Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القلق يسيطر على فلسطينيي الضفة الغربية في مواجهة المستوطنين

تعرضوا لهجمات واسعة وأحرقت منازلهم في ظل عدم تمتعهم بأي حماية أمنية

ملخص

يقيم في الضفة الغربية أكثر من 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات غير قانونية في نظر القانون الدولي.
ويقول سكان دوما مثل عديد من القرويين الفلسطينيين في الضفة إنهم لا يتمتعون بحماية الأمن الفلسطيني، ولا يسمح له بالعمل إلا في 40 في المئة من الأراضي الفلسطينية، بينما لا تؤمن إسرائيل الحماية للفلسطينيين في باقي الأراضي التي تديرها.

تحلق الراعي الفلسطيني إبراهيم أبو عليا ليلاً وبعض أصدقائه حول نار أشعلوها على تل في الضفة الغربية يحرسون القطيع قربهم ويبقون متيقظين بعد المواجهات بينهم وبين مستوطنين إسرائيليين الأسبوع الماضي.
وقال إبراهيم أبو عليا (29 سنة) من قرية المغير شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية، لوكالة الصحافة الفرنسية، "نحن نأتي يومياً إلى هنا، نشعل النار ونبقى مستيقظين حتى الصباح نحرس الأغنام"، ثم يشير بيديه إلى جبل قائلاً "توجد في الجبل فوقنا مستوطنة، ونحن نبلغ الناس في القرية في حال أحسسنا بقدوم مستوطنين".

مقتل مستوطن ورد فعل

في نهاية الأسبوع الماضي اختفى الفتى المستوطن الإسرائيلي بنيامين أخمير (14 سنة) قرب "المغير" في الـ12 من أبريل (نيسان) بينما كان يرعى أغنامه التي عادت من دونه إلى مزرعته في مستوطنة "ملاخي هشالوم"، وبعدها وجد مقتولاً. فهاجم مستوطنون قرية المغير مسلحين بالبنادق وزجاجات "مولوتوف" الحارقة، وأشعلوا النيران في منازل، وقتلوا أغناماً، وأصابوا 23 شخصاً بجروح، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، كما قتل فلسطيني واحد في أعمال العنف.
وخسر إبراهيم أبو عليا الذي أحرق بيته، من 20 إلى 30 خروفاً وأموالاً نقدية جناها من بيع منتجات الألبان احترقت خلال الحريق. وقال "خسرنا 30 ألف شيكل قيمة خلايا الطاقة الشمسية. ليس عندي ملابس، ما أرتديه استعرته من صديقي، لم يتبق معي مال، أعادونا 20 عاماً إلى الوراء، وصرنا تحت الصفر".
وقال رئيس مجلس قرية المغير أمين أبو عليا "أحرقوا عدداً كبيراً من المنازل كان أهلها موجودين فيها، احترقت بصورة كاملة أو جزئية قبل أن تتم السيطرة على النيران". وأضاف "حاولنا أن نشكل لجان حماية، لكن الأمر فشل، لأن قوات الاحتلال اعتقلتهم أكثر من مرة. لدينا حالياً أكثر من 70 أسيراً من لجان الحماية داخل السجون الإسرائيلية بتهمة محاولة تشكيل جسم منظم".

دوما بعد المغير

كما نزل مئات المستوطنين على قرية دوما الواقعة على بعد خمسة كيلومترات شمال المغير، عبر الحقول المحيطة في الـ13 من أبريل، بعدما عثر على جثة الفتى المستوطن أخمير وعليها آثار طعن.
وقال رئيس مجلس قرية دوما سليمان دوابشة، "كانت هجمة شرسة بكل معنى الكلمة. دخل أكثر من 500 مستوطن إلى القرية، واقتحمها أكثر من 300 جندي إسرائيلي، وأعلنوا أنها منطقة عسكرية مغلقة".
وقال محمود نزار سلاودة، وهو صاحب منزل أحرق في دوما، "نشعر بالعجز لأننا غير قادرين على أن نحمي أنفسنا، والمستوطن محمي من جيش الاحتلال، لا أحد يحمينا". وأضاف من الطابق الأرضي لمنزله المحترق على مشارف دوما، "خسرت كل مالي ومستقبلي، فتخيل كيف شعوري؟".
عند قدميه غطى الأثاث المحترق والزجاج المحطم الأرض، بينما تلونت الجدران باللون الأسود، واحترقت ورشته في الغرفة المجاورة.
في عام 2015، أضرم مستوطن النار في منزل عائلة سعد دوابشة في دوما، فقتل مع زوجته ريهام وطفلهما الرضيع علي، وأصيب ابنه أحمد (4 سنوات) بجروح خطرة، لكنه الوحيد الذي بقي على قيد الحياة منهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مستوطنات غير قانونية

ويقيم في الضفة الغربية أكثر من 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات غير قانونية في نظر القانون الدولي. ويقول سكان دوما مثل عديد من القرويين الفلسطينيين في الضفة إنهم لا يتمتعون بحماية الأمن الفلسطيني، ولا يسمح له بالعمل إلا في 40 في المئة من الأراضي الفلسطينية، بينما لا تؤمن إسرائيل الحماية للفلسطينيين في باقي الأراضي التي تديرها.
ويقول محمود دوابشة، "هذه سياسة تهجير وتطهير عرقي"، مضيفاً "لن نغادر الأرض، ولن نغادر المنازل، فليحرقوا ويكسروا ويدمروا، سنبقى داخل بيوتنا".
تصاعد العنف
ومنذ بداية الحرب في قطاع غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تصاعدت كثيراً حدة العنف في الضفة، وقتل ما لا يقل عن 468 فلسطينياً على أيدي جنود أو مستوطنين إسرائيليين، وفقاً للسلطة الفلسطينية.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في يناير (كانون الثاني) الماضي إنه "في نحو نصف الحوادث المسجلة من مجموع عنف المستوطنين بعد اندلاع الحرب في غزة، كانت القوات الإسرائيلية إما ترافق المهاجمين، وإما تفيد التقارير بأنها تدعمهم".
وسجل مكتب "أوتشا" 774 هجوماً نفذها مستوطنون ضد فلسطينيين منذ اندلاع الحرب في غزة، مشيراً إلى أن 37 تجمعاً بين قرية وبلدة تأثرت بالعنف بين التاسع من أبريل والـ15 منه، وهو "ثلاثة أضعاف عدد" ما جرى في الأسبوع الأول من الشهر.
وقال المكتب إن تسعة إسرائيليين من بينهم خمسة عناصر من القوات الإسرائيلية قتلوا في الضفة الغربية خلال الفترة الزمنية نفسها.
وأكد الراعي إبراهيم أبو عليا بدوره أنه على رغم الصعوبات، "لن نغادر أبداً"، لكنه اضطر في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى الانتقال من أراضي رعيه السابقة إلى الجانب الآخر من المغير، بعيداً من المستوطنة.
وقالت منظمات غير حكومية إن هجمات نهاية الأسبوع تمثل ذروة أعمال العنف بسبب العدد الهائل من الأشخاص الذين شاركوا فيها، ولكنها تعكس أيضاً اتجاهاً أوسع في الضفة الغربية.
ورفع مستوطنون مساء الأربعاء الماضي أعلاماً إسرائيلية على طول الطريق الواصل بين بلدتي المغير و"ملاخي هشالوم".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات