Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسلسلات سودانية ترتدي ثوب الجرأة في رمضان

9 أعمال قوبلت بتباين آراء النقاد بين داعم لفرصة الشباب ورافض لغياب المنهجية

على رغم الحرب لم تخل شوارع السودان من إعلانات مسلسلات رمضان (اندبندنت عربية - حسن حامد)

ملخص

شاركت تسعة مسلسلات سودانية في سباق موسم رمضان ولاقت رواجاً واهتماماً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي على رغم انتقادات البعض على ما طرح من قضايا.

على رغم تأثر القطاعات الإنتاجية كافة في السودان بالحرب التي اندلعت بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في الـ15 من أبريل (نيسان) 2023، بسبب الدمار الذي لحق بالبنى التحتية وتعطل حركة الإنتاج بما فيها الفنون بصورها المختلفة جراء استمرار المعارك والانتهاكات المختلفة ضد المدنيين، لكن استطاع عدد لا بأس به من المنتجين إنتاج مسلسلات لموسم رمضان الحالي خارج البلاد، ناقشت مواضيع اجتماعية حساسة وبجرأة متناهية.

صعوبات الإنتاج

وشاركت تسعة مسلسلات سودانية في سباق موسم رمضان ولاقت رواجاً واهتماماً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي على رغم انتقادات البعض على ما طرح من قضايا، إذ ناقش مسلسل "قدر" ظاهرة الشعوذة وزواج الأقارب والخيانة والظلم وعكس أيضاً الفرق بين بيئة القرية والمدينة في السودان.

صعوبات كثيرة واجهت المسلسل حتى رأى النور، وبحسب الفنان والممثل أحمد الجقر بطل مسلسل "قدر" فإن "معظم الصعوبات تتعلق بالإنتاج، فكان من الصعب إيجاد منتج في الخارج خلال فترة الحرب واستمر البحث طويلاً حتى وجدنا منتجاً للمسلسل".

وأشار الجقر إلى أن من المشكلات مسألة إنتاج مسلسل سوداني خارج البلاد وذلك من ناحية خلق بيئة سودانية أصيلة في بلد متطور، لكن "استطعنا نقل البيئة السودانية إلى نموذج مماثل في الإمارات ونجحنا في ذلك وتفاجأ الجميع بجودة العمل ولم يصدق أحد أن التصوير تم خارج البلاد".

مسلسلات أخرى رأت النور منها ما تم تصويره في مصر كمسلسل "عصب هش"، وأخرى في السعودية، وهو ما ظهر في عدد من المسلسلات كـ "دروب العودة" و"آخر خيار" وغيرها.

غياب المنهجية

في سياق متصل، قال الناقد الفني محمد إبراهيم، إن "الإنتاج كان كثيفاً خلال هذا الشهر، ولكن لم تكن الأعمال كبيرة أو محترمة، وهناك أعمال درامية امتداد لأعمال قديمة تم إنتاجها في السنوات الماضية، مع اقتحام عدد من المغنين الذين لا علاقة لهم بالعمل الدرامي المجال".

وتابع "قدمت أعمال درامية بقدر الحال، مع غياب المنهجية في الكتابة والسيناريو والحوار والتصوير، فالدراما هي صناعة وغالبيتها افتقدت كل المقومات الصناعية، لذلك ظهرت الأعمال مهزوزة جداً حتى على مستوى تكوين الصورة وخلق الكادر والحبكة الدرامية وتلاقي الخطوط، إذ كانت متباعدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وواصل إبراهيم "غالب الإنتاج جرى خارج السودان وقدمت قضايا مسكوت عنها، كالخمر والخيانة الزوجية في مسلسل (قدر). كما أن هناك مشاهد ظهرت لأول مرة في تاريخ الدراما السودانية إذ اقتحمت المجال الاجتماعي بصورة جريئة، ولكن هذا الاقتحام لم يخدم الصياغ الدرامي، وهدفه كان الاختراق فقط، فلم يعالج من خلاله قضية معينة، على رغم أن لديهم الإمكانية لتقديم مسلسل درامي محترم ومترابط الخطوط، كما سمعنا لهجة غير موجودة أصلاً في السودان".

وعن الانتقادات التي وجهت لبعض الأعمال، قال "هناك على سبيل المثال مسلسل (عصب هش) الذي اعتمد اعتماداً كلياً على جرأة ظهور الممثلات وجرأة العلاقة بين أبطال المسلسل، فضلاً عن اختراقه العادات الاجتماعية. لذلك واجه انتقادات حادة".

انتشار واسع

في وقت لاقت فيه المسلسلات السودانية هذا العام انتقادات واسعة وعلى رغم ظروف الحرب فإنها شهدت انتشاراً واسعاً.

وفي هذا الصدد، قال الناقد الفني محمد إبراهيم "الدراما السودانية هذا العام استطاعت أن تصل إلى عدد كبير من الناس لأن وعاء عرضها تم من طريق الإنترنت مثل (يوتيوب) وليس القنوات الفضائية التي تفرض رقابة كبيرة جداً على الأعمال الدرامية والفنية، ومن ثم كان وجود تلك المسلسلات بصورتها الحالية لعدم وجود رقيب يحاسب الممثلين، لكن عموماً فإن المشكلة التي تعترض الدراما حالياً أنها أصبحت مهنة لمن لا مهنة له، فأي شخص يستطيع أن يقتحم بين يوم وليلة المجال ويصبح بطلاً لعمل درامي من دون أدنى مقومات أو اشتراطات أو استحقاقات لوجوده على رأس العمل".

وتابع "على رغم ذلك هناك محاولات جادة لكنها تحتاج إلى معرفة أصول الدراما، ودخول الدراميين المتمكنين والقدامى لتقديمها بصورة جيدة، لأن الدراما ليست ارتجالاً بل هي فن ودراسة ولها متطلبات".

وعن إمكان منافسة الدراما السودانية، قال "حالياً الدراما السودانية استطاعت أن تنافس وتصل إلى عدد كبير من الناس ولكن هذا الوصول ليس لجودة الأعمال إنما لجرأتها".

هجوم ممنهج

في حين، قالت المنتجة الفنية نيرمين محمد إن "غالب المنتجين والممثلين الذي شاركوا في مسلسلات أخيراً هم من الشباب، وذلك بعد سنوات طويلة من تكرار الوجوه وعدم التجديد والرتابة التي اشتكى منها الجمهور، ولم نر أعمالاً تعالج قضايا مهمة من الأجيال القديمة وكان معظمها كوميدياً".

ومضت في توضيحها "الهجوم على بعض الأعمال الدرامية ممنهج ومقصود على رغم أن الأعمال التي أنتجها الشباب أخيراً حقيقية وتعكس الواقع، وتقدم بأكمل وجه وتعكس ما يدور في المجتمع وتعالجه بشفافية مطلقة".

وختمت حديثها بالقول إن "الوجوه الجديدة سواء ممثلين أو منتجين أو مخرجين يجب أن يلقوا دعماً من الأجيال السابقة وليس الهجوم الممنهج، لأنه لا يصب في مصلحة الدراما السودانية ككل التي يجب أن تتطور وتصل العالمية على أيدي الشباب الذين يعملون بجد وتفان على رغم ظروف الحرب والنزوح وغيرها".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون