Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حماس" تدرس اقتراح هدنة وإسرائيل تستعد لهجوم رفح بشراء آلاف الخيم

برلين تؤكد أن أمن تل أبيب "في صميم" سياستها الخارجية وأستراليا تلمح إلى الاعتراف بدولة فلسطينية وفرنسا تقترح العقوبات

ملخص

الحركة تدس مقترحاً للتهدئة على ثلاث مراحل تستمر ستة أسابيع، وتشمل مرحلتها الأولى الإفراج عن نساء وأطفال إسرائيليين محتجزين لديها مقابل إطلاق سراح ما يصل إلى 900 معتقل فلسطيني

في الوقت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطاً في الداخل والخارج في ما يتعلق بالحرب بقطاع غزة أعلنت حركة "حماس" أنها تدرس اقتراح هدنة يشمل الإفراج عن رهائن مقابل إطلاق سراح سجناء عرض عليها في محادثات القاهرة.

وقالت "حماس" في وقت مبكر اليوم الثلاثاء إن الاقتراح الإسرائيلي الذي تلقته من وسطاء قطريين ومصريين لا يلبي أياً من مطالب الفصائل الفلسطينية. إلا أن الحركة أضافت في بيان أنها ستدرس الاقتراح وستقدم ردها إلى الوسطاء.

وجاء في البيان أنه على رغم "حرص الحركة على التوصل إلى اتفاق يضع حداً للعدوان على شعبنا، فإن الموقف (الإسرائيلي) ما زال متعنتاً ولم يستجب لأي من مطالب شعبنا ومقاومتنا". لكنها أضافت أن "قيادة الحركة تدرس المقترح المقدم بكل مسؤولية وطنية وستبلغ الوسطاء بردها حال الانتهاء من ذلك".

في الأثناء، قال مسعفون وسكان إن القوات الإسرائيلية كثفت قصفها على دير البلح ورفح في وسط قطاع غزة وجنوبه اليوم، وهما منطقتان لم تجتحهما القوات الإسرائيلية بعد.

 

هدنة على ثلاث مراحل

وحتى الآن لم تنجح المحادثات في القاهرة التي حضرها مدير الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز في تحقيق أي تقدم باتجاه وقف الحرب.

وفي حين شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على أنه التوقيت المناسب لإبرام صفقة مع دخول الحرب في غزة شهرها السابع، قال مصدر في "حماس" ليل الإثنين إن الحركة تدرس اقتراح هدنة على ثلاث مراحل تستمر ستة أسابيع، وتشمل مرحلتها الأولى الإفراج عن نساء وأطفال إسرائيليين محتجزين لديها مقابل إطلاق سراح ما يصل إلى 900 معتقل فلسطيني.

ولفت المصدر الذي طلب عدم كشف هويته إلى أن المرحلة الأولى من الاقتراح تلحظ أيضاً عودة النازحين المدنيين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة مع السماح بدخول ما بين 400 و500 شاحنة مساعدات يومياً، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي متوجهاً إلى مجندين أن "الوقت مناسب الآن" لإبرام صفقة مع حركة "حماس". وأكد وفق بيان لمكتبه أن "الظروف العملياتية التي أوجدها الجيش الإسرائيلي من خلال الضغط المستمر على (حماس) والموقف القوي الذي نجد أنفسنا فيه بعد هذه الحملة، يمنحانا المرونة وحرية التحرك"، لكن في حين ما زالت المفاوضات جارية، أعلن نتنياهو أنه تم تحديد موعد لشن هجوم على رفح، إذ لجأ 1.5 مليون فلسطيني هرباً من معارك أكثر حدة في أنحاء أخرى من القطاع، لكنه لم يعلنه. وقال نتنياهو في بيان عبر الفيديو إن "الأمر سيحصل، تم تحديد موعد"، وكرر أن الانتصار على "حماس" يتطلب دخول رفح.

وقال مصدر حكومي إسرائيلي اليوم إن تل أبيب ستشتري عشرات آلاف الخيام لإيواء نحو نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة قبل أن تشن هجوماً برياً على رفح.

وطرحت تل أبيب مناقصات لشراء نحو 40 ألف خيمة تتسع الواحدة منها لـ12 شخصاً، وفقاً للمقترح المنشور على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع.

وقال المصدر الحكومي الذي فضل عدم الكشف عن هويته، "أؤكد أنه تم طرح طلب لمناقصات مخصصة لقطاع غزة".

ويقدر الجيش الإسرائيلي وجود أربع كتائب تابعة لـ"حماس" في رفح.

 

رفض أميركي

ويثير احتمال شن إسرائيل هجوماً برياً في رفح مخاوف عالمياً، لا سيما في الولايات المتحدة التي أكدت الإثنين أنها لا تزال ترفض عملية إسرائيلية واسعة النطاق في المدينة.

ودعت إدارة الرئيس جو بايدن إسرائيل مراراً إلى تقديم خطة لحماية المدنيين في رفح. وصرح المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر لصحافيين، "أبلغنا إسرائيل بوضوح اعتقادنا أن اجتياحاً واسع النطاق لرفح سيكون له تأثير ضار هائل على المدنيين، وأنه سيضر في نهاية المطاف بأمن إسرائيل". وأضاف، "لا يتعلق الأمر فقط بتقديم إسرائيل خطة. لقد أوضحنا لهم أننا نعتقد أن هناك طريقة أفضل لتحقيق الهدف المشروع المتمثل في إضعاف وتفكيك وهزيمة كتائب (حماس) التي ما زالت موجودة في رفح".

وكان بايدن قد حذر الأسبوع الماضي من أن مستقبل الدعم الأميركي على المحك ما لم تتخذ إسرائيل إجراءات لتهدئة المخاوف بعدما أسفرت ضربة إسرائيلية "من طريق الخطأ" عن مقتل سبعة من عمال الإغاثة.

ورحب ميلر بخطوات أولية من جانب إسرائيل بما في ذلك زيادة عدد شاحنات المساعدات الداخلة إلى غزة وإنشاء وحدة عسكرية للتنسيق مع طواقم الإغاثة الإنسانية وتجنب تكرار الحوادث.

وقال ميلر، "نرحب بهذه الخطوات الأولية، لكن من الضروري الإقرار بوجوب بذل مزيد من الجهود. فلسطينيون كثر في غزة يتهددهم خطر المجاعة، والجميع من رجال ونساء وأطفال يعانون انعداماً للأمن الغذائي".

وأضاف ميلر، "نتوقع من إسرائيل أن تنفذ بالكامل وسريعاً تعهداتها، وسنراقب هذا التنفيذ". وتابع، "في نهاية المطاف ما يهم هو النتائج"، مشيراً إلى أن "الحكم" سيكون "بناءً على تلك النتائج".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"حقل من الخراب"

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأحد أنه سحب قواته من مدينة خان يونس (جنوب)، مما دفع آلاف الفلسطينيين النازحين إلى العودة ومشاهدة حجم الدمار بأم العين.

سيراً على الأقدام أو بالسيارات أو على عربات تجرها الحمير أظهرت صور رجالاً ونساء يسيرون في مدينة أصبحت حقلاً من الخراب.

وقالت مها ثائر، من منطقة مدينة حمد في غرب خان يونس، "أشعر بصدمة وحزن شديد". وأضافت "بيتي دمر جزئياً لا يوجد جدران ولا نوافذ، غالب الأبراج نسفت بالكامل".

وقامت فرق الطوارئ الفلسطينية، بدعم من المنظمات الدولية، بتمشيط أنقاض مستشفى الشفاء في مدينة غزة ومدينة خان يونس.

وأفاد المتحدث باسم خدمة الطوارئ المدنية في غزة التي تديرها "حماس" محمود بصل بأن الفرق انتشلت حتى الآن 409 جثث لفلسطينيين قتلوا في المستشفى والحي المحيط به وفي خان يونس. وقالت إسرائيل إن مستشفى الشفاء يستخدم كقاعدة للمسلحين وهو ما تنفيه "حماس".

ودعا بصل إلى تقديم المساعدة الدولية على شكل معدات ومركبات حفر، مضيفاً أن عمال الإنقاذ يستجيبون لنداءات الأسر التي أبلغت عن فقد أقاربها وربما يكونون محاصرين تحت الأنقاض.

وذكرت وزارة الصحة في غزة اليوم أن ما لا يقل عن 33360 فلسطينياً قتلوا وجرح 75993 آخرون في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع، ومعظم سكان الجيب البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى وكثيرون منهم معرضون لخطر المجاعة.

 

إسرائيل تواصل الضغط العسكري

على جبهة القتال، تحدث المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره "حماس" ومسعفون عن ضربة جوية إسرائيلية على مبنى مجلس الخدمات المشتركة التابع لبلديات المحافظة الوسطى أودت بحياة رئيس بلدية المغازي حاتم الغمري وأربعة مدنيين آخرين.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه قضى على الغمري الذي وصفه بأنه عنصر عسكري في"كتيبة المغازي" التابعة لـ"حماس" والضالعة في إطلاق صواريخ على إسرائيل.

وأوردت وسائل إعلام تابعة للحركة أن ضربة جوية إسرائيلية على منزل في دير البلح أدت إلى مقتل فلسطيني وجرح 20 آخرين، مضيفة أن صاروخاً أطلقته طائرة مسيّرة أسفر عن مقتل شخص وجرح آخرين.

وأفاد شهود بتجدد الغارات الإسرائيلية والقصف المدفعي على شمال غزة ووسطها، وعلى رفح، حيث تقصف إسرائيل أهدافاً بانتظام.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أن إسرائيل استخدمت للمرة الأولى نظام دفاع صاروخي بحرياً لإسقاط طائرة مسيّرة آتية من اتجاه البحر الأحمر وتسببت في إطلاق صفارات الإنذار بمدينة إيلات الساحلية.

وكانت إيلات هدفاً متكرراً لعمليات إطلاق صواريخ ومسيّرات ميليشيات الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن لإظهار الدعم لحركة "حماس".

وقال الجيش إن إسرائيل نشرت زوارق مجهزة لإطلاق صواريخ في البحر الأحمر منذ بدء الحرب على غزة، وأسقط أحد تلك الزوارق الطائرة المسيّرة بواسطة النظام الجديد المسمى "سي-دوم".

وأضاف أنه "في الليلة الماضية وللمرة الأولى على الإطلاق، تمكن زورق مجهز لإطلاق صواريخ من طراز ساعر 6 تابع للجيش الإسرائيلي من اعتراض طائرة مسيّرة اقتربت من جهة الشرق وعبرت إلى خليج العقبة.

وذكر متعهد الدفاع الإسرائيلي رافائيل أن نظام "سي-دوم" يستخدم  الصواريخ الاعتراضية نفسها التي يستعملها نظام القبة الحديدية الذي يتصدى للصواريخ والطائرات المسيّرة ذات المدى القصير.

ويمثل نظام "سي-دوم" حلقة النهاية في نظام الدفاع الجوي متعدد المستويات التابع لإسرائيل الذي يتضمن نظام "أرو-3" لاعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي للأرض.

 

لبيد: صفقة الرهائن صعبة لكن "يمكن إبرامها"

من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد الإثنين إن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة صعب، لكن "يمكن إبرامها"، وذلك بعد أن ناقش مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ضرورة حل الصراع بين إسرائيل و"حماس" لحسم الصراع.

وقال لبيد، "إنها صفقة صعبة... قد لا تروق لنا، لكن يمكن إبرامها، ومن ثم يتعين إبرامها". وجرت محادثات في مصر حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن والدعوة إلى وقف موقت لإطلاق النار.

وقال لبيد للصحافيين أمام مقر وزارة الخارجية، "هناك ما يكفي من الأشخاص الجيدين في الحكومة الإسرائيلية". وأضاف أنه إذا لزم الأمر، "ستوفر المعارضة الإسرائيلية شبكة أمان للحكومة لإتمام صفقة الرهائن لأنه يتعين علينا إعادتهم".

ودعا زميله السياسي المعارض بيني غانتس الأسبوع الماضي إلى إجراء انتخابات عامة في سبتمبر (أيلول). وغانتس، على عكس لبيد، عضو بحكومة نتنياهو الحربية. وحين سئل لبيد عن دعوة غانتس، رفض الحديث عن مجريات السياسة الإسرائيلية خلال وجوده في الولايات المتحدة.

وتأتي زيارة لبيد بعد أيام من حث الرئيس جو بايدن نتنياهو على إعطاء صلاحيات لمفاوضيه تمكنهم من التوصل إلى اتفاق.

وحذر بايدن نتنياهو للمرة الأولى من أن الدعم الأميركي قد يتوقف على بذل إسرائيل مزيداً من الجهود لتحسين الوضع الإنساني في غزة وحماية المدنيين. ورداً على سؤال عن الإنذار، قال لبيد إن بايدن "واضح القلق من الوضع الإنساني في غزة". وأضاف، "إسرائيل قلقة أيضاً" ويتعين عليها "بذل قصارى جهدها لتجنب إلحاق الضرر بسكان غزة. ليس لدينا حرب مع أطفال غزة... ومن ناحية أخرى، عليكم أن تتذكروا أننا نقاتل منظمة إرهابية تستخدمهم دروعاً بشرية".

برلين تؤكد أن أمن إسرائيل "في صميم" سياستها الخارجية

دولياً، أعلنت ألمانيا اليوم أمام أعلى محكمة للأمم المتحدة، أن أمن إسرائيل هو "في صميم" سياستها الخارجية، رافضة بصورة حازمة اتهامات نيكاراغوا بأن برلين تسهل "إبادة" في غزة.

وإزاء الوضع في غزة، رفعت نيكاراغوا دعوى قضائية ضد ألمانيا أمام محكمة العدل الدولية ومقرها في لاهاي، تدين فيها دعم برلين العسكري لتل أبيب.

وقالت المحامية تانيا فون أوسلار-غليشين متحدثة باسم ألمانيا أمام محكمة العدل الدولية إن "أمن إسرائيل هو في صميم السياسة الخارجية الألمانية"، مشددة على أن برلين "ترفض بحزم" اتهامات نيكاراغوا لها "التي لا أساس لها في الواقع أو قانوناً".

ودعت ماناغوا محكمة العدل الدولية إلى اتخاذ "تدابير موقتة" وهي أوامر عاجلة تفرضها المحكمة فيما تواصل النظر في القضية برمتها، مطالبة القضاة أيضاً بفرض إجراءات عاجلة لمنع برلين من توفير أسلحة ومساعدات أخرى لإسرائيل.

وانتقدت نيكاراغوا أمس الإثنين ألمانيا لدعمها إسرائيل، معتبرة أن إرسال الأسلحة إلى تل أبيب ومساعدات إلى غزة في آن "أمر مريع"، وردت برلين أن ذلك يشكل وصفاً "منحازاً بصورة كبيرة".

وشدد محامو نيكاراغوا على أن ألمانيا تنتهك "اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها" المبرمة عام 1948 إثر محرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية من خلال إرسال أسلحة إلى إسرائيل.

وردت فون أوسلار-غليشين اليوم بقولها "لا توفر ألمانيا أسلحة إلا بعد درس دقيق يتجاوز شروط القانون الدولي" و"يخضع إرسال ألمانيا لأسلحة أو عتاد عسكري آخر إلى إسرائيل لتقييم متواصل للوضع على الأرض"، مردفةً أن "ما تفعله برلين إزاء هذا النزاع له جذور راسخة في القانون الدولي".

وبعد جلسة اليوم، قال ممثل نيكاراغوا كارلوس خوسيه أرغويلو غوميز إن حجج برلين "لم تغير موقف نيكاراغوا"، وصرح إلى الصحافيين بأن "ألمانيا تعبر بوضوح عن موقفها الداعم لكل ما تفعله إسرائيل... وتعتبر ماناغوا أن هذا يشكل انتهاكاً للقانون الدولي".

وقد يستغرق صدور قرار في شأن دعوى نيكاراغوا أسابيع عدة.

 

أستراليا والدولة الفلسطينية

ألمحت أستراليا اليوم إلى أنها قد تعترف رسمياً بدولة فلسطينية، وهو احتمال كان مستبعداً بالنسبة إلى الدول الغربية لكن عدداً منها بات يتطرق إليه.

وقالت وزيرة الخارجية بيني وونغ إن الاعتراف يمكن أن يساعد في تحريك عملية السلام المتوقفة ومواجهة القوى المتطرفة في الشرق الأوسط.

وأضافت أن "الاعتراف بدولة فلسطينية لا يمكن أن تقوم جنباً إلى جنب إلا مع دولة إسرائيلية آمنة، لن يوفر للفلسطينيين فرصة لتحقيق تطلعاتهم فحسب"، بل "سيعزز ذلك أيضاً قوى السلام ويقوض التطرف وسيضعف ذلك حماس وإيران وحلفاءها الآخرين في المنطقة".

وكثيراً ما اعتبرت الدول الغربية أن الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية يأتي نتيجة لعملية السلام مع إسرائيل.

وقالت الولايات المتحدة وأستراليا ومعظم دول الاتحاد الأوروبي إنها تريد الاعتراف بمثل هذه الدولة يوما ماً، لكن ليس قبل حل القضايا الشائكة مثل وضع القدس والاتفاق النهائي في شأن الحدود.

ورأت وونغ أن "إخفاقات هذه المقاربة من جانب الجميع على مدى عقود، مثل الرفض حتى من جانب حكومة (بنيامين) نتنياهو معالجة مسألة الدولة الفلسطينية، تسبب إحباطاً كبيراً"، مضيفة أن "المجتمع الدولي يدرس الآن مسألة الدولة الفلسطينية كوسيلة لتحقيق حل الدولتين".

وتطرقت بريطانيا وإيرلندا ومالطا وسلوفينيا وإسبانيا إلى فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وعام 2014، كانت السويد التي تضم جالية فلسطينية كبيرة، أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف بمثل هذه الدولة، وسبقتها ست دول أوروبية أخرى وهي بلغاريا وقبرص وتشيكيا والمجر وبولندا ورومانيا.

وقالت الحكومة الإسبانية اليوم إن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز سيجتمع مع عدد من نظرائه في الاتحاد الأوروبي خلال الأسبوع المقبل لمحاولة حشد الدعم للاعتراف بدولة فلسطينية.

وصرحت المتحدثة باسم الحكومة بيلار أليغريا إلى الصحافيين بأن جدول أعمال سانشيز يتضمن اجتماعات مع رؤساء وزراء النرويج وإيرلندا والبرتغال وسلوفينيا وبلجيكا وتركز على موقف الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بالحرب بين إسرائيل وحركة "حماس".

وأضافت أليغريا أنه "نريد وقف الكارثة الإنسانية في غزة والمساعدة في إطلاق عملية سلام سياسية تؤدي إلى تحقيق حل الدولتين في أقرب وقت ممكن".

وذكر سانشيز في وقت سابق أنه يتوقع أن تعترف مدريد بالفلسطينيين بحلول يوليو (تموز)، مضيفاً أنه يعتقد بأنه ستكون هناك قريباً "كتلة حرجة" داخل الاتحاد الأوروبي لدفع كثير من الأعضاء إلى تبني الموقف نفسه. وأعلنت إسبانيا وإيرلندا ومالطا وسلوفينيا الشهر الماضي أنها ستعمل بصورة مشتركة من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

فرنسا تقترح العقوبات

أعلن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه اليوم أنه يجب ممارسة ضغوط وربما فرض عقوبات على إسرائيل كي تفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقال سيجورنيه لإذاعة "آر إف آي" وقناة "فرانس 24" التلفزيونية، "يجب أن تكون هناك وسائل ضغط، وهناك وسائل متعددة تصل إلى العقوبات للسماح بعبور المساعدات الإنسانية من نقاط التفتيش".

وأضاف أن "فرنسا من أوائل الدول التي اقترحت أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين الذين يرتكبون أعمال عنف في الضفة الغربية. وسنستمر إذا لزم الأمر حتى نتمكن من إدخال المساعدات الإنسانية".

"العفو الدولية" تطالب إسرائيل بإعادة جثمان وليد دقة

وطالبت منظمة العفو الدولية إسرائيل الإثنين بإعادة جثمان الفلسطيني وليد دقة الذي توفي الأحد أثناء احتجازه في سجن إسرائيلي بعد صراع طويل مع السرطان.

وقالت مديرة البحوث وأنشطة كسب التأييد والسياسات والحملات في منظمة العفو الدولية إريكا جيفارا روساس، "من المؤلم أن يموت وليد دقة في سجن إسرائيلي على رغم الدعوات الكثيرة للإفراج العاجل عنه لأسباب إنسانية بعد تشخيص إصابته بسرطان النخاع العظمي في 2022 وانتهاء مدة عقوبته الأصلية". وأضافت، "يجب على السلطات الإسرائيلية الآن أن تعيد جثمان وليد دقة إلى عائلته من دون تأخير حتى يتمكنوا من دفنه في أجواء سلمية ولائقة والسماح لهم برثائه دون خوف". ولم يرد متحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية بعد على طلبات للتعليق. وكانت مصلحة السجون قد قالت في وقت سابق إن جميع السجناء لديها محتجزون "وفقاً لأحكام القانون".

وقالت المنظمة إن محكمة إسرائيلية أصدرت حكماً على دقة بالسجن المؤبد في 1987 بعد إدانته بقيادة مجموعة اختطفت وقتلت الجندي الإسرائيلي موشيه تمام، وهو ما نفاه دقة. وأضافت أن إدانته استندت إلى قوانين الطوارئ في بريطانيا ذات المستوى الأقل من متطلبات الإثبات مقارنة بالقانون الجنائي الإسرائيلي.

وتوفي دقة (62 سنة) وترك وراءه ابنته ميلاد (أربع سنوات) وزوجته سناء سلامة، التي قالت إنها حملت باستخدام حيوانات منوية من دقة بعد أن منعتهما السلطات الإسرائيلية من الزيارات الزوجية.

وقالت جمعية نادي الأسير الفلسطيني إن دقة كان من المقرر إطلاق سراحه العام الماضي بعد انتهاء حكم بسجنه لمدة 37 عاماً، لكن حكماً قضائياً مدد فترة حبسه عامين إضافيين بتهمة تزويد سجناء آخرين بهواتف محمولة. وأضافت أن دقة هو السجين السياسي الفلسطيني الـ14 الذي يموت في سجون إسرائيل خلال الأشهر الستة الماضية جراء الممارسات الإسرائيلية التي تشمل التعذيب والإهمال الطبي.

وبعد ورود أنباء عن وفاته الأحد، عبر وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير على وسائل التواصل الاجتماعي عن أسفه لأنه لم يواجه عقوبة الإعدام. وأشاد بن غفير بالشرطة لهدم خيمة عزاء أقيمت في مسقط رأس دقة.

قيود تجارية على إسرائيل

وسط هذه الأجواء، تفرض تركيا قيوداً تجارية على إسرائيل اعتباراً من اليوم الثلاثاء تشمل تصدير مجموعة من السلع مثل الأسمنت والحديد والفولاذ المستخدمة في البناء رداً على الحرب في غزة، وكتبت وزارة التجارة، في بيان، عبر وسائل التواصل الاجتماعي "سيبقى العمل بهذا القرار سارياً حتى تعلن إسرائيل وقفاً فورياً لإطلاق النار وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل مناسب ومتواصل".

وكانت أنقرة أعلنت، الإثنين، أن إسرائيل رفضت طلباً تركياً بإلقاء مساعدات إنسانية من الجو على غزة. وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان "لا عذر لإسرائيل لتعطيل محاولتنا إنزال مساعدات بالمظلات إلى الغزاويين الجائعين"، وأضاف "قررنا اتخاذ سلسلة من التدابير الجديدة ضد إسرائيل".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات