Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يستعد لصعود الأسعار وسط المراهنة على الطلب الصيني

تخفيضات "أوبك+" عززت المكاسب القوية في الربع الأول و"برنت" قرب 87 دولاراً مع نتائج الانتعاش الصناعي

يراهن بعض المحللين على استمرار صعود أسعار النفط مع تصاعد المخاوف الجيوسياسية وتحسن الطلب بصورة كبيرة (اندبندنت عربية)

ملخص

قالت مصادر بقطاع النفط إن السعودية قد ترفع سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف في مايو المقبل.

استقرت أسعار النفط بعد أن حققت مكاسب قوية في الربع الأول، إذ عززت علامات الانتعاش في الصين توقعات الطلب، في حين استقر خام "برنت" ليونيو (حزيران) قرب 87 دولاراً للبرميل، بعد أن ارتفعت أسعار عقود أقرب استحقاق بنسبة 14 في المئة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، في حين تجاوز خام "غرب تكساس الوسيط" 83 دولاراً.

انتعش النشاط الصناعي في الصين في مارس (آذار) الماضي ليوقف تراجعاً استمر خمسة أشهر، مما أثار الآمال في أن الاستهلاك في أكبر مستورد للخام قد يتحسن.

تخفيضات "أوبك"

يأتي ارتفاع النفط هذا العام مع خفض "أوبك+" الإمدادات لدفع الأسعار إلى الارتفاع، وتعويض تأثير زيادة التدفقات من خارج المنظمة، ومن المتوقع أن يؤكد التحالف سياسته الحالية للإنتاج في اجتماع من المقرر عقده الأربعاء المقبل عبر الإنترنت، في وقت تلقت الأسعار دعماً من الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة الروسية، والتوترات المتزايدة في الشرق الأوسط.

وقال "غولدمان ساكس" إن الطلب المرن على النفط بصورة غير متوقعة في أوروبا دعم الأسعار أيضاً، مضيفاً أن ضعف نمو الإمدادات الأميركية والتمديد المحتمل لتخفيضات "أوبك+" خلال عام 2024 كانا عاملين محفزين للصعود أيضاً. وفي الشهر الماضي قال البنك الأميركي إن السلع سترتفع هذا العام مع تخفيض البنوك المركزية أسعار الفائدة، مما يساعد الطلب الصناعي والاستهلاكي.

عطلة العيد

ومن المتوقع أن تكون أحجام التداول ضعيفة اليوم الإثنين، بسبب عطلة عيد القيامة في عدد من البلدان.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الجمعة الماضي إن شركات النفط الروسية ستركز على خفض الإنتاج بدلاً من الصادرات في الربع الثاني من العام من أجل توزيع تخفيضات الإنتاج بالتساوي مع الدول الأعضاء الأخرى في "أوبك+".

 واستهدفت هجمات بطائرات مسيرة عدداً من مصافي النفط الروسية، مما من المتوقع أن يخفض صادرات الوقود الروسية، كما تلقت الأسعار دعماً بعد أن أظهر مسح رسمي للمصانع أمس الأحد أن نشاط الصناعات التحويلية في الصين نما للمرة الأولى في ستة أشهر في مارس الماضي، مما يدعم الطلب على النفط في أكبر مستورد للخام في العالم، حتى مع استمرار ضغط الأزمة في قطاع العقارات على الاقتصاد.

سعر البيع

وقالت مصادر بقطاع النفط إن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، قد ترفع سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف في مايو (أيار) المقبل.

 ووفقاً لمسح أجرته وكالة "رويترز" لستة مصادر في قطاع التكرير فقد يرتفع سعر البيع الرسمي لشهر مايو المقبل للخام العربي الخفيف، بما يراوح ما بين 20 و30 سنتاً للبرميل مقابل أبريل (نيسان).

 وقال أحد المشاركين في الاستطلاع إن سعر البيع الرسمي لشهر مايو للخام العربي الخفيف جداً قد يزيد على خلفية ارتفاع علاوات خام "مربان" ذي الجودة المماثلة من أبوظبي.

 وأظهرت بيانات وكالة "رويترز" أن متوسط علاوة العقود الآجلة لمايو من خام "مربان" لمبادلات دبي ارتفع 58 سنتاً إلى 1.73 دولار للبرميل الشهر الماضي، مدعوماً بطلب قوي في آسيا.

 وقالت المصادر إن نقص المعروض من الخامات المتوسطة والثقيلة بسبب صيانة حقول النفط في السعودية، وتخفيضات إنتاج "أوبك+" وزيادة الاستهلاك المحلي في عديد من الدول المنتجة في الشرق الأوسط، من المتوقع أن يدعم أسعار البيع الرسمية لشهر مايو للخام العربي المتوسط والعربي الثقيل في السعودية.

 ولا يعلق مسؤولو "أرامكو" كسياسة عامة على أسعار البيع الرسمية الشهرية للسعودية.

النفط الأميركي

إلى ذلك أظهر تحقيق لوكالة "بلومبيرغ" أن المستفيد الرئيس من العقوبات المفروضة على النفط الروسي والفنزويلي هم الموردون الأميركيون الذين شقوا طريقهم إلى الأسواق التي كانت تهيمن عليها منظمة "أوبك" وحلفاؤها ذات يوم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسجلت صادرات النفط الأميركية خمسة أرقام قياسية شهرية جديدة منذ أن بدأت الدول الغربية في فرض عقوبات على روسيا في عام 2022، ومع تجديد القيود التجارية على فنزويلا، بدأت البراميل الأميركية تحل محل الخام الخاضع للعقوبات في الهند، وهي واحدة من أكبر مشتري النفط غير المشروع.

ومع استمرار تحسن صورة الطلب على الخام وتوقعات تحول السوق إلى العجز، عاد الحديث مجدداً حول احتمالية ارتفاع الأسعار لمستويات 100 دولار.

نطاق قوي

وتمكنت أسعار النفط من الخروج من النطاق الضيق التي ظلت تتداول فيه خلال أول شهرين من العام الحالي، حينما ظل خام "برنت" يتذبذب ما بين 80 و84 دولاراً، لكن أسعار النفط نجحت في الارتفاع أعلى هذا النطاق، لتنهي تعاملات الأسبوع الماضي قرب أعلى مستوياتها في خمسة أشهر.

 وفي تحليل لموقع "أرقام" ذكر أن كبير محللي السوق في "برايس فيوتشرز غروب"، فيل فلين، أشار إلى أن النفط شهد عودة قوية في الربع الأول من هذا العام.

أخطار تدعم الخام

واستفادت أسعار النفط أخيراً من تزايد تركيز الحرب الروسية - الأوكرانية على الهجمات على منشآت الطاقة، مع فشل الوساطة لإنهاء الصراع في قطاع غزة، إضافة إلى استمرار التوترات في البحر الأحمر.

ويرى المحلل في "نيسان سيكوريتي"، هيريوكي كيكوكاوا، أن تصاعد التوترات الجيوسياسية تسبب في زيادة المخاوف المرتبطة بالمعروض العالمي من النفط.

عجز محتمل

ويرى محللون أن سوق النفط شهدت حالة من تشديد المعروض، في وقت تحاول الاقتصادات الكبرى تفادي الوقوع في براثن الركود.

 ورفعت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط للمرة الرابعة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لتتوقع تحول السوق إلى العجز مقارنة بتقديرات الفائض سابقاً.

ويظل الفارق كبيراً بين توقعات وكالة الطاقة لنمو الطلب على النفط هذا العام بنحو 1.3 مليون برميل يومياً، وتقديرات "أوبك" بنمو 2.25 مليون برميل يومياً.

على جانب مواز، ذكرت تقارير أن تحالف "أوبك+" لا يرى حاجة إلى إجراء أي تغييرات في سياسة إنتاج النفط خلال اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، والمقرر عقده هذا الأسبوع.

 وكانت "أوبك+" أعلنت تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط البالغ 2.2 مليون برميل يومياً حتى نهاية الربع الثاني من العام الحالي.

نظرة متفائلة

ووفق التقرير، فإن على جانب الاقتصاد الكلي تتصاعد النبرة المتفائلة بين المحللين في شأن آفاق النمو العالمي خلال العام الحالي، ليرفع صندوق النقد و"أس أند بي جلوبال" وغيرهما من المؤسسات تقديراتهم لأداء الاقتصاد العالمي متوقعين تجنب الركود هذا العام.

وقال المحلل في "ستاندرد تشارترد" هان تشونغ ليانغ، إن صورة جانب الطلب لا تزال قوية، مع استمرار ظروف الطلب الأفضل من المتوقع في الولايات المتحدة والصين، مشيراً إلى أن الطلب على النفط في الصين يبدو إيجابياً بصورة متزايدة بعد بيانات إيجابية، بخاصة ارتفاع أرباح الشركات الصناعية في أول شهرين من العام الحالي، مما يشير إلى استعادة النمو الاقتصادي للزخم.

أما فلين فيرى أن التشاؤم الذي ساد سوق النفط مع بداية العام الحالي قد يتبدد، إذ لم تتناسب الحقائق الخاصة بالعرض والطلب مع التوقعات المتشائمة في شأن السوق.

مراهنة على الصعود

يراهن بعض المحللين على استمرار صعود أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، مع تصاعد المخاوف الجيوسياسية وتحسن صورة الطلب بصورة كبيرة، وذكر التقرير أن مسحاً لوكالة "رويترز" شارك فيه 46 اقتصادياً ومحللاً أن متوسط سعر خام "برنت" سيصل إلى 82.33 دولار للبرميل في العام الحالي، مما يعتبر أعلى من التوقعات في فبراير (شباط) عند 81.13 دولار.

وقال كبير المحللين في "كبلر" فلوريان جرونبرجر إن أسعار النفط قد ترتفع بصورة إضافية حتى أشهر الصيف، بدعم علاوة الأخطار الجيوسياسية وقرارات "أوبك+"، إضافة إلى صعود الطلب من الصين.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز