال الأعوام الماضية، مما دعا إدارة المدارس إلى توزيع قصاصات ورقية إلى الأهالي تدعوهم إلى كتابة تعهد بقبول تطعيم أولادهم للحيلولة دون الإصابة بالمرض.

فيما كثفت وزارة الصحة في العراق من حملاتها التثقيفية بأهمية التحصين من قبل الأهالي لأولادهم حتى لو أكملوا جدول اللقاحات الخاص بهم، وأكدت عدم إعطاء استثناءات من اللقاح إلا لمن لديهم علل مرضية تمنعهم من أخذه.

غرف العزل

يقول علي حمد الذي أصيب بحال هستيرية نتيجة وضع ابنه الصعب، "أصيب ولدي بمرض الحصبة وطلب الطبيب إدخاله إلى المستشفى بعد أن ارتفعت درجة حرارته لتقارب 40 درجة مئوية فضلاً عن معاناته مشكلات تنفسية".

وأضاف أن "الممرضون في المستشفى أبلغوهم بأن هناك كثيراً من المصابين بين الأطفال وأن عدد الغرف المخصصة لعزل المرضى غير كافٍ".

حملة تلقيح كبرى

وتؤكد وزارة الصحة العراقية أن لديها اللقاحات اللازمة وأنها ستقوم بحملة كبرى لمكافحة المرض بعد عيد الفطر، مشيرة إلى أن زيادة الإصابات سببه غير المحصنين خلال الأعوام الماضية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مدير البرنامج الوطني للتطعيم واللقاحات في وزارة الصحة العراقية الدكتور فراس الموسوي في تصريحات صحافية إن "مرض الحصبة من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى التي تؤدي إلى مضاعفات شديدة وقد يسبب الوفاة وأن أسباب الانتشار الأخيرة هي وبائية متمثلة في زيادة عدد غير المحصنين التي رافقت ظهور كورونا".

التلقيح وأوضاع العراق

الموسوي لفت الانتباه إلى أن هناك أسباباً عدة لزيادة عدد غير الملقحين منها ما شهده العراق من نزوح عام 2014 وما رافقه من أحداث، موضحاً أن طريقة خزن اللقاح في البلاد نموذجية، وأنهم حصلوا على شهادات دولية في هذا الشأن ولديهم معدات رصينة قادرة على حفظ اللقاح حتى بعد انقطاع التيار الكهربائي لمدة ثلاثة أيام.

وأكد أن كثيراً من دول العالم ومن ضمنها دول أوروبية تشهد زيادة في الإصابات، شارحاً أنه كان من المتوقع انتشار الوباء عام 2022 إلا أن ارتداء الكمامات والتباعد أديا إلى عدم انتقاله من قبل المعرضين، وأضاف أنه "في 2023 كان هناك ارتفاع في أعداد الإصابات وفي هذا العام ازدادت على نحو أكبر لتسجل 15 ألف حالة مسجلة ومعظمها حالات بسيطة وقسم منها في حاجة إلى الرقود في المستشفيات".

7 ملايين طالب

لا يخفى على أحد أن مرضاً بحجم الحصبة في حاجة إلى عمل دقيق وكبير، ولذلك وفي جلسة مجلس الوزراء العراقي كان قرار بتلقيح الفئات الأكثر تعرضاً للخطر كطلبة المدارس الابتدائية ورياض الأطفال الذين يقدر عددهم بأكثر من 7 ملايين طالب.

وبحسب الموسوي سيجري إطلاق حملة بعد عطلة عيد الفطر، مشيراً إلى أن وزارة الصحة أكملت كل الاستعدادات لها ووفّرت الأموال التي تحتاج إليها واللقاحات وكل المستلزمات الأخرى لنجاح الحملة.

وشدد على ضرورة منح إجازة إجبارية للطفل المصاب وعزله من قبل ذويه، موضحاً أن حملة التلقيح تستهدف كسر حلقة الفيروس من شخص إلى آخر، فلا بد من أخذ جرعة اللقاح من خلال الحملة الوطنية بغض النظر عن الموقف التلقيحي.

العراق في المقدمة

وشهدت محافظات عراقية عدة تبايناً في عدد الإصابات، مما أدى إلى اكتظاظ الردهات المسؤولة عن العزل بالمرضى، فيما شهد قضاء داقوق التابع لمحافظة كركوك تسجيل 30 حالة خلال 20 يوماً مما زاد من مخاوف الأهالي.

وقال مدير الصحة العامة في كركوك صباح نامق إن العراق ضمن الدول الـ10 الأولى في تفشي مرض الحصبة بها، مؤكداً أن 50 في المئة من الإصابات هم من كبار السن.

وأضاف أن "العراق أيضاً يقع في المرتبة السادسة من حيث عدد الإصابات"، مشيراً إلى تراكم الأسباب في ذلك تزامناً مع ما شهدته البلاد من أوضاع متردية خلال الأعوام الماضية.

ولفت إلى أنه قبل اختراع اللقاح كان الوباء ينتشر كل ثلاث سنوات وبعد التطعيم يعتمد ذلك على نسبة التغطية في الدولة المعنية، فإذا استمر التحصين أكثر من 90 في المئة لا يظهر الوباء، مردفاً أنه "لم نصل إلى 90 في المئة خلال الأعوام الماضية والذين نشاهدهم 50 في المئة من المصابين بأعمار كبيرة وهم من غير الملقحين أو لم يصابوا سابقاً بالمرض".

وشدد على ضرورة التزام جدول التلقيح، فمرض الحصبة فيروسي ينتقل عن طريق الهواء وهو معدٍ جداً ونسبة العدوى لدى الملامسين تصل إلى 90 في المئة وإذا شخص دخل إلى غرفة سيبقى الفيروس نشطاً لمدة ساعتين فيها.

وتظهر أعراض الحصبة خلال فترة تراوح ما بين 10 و14 يوماً، وأعراضه هي الحمى والسعال الجاف وسيلان الأنف والتهاب الحلق والعينين (التهاب الملتحمة)، فضلاً عن ظهور بقع بيضاء صغيرة مع بؤر بيضاء مائلة إلى الزرقة على خلفية حمراء داخل الفم على البطانة الداخلية للخد، وتسمى أيضاً بقع كوبليك، إضافة إلى طفح جلدي يتكون من بقع كبيرة مسطحة، وكثيراً ما تكون متصلة معاً.

المزيد من صحة