Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قتلى بضربات روسية وكييف: أسقطنا 14 مسيرة

سويسرا تعلن موعد مؤتمر "السلام في أوكرانيا" وموسكو تصفه بـ"مشروع للديمقراطيين الأميركيين"

أقارب وأصدقاء يحضرون مراسم وداع جنديين أوكرانيين (أ ف ب)

ملخص

تعرضت خاركيف لأضرار جسيمة نتيجة للقصف الروسي وتدهور الوضع هناك خلال الأسابيع الماضية، إذ بدأت القوات الروسية استخدام قنابل موجهة قوية في الهجوم على المدينة فضلاً عن هجماتها المتكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة.

قُتل سبعة أشخاص، اليوم الأربعاء، في منطقتي خاركيف (شمال شرق) وأوديسا (جنوب) خلال هجمات ليلية استهدفت منشأتين لإنتاج الطاقة، مع مواصلة روسيا استهداف شبكة الكهرباء الأوكرانية.

وأعلن حاكم منطقة أوديسا أوليغ كيبر أن أربعة أشخاص قتلوا بينهم فتاة في العاشرة من العمر، وأصيب سبعة بجروح. وأشار على "تيلغرام" الى أن "رجلاً في حال الخطر وبترت ساقاه" مؤكداً أن المنطقة أصيبت بصواريخ باليستية روسية.

وفي وقت سابق، لقيت امرأتان وطفل حتفهم جراء غارة روسية على منطقة خاركيف التي تتعرض غالباً لضربات من موسكو، بحسب الداخلية الأوكرانية التي أشارت إلى إصابة شخصين بجروح.

وفي روسيا، قُتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلان، الأربعاء، في هجوم بمسيرة أوكرانية استهدف سيارة في بلدة بمنطقة كورسك الحدودية، حسبما قال حاكمها رومان ستاروفويت على تطبيق "تيليغرام".

مؤتمر السلام

على صعيد آخر، أعلنت الحكومة السويسرية أن المؤتمر الذي تنظمه حول "السلام في أوكرانيا" سيعقد في 15 و16 يونيو (حزيران) في فندق بوسط البلاد.

وفي حين أفادت وسائل إعلام سويسرية بأن الرئيس الأميركي جو بايدن سيشارك في هذا المؤتمر، نددت موسكو بهذا الاجتماع باعتباره "مشروعا" لواشنطن.

وقالت الحكومة السويسرية في بيان إنه "تم تحقيق الشروط اللازمة لعقد المؤتمر لإطلاق عملية السلام"، مؤكدة أنه "كخطوة أولى، سيكون من الضروري تطوير تفاهم مشترك بين الدول المشاركة في ما يتعلق بسبيل المضي قدماً نحو سلام شامل وعادل ومستدام في أوكرانيا".

وأعلن وزير الخارجية السويسري إغناسيو كاسيس في مؤتمر صحافي الأربعاء أن روسيا لن تحضر المؤتمر.

وقال إن موسكو "لم تخطط للحضور"، لكنه أكد أن "عملية السلام لا يمكن أن تتم من دون روسيا، حتى لو لم تكن موجودة خلال اللقاء الأول".

ووصفت روسيا المؤتمر بأنه مشروع "الديمقراطيين الأميركيين" وحزب الرئيس جو بايدن. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، لوكالة الأنباء تاس "وراء كل هذا يقف الديمقراطيون الأميركيون الذين يريدون صوراً ومقاطع فيديو لحدث كهذا للإشارة إلى أن مشروعهم (أوكرانيا) لا يزال من قضايا الساعة".

وكانت سويسرا أعلنت منتصف يناير (كانون الثاني) موافقتها على طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقاء مع رئيسة الاتحاد السويسري فيولا أمهيرد على تنظيم هذا المؤتمر.

وتحدث زيلينسكي بعد ذلك عن "قمة" واستبعد مشاركة روسيا، لكن سويسراً، الحريصة على الحفاظ على حيادها، تفضل الحديث عن "مؤتمر رفيع المستوى حول السلام في أوكرانيا" وتسعى إلى جذب الصين وقوى أخرى من الدول الناشئة.

وذكرت وسائل الإعلام السويسرية الأربعاء أن بايدن سيحضر المؤتمر، بينما لم تقدم الحكومة في برن تفاصيل بشأنه.

وحاول كاسيس، التودد إلى موسكو والتقى نظيره الروسي سيرغي لافروف في نيويورك في يناير الماضي، لكن روسيا تعتقد أن سويسرا فقدت حيادها عبر انضمامها إلى العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي عليها على خلفية غزو أوكرانيا.

ويتوقع أن يحضر المؤتمر ممثلون عن عشرات الدول، حسب التقارير الصحافية.

وذكرت وكالة بلومبيرغ أن المؤتمر سيعقد بالقرب من لوسيرن في جبال الألب وسط سويسرا في فندق بورغنستوك الفاخر الذي يتمتع بموقع مثالي على التلال بارتفاع أكثر من 450 متراً فوق البحيرة التي تحمل الاسم نفسه.

وجذب الموقع المطل على البحيرة نجوما ودبلوماسيين، لا سيما في المفاوضات في شأن السودان (2002) وقبرص (2004)

ميدانيا

وقال مسؤولون أوكرانيون إن هجوماً روسياً بصواريخ وطائرات مسيرة ألحق أضراراً بمنشأة طاقة في منطقة أوديسا المطلة على البحر الأسود وبالبنية التحتية للطاقة في مدينة ميكولايف اليوم الأربعاء، ليستمر الضغط على شبكة الكهرباء المنكوبة.

وجددت روسيا هجومها الجوي على منظومة الطاقة الشهر الماضي لتدمر ما لا يقل عن ثماني محطات طاقة وعشرات المحطات الفرعية، بعد مرور أكثر من عامين على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وقالت الشركة المشغلة لشبكة الكهرباء الأوكرانية إن التيار انقطع بشكل طارئ في منطقتي ميكولايف وخيرسون بجنوب البلاد بسبب الأضرار، وإنها تعمل على إصلاحها.

وذكر سلاح الجو الأوكراني ومسؤولون إداريون أن روسيا استهدفت جنوب أوكرانيا بـ17 طائرة مسيرة هجومية وصواريخ عدة، وأن الدفاعات أسقطت 14 مسيرة وصاروخين موجهين.

وصرح حاكم منطقة أوديسا أوليه كيبر بأن الضربات هناك استهدفت البنية التحتية الحيوية واللوجيستية، ولم يذكر اسم منشأة الطاقة التي لحقت بها أضرار، وقال إنه لم يصب أحد بأذى.

وقال الجيش إن أضراراً لحقت بالبنية التحتية للطاقة في ميكولايف نتيجة الهجوم، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات عدة.

وذكر قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليشوك أن روسيا أطلقت أيضاً صاروخَي كروز من طراز إسكندر-كيه وصاروخاً باليستياً من طراز "إسكندر-إم"، لكنه لم يوضح مصيرها. وأضاف أنه جرى تدمير صاروخين من طراز "كيه.إتش-59" أطلقتهما روسيا باتجاه ميناء أوديسا على البحر الأسود.

وقالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية على تطبيق تيلغرام إنه جرى إسقاط 12 مسيرة فوق ميكولايف واثنتين فوق أوديسا.

زيلينسكي يتفقد التحصينات

في سياق متصل، حذرت الولايات المتحدة الثلاثاء من أنها ستحمل الصين المسؤولية إذا حققت روسيا مكاسب في أوكرانيا، بينما تفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطوط التحصينات في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد، ووجه نداء جديداً للحصول على دعم عسكري لحماية ثاني أكبر مدينة في البلاد من الهجمات الروسية المكثفة.

وزار زيلينسكي أمس الثلاثاء، المدينة الواقعة على بعد 30 كيلومتراً من الحدود الروسية والمنطقة المحيطة بها وسط ما وصفها بحملة تشنها موسكو لطرد الناس من المنطقة.

وشكر الرئيس السكان ورجال الأعمال على تحملهم التهديدات وبقائهم في المدينة والحفاظ على الحياة فيها. وقال زيلينسكي في خطابه المسائي المصور "تعزيز هذا الاتجاه مهم جداً. يجب على الإرهابيين الروس أن يروا أن خاركيف تزداد قوة".

وأضاف "أنا ممتن لكل من عمل خلال الأسابيع الماضية على تزويد خاركيف والمنطقة بالمزيد من الكهرباء، وعلى توفير المزيد من الحماية في مواجهة الضربات الروسية".

وتعرضت خاركيف لأضرار جسيمة نتيجة للقصف الروسي منذ الهجوم على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

 

وتدهور الوضع هناك خلال الأسابيع الماضية، إذ بدأت القوات الروسية استخدام قنابل موجهة قوية في الهجوم على المدينة، فضلاً عن هجماتها المتكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة.

وقال أوليه سينيهوبوف حاكم منطقة خاركيف إن القوات الروسية قصفت المدينة مرتين بالقنابل الثلاثاء، مما أدى إلى نشوب حريق وإلحاق أضرار بالمباني وإصابة أربعة أشخاص.

تحديث دفاعات "هوك" الجوية

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية لوكالة "رويترز" أمس الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستبيع لأوكرانيا معدات بما يصل إلى 138 مليون دولار لصيانة وتحديث أنظمة "هوك" للدفاع الجوي للمساعدة في الدفاع ضد الهجمات التي تشنها روسيا بطائرات مسيرة وصواريخ كروز.

وبدأت الولايات المتحدة في إرسال صواريخ هوك الاعتراضية إلى أوكرانيا عام 2022 في تحديث لأنظمة صواريخ الدفاع الجوي ستينغر، وهي منظومة أصغر ومداها أقصر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ ذلك الحين، تتلقى أوكرانيا عدداً من أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك نظام "باتريوت" الأميركي الصنع. وقال المسؤول طالباً عدم نشر اسمه إن قيمة المبيعات العسكرية الخارجية الطارئة الثلاثاء بلغت ما يصل إلى 138 مليون دولار.

وعلى رغم عدم استمرار الكثير من مصادر التمويل الأميركي لأوكرانيا، حصلت كييف على منحة تمويل عسكري خارجي بقيمة 300 مليون دولار في إطار مشروع قانون الإنفاق الدفاعي السنوي الذي تحول إلى قانون في الآونة الأخيرة. وستُستخدم أموال المنحة لدفع ثمن المعدات.

 

وفضلاً عن ذلك، يشمل البيع مكونات تجديد الصواريخ للوحدات القديمة والأدوات ومعدات الاختبار والدعم وقطع الغيار وغيرها. 

تحميل الصين المسؤولية

وحذرت الولايات المتحدة الثلاثاء من أنها ستحمل الصين المسؤولية إذا حققت روسيا مكاسب في أوكرانيا، بعد أن جددت بكين تعهداتها بالتعاون مع موسكو خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى العاصمة الصينية، في حين أكدت الصين الأربعاء رفضها "أي انتقاد أو ضغط" بشأن علاقتها بروسيا. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ "يحق للصين وموسكو الانخراط في تعاون اقتصادي وتجاري طبيعي"، مضيفة أنه "يجب عدم التدخل في تعاون كهذا. ولا تقبل الصين كذلك أي انتقاد أو ضغط".
وكان نائب وزير الخارجية الأميركي، المسؤول عن إعادة رسم السياسات الأميركية تجاه آسيا، كيرت كامبل قال إنه بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الحفاظ على السلام والاستقرار في أوروبا هو "مهمتنا الأكثر أهمية تاريخيا".

ومع تعزيز موسكو هجومها على أوكرانيا وسط مأزق في الكونغرس الأميركي بشأن إقرار المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، حذّر كامبل من أن المكاسب الروسية على الأرض يمكن أن "تغيّر ميزان القوى في أوروبا بطرق تُعتبر بصراحة غير مقبولة".

وقال "لقد أبلغنا الصين مباشرة أنه إذا استمر ذلك فسيكون له تأثير على العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. لن نجلس ونقول كل شيء على ما يرام". وأضاف أمام "اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية"، وهي منظمة تعليمية تعني بالترويج للتفاهم بين واشنطن وبكين، أنهم سينظرون إلى هذا ليس كأنشطة روسية فقط، بل "مجموعة مشتركة من الأنشطة المدعومة من الصين وأيضا كوريا الشمالية. هذا يتعارض مع مصالحنا".

وكان كامبل يرد على سؤال حول زيارة لافروف إلى الصين الثلاثاء، حيث أبلغه الرئيس شي جينبينغ استعداد بكين لتعزيز التنسيق.

وروى كامبل أن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت المسؤولين الصينيين مسبقاً بمعلومات استخبارية تشير إلى عزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وقال كامبل "لست متأكداً من أنهم صدقونا تماماً، أو ربما اعتقدوا أنه سيكون شيئاً أصغر وليس تحركاً ودفعاً شاملين". وأضاف كامبل أن الصين اعتراها القلق لرؤية النكسات المبكرة لروسيا وعملت على إعادة بناء "مجموعة متنوعة من القدرات" لموسكو. وتابع "في البداية، كان هذا مسعى دفاعياً. لم يرغبوا برؤية تغيير في النظام".

لكن بعد أكثر من عامين من الحرب، أردف كامبل "أُعيد تجهيز روسيا بالكامل تقريباً، وهي تشكل الآن تهديداً كبيراً في هجومها على أوكرانيا والمنطقة المجاورة".

وهددت الولايات المتحدة مرارا بفرض عقوبات إذا اتخذت الصين المزيد من الإجراءات الجوهرية لدعم روسيا.

ويقول مسؤولون أميركيون إن روسيا تحولت بشكل متزايد للحصول على الأسلحة من كوريا الشمالية وإيران، وكلاهما يخضع لعقوبات شديدة، لدعم حربها في أوكرانيا.

بوريل: الوضع في أوكرانيا صعب

من جانبه، أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء عن أسفه لعدم قدرة حلفاء أوكرانيا الغربيين على تزويدها بأنظمة الدفاع الجوي التي تحتاج إليها بشكل عاجل.

وأكد أن كييف طلبت أخيراً من حلفائها إرسال سبع بطاريات دفاع جوي من طراز "باتريوت" لمساعدتها في مواجهة القصف الروسي لمدنها وبناها التحتية.

وأضاف بوريل في كلمة أمام منتدى نويفا إكونوميا "من غير المعقول ألا نتمكن من توفيرها لهم، مع العلم أن لدى الجيوش الغربية نحو 100 بطارية صاروخ باتريوت، ومع ذلك لا نستطيع أن نزودهم بالسبع التي يطلبونها بشدة".

كما شدد على أن "الوضع في أوكرانيا صعب للغاية، الآلة العسكرية الروسية تعمل بأقصى طاقتها". وأكد أن "علينا أن نفعل المزيد وبسرعة لمساعدتهم في الحصول على القدرات التي يحتاجون إليها"، داعياً الدول الأوروبية إلى زيادة قدراتها الدفاعية بسرعة.

وأشار جوزيب بوريل إلى أن نحو 80 في المئة من مشتريات الأسلحة تتم خارج الاتحاد الأوروبي، و80 في المئة من المشتريات من خارج الاتحاد الأوروبي تتم من الولايات المتحدة، داعياً إلى وضع حد لهذا "الاعتماد".

وشدد على ضرورة قيام أوروبا بتطوير استقلالها في شؤون الدفاع والأمن، بما في ذلك داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وحذر قائلاً "على المواطنين الأوروبيين أن يفهموا أن المظلة الأميركية التي حمتنا أثناء الحرب وبعدها قد لا تكون مفتوحة طوال الوقت، وربما يعتمد ذلك على من يحكم في واشنطن".

واعتبر المسؤول الأوروبي أن "احتمال نشوب حرب تقليدية شديدة الكثافة في أوروبا لم يعد ضرباً من الخيال، وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لتجنبها".

المزيد من دوليات