Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد هجوم إيران... توجه إسرائيلي لتعزيز "حزام" الدفاع الجوي مع الجوار

تل أبيب نصبت منظوماتها الدفاعية لمواجهة مختلف أنواع الطائرات التي كان من المتوقع أن تصلها

الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بدأت في حملة التصدي للصواريخ والطائرات الإيرانية قبل دخولها إلى المجال الجوي الإسرائيلي (رويترز)

ملخص

هناك من يعتقد بأن الهجوم السيبراني سيكون أحد الردود التي قد تستخدمها إسرائيل، إضافة إلى استمرار عملياتها التي نفذت ضمن خطتها "المعركة بين الحروب"، وهي تصفيات في سوريا واستهداف شاحنات أسلحة تابعة لإيران.

على رغم أن مشهد الأجواء الإسرائيلية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ليل الـ13 من أبريل (نيسان) 2024 سيسجل تحولاً دراماتيكياً في تاريخ الدولة الإسرائيلية، بعد أن غطت أجواءها أسراب الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، وصواريخ منظومات الدفاع، ودوت صافرات الإنذار على وقع أصوات الانفجارات، إلا أن الإسرائيليين سجلوها "ليلة انتصار إسرائيل وتحالفها الدولي" في مواجهة من وصفوهم بـ"محور الشر" إيران ووكلائها.

في إحصائيات الجيش الإسرائيلي، فقد أطلقت إيران 150 صاروخاً بينهم 100 صاروخ باليستي، و200 طائرة من دون طيار تحمل ما مجموعه 50 طناً من المتفجرات، ودوت نحو 700 صفارة إنذار في أقل من خمس ساعات، خلال الهجوم الإيراني رداً على قصف إسرائيلي قنصليتها في دمشق ومقتل قادة من "الحرس الثوري" الإيراني.

في هذه الاثناء، كانت تل أبيب قد نصبت منظوماتها الدفاعية لمواجهة مختلف أنواع الطائرات المتوقع أن تصلها، وهي منظومات "مقلاع داوود"، و"حيتس -2"، و"حيتس - 3"، وقد أقرت بأنها لم تتوقع إطلاق هذا العدد الكبير من الصوارخ خصوصاً الباليستية. وقبل أن تتحرك إسرائيل لمواجهة الهجوم الجوي، كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قد بدأت في حملة التصدي لهذه الصواريخ والطائرات قبل دخولها إلى المجال الجوي الإسرائيلي. وفيما وصل عدد كبير منها إلى العراق، كانت الأردن أولى الدول المحيطة التي أعلنت إغلاق مجالها الجوي لتأخذ فيما بعد دوراً في التصدي لهذه الطائرات والصواريخ.

هذا التحالف الدولي الذي منع ما وصفه إسرائيليون بـ "دمار حقيقي" كان سيحصل لو لم يتم التصدي للهجوم، اعتبرت تل أبيب أنه لم يساهم فقط في زيادة قوة ردعها إزاء من تعتبرهم أعداءها في المنطقة، بل عزز قوة دفاعها إزاء أي خطر قد تتعرض له. ولكن، وفق مسؤولين وأمنيين، كل هذا سيكون منوطاً بمدى حفاظ إسرائيل، وبالأساس رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على العلاقة مع واشنطن، التي شكلت حبل إنقاذ لإسرائيل بعدم الرد على أخطر اعتداء تعرضت له منذ عام 48 مباشرة من دولة، وهي إيران، من دون أي رد.

 

الاستقرار الإقليمي

رئيس الأركان، هرتسي هليفي، أعرب في محادثة مع قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي، مايكل إريك كوريلا، عن بالغ تقديره "للجهود الدفاعية المشتركة لإحباط واعتراض الهجوم الإيراني"، معتبراً أن "التعاون الوثيق القائم بين الجيشين طيلة هذه الحرب أدى إلى تشكيل حلف دفاع قوي أثبت جدواه مساء السبت حتى فجر الأحد". وبحسب هليفي، فإن الشراكة بين الجيشين من جهة وبين واشنطن وتل أبيب من جهة أخرى، تشكل عنصراً هاماً في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والأمن في الشرق الأوسط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما وزير الأمن، يوآف غالانت، فخرج للجمهور الإسرائيلي معلناً "النصر الحتمي الذي لا مثيل له"، قائلاً: "لقد نجحنا مع شركائنا وخصوصاً الولايات المتحدة والأردن بمواجهة الهجوم بأقل ضرر ممكن. إنه نصر مثير للإعجاب وتم تنفيذه بامتياز. لقد رأى العالم قوة الائتلاف عندما تكون إسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى متحدة للتصدي لهذا الهجوم، وهذا أمر له أهمية تنعكس على مختلف الأمور"، وأضاف غالانت "المعركة لم تنته بعد، وينبغي علينا أن نبقى يقظين ومستعدين لكل سيناريو".

حديث غالانت جاء بعد مكالمة أجراها مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، لتقييم الوضع، وتلقى خلالها دعوة واضحة من واشنطن لعدم الرد على الهجوم.
هذه الرسالة جاءت عقب تهديدات ومطالبات من قبل وزراء ومسؤولين إسرائيليين، في ذروة مواجهة المنظومات الدفاعية الدولية والإسرائيلية الصواريخ والطائرات الإيرانية، بالرد الفوري على طهران. 

وعُلم أن نتنياهو، الذي فوضه المجلس الوزاري الأمني المصغر هو وغالانت وعضو الكابينت بيني غانتس، باتخاذ أي قرار رد على الهجوم، كان قد اتخذ قراراً بالرد أمام هول الإسرائيليين من عدد الصواريخ الهائل والطائرات المسيرة الموجهة. ولكن بحسب مراقبين، يبدو أن مكالمة الرئيس الأميركي، جو بايدن، مع نتنياهو، حسمت النقاش حول الرد الفوري على الهجوم الذي أدخل أكثر من تسعة ملايين إسرائيلي وعشرات آلاف الفلسطينيين في الضفة والقدس في حالة خوف بعد أن غطت الصواريخ سماء إسرائيل، وهو السيناريو الذي طالما ناقشه الإسرائيليون على مدار أعوام ضمن "سيناريوهات الرعب" واستبعده الكثيرون.

وبحسب الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، غيورا إيلاند، فقد قال بايدن صراحة لنتنياهو "لا تجرنا إلى حرب لا نريد أن نكون فيها".

ورداً على الأصوات الداعية إلى تحرك عسكري ضد إيران، وأبرزها لوزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، قال إيلاند: "أمام الجهود التي بذلتها واشنطن، ومساهمتها في تحقيق النصر لإسرائيل في هذا الهجوم، يتوجب أن تضمن تل أبيب علاقة جيدة مع الولايات المتحدة، واستغلال الوضع كرافعة من أجل المصالح الإسرائيلية، والتفاهم مع واشنطن أولاً وقبل كل شيء، على أنه في حال هاجمت إيران إسرائيل مرة أخرى، فإن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل في ردها على إيران". وأضاف: "الأهم من هذا أن نستغل الوضع القائم والنوايا الأميركية لمبادرات في المنطقة تكون رافعة لمصلحة إسرائيل، والتوصل إلى تفاهمات حول بعض مصالحها وفي مقدمها إعادة الجبهة الشمالية إلى حياتها الطبيعية، والتركيز على أمور مفيدة  أفضل من أن نستمر بالتهديد بضرب إيران بعد هجومها علينا".

100 صاروخ باليتسي

عدد الصواريخ والطائرات التي أطلقت باتجاه إسرائيل، والصواريخ الباليستية الـ100، أثارت سؤالين سيحتاج متخذو القرار إلى بحثهما والرد عليهما: إذا كانت إيران أطلقت في ليلة واحدة 100 صاروخ باليستي، فأي ترسانة صاروخية لديها؟ والسؤال الثاني: هل أن عدم إلحاق الضرر كان ضرورة للتأكيد على المنظومات الدفاعية والتحالف الدولي؟ أم أن إيران تملك طائرات وصواريخ في غاية  الدقة والتوجيه ونجحت في ضرب الأهداف وحاولت إيصال رسالة مفادها بأنها لم تستهدف مناطق مدنية؟

بحسب تسفيكا حايموفتش، القائد السابق لوحدة الدفاع الجوي، فإن الدفاع الجوي الخارجي كان الحزام الأمامي في مواجهة الطائرات المسيرة وصواريخ كروز، وأكد "أمام ما شاهدناه في هذه الليلة، التي لم تمر على إسرائيل منذ إقامتها، يتوجب أن نؤكد على ضرورة الحفاظ على الائتلاف الأميركي الأردني والدولي"، وتابع: "من كان يتوقع قبل ليلة السبت أن يعترض الأردنيون طائرات إيرانية مسيرة، كان يبدو هذا كالحلم ولكنه اليوم يشكل تحدياً أمام إسرائيل للحفاظ على وضعية كهذه". وأضاف حايموفتش "أما الجانب المهم الآخر، فهو عدم استهتارنا بالكمية الكبيرة التي أطلقت علينا، وأن نسال أنفسنا بعد إطلاق مئة صاروخ باليستي: كم تملك إيران من صواريخ يمكن إطلاقها باتجاهنا، إذا أطلقت هذا العدد في غضون ساعات قليلة؟ سؤال يستوجب البحث والتعميق".

المعضلة الإسرائيلية 

على رغم اتفاق بايدن - نتنياهو على عدم الرد على الهجوم الإيراني، لكن، وبحسب غالانت وغيره من المسؤولين بمن فيهم نتنياهو، المعركة لم تنته، وهذا التصريح بحد ذاته يشكل معضلة حقيقية لإسرائيل، وقد طرح أكثر من مسؤول أمني وخبير عسكري خيارات الرد، محذرين من خطورة الرد باستهداف منشآت نووية، ما من شأنه أن يدفع إيران في هذه الحالة إلى تحرك من دون حسابات تمنع اندلاع حرب إقليمية.

هناك من يعتقد بأن الهجوم السيبراني سيكون أحد الردود التي قد تستخدمها إسرائيل، إضافة إلى استمرار عملياتها التي نفذت ضمن خطتها "المعركة بين الحروب"، وهي تصفيات في سوريا واستهداف شاحنات أسلحة تابعة لإيران.

في هذا الوقت، في خضم البحث في تداعيات العملية وعدم الرد الفوري عليها، أجرت القيادة العسكرية تقييمات لحرب غزة، وأعلن الجيش أنه بصدد تشديد القتال، ومن جهة أخرى الاستعداد لاجتياح رفح، وكشف أنه سيقوم خلال الأيام المقبلة بتجنيد لوائين الاحتياط للدخول إلى غزة والمشاركة في تنفيذ عمليات، وسط غياب أمل في الأفق القريب لصفقة أسرى وتهدئة في غزة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير