Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نصف قرن على انطلاق "أبا" فرقة السويد الأسطورية

بأزيائهم المتلألئة وأحذيتهم الملونة صنع أعضاؤها الأربعة لحظات سحرية وشرعوا أبواب المجد أمام موسيقاهم

لقد قرروا أن يقدموا عرضاً للعين والأذن معاً. لم يكونوا يريدون أن ينسى صوتهم ولا مظهرهم (أ ف ب)

ملخص

غزارة إنتاجهم خلال سنوات نشاط الفرقة، إذ أصدروا ثمانية ألبومات في ثماني سنوات، وسهولة الوصول إليهم (إذ لم يترددوا عن فتح باب غرفة النوم أمام الصحافيين)، منحتا الفرقة مكانة مميزة في عالم الموسيقى السويدية.

بعد 50 عاماً على فوز "أبا" في مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن"، لا تزال البلجيكية كلودين ج، وهي من محبي الفرقة منذ انطلاقها، تتذكر دينامية "أبا" التي حققت نجاحاً هائلاً لموسيقى البوب السويدية.

بأزيائهم المتلألئة وأحذيتهم الملونة صنع أعضاء الفرقة الأربعة، أنييتا وبيورن وبيني وآني، خلال تلك الأمسية لحظات "سحرية" لا ينساها محبو الفرقة السويدية الأشهر في العالم.

للعين والأذن معاً

تقول المتقاعدة البلجيكية البالغة 76 سنة لوكالة الصحافة الفرنسية "كان لديهم أسلوب مختلف عن الآخرين. لم أشعر مجدداً بشعور مماثل مذاك في (يوروفيجن)".

وتوضح أمينة متحف "أبا" في ستوكهولم إنغماري هالينغ، التي عملت لفترة طويلة مصممة لأزياء الفرقة "لقد قرروا أن يقدموا عرضاً للعين والأذن معاً. لم يكونوا يريدون أن ينسى صوتهم ولا مظهرهم".

في مايو (أيار) تستضيف السويد المسابقة للمرة السابعة، في مدينة مالمو جنوب البلاد، مما يتيح للبلاد فرصة الاحتفال باليوبيل الذهبي لفوز الفرقة التي أكدت على رغم ذلك أنها لن تكون حاضرة خلال الحدث هذا العام.

بأسلوب فريد وألحان جذابة كان فنانو ABBA الأربعة (واسم الفرقة يتكون من الأحرف الأولى لأسمائهم)، من أبرز نجوم حقبة الديسكو حتى انفصالهم عام 1982.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما أن غزارة إنتاجهم خلال سنوات نشاط الفرقة، إذ أصدروا ثمانية ألبومات في ثماني سنوات، وسهولة الوصول إليهم (إذ لم يترددوا عن فتح باب غرفة النوم أمام الصحافيين)، منحتا الفرقة مكانة مميزة في عالم الموسيقى السويدية.

وتقول هالينغ "قبل مسابقة (يوروفيجن)، كان هناك من يعتقدون أن (أبا) تقدم فناً تجارياً بلا قيمة إطلاقاً، وآخرون كانوا يحبون أعمالها".

ومع الفوز في مسابقة "يوروفيجن" التي أقيمت في برايتون في السادس من أبريل (نيسان) 1974 "سيطر محبو الفرقة على المشهد، وأصبحت (أبا) مصدر إلهام لعدد كبير من الفنانين والموسيقيين، مما أثبت القدرة على تحقيق خرق في الخارج حتى للآتين من السويد".

ومن باب المصادفة، في الوقت نفسه احتلت فرقة البوب الصغيرة "بلو سويد" (Blue Swede) المرتبة الأولى على صعيد المبيعات في الولايات المتحدة مع نسخة من أغنية "هوكد أون أي فيلينغ".

تؤكد رئيسة تحرير موقع "ميوزيك إنداسترين" (Musikindustrin.se) المتخصص في قطاع الموسيقى السويدي، كريستيل فالسنغر، أن "عام 1974 أصبح عاماً مرجعاً شهد بداية النجاحات الدولية للموسيقى السويدية".

وبعد "أبا"، حققت أسماء سويدية عدة نجاحاً كبيراً حول العالم، بينها خصوصاً "روكسيت" (Roxette)، و"إيس أوف بايس" (Ace of Base)، و"ذي كريدغانز" (The Crdigans)، و"روبن" (Robin)، و"أفيتشي" (Avicii) و"زارا لارسون" (Zara Larsson).

كما كان لفنانين سويديين آخرين نصيب أيضاً من النجاح على رغم كونهم أقل شهرة لدى عامة الناس، بينهم المؤلف الموسيقي لودفيغ غورانسون، الحائز جائزة "أوسكار" عن "أوبنهايمر"، أو المنتج والمؤلف الغنائي ماكس مارتن، الذي تعاون مع غالبية النجوم الناطقين بالإنجليزية، بينهم بريتني سبيرز وذي ويكند.

رحلة الفرقة الأسطورية

ومنذ نهاية تسعينيات القرن الـ20، حصد هذا الموسيقي المتحفظ للغاية مرات عدة المراتب الأولى في ترتيب "بيلبورد" للأغنيات الأكثر شعبية في الولايات المتحدة، مع 26 عملاً من تأليفه - ما يعادل رقم جون لينون - و24 أخرى من إنتاجه.

وعلى رغم أنه نادراً ما يتحدث علناً، فإن مارتن قال إنه يدين بمسيرته المهنية للنظام السويدي وللمعاهد الموسيقية البلدية. في مدارس الموسيقى هذه يمكن للشباب تعلم أساسات الموسيقى إضافة إلى العزف على الآلات الموسيقية مقابل بدل مالي رمزي.

انطلاقاً من الفلسفة الإنسانية والمدنية نفسها، تقدم شبكة المؤسسات التعليمية الشعبية أيضاً حلقات دراسية ودورات وورش عمل تتيح الوصول على نطاق واسع إلى الموسيقى في جميع أنحاء البلاد، وفق فالسينغر.

إلى ذلك "أظهرت السويد انفتاحاً على التقنيات الجديدة"، وقد "أوجد ذلك ظروفاً مواتية لمنتجي الموسيقى السويديين لتبني أساليب جديدة لإنتاج الموسيقى بسرعة"، حسب فالسينغر.

كما تشكل الدولة الإسكندنافية، التي يبلغ عدد سكانها 10.5 مليون نسمة، وهي مهد منصة البث التدفقي الموسيقي الأولى عالمياً "سبوتيفاي"، ثالث مصدر للموسيقى، بعد الولايات المتحدة وبريطانيا.

وأشار تقرير صادر عن "إكسبورت ميوزيك سويدن" عام 2020 إلى أن "هذا يرجع جزئياً إلى الشعبية الدائمة والاستثنائية لـ(أبا) و(روكسيت) وعدد مؤلفي الأغاني السويديين الذين يعملون مع كبار الفنانين العالميين".

وقد أسهمت أفلام ومسرحيات "ماما ميا" بتعريف أجيال جديدة بموسيقى "أبا"، وشهدت شعبية الفرقة انتعاشاً مع عرض "أبا فويدج" (ABBA Voyage) الدائم في لندن، والذي يجسد فيه أعضاء الفرقة الأربعة من خلال مجسمات رقمية ثلاثية الأبعاد (هولوغرام)، فضلاً عن ألبوم يحمل الاسم عينه.

وعلى رغم تأكيد أعضاء الفرقة أن هذا العمل هو آخر تعاون بينهم، ترى إنغماري هالينغ أن رحلة الفرقة الأسطورية ربما لم تنته بعد.

المزيد من فنون