Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نساء يحطمن التابو الأخير: رحلة الأمومة في معرض فني

هل يمكنك أن تكوني فنانة عظيمة وأماً في آن معاً؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه معرض "أعمال الخلق" الجديد ويستكشف الفن والأمومة

من المعرض: (من اليسار لليمين) هيرميون ويلتشير، نيكولا تستعد للولادة، 2008 وكارولين ووكر، الزجاجات والمضخات، 2022 (هرميون ويلتشير/كارولين ووكر)

ملخص

الفن والأمومة... تجربة فنانات أمهات اللاتي أثبتن أنهن قادرات على "إنجاز الأمور" والقيام بذلك "بطريقة إبداعية"

عندما أنجبت الفنانة البريطانية كاثرين إلويس طفلاً عام 1983، سرعان ما اكتشفت أنه يتوقع منها إخفاء أمومتها. لم يوجد في أكسفورد أي مكان يسمح لها بإرضاع صغيرها على الملأ، لا مقهى ولا سينما ولا مطعم. وللغرابة أن المكان الوحيد الذي سمح بذلك كان صالة معارض. لكن في الوقت نفسه، عندما كانت تدخل إلى أي محل لبيع الصحف وتنظر على المجلات المعروضة في الواجهة، كانت تجد كثيراً من الصدور العارية في مجلتي "بنتهاوس" Penthouse و"بلاي بوي" وغيرهما. قالت لي: "كان هذا الشكل الوحيد المسموح به لعرض ثدي الأنثى المكشوف، من أجل إمتاع الرغبة الجنسية لدى الرجل، وليس وهو يقوم بوظيفته البيولوجية. لذلك، قررت صناعة صورة عن الرضاعة تتجنب كليهما".

لوحة "هناك أسطورة" There is a Myth التي تعود لعام 1984 وتصور طفلاً رضيعاً يدير وجهه بعيداً من الكاميرا ونجوماً، بينما يظهر الثدي الذي لا يتغذى منه الرضيع وهو يتلقى لكمات خفيفة من يده الصغيرة، بينما تتدفق قطرات الحليب من الحلمة، وهي واحدة من أكثر من 100 عمل مدرج في معرض "أعمال الخلق" Acts of Creation الذي افتتح [الشهر الماضي] في صالة أرنولفيني في بريستول، قبل استضافته في كل من برمنغهام وشيفيلد وداندي. يستكشف المعرض ملذات الأمومة وآلامها وآمالها ومخاوفها، ويجمع فنانات صنعن أعمالاً على مدار السنوات الـ60 الماضية.

وتقول منظمة المعرض هيتي جودا، التي هي أيضاً ناقدة فنية وكاتبة وشريكة مؤسسة لتحالف "الأهالي العاملين في مجال الفن" Art Working Parents Alliance "نشأ المعرض عن دراسة قمت بها حول الفنانات الأمهات عام 2019. بات جلياً أن هناك محظوراً (تابو) شديداً يحيط بالفن الذي يتناول الأمومة التي كان ينظر إليها على أنها موضوع لا يمكن الحديث عنه، وأن الفنانة الأم كنموذج ثقافي لم تكن مرئية. لذلك، صمم المعرض للتعامل مع هاتين القضيتين: للإشارة إلى أن الأمومة يمكن أن تكون موضوعاً عظيماً للفن، ولإظهار أن كثيراً من الناس هم أهال وفنانون، وأن الجمع بين الاثنين ليس أمراً مستحيلاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولا يعني هذا أن الأمر سهل. تقول إلويس التي قررت أن الموازنة بين الأمومة والفن تكون أسهل بوجود طفل واحد فقط: "أعتقد أنك تستطيعين عيش التجربة على أنها انتهاك مدمر لحريتك واستقلالك اللذين حصلت عليهما بصعوبة. في الوقت نفسه، إنها لحظة ازدهار إبداعي رائعة". إلويس التي لا ترى إنجاب طفلها سبباً لتخليها عن كونها فنانة وترفض الافتراض القائل إن الفن الذي يتناول الأطفال هو أمر مبالغ فيه وعائلي جداً، بحثت عن وسائل لجعل ابنها جزءاً من ممارستها الفنية. لمدة سبع سنوات، كان هو محور فنها: عمل مصور آخر صنعته عام 1984 يمثل القلق والدهشة المغلفين بالنظرة الأمومية من خلال لقطات مدتها ثماني دقائق لطفلها الصغير وهو يغفو.

بالنسبة إلى أخريات، يعد الفصل بين الفن والحياة الأسرية أمراً جوهرياً. عندما أنجبت هيرميون ويلتشير، التي تبلغ من العمر الآن 60 سنة، ابنتها الأولى لما كانت في أواخر الثلاثينيات من عمرها، قررت التوقف عن العمل. تقول متأملة: "كنت مصممة على جعل بناتي أولوية وجعلهن يشعرن كما لو أنهن أولويتي. أحسست كذلك، عندما كن صغيرات جداً، أنني كنت خائفة من أن عملي يؤذيهن، ليس هذا التعبير المناسب تماماً، لكنني لطالما انجذبت نحو التناقض في فني، ورفضت تصنيف الجيد والسيئ، وشعرت أن من واجبي حماية بناتي من ذلك".

على كل حال، لم تتوقف أبداً عن صناعة الفن تماماً، وعندما كبرت بناتها انطلقت بمشاريع عدة متعلقة بالأمومة، بما فيها لوحة "التحضير للولادة" Preparing for Birth (2008). وأنشئت الصور في الأصل لتكون ضمن مجموعة "بيرث رايتس كوليكشن" Birth Rites Collection وهي أول مجموعة في العالم للفن المعاصر حول الولادة، وتظهر الصور نساء حوامل يتحضرن للولادة باستخدام تمارين التصور وتقنيات التنفس. تقول: "قضيت وقتاً مع المتخصصين في مجال الصحة في فصول الدراسة التي تقيمها المؤسسة الوطنية للولادة National Childbirth Trust، ثم مع معلمة اليوغا ومرافقة الولادة، كاثلين بيغان، التي كانت دروسها مصدراً لمجموعة الصور". في تحد للتمثيل التقليدي للولادة، سعت ويلتشير إلى الابتعاد عن النظرة الطبية التي أقرتها الحكومة والتركيز بدلاً من ذلك على العمل المهم سياسياً الذي تقوم به بيغان وآخرون لتشجيع النساء على المشاركة في صنع القرار.

ويعد جزءاً أساسياً من مسعى جودا من "أعمال الخلق" النظر إلى ما هو أبعد من الحمل والولادة إلى ما تسميه المتابعة - "كل تلك الرعاية المتواصلة، والأشياء الصعبة التي تحدث في السنوات الـ18 التالية". ليست ويلتشير الوحيدة التي اختارت أخذ إجازة لتربية أطفالها، ومع ذلك يشعر كثير من الأمهات الفنانات أنهن إذا لم يغتنمن الفرصة عندما تعرض عليهن، فلن تتوفر مرة أخرى. تضيف جودا التي تشير إلى عدد من الجوائز والإقامات ("وهي خطوات يقوم بها الناس لتأسيس أنفسهم في عالم الفن") مع حد أعلى للعمر أنه "لا توجد آلية لمساعدة الأشخاص في العودة لعالم الفن بمجرد وصولهم إلى الأربعينيات أو الخمسينيات أو حتى الستينيات. يعني هذا أنه من الصعب مقاومة الإغراء المستمر على مدار الساعة. يمكن أن يكون الأمر مرعباً جداً".

وتجسد الفنانة ليا تسيتيرا، المقيمة في نيويورك، هذا الخوف في عملها "لا يمكنك الحصول على كل شيء" You Can’t Have it All (2022)، وهو منحوتة أنيقة نرى فيها حبيبات رمل وردية تتدفق بين نموذجين من الزجاج المنفوخ يمثلان الرحم والمبيضين وقناتي فالوب. صنعته لما كانت في الـ39 من عمرها وتشعر بثقل توقعات المجتمع. تقول: "هناك عنصر الاختيار الآن، لكن مع الخيارات تأتي ضغوط إضافية - في نهاية المطاف، يقال لنا إنه حري بنا أن نكون ربات بيوت جيدات أو نجمد بويضاتنا اللعينة". استخدمت تسيتيرا الساعة الرملية - وهي شكل قديم لقياس مرور الوقت - لإنشاء ساعتها البيولوجية الخاصة. أما بالنسبة إلى العنوان، فتقول: "هناك خوف مغروس فينا من أنه لا يمكن أن يكون لدينا مهنة وأطفال، ونحن قادرون على ذلك بالطبع، لكنني مهتمة بالحدود بينهما".

ليست سيتيرا الفنانة الوحيدة في المعرض التي ليست أماً. ينصب اهتمام جودا على الحديث عن الأمومة بالمعنى الموسع، مما يعني أن أية امرأة تعين عليها التفكير في ما إذا كانت تريد أن تصبح أماً أم لا، أو كيفية تحقيق التوازن بين الحياة الإبداعية ومتطلبات حدوث الحمل أو الحمل أو الرعاية، هي جزء من هذا النقاش. لنأخذ على سبيل المثال تريسي أمين، التي تشير إلى أنها أمضت عقوداً من الزمن تفكر في عملية إجهاض فاشلة، وترددت كثيراً حيال قرارها إنجاب أطفال. تقول: "أنا بالتأكيد لا أتحدث فقط عن الأمومة البيولوجية أو الأمومة التي تم تحقيقها - من المهم أن نشرك في هذا الأمر النساء اللاتي يخترن عدم الإنجاب أو اللاتي يعانين العقم".

في النهاية، قيل لنا إنه حري بنا لنا أن نكون ربات منازل جيدات أو نجمد بويضاتنا اللعينة

جيسا فيربراذر هي إحدى تلك النساء. وبشكل مناسب، إنها أيضاً ابنة لأبوين فنانين. من بين الأعمال التي يتضمنها المعرض لوحة "لعب الأدوار" Role Play (معروفة أيضاً بعنوان "المرأة ذات الوسادة" Woman with Cushion وتعود لعام 2017). إنها لوحة مكونة من مجموعة مؤثرة من الصور الفوتوغرافية التي تظهر فيربراذر وهي تضغط بوسادة على فستانها. خطرت الفكرة ببالها في السابق عندما كانت ترعى والدتها، ثم عادت لها بعد وفاتها لما اكتشفت صورتين التقطهما والدها لأمها أثناء حملها. في ذلك الوقت، كانت فيربراذر تخضع لعلاج خصوبة لم يكلل بالنجاح، وبالتالي فإن الوسادة، التي تنتفخ وتنكمش مثل البطن، تمثل طفلها الذي طال انتظاره.

تخبرني من محترفها في بريستول: "أعتقد أن أحد أصعب الأمور هو أن النساء ينشغلن غالباً في محاولة الحمل، ثم إذا لم ينجبن، لا توجد نتيجة. وكيف يمكنك تمثيل حدوث هذه الأمور - العقم والإجهاض - عندما يكون هناك مجرد فراغ ولا وجود لجسم مادي؟" خيطت القطع الـ56 للوحة "لعب الأدوار" على هيئة لحاف، مما يستحضر الشعور بالجسد الذي يطاح به. بالنسبة إلى فيربراذر، كان استخدام الإبرة أساسياً أيضاً. تضيف: "يتعلق الأمر بتمثيل الألم والفراغ الذي نشعر به، الشيء الذي يخدشنا ويجرحنا. جزء كبير من فني هو مجرد ثقوب".

مثلها مثل إلويس وويلتشير وتسيتيرا، تأمل فيربراذر في جعل ما هو غير مرئي في الأوساط الثقافية ملحوظاً. وبفضل تخفيف المقاومة السوقية والتنظيمية، فمن الصحيح أن الأمومة، بشكل عام، أصبحت من المحظورات بدرجة أقل. وفقاً لجودا، كان هناك عدد قليل من الفنانات على درجة عالية من النجاح اللاتي تعاملن مع هذا الموضوع في السنوات الأخيرة - تالا مدني، وكاميل هنروت، وكارولين ووكر، وجميعهن مشاركات في المعرض - وأدى ذلك إلى رؤية تصويرات حقيقية وصادقة بدلاً من تلك الأسطورية وغير البيولوجية.

لكن الفن المتعلق بكونك أماً يظل تقريباً غير مرئي، ولهذا وجود فيربراذر في العرض يعني لها كثيراً. وتقول: "مشاركتي كامرأة لم تنجب أطفالاً، والمساهمة في النقاش وإحداث فرق، وأن يكون لدي شيء قيم أقوله يتجاوزني، هو هديه... إنه عمل إبداعي".

يستمر معرض "أعمال الخلق" في صالة أرنولفيني ببريستول حتى الـ26 من مايو (أيار) قبل جولة تشمل برمنغهام وشيفيلد وداندي

© The Independent

المزيد من ثقافة