Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الممكن والمستبعد في سيناريوهات "الانتقام" الإيراني من إسرائيل 

أصدرت تل أبيب تعليمات بإغلاق 28 سفارة في مختلف أرجاء العالم تحسباً لتهديدات طهران

لم تحدد طهران حتى الساعة أو تكشف عن تفاصيل ردها على استهداف قنصليتها لدى دمشق (ا ف ب)

ملخص

فيما تضع إسرائيل وكذلك أميركا كل أجهزتها في حالة تأهب قصوى، لم تحدد طهران حتى الساعة أو تكشف عن تفاصيل ردها، ولم تذكر كيف ستنتقم أو متى، مما أثار مخاوف من حرب مفتوحة في المنطقة. ووسط ترقب لما ستحمله الساعات والأيام المقبلة أنهى سلاح الجو الإسرائيلي قبل يومين تدريباً واسعاً شمل مختلف القواعد العسكرية على الدفاع والهجوم، وتضمن التعاون بين سلاحي الجو والبر.

لم تكن الضربة التي شنتها إسرائيل على القنصلية الإيرانية في حي المزة بسوريا في الأول من أبريل (نيسان) الجاري عادية، لا في التوقيت ولا في المضمون، فهي تأتي بعد نصف سنة على اندلاع حرب غزة، ومعها لم تنخرط إيران بصورة مباشرة لمساندة حركة "حماس" ضد إسرائيل، فيما أدت في المضمون إلى مقتل مستشارين مهمين في الحرس الثوري الإيراني، من ضمنهم العميدان محمد رضا زاهدي ومحمد هادي حاجي رحيمي، وحسين أمان اللهي والسيد مهدي جلالاتي ومحسن صدقات وعلي آغا بابائي وسيد علي صالحي روزبهاني، كما أعلن عن مقتل سوريين اثنين ولبناني.

ولم تكد تمر دقائق قليلة على هذه الضربة التي لم تؤكد بعد تل أبيب مسؤوليتها عنها بصورة رسمية، حتى توالت ردود الفعل والمواقف الإيرانية المتوعدة بـ"الانتقام" ولا تزال، فيما جديدها ما قاله يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد الإيراني الأعلى والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني، إن سفارات إسرائيل "لم تعد آمنة" بعد الضربة التي دمرت مبنى قنصلية طهران.

إيران تستعرض صواريخها

رئيس الأركان محمد باقري، قال بدوره خلال مراسم دفن زاهدي بمدينة أصفهان قبل ساعات، إن "الهجوم على السفارة الإيرانية في دمشق كان بمثابة انتحار لإسرائيل، سيسرع من عملية انهيارها وزوالها". تزامناً نشرت "وكالة أنباء الطلبة الإيرانية" أسماء وصور تسعة صواريخ إيرانية قالت إنها قادرة على الوصول إلى إسرائيل، أبرزها صاروخ "سجیل" الذي یصل مداه إلی ما یتراوح بین 2000 و2500 کلم، و"خرمشهر 4" و"شهاب 3"، الذين يصل مداهما إلى 2000 كلم، وفق الوكالة.

هذا وكشفت وكالة الصحافة الفرنسية، من مصدر مقرب من "حزب الله"، أن زاهدي كان عضوا ً في مجلس شورى الحزب.

 

وتأتي هذه الرسالة العسكرية الإيرانية، في وقت أعلن عن توجه وزیر الخارجية حسین أمیر عبداللهیان الیوم الأحد إلی العاصمة العمانية مسقط في أول محطة له ضمن جولته الإقلیمیة، على رأس وفد سیاسي وبرلماني من البلاد بهدف عقد لقاء ثنائي رسمي.

وعلى الصعيد الإسرائيلي، قال وزير الدفاع يوآف غالانت اليوم الأحد إن إسرائيل مستعدة للتعامل مع أي سيناريو قد يستجد مع إيران، إذ تبقي على التأهب لهجوم محتمل رداً على مقتل القادة الإيرانيين، وهي مستعدة للهجوم والدفاع جواً وبراً وبحراً.

وفيما تضع إسرائيل وكذلك أميركا كل أجهزتها في حالة تأهب قصوى، لم تحدد طهران حتى الساعة أو تكشف عن تفاصيل ردها، ولم تذكر كيف ستنتقم أو متى، مما أثار مخاوف من حرب مفتوحة في المنطقة، في حال أتى الرد الإيراني "قوياً" واستدعى بعدها رداً إسرائيلياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الرد من خلال الوكلاء

يقول الباحث المصري في الشأن العسكري سمير راغب في توصيفه للوضع وما قد يحصل إن إيران أعلنت أن الرد سيكون من خلال الوكلاء لكن الوكلاء منغمسون ومرتبطون بما هو قائم، فالحوثي لا يمتلك مزيداً ليقدمه و"حزب الله" لا يريد أن يكون هو البادئ بهذه الحرب، لكن إذا أجبر على هذه الحرب فهو يراهن على ألا تحصل إسرائيل على دعم أميركي ليتمكن من الصمود. ويضيف أن "إسرائيل تراهن إما على فكرة أنه لا أحد يرغب في حرب شاملة، لا الإيراني ولا (حزب الله)، كما أن أميركا بالتأكيد لا ترغب في صراع كبير وتريد تبريد الجبهات القائمة حالياً، هذا ما بدا واضحاً في العراق وفي مياه البحر الأحمر، بالتالي يبقى الرد الإيراني سقفه ما حدث في الرد على اغتيال قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني) عام 2020، والضربة الإيرانية الانتقامية حينها على القاعدة العسكرية في إسرائيل، وهي ضربة لم تؤد إلى مقتل أحد، وقامت طهران بإبلاغ الجانب الأميركي عبر طرف ثالث قبل حصولها، حتى يكونوا في الملاجئ".

أما عن إمكانية استهداف قنصلية إسرائيلية في الخارج فيقول راغب إن "حصل أي هجوم على شركة أو قنصلية أو سفارة إسرائيلية كبيرة لدى بلد ثالث، فهذا سيكون الهدف الثمين الذي قد تقدم عليه إيران، لكن طهران لن تقوم بمحاربة إسرائيل بالأصالة، أي بضربة من الأراضي الإيرانية نحو الأراضي الإسرائيلية".

لا حرب واسعة في الأفق

أما الباحث اللبناني في شؤون السياسة محمد قواص فيرى أن أي ضربة إيرانية انتقامية لن تؤدي إلى أي حرب واسعة، فإيران لا تتحمل الدخول في أي حرب من هذا النوع، فيما تل أبيب غير مسموح لها أن تدخل في حرب واسعة مع طهران. وأضاف، "منذ الساعات الأولى لهذه الغارة كانت وزارة الخارجية الإيرانية توجهت للولايات المتحدة عبر السفارة السويسرية لدى إيران لتحمل الولايات المتحدة مسؤولية الخروج من هذه الضربة وتأمين المخارج لتدبير شكل الرد وإمكانية عدم توسيعه". ويشدد قواص على أن واشنطن وطهران ليس لديهما أي مصلحة في توسيع هذه الحرب، كذلك العواصم الغربية.

وعن سيناريو الرد الإيراني يوضح قواص أن الضربة الإسرائيلية استهدفت قنصلية إيران، بالتالي استهدفت وفق المعاهدات الدولية أراضي إيرانية خارج إيران، مما يعني وفق هذا المنطق أن الرد سيكون على أهداف إسرائيلية خارج إسرائيل، مشيراً إلى الضربة الإيرانية التي استهدفت ما قالت طهران إنه موقع للموساد في كردستان العراق، وبما أن الضربة في سوريا كانت على منشأة دبلوماسية، فبإمكان أيضاً إيران أن ترد على منشأة دبلوماسية إسرائيلية. ويشير قواص إلى أنه من السيناريوهات ما تحدث عن إمكانية استهداف السفارة الإسرائيلية لدى أذربيجان، أو منشآت إسرائيلية في أفريقيا، أو ربما في مناطق مفتوحة مثل الجولان.

وفي رد على سؤال عن قدرة إسرائيل على الانخراط في جبهة جديدة وكبرى، يقول إن الأمور طالما أتت منضبطة حتى بشكل الضربة الانتقامية، فهذا يعني أنها لن تؤدي إلى فتح جبهات جديدة، فيما جبهة لبنان منضبطة تحت السقف الإيراني، وجبهة اليمن منضطبة من خلال تحالفات في البحر الأحمر، وهذه الضربة المرتقبة من إيران قد يتم التفاهم بأنها ضربة أخيرة ونهائية لا تؤدي إلى رد إسرائيلي، بالتالي لن تؤدي إلى متاهة في تعامل إسرائيل مع جبهات مفتوحة.

تدريبات إسرائيلية

ووسط ترقب لما ستحمله الساعات والأيام المقبلة أنهى سلاح الجو الإسرائيلي قبل يومين تدريباً واسعاً شمل مختلف القواعد العسكرية على الدفاع والهجوم، وتضمن التعاون بين سلاحي الجو والبر.

أما من ناحية الدفاع، فاعترف عسكريون بأن إسرائيل ستواجه مشكلة دفاع حقيقية بسبب نقص في المنظومات الدفاعية وعدم توفير منظومات خاصة لمواجهة الطائرات من دون طيار، وهذا السيناريو الذي كانت إسرائيل وضعته في المكانة الثانية في توقعاتها عادت ورفعته إلى المكانة الأولى بعد تهديد رئيس أركان الجيش الإيراني.

وتستبعد إسرائيل سيناريو الهجوم الإيراني المباشر، لكن الأجهزة الأمنية أعلنت أنها على استعداد لمهاجمة الأراضي الإيرانية، وهو سيناريو سيؤدي إلى "حرب شاملة" بحسب تل أبيب. والسيناريو الثالث واحتمال تنفيذه لا يقل عن الأول هو الاعتداء على مناطق في الخارج يقصدها الإسرائيليون وسفارات وقنصليات إسرائيلية، وفي هذا الإطار كانت تل أبيب أصدرت قبل يومين تعليمات بإغلاق 28 سفارة في مختلف أرجاء العالم.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير