طاقم "زوجة واحدة لا تكفي" أمام النيابة الكويتية

منذ أن أطلق مسلسل "زوجة واحدة لا تكفي" الجدل مع بداية شهر رمضان بطرحه موضوعات اجتماعية جريئة مثل تعدد الزوجات والزواج العرفي وزنى المحارم، أثارت حلقاته جدلاً واسعاً وانتهى المطاف بإحالة أبطاله وكاتبته ومنتجه إلى النيابة العامة الكويتية.

وقالت وزارة الإعلام الكويتية إنها أحالت طاقم المسلسل الذي يعرض على شاشة "أم بي سي" إلى النيابة "بتهمة الإساءة إلى سمعة البلاد وأخلاقيات المجتمع المحافظ".

وتوعد الوكيل المساعد للصحافة والنشر والمطبوعات بالتكليف في وزارة الإعلام لافي السبيعي كل من "يشارك في أي عمل فني يسيء للمجتمع الكويتي بمنعه من المشاركة في أي أعمال فنية تصور داخل البلاد أو أعمال مسرحية تعرض في الكويت".

وتزامناً مع القرار قررت إحدى شركة الاتصالات الخليجية إلغاء عرض مسرحية "في زين الزمان" لأن كاتبة المسرحية "هبة مشاري حمادة" هي نفسها مؤلفة العمل المثير للجدل "زوجة واحدة لا تكفي".

ضجة إعلامية

وعلى رغم حملة دفاع قادها متابعون ومشاركون في العمل قالوا إنه لا يمثل الكويت، فإن الوزارة ذكرت أن العمل عرض "بلهجة، وفي مدن كويتية". وقوبل القرار بانقسام في الأوساط بين مؤيد ومعارض وتباين في الآراء من الجماهير والنقاد حول المحتوى والرسالة التي يحملها المسلسل، فالبعض أشار إلى جرأة المسلسل في تناول القضايا الاجتماعية والحالات والظواهر التي قد يشهدها المجتمع الكويتي والمجتمعات الخليجية كقضية المخدرات وانتشارها في المدارس بين المدرسين والطلبة والطالبات، وأيضاً حالات كثيرة جسدتها المشاهد عن "الجنس وحالات العنف ضد المرأة".

الفن الكويتي رسالة

يقول لافي السبيعي إن وزارته "تعزز من الفن الهادف"، لكن هذا العمل الذي يدور باللهجة الكويتية وجرى تصويره في مناطق كويتية "لا يمثل قيم ومبادئ وأخلاق الكويتيين"، واصفاً إياه بـ"تشويه لصورة المجتمع".

وعلى رغم أن المسلسل يعرض على منصة خاصة، فإن وزارة الإعلام الكويتية قالت "سجلنا احتجاجاً بالتواصل مع الشركة الخاصة بإرسال كتاب وكتاب لاحق مطالبين بوقف العمل على شاشتهم".

وعن رد فعل القناة الخاصة على الخطابات الاحتجاجية جاء الرد "أن العمل مستمر ضمن عملهم وجدولهم ولهم ظروفهم الخاصة".

ورداً على آراء تتهم الحكومة بوضع قيود على الحريات وعلى نسبة الحرية والخيال للكتاب في الكويت، يقول السبيعي، "إن وزارة الإعلام مع الحرية المسؤولة والتوازن، فلا بد أن يواجه الحرية مسؤولية ذاتية من الكاتب والمنتج، لكن عندما أقول إن هناك حرية مطلقة بطريقة أخرى أسيء بها لمجتمع كامل لن نرضى أن تمثل الهوية الوطنية من خلال مسلسل يمثل الكويت ومعالمها ومناطقها".

نبذة درامية

ويصور المسلسل حياة عائلة "هيلة الخليجية ورشيد العربي" وبناتهما الثلاث في قالب أسري درامي، إذ تعيش العائلة في دولة الكويت حياة راقية ومثالية ويديرون مدرسة مختلطة وتحيط بالشخصيات أسرار مظلمة، تتمثل بزواج "رشيد" أبو البنات بثلاث معلمات من مدرسته في الخفاء وتعاون البنات بإخفاء سر والدهن.

كما يتناول المسلسل قصة مدرس يستغل وضعه ليضع كاميرا في غرفة ملابس الطالبات بهدف ابتزازهن وانتهاك خصوصياتهن ويروج المخدرات بين الطالبات، وعلاقة حب وزواج وحمل بين ابنة صاحبة المدرسة "هيلة" مع حارس المبنى تنتهي بوفاته في حادثة سير.

رأي آخر

وفيما لم يصدر توضيح من "أم بي سي" عرضت المحامية الكويتية مريم المؤمن في فيديو نشر بمنصة "إكس" ملفاً ضخماً قالت إنه يتضمن قضايا تعكس موضوعات اجتماعية مختلفة في محاكم الكويت، مضيفة أن "القول إن المسلسل لا يمثل الشعب الكويتي، نعم... أو إن الكويت كلها جرائم. لكن المسلسلات تخرج عادة لتتكلم بالأشياء السلبية وليست الإيجابية".

وأضافت "أن إحالة الممثلين إلى النيابة العامة ليس لأنهم أساؤوا للمجتمع أو القيم، لأنه ليس في المسلسل ما يمت للكويت بصلة، حيث لا توجد دوريات كويتية أو لبس شرطة كويتية أو إسعاف، حتى لوحات السيارات لا تمت للكويت بصلة... لهذا لا نقدر أن نقول إن هذا المسلسل أثر في القيم الكويتية لأنه لا يتضمن ذلك".

كذلك قالت المحامية الكويتية أريج عبدالرحمن حمادة في تغريدة بـ"إكس" إن "وزارة الإعلام لا تملك أي صلاحية لإحالة ممثلين للنيابة بسبب عمل فني تم خارج الكويت، لذلك لا سند قانونياً لما قامت به من إجراء"، وتساءلت "مع العلم سبق وأن قررت إحالة ممثلي مسلسل رمضان الماضي للنيابة، فما هي النتيجة" وتوصلت إلى نتيجة "أعتقد أنه سيتم حفظ بلاغ وزارة الإعلام لعدم اختصاص النيابة العامة في البت بما يعرض خارج الكويت".