Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكرملين: اتفاق سلام غير مكتمل عام 2022 قد يكون أساسا لمحادثات أوكرانيا

اتهامات أميركية للصين بـ"دعم" آلة الحرب الروسية في كييف

جنود أوكرانيون يطلقون نظام إطلاق الصواريخ المتعددة "بي أم-21 غراد" باتجاه القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

ملخص

صرح مسؤولون أميركيون بأنه في عام 2023 جاء 90 في المئة من واردات روسيا من الإلكترونيات الدقيقة من الصين استخدمتها روسيا لإنتاج صواريخ ودبابات وطائرات

قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن اتفاق سلام غير مكتمل في عام 2022 بين روسيا وأوكرانيا قد يكون الأساس لمفاوضات جديدة، لكن لا يوجد ما يشير إلى أن كييف مستعدة للمحادثات.

وذكرت التقارير أن الاتفاق تضمن بنوداً تطالب أوكرانيا بتبني وضع محايد من الناحية الجيوسياسية وعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والحد من حجم قواتها المسلحة ومنح وضع خاص لشرق أوكرانيا، وهي كل الأشياء التي أوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه يعارضها.

وفي تصريحات أول من أمس الخميس أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرة أخرى موضوع محادثات السلام المحتملة وقال إنه منفتح على ما وصفها بمفاوضات واقعية، لكنه يعارض المؤتمر رفيع المستوى الذي يستمر يومين، والذي ستستضيفه سويسرا في يونيو (حزيران) المقبل بناءً على طلب أوكرانيا الذي يسعى لتحقيق السلام، قائلاً إنه لا معنى له إذا لم تشارك روسيا.

وبدا أن زيلينسكي الذي التقى الطلاب في غرب أوكرانيا، أمس الجمعة، يستبعد استخدام محادثات 2022 كأساس لمزيد من المناقشات، قائلاً إن الاجتماعات في ذلك الوقت لم تكن محادثات بالمعنى الحقيقي.

المجهود الحربي

على صعيد آخر، قال مسؤولون أميركيون بارزون أمس الجمعة إن الصين تدعم المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا بمساعدة موسكو في بناء أكبر حشد للعتاد العسكري منذ الحقبة السوفياتية وتزويدها تكنولوجيا طائرات مسيرة وصواريخ وتصوير بالأقمار الاصطناعية وآلات.

وقالت السفارة الصينية لدى الولايات المتحدة إنها لم تقدم أسلحة لأي طرف، مضيفة أنها "ليست منتجة أو طرفاً في الأزمة الأوكرانية".

وقال المسؤولون الذين اشترطوا عدم الكشف عن أسمائهم، وفق ما نقلته وكالة "رويترز"، إن الرئيس الأميركي جو بايدن أثار القضية مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في مكالمتهما الهاتفية في الآونة الأخيرة، وأضافوا أن القضية محل نقاش مع حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وحول العالم.

ولفت أحد المسؤولين إلى أن المواد الصينية تسد ثغرات حيوية في دورة الإنتاج الدفاعي الروسي وتساعد موسكو في تحقيق "توسعها الدفاعي الأكثر طموحاً منذ الحقبة السوفياتية وفي إيقاع زمني أسرع مما كنا نعتقد أنه ممكن في وقت مبكر من هذا الصراع". وأضاف، "وجهة نظرنا هي أن إحدى التحركات الأكثر تغييراً لقواعد اللعبة المتاحة لنا في هذا الوقت لدعم أوكرانيا هي إقناع الصين بالتوقف عن مساعدة روسيا في إعادة بناء قاعدتها الصناعية العسكرية. وروسيا قد تجد صعوبة في مواصلة جهودها الحربية من دون الصين".

وقال المسؤولون إنه في عام 2023، جاء 90 في المئة من واردات روسيا من الإلكترونيات الدقيقة من الصين استخدمتها روسيا لإنتاج صواريخ ودبابات وطائرات. وأضافوا أن الصين زودت روسيا محركات طائرات مسيرة ومحركات طائرات نفاثة لصواريخ "كروز"، وأن شركات صينية وروسية تعمل سوياً على إنتاج طائرات مسيرة داخل روسيا.

حظر المعادن الروسية

وحظرت واشنطن، الجمعة، استيراد الألمنيوم والنحاس والنيكل من أصل روسي إلى الولايات المتحدة، في إطار عقوبات إضافية متخذة مع المملكة المتحدة وتهدف إلى خفض إيرادات موسكو.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن "هذا الإجراء الجديد يحظر استيراد الألمنيوم والنحاس والنيكل الروسي المنشأ إلى الولايات المتحدة ويحد من استخدام الألمنيوم والنحاس والنيكل ذات المنشأ الروسي في بورصات المعادن العالمية وفي تداول المشتقات خارج البورصة".

 

وأوضحت وزيرة الخزانة جانيت يلين أن "الحظر الجديد الذي فرضناه على معادن أساسية بالتنسيق مع شركائنا في المملكة المتحدة سيستمر في استهداف الإيرادات التي يمكن لروسيا أن تكسبها لمواصلة حربها الوحشية ضد أوكرانيا". وأضافت أن هذه الإجراءات "ستخفض أرباح روسيا مع حماية شركائنا وحلفائنا من آثار غير مرغوبة".

ويعني هذا الإعلان أن بورصات المعادن، مثل بورصة لندن للمعادن وبورصة شيكاغو التجارية، ستمنع من قبول أي ألمنيوم ونحاس ونيكل جديد تنتجه روسيا، وفق وزارة الخزانة.

من جهته قال وزير المال البريطاني جيريمي هانت إن "تعطيل قدرة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين على شن حربه غير الشرعية في أوكرانيا يمكن تحقيقه على نحو أفضل عندما نعمل جنباً إلى جنب مع حلفائنا". وأضاف، "الإجراء الحاسم الذي اتخذناه مع الولايات المتحدة لحظر المعادن الروسية من أكبر بورصتين بصورة مشتركة سيمنع الكرملين من ضخ مزيد من المال في آلته الحربية".

"محاولة اغتيال"

وأصيب ضابط سابق في أجهزة الأمن الأوكرانية "أس بي يو"، الجمعة، في "محاولة اغتيال" بسيارته في موسكو، أنحى باللائمة فيها على كييف، بحسب ما أفادت وسائل إعلام روسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي فيديو على "تيليغرام" قال فاسيلي بروزوروف الضابط السابق الذي انتقل إلى الجانب الروسي "ليس لديَّ أدنى شك في أن النظام الإرهابي في كييف كان وراء محاولة الاغتيال التي وقعت اليوم، لكنها فشلت. أنا على قيد الحياة وبصحة جيدة، وسأواصل إدانة جرائم السلطات الأوكرانية". وهو قد أصيب بجروح في يديه وساقيه، بحسب ما قال مصدر أمني لوكالة "ريا نوفوستي" للأنباء مشترطاً حجب هويته. وقال مصدر آخر في خدمات الطوارئ إن الرجل أصيب عندما انفجرت عبوة ناسفة أسفل سيارته ذات الدفع الرباعي قرب مكان إقامته في شمال العاصمة الروسية.

وأكدت لجنة التحقيق، وهي الهيئة المسؤولة عن التحقيقات الجنائية الرئيسة، وقوع حادثة "أدت إلى إلحاق أضرار بمركبة وإصابة صاحبها"، من دون أن تحدد ما إذا كان الأمر متعلقاً بانفجار. وقال أحد أقارب بروزوروف، مشترطاً أيضاً إغفال هويته، لـ"ريا نوفوستي" إن حياة الأخير ليست في خطر. وأضاف، "إنه على قيد الحياة، وهو في حال جيدة".

وفي مارس (آذار) 2019 عقد بروزوروف مؤتمراً صحافياً في موسكو تم خلاله تقديمه على أنه منشق انضم إلى روسيا. في ذلك الوقت، قال إنه عمل في جهاز "أس بي يو" بين عامي 1999 و2018، مؤكداً في الوقت نفسه أنه قدم معلومات إلى روسيا اعتباراً من أبريل (نيسان) 2014 بدافع "أيديولوجي".

ورد جهاز "أس بي يو" بالقول إنه طرد في عام 2018 بسبب أوجه قصور، متهماً إياه بالإفراط في الشرب في العمل وبـ"بيع نفسه" للروس، لكن كييف لم تعلق بعد على حادثة الجمعة.

ومنذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا في نهاية فبراير (شباط) 2022، استهدف عدد من الاغتيالات أو محاولات الاغتيال المنسوبة إلى كييف شخصيات تدعم الهجوم العسكري الروسي.

روسيا تستدعي السفير الفرنسي

من جانب آخر، استدعت روسيا السفير الفرنسي لدى موسكو بيير ليفي الجمعة بعد تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه اعتبرتها "غير مقبولة" بعدما قال الإثنين إن باريس لم تعد ترى "جدوى" في التحاور مع موسكو.

وأعلن سيجورنيه بعد أيام على محادثة هاتفية بين وزيري الدفاع الروسي والفرنسي أظهرت تبايناً في وجهات النظر "ليس من مصلحتنا اليوم التحاور مع المسؤولين الروس بما أن البيانات التي تصدر والتقارير التي قدمت كاذبة".

واستدعت الخارجية الروسية الجمعة السفير الفرنسي لدى موسكو رداً على ذلك. وعلقت الخارجية الروسية في بيان بالقول إن ليفي "تبلغ بالطابع غير المقبول لمثل هذه التصريحات التي لا صلة لها بالواقع".

وأضاف البيان، "نعد هذه التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي بمثابة عمل متعمد ومقصود من الجانب الفرنسي لتقويض إمكان إجراء أي حوار بين البلدين".

وقال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو الجمعة خلال مقابلة أجرتها معه محطة "أل سي آي" التلفزيونية إن الشراكة الأمنية لمكافحة الإرهاب بين البلدين "لم تعلق"، لكنها "لا تعمل على النحو الذي تقتضيه الشراكة".

الدفاع عن مصالح فرنسا

وفي ما يتعلق بالنقاش مع الروس، قال الوزير إنه أمر يجب القيام به عندما يكون مفيداً". وأوضح "هذا ما يسمى الدفاع عن مصالح فرنسا، بكل بساطة"، مشدداً على أن التواصل "ليس مقطوعاً".

وأمس الجمعة علق مصدر دبلوماسي في الخارجية الفرنسية لوكالة الصحافة الفرنسية بالقول، "الوزارة الروسية كالعادة لا تقبل أن تصحح أكاذيبها". وأشار المصدر إلى أن الوزير ذكر بـ"واقع التبادلات وبمحاولة السلطات الروسية التلاعب بها".

وبعد محادثة جرت في الثالث من أبريل الجاري بين وزيري دفاع البلدين سيباستيان لوكورنو وسيرغي شويغو لنقل "معلومات مفيدة" إلى الروس في شأن الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية قرب موسكو في مارس، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"التصريحات التي تنطوي على تهديدات" الصادرة عن روسيا.

وفي تقريرها لهذه المحادثة التي تمت بمبادرة باريس، قالت روسيا إنها "تأمل" في ألا تكون أجهزة الاستخبارات الفرنسية متورطة في الهجوم الذي خلف 144 قتيلاً في الـ22 من مارس، وهي تكهنات نفتها فرنسا. وتدهورت العلاقات بين باريس وموسكو منذ مطلع العام على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وزعمت روسيا في يناير (كانون الثاني) أنها قتلت 60 "مرتزقاً" فرنسياً في خاركيف بشمال شرقي أوكرانيا، بينما نددت فرنسا بـ"مناورة منسقة" للتضليل صادرة عن الروس. كما أعلنت الخارجية الروسية أنها استدعت سفيرة سلوفينيا داريا بافداز كوريت الجمعة لإبلاغها بطرد دبلوماسي سلوفيني في إطار "المعاملة بالمثل" بعد قرار مماثل اتخذته ليوبليانا الشهر الماضي في حق دبلوماسي روسي.

وأعلنت الخارجية الروسية أول من أمس الخميس أنها فعلت الشيء نفسه مع السفير النمساوي فيرنر المهوفر بعد طرد دبلوماسيين روس من النمسا. وقالت موسكو إنها طردت دبلوماسياً نمساوياً رداً على ذلك.

المزيد من دوليات