Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استعادة الرسامة المصرية إنجي أفلاطون بفنها وأفكارها

معرض في القاهرة يقدم مسيرة الرسامة التي تخلت عن ارستقراطيتها وسجنت

الرسامة المصرية الرائدة إنجي أفلاطون (خدمة المعرض)

ملخص

احتفالاً بمرور قرن على ميلاد الرسامة والرائدة النسوية المصرية إنجي أفلاطون ينظم غاليري سفر خان في القاهرة معرضاً لأعمالها. وإلى جانب الأعمال الفنية يضم المعرض جانباً من متعلقاتها الشخصية وصورها الفوتوغرافية ومقاطع فيديو.

يهدف المعرض المتنوع  الذي يقيمه غاليري سفر خان في القاهرة للرسامة المصرية الرائدة إنجي أفلاطون، في ذكرى ميلادها المئة، إلى تقديم رؤية شاملة لمسيرة الفنانة الراحلة وتسليط الضوء على بعض الجوانب غير المعروفة في حياتها المهنية. 

ولدت أفلاطون فى إبريل (نيسان) عام 1924 ودرست الفن على يد الفنان كامل التلمساني، وهو من مؤسسي حركه "الفن والحريه" مع زملائه جورج حنين ورمسيس يونان وفؤاد كامل، وهم من رواد الفن المصري الحديث ورموزه. وتتلمذت أيضاً على يد الفنان راغب عياد في القسم الحر في كلية الفنون الجميلة. وفى سنه 1952 أقامت أول معرض خاص لها. وسرعان ما أثبتت أفلاطون كفاءة ومقدرة منقطعة النظير في مجال الفن. وفي سنة 1942 شاركت مع جماعه الفن والحريه في عدة معارض مع كبار الفنانين في هذا الزمن، منهم رمسيس يونان وفؤاد كامل، وكامل التلمساني والفنان الكبير محمود سعيد، وعرفت هذه الفترة في حياتها بالسوريالية. وقد صاحب نشاط الفنانة إنجي أفلاطون الفني نشاط سياسي واجتماعي أخلصت له منذ وقت مبكر من حياتها. قدمت أفلاطون خلال مسيرتها عدداً من المؤلفات ذات الطابع السياسي، كان أولها كتاب بعنوان "ثمانون مليون إمرأة معنا" والذي كتب مقدمته عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين. أما كتابها الثاني فكان بعنوان "نحن النساء المصريات" وكتب مقدمته المفكر والأديب المصري عبد الرحمن الرافعي.

ورغم محاولات العائلة إبعاد ابنتهم عن الإنخراط في النشاط السياسي عبر دفعها للسفر إلى فرنسا لدراسة الفن هناك، إلا أن إنجي أفلاطون رفضت ذلك بقوة، وكتبت في مذكراتها تقول: "لم يكن مقبولاً ولا معقولاً أن أترك مصر وأذهب لعدة سنوات إلى بلاد الخواجات، وأنا أفكر بكل وجداني فى عمليه تمصير طويلة وقاسية للنفس. ضاعت من عمرى ثماني عشرة سنة فى المجتمع المغلف بالسوليفان، حتى لغتي القوميه لا أملكها. فأي بؤس يحسه الإنسان المعقود اللسان. حتى السابعه عشرة كانت لغتي هي الفرنسيه، وحين بدأت أحتك بالناس لم استطع حل العقدة من لساني. أمقطوعة أنا من شجرة إذاً؟".

تواصلت إنجي أفلاطون مع كبار المثقفين اليساريين في فترة الأربعينيات والخمسينيات، وانفصلت روابطها عن المجتمع الذي كانت تعيش فيه، وكرست أعمالها للتعبير عن المرأة والفلاحة المصرية وحياة البسطاء. وقد تم اعتقالها ضمن من اعتقلوا فى فترة الخمسينيات بتهمة الإنضمام إلى أحد التنظيمات اليسارية، فقضت أربع سنوات كاملة في الحبس، لم تر أسرتها خلالها سوى مرة واحدة. كانت تجربة السجن هذه من أكثر فترات إنجي أفلاطون ازدهاراً وإنتاجاً وتميزاً. إنغمست خلال  مدة حبسها في الرسم، فكانت ترسم بنهم كل ما تقع عليه عيناها، رغم كل المعوقات والتعقيدات والأجواء الصعبة المحيطة بها. رسمت وجوه السجينات، وعبرت عن معانتهن وتوقهن للحرية. وعلى الرغم من عدم تنوع المثيرات البصرية أمامها داخل أسوار السجن، إلا أنها حولت هذه العناصر البسيطة التى وجدتها حولها إلى عناصر ومفردات دالة وذات مغزى إنساني. امتلأت لوحات أفلاطون التي أنجزتها في تلك الفترة بالعديد من المفردات والعلاقات البصرية، من القضبان الحديدية، إلى أفرع الأشجار المحيطة، إلى أطراف أشرعة المراكب البعيدة التي كانت تلوح لها من وراء الأسوار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يضم المعرض المستمر حتى 21 مايو (أيار) المقبل نماذج من الرسوم التي أنجزتها الفنانة خلال فترة اعتقالها، إلى جانب عدد آخر من الأعمال التي عبرت فيها عن الحياة في الريف المصري. ويعد عرض هذه الأعمال فرصة حقيقية لتأمل إبداعات هذه الفنانة الرائدة التي امتزجت تجربتها بالكفاح والمعاناة رغم انتمائها لواحدة من الأسر الأرستقراطية المصرية. فرغم هذه النشأة الأرستقراطية، ظلت أفلاطون تعد من أكثر الفنانين المصريين الذين عبروا بقوة عن الطبقات المهمشة في المجتمع المصري خلال القرن العشرين.  

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة