Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسباب انخراط شباب المغرب في منظمات إجرامية داخل أوروبا

يبلغ عدد الشبكات 821 وتجمع أكثر من 25 ألف شخص من جنسيات مختلفة

تنشط "المنظمات الإجرامية" في أكثر من 50 بلداً (أ ف ب)

ملخص

تنخرط الشبكات الإجرامية في تجارة المخدرات، وبخاصة الكوكايين والقنب الهندي، وتنشط بصورة رئيسة في كل من بلجيكا وكولومبيا وكوستاريكا والإكوادور وفرنسا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا

ينضم مئات من المغاربة المقيمين في الدول الأوروبية إلى منظمات و"مافيات إجرامية" معروفة بشراستها وانخراطها في عالم تجارة المخدرات الصلبة وتبييض الأموال وغيرها من الأنشطة الإجرامية والأعمال غير المشروعة.

ويشكل مغاربة "العمود الفقري" لعدد من المنظمات الإجرامية التي تنشط في دول أوروبية، مثل بلجيكا وهولندا وإسبانيا وألمانيا، والتي يبلغ عددها 821 منظمة تضم أكثر من 25 ألف شخص من جنسيات مختلفة، وذلك وفق تقرير حديث لمكتب الشرطة الأوروبية "يوروبول".

خريطة المنظمات الإجرامية

وكشف تقرير الشرطة الأوروبية (يرسم خريطة المنظمات والشبكات الإجرامية المهددة لبلدان الاتحاد الأوروبي)، عن وجود أعضاء مغاربة رئيسين، يتعاونون غالباً مع خارجين عن القانون من بلجيكيين وهولنديين وإسبان.

وأورد المصدر ذاته أن هذه الشبكات الإجرامية تنخرط في تجارة المخدرات، وبخاصة الكوكايين والقنب الهندي، وتنشط بصورة رئيسة في كل من بلجيكا وكولومبيا وكوستاريكا والإكوادور وفرنسا وإيطاليا، وأيضاً المغرب وهولندا وإسبانيا.

وأما بخصوص الشبكات الإجرامية ذات "المفتاح الإسباني"، وفق "يوروبول"، فهي تتشكل أساساً من عناصر ينحدرون من جنسيات مختلفة، يوزعون المناصب القيادية داخل هذه الشبكات في ما بينهم، لا سيما في تهريب المخدرات والاحتيال على المصالح العامة للاتحاد الأوروبي.

وتنشط هذه المنظمات الإجرامية في أكثر من 50 بلداً، أهمها فرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا والبرتغال والصين وكولومبيا والمغرب، وبعض هذه الشبكات قادر على تحقيق أكثر من مليون يورو سنوياً، وأخرى تحقق مليار يورو في العام.

ورصد التقرير، الذي اقتفى طريقة اشتغال هذه المنظمات الإجرامية في أوروبا بهدف مساعدة أجهزة الشرطة على التربص بها، عدداً من العناصر التي تربط المنتسبين إلى هذه المنظمات، ومنها اللغة المشتركة وعلاقات القرابة والبنية التحتية بين المواقع ذات الصلة من قبيل ميناءي "أنتويرب" و"روتردام".

استقطابات

في هذا الصدد، يقول المتخصص المغربي في السياسات الأمنية إحسان الحافظي، إنه يمكن تفسير هذا الوضع بمعطيين اثنين، "الأول يهم نشاط مغاربة من جنسيات أوروبية بوصفهم مقيمين فوق تراب الدول الأوروبية".

ويشرح الحافظي أن "هؤلاء يخضعون من ثم لاستقطابات شبكات دولية تعمل فوق التراب الأوروبي، على خلفية مشكلات الاندماج والتعاطي الأوروبي مع الأجانب والفشل الاجتماعي والإقصاء الذي قد تتعرض له هذه الفئات الاجتماعية.

والمعطى الثاني، وفق المحلل ذاته، يهم طبيعة المهام التي تشتغل وفقها الشرطة الأوروبية من خلال تركيزها على ملفات شبكات الجريمة العابرة للحدود، والجريمة المنظمة، بخاصة ما يتعلق بالهجرة والاتجار الدولي في المخدرات والتزوير وتبييض الأموال.

ويخلص الحافظي إلى أن "مقاربة الشرطة الأوروبية لهذه الملفات تقوم على ما يقدمه المغرب من تعاون وتنسيق ثنائي ضمن شراكات تحترم وضعية الشريك من خارج الاتحاد الأوروبي".

مجهود مغربي

وسبق للشرطة الجنائية الأوروبية أن أشادت بمحاربة المغرب عدداً من هذه المنظمات الإجرامية، آخرها تدخل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية للمملكة من أجل منع ولوج سيارات مسروقة من دول الاتحاد الأوروبي إلى البلاد.

وأورد تقرير سابق للشرطة الأوروبية في شأن جرائم سرقة السيارات الأوروبية وتهريبها إلى بلدان شمال أفريقيا، خصوصاً المغرب، أن اليقظة الأمنية للمملكة أظهرت التزاماً كبيراً في هذا الخصوص.

ولاقتفاء خطوات هؤلاء المغاربة الخارجين عن القانون ومحاصرة أنشطتهم، سبق للأجهزة الأمنية والاستخباراتية المغربية أن اقترحت على نظيراتها في الدول الأوروبية تمكينها من الاطلاع على قواعد معطيات وبيانات الشرطة الأوروبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"موكرو مافيا"

من أشهر المغاربة الذين يقودون منظمات إجرامية تنشط في أوروبا، رضوان تاغي الذي أصدر القضاء الهولندي في حقه قبل أسابيع قليلة، حكماً بسجنه مدى الحياة، بتهمة تزعمه عصابة خطرة تنشط في المخدرات والسلاح، وتدعى "ملائكة الموت" أو "موكرو مافيا".

ويعتبر مراقبون أن منظمة "موكرو مافيا" أحد أخطر وأشرس الشبكات والعصابات الإجرامية في هولندا وأوروبا، إذ تم ملاحقة عقلها المدبر المغربي تاغي بمعية بست جرائم قتل خلال سنتين، ومحاولات قتل مختلفة، علاوة على الاتجار بالمخدرات الصلبة داخل دول الاتحاد الأوروبي وخارجها.

وفي السياق ذاته، خلال شهر مايو (أيار) من العام الماضي أسهمت الشرطة الأوروبية في تفكيك منظمة إجرامية دولية تنشط في مجال غسل الأموال المتحصلة من بيع المخدرات القادمة من دول أميركا الجنوبية، قوامها 33 عنصراً من جنسيات مختلفة، ومن بينهم أفراد مغاربة يحتلون مناصب متقدمة داخل هذه الشبكة.

وفي أبريل (نيسان) 2023 فككت الأجهزة الأمنية البلجيكية والإسبانية بدعم من الشرطة الأوروبية منظمة إجرامية تضم من بين أعضائها مغاربة، قامت بغسل أكثر من 180 مليون يورو من أرباح ناجمة عن أنشطة غير مشروعة.

إشكالية الاندماج

ويعلق الباحث في الهجرة المقيم ببلجيكا، منير المغاري، على الموضوع بالقول إن "التحاق مهاجرين من أصول مغربية ولهم جنسيات أوروبية بهذه المنظمات، ينتج أساساً عن عوامل اجتماعية تتعلق بالبيئة والمحيط القريب الذي ينشأ فيه بعض الشباب المهاجرين، الذين ينجرون سريعاً إلى هذه المستنقعات، بالنظر إلى ضعف مراقبة الوالدين والأسرة، وضغوط التربية، والانجذاب نحو المغريات والرغبة في تحصيل الثراء بأقل جهد ممكن".

ويتابع الباحث ذاته أن "معادلة عدم أو صعوبة الاندماج في المجتمع الأوروبي تفضي بالشاب المغربي والعربي المهاجر بصفة عامة، خصوصاً الأجيال الجديدة، إلى سلك إحدى الطرق الثلاث، الأولى العيش على الهامش من دون أي دور مجتمعي، وهو ما تنجم عنه مشكلات نفسية واجتماعية بالجملة.

والطريق الثاني، وفق المغاري، "تجريب الشاب الفكر المتطرف وانغماسه في التيارات الراديكالية، بينما الثالثة هو ولوج الشبكات الإجرامية التي قد تبدأ بعصابات الأحياء الهامشية بضواحي المدن الكبرى، قبل التطور للانتساب إلى منظمات إجرامية أكبر وأوسع نشاطاً".

المزيد من تقارير