Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كم يكسب التنفيذيون في "تروث سوشيال" بعد خسائر "ترمب ميديا"؟

مع انخفاض أسعار أسهم المجموعة يظل مسؤولوها الرئيسون يحصلون على مدفوعات جيدة

شهدت "تروث سوشيال" انخفاضاً في أسهمها وتراجعت قيمتها بشكل مطرد بعد أيام من طرحها في البورصة (أ ف ب)

ملخص

من يملك "تروث سوشيال" وما هي ثروات مسؤوليها الكبار؟

استقطبت "مجموعة ترمب للإعلام والتكنولوجيا" Trump Media & Technology Group بعضاً من العناوين الإخبارية الإيجابية منذ ارتفاع قيمتها في البداية إذ بدأ التداول بأسهمها في بورصة "ناسداك" التي تركز على شركات التكنولوجيا وذلك تحت الرمز "دي جاي تي" DJT – الأحرف الأولى من الاسم الثلاثي للرئيس السابق دونالد ترمب.

وبعد أسبوعين فقط من الاندماج مع المؤسسة الوهمية [هي شركة أو مؤسسة موجودة فقط على الورق وليس لها مكتب ولا موظفون] "شركة العالم الرقمي للاستحواذ" Digital World Acquisition Corp (DWAC) والتي قادت طرح الكيان الجديد للاكتتاب العام، شهدت الشركة الأم لمنصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" Truth Social انخفاض أسهمها وتراجعت قيمتها بشكل مطرد، في بعض الأيام بنحو خمسة في المئة.

ويعود السبب في ذلك إيداع يخص الشركة لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية والذي سجل خسارة المؤسسة 58.2 مليون دولار عام 2023 مع إيرادات بلغت 4.1 مليون دولار فقط على رغم تقييم الشركة بمليارات الدولارات. ووصفت الشركة بأنها أحدث "ميمز في عالم الأسهم" نظراً إلى الانفصام بين مواردها المالية والقيمة المتصورة من قبل بعض المتداولين بأسهمها.

وفي حين تملك الشركة طموحات كبيرة على صعيد التنافس مع شركات من صنف "ميتا" و"إكس" و"ألفابيت" في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب أفكار إضافية تتعلق بتجاوز هذا المجال وصولاً إلى أعمال أخرى عبر الإنترنت، يبدو ذلك حالياً - مع تشغيل الشركة 36 موظفاً فقط وتحقيقها إيرادات تافهة - أقرب إلى حلم.

كذلك كشف إيداع الشركة لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات عن أحجام حزم تعويضات وحصص سهمية مخصصة لكبار المسؤولين التنفيذيين في الشركة – وبعضهم وجوه مألوفة في "عالم ترمب" – إضافة إلى تلك الخاصة بالرئيس السابق نفسه.

إليكم ما عرفناه حول مقدار ما يمكن أن يكسبه كل منهم الآن بعد اكتمال كل من الاندماج والإطلاق في السوق، حتى مع انخفاض سعر السهم.

دونالد ترمب

الرئيس السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري الحالي ليس فقط سبب وجود "تروث سوشيال" – إذ تبلورت فكرتها بعد حظره من منصات التواصل الاجتماعي الأخرى في أعقاب أعمال الشغب التي دارت في مبنى الكابيتول يوم السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 – لكنه أيضاً أكبر عامل جذب إلى المنصة مع امتلاكه ما يقارب من سبعة ملايين متابع.

والسيد ترمب هو أكبر مساهم في الشركة الجديدة إذ يملك فيها 78.75 مليون سهم أو ما يعادل نحو 58 في المئة من الأسهم العادية. ويمكنه أن يحصل على 36 مليون سهم آخر على مدى السنوات الثلاث المقبلة، طالما ظل سعر السهم فوق مستويات معينة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حين انخفض سعر السهم في شكل كبير من ذروة سعره البالغة 78 دولاراً إلى مستواه الحالي البالغ 36 دولاراً، لا يزال السعر أعلى من تلك المستويات السعرية المحددة مسبقاً، وفق شبكة "سي أن بي سي".

يُذكَر أن الرئيس السابق ليس مسؤولاً تنفيذياً في الشركة، لكن من غير المسموح له ولكبار المسؤولين التنفيذيين الذين يتقاضون رواتب تسييل أي أسهم لمدة ستة أشهر. وبسعر السهم الحالي، تُقدَّر قيمة أسهم الرئيس السابق بنحو 2.8 مليار دولار. وفي ذروة سعر السهم في السوق بلغت قيمتها أكثر من ست مليارات دولار.

ديفن نونيس

النائب الجمهوري السابق ديفن نونيس، الذي مثل دائرتي الكونغرس الحادية والعشرين والثانية والعشرين في ولاية كاليفورنيا بين عامي 2003 و2022، هو من الموالين للسيد ترمب منذ فترة طويلة.

بين عامي 2015 و2019 كان رئيساً للجنة الاستخبارات في مجلس النواب وبدأ تحقيقاً في التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية عام 2016 بعد وقت قصير من تولي السيد ترمب الرئاسة. وبعد ذلك بسنة، أصدر مذكرة من أربع صفحات تزعم وجود مؤامرة حاكها مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) ضد الرئيس، وأطلق تحقيقاً في الوكالة ووزارة العدل زاعماً أنهما أساءا استخدام سلطاتهما لملاحقة السيد ترمب. ومنحه الرئيس السابق وسام الحرية الرئاسي قبل وقت قصير من تركه منصبه في يناير 2021.

وفي وقت لاحق من ذلك العام، استقال السيد نونيس من مقعده في الكونغرس للانضمام إلى "مجموعة ترمب للإعلام" كرئيس تنفيذي، فأشرف على إطلاق "تروث سوشيال" في فبراير (شباط) 2022.

حصل السيد نونيس على راتب سنوي قدره 750 ألف دولار وسيحصل على مكافأة تستهدف استبقاءه في منصبه قدرها 600 ألف دولار، وفق إيداع الشركة لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات، وستُدفَع المكافأة في شريحتين. وفي يناير، رُفِع راتبه إلى مليون دولار وهو مؤهل أيضاً للاستفادة من خطة للمكافآت المؤسسية إذا وُضِعت خطة كهذه.

كذلك حصل عضو مجلس النواب السابق على أسهم بعد الاندماج حلت محل سند إذني بقيمة 1.15 مليون دولار وُعِد به عندما كانت الشركة لا تزال غير مدرجة في البورصة. وحصل على 115 ألف سهم تساوي بسعر السهم الحالي البالغ 36 دولاراً نحو 4.1 مليون دولار (ساوت في ذروة سعر السهم في السوق نحو تسعة ملايين دولار).

فيليب يوهان

انضم فيليب يوهان، المسؤول المالي الأول لدى "مجموعة ترمب للإعلام" إلى الشركة بعد مغادرته "تاون سبورتس إنترناشيونال" Town Sports International التي تملك علامات تجارية تخص نوادي رياضية بما في ذلك "نادي نيويورك الرياضي" وغيره.

راتبه الحالي هو 350 ألف دولار، بعد رفعه من 337500 دولار عام 2023، ومن 300 ألف دولار عندما انضم إلى الشركة عام 2021. بعد الاندماج، سيحصل على زيادة في الراتب قدرها 15 ألف دولار.

وكان لدى السيد يوهان أيضاً سند إذني من الشركة حُوِّل إلى أسهم بعد الاندماج. ذلك أنه كان قد وُعِد بمبلغ 4.9 مليون دولار قبل أن يُحوَّل المبلغ إلى 490 ألف سهم (تساوي 17.64 مليون دولار بسعر السهم اليوم البالغ 36 دولاراً، و38.2 مليون دولار خلال ذروة سعر السهم).

وتُعَد حصة سهمية ثقيلة كهذه في تعويضه الإجمالي المحتمل حافزاً له ليحافظ على سعر السهم مرتفعاً بغرض رفع مكافآته وكذلك مكافآت الآخرين إلى حدودها القصوى.

وسيحصل أيضاً على مكافأة تستهدف استبقاءه في منصبه قدرها 600 ألف دولار وسيكون مؤهلاً لتلقي "جوائز سهمية تقديرية" بموجب خطة للحوافز.

أندرو نورثوال

كان لدى مدير العمليات أندرو نورثوال، المالك السابق لشركة "نورثوال للاستراتيجيات" وصاحب الخبرة في "بارلر" كمهندس رئيس لهذه المنصة، سند إذني من "ترمب للإعلام" بقيمة 200 ألف دولار، حُوِّل بما يتماشى مع ما ناله زملاؤه المسؤولون التنفيذيون إلى 20 ألف سهم (تساوي 720 ألف دولار بسعر السهم اليوم، و1.58 مليون دولار في ذروة سعر السهم في السوق).

راتبه السنوي هو 365 ألف دولار، وكما هي الحال مع السيد نونيس والسيد يوهان، سيحصل أيضاً على مكافأة تستهدف استبقاءه في منصبه قدرها 600 ألف دولار، إضافة إلى كونه مؤهلاً إلى خطط أخرى في مجال الحوافز.

وسيفاوض المسؤولون التنفيذيون الثلاثة جميعاً على اتفاقيات توظيف جديدة بعد الاندماج وفق إيداع الشركة لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات.

كاش باتيل ودان سكافينو

كاش باتيل مسؤول سابق في إدارة السيد ترمب ومساعد كبير سابق للسيد نونيس عندما كان الأخير نائباً. وشغل مناصب في مجلس الأمن القومي وعمل مستشاراً لمدير الاستخبارات الوطنية ووزير الدفاع بالوكالة.

هو موالٍ للسيد ترمب، وأدى دوراً مهماً في مكافحة التحقيقات مع الرئيس السابق في ما يتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016.

وبعدما ترك السيد ترمب منصبه، أصبح السيد باتيل عضواً في مجلس إدارة "ترمب للإعلام"، لكنه ليس موظفاً بأجر. وفق إيداع الشركة لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات، حصل على 130 ألف دولار مقابل عمل استشاري عام 2022 ولا يملك أسهماً.

أما دان سكافينو، فكان نائب كبير موظفي البيت الأبيض للتواصل في عهد السيد ترمب ومدير وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما عمل أيضاً في حملة الرئيس السابق الانتخابية عام 2016. ولا يزال يعمل بنشاط في حملة السيد ترمب الانتخابية الحالية.

وفق إيداع الشركة لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات، حصل السيد سكافينو على 240 ألف دولار عام 2023 من ضمن اتفاقية استشارية مع شركته "هدسون ديجيتال". كذلك حصل على سند إذني بقيمة 2.2 مليون دولار حين كانت الشركة غير مدرجة في البورصة – ولا معلومات حول سبب إصدار هذا السند أو ما إذا كان قابلاً للتحويل إلى أسهم في الشركة الجديدة.

السيد سكافينو مؤهل أيضاً للحصول على مكافأة تستهدف استبقاءه في منصبه قدرها 600 ألف دولار ستُدفَع في غضون شهر من الاندماج.

مسؤولون تنفيذيون آخرون

إضافة إلى الرئيس التنفيذي والمسؤول المالي الأول ومدير العمليات، ستدفع "ترمب للإعلام" أيضاً مكافآت استبقاء يبلغ مجموعها 1.24 مليون دولار إلى مسؤولين تنفيذيين آخرين، على رغم عدم تقديم مزيد من التفاصيل أو توزيع للمبلغ في إيداع الشركة لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات.

والمسؤولون التنفيذيون الآخرون هم كما يلي: مسؤول المنتجات الأول ساندرو دي مورايس، مدير العمليات التكنولوجية فلاديمير نوفاتشكي، المحامي الرئيس سكوت غلايب.

وفي حين يملك السيد دي مورايس 45 سهماً فقط اشتُرِيت في السوق المفتوحة، يحمل السيد نوفاتشكي 45 ألف سهم والسيد غلايب 20 ألف سهم.

ويملك إيريك سويدر، عضو مجلس إدارة "ترمب للإعلام" الذي شغل سابقاً منصب الرئيس التنفيذي لـ"شركة العالم الرقمي للاستحواذ" حتى الاندماج، 153153 سهماً، على رغم إصدار 143 ألفاً منها لمصلحة "ريناتوس"، وهي شركة يعمل فيها شريكاً إدارياً. والأسهم المتبقية مملوكة له شخصياً، وفق حاشية في إيداع الشركة لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات.

كذلك أُدرِج أعضاء مجلس الإدارة دونالد ترمب جونيور، ودبليو كايل غرين، والممثل التجاري الأميركي السابق روبرت لايتهايزر، والمديرة الأميركية للأعمال الصغيرة سابقاً ومؤسِّسة منظمة "المصارعة الترفيهية العالمية" World Wrestling Entertainment ليندا مكماهون.

مساهمون آخرون

في حين أن أعضاء مجلس الإدارة والمسؤولين التنفيذيين في "ترمب للإعلام" يملكون في شكل فردي أقل من واحد في المئة من الشركة، كما ذكرنا سابقاً، يملك السيد ترمب نفسه 57.6 في المئة.

وتعود ملكية أجزاء كبيرة أخرى من الأسهم إلى شركة "أي آر سي غلوبال إنفستمنتس آي آي أل أل سي" ARC Global Investments II LLC (تسعة ملايين و547 ألفاً و101 سهم، أو 6.9 في المئة، وشركة "يونايتد أتلانتيك فنتشرز" United Atlantic Ventures (سبعة ملايين و525 ألف سهم، أو 5.5 في المئة).

منذ اليوم الأول العاصف لتداول السهم في "ناسداك"، كان السرد المحيط بـ"ترمب للإعلام" سلبياً إلى حد ما – والأهم من ذلك الخسارة الفادحة عام 2023 التي كشف عنها إيداع الشركة لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات.

كذلك عُلِم أن الشركة ظلت عائمة عام 2022 من خلال سلسلة من القروض الطارئة التي قدّم بعضها رجل أعمال روسي-أميركي يخضع إلى تدقيق من ضمن تحقيق فيدرالي في التداول من الداخل [التداول بناء على معلومات غير متاحة للجميع]، وفق تقرير نشرته الـ"غارديان".

وفي تطور منفصل، أقر مستثمران شاركا في مخطط للتداول من الداخل يتعلق بـ"ترمب للإعلام" بالذنب بعد نحو 10 أشهر من اعتقالهما واتهامهما بالتداول بالأوراق المالية الخاصة بـ"شركة العالم الرقمي للاستحواذ" بناء على معلومات غير علنية حول الاندماج بين "شركة العالم الرقمي للاستحواذ" و"ترمب للإعلام".

وأخيراً، يقاضي السيد ترمب اثنين من مؤسسي "ترمب للإعلام"، زاعماً أن دوريهما في تأسيس الشركة تشوبهما شوائب ويجب أن يخسرا أسهمهما في المشروع.

وتقدّم الرئيس السابق بدعوى ضد أندي ليتينسكي وويس موس، وهما متسابقان سابقان في برنامج تلفزيون الواقع "المتدرب" The Apprentice الذي قدمه على شبكة "أن بي سي"، سعياً إلى منعهما من امتلاك أسهم أو تعيين أعضاء في مجلس إدارة.

وتقدم الاثنان بدعوى قضائية ضد السيد ترمب في شأن تقييم الأسهم التي يملكانها في الشركة ويريدان السماح لهما بتسييلها قبل أن تفقد مزيداً من القيمة.

وأسهمهما محفوظة باسم شركة "يونايتد أتلانتيك فنتشرز" United Atlantic Ventures من خلال اتفاقية موقعة مع السيد ترمب عام 2021.

وسمح لهما قاض في ولاية ديلاوير في التاسع من أبريل (نيسان) بإضافة زعم بأن السيد ترمب، بعد خلافهم، أمرهما بعدم بيع أسهمهما لمدة ستة أشهر على الأقل.

© The Independent