Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف ألهمت تاتشر سلمان رشدي في كتابه الأخير؟

أطلق صاحب "آيات شيطانية" كتابه الجديد بعد نجاته من الموت إثر تعرضه لطعنات عدة أثناء إلقائه محاضرة عام 2022

فقد الكاتب الرؤية في عينه اليمنى وأصيب بعدد من الجروح البالغة عقب طعنه (أ ف ب)

ملخص

كان هدف رشدي هو عدم منح الشهرة للشخص الذي طعنه، تماما كما فعلت تاتشر عندما تعاملت مع الإرهابيين

كشف سلمان رشدي عن أن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر هي التي ألهمت قراره بعدم تسمية الرجل الذي اعتدى عليه وطعنه في كتاب مذكراته الجديد.

ونجا الكاتب الهندي المولد والبريطاني - الأميركي الجنسية بأعجوبة من الموت، ولكنه فقد الرؤية في عينه اليمنى وأصيب بعدد من الجروح البالغة التي غيرت حياته برمتها بعد أن تلقى طعنات عدة حين كان يهم بإلقاء كلمة لدى مشاركته في مؤتمر في معهد شوتاكوا في شمال غربي ولاية نيويورك في أغسطس (آب) 2022.

وناقش الكاتب البالغ من العمر 76 سنة كيف نجا من محاولة اغتياله وذلك خلال لقاء أقيم في مركز "ساوث بانك" الثقافي في لندن يوم الأحد أثناء ترويجه لكتابه "السكين: تأملات بعد محاولة القتل" الذي صدر يوم الثلاثاء الماضي ويتطرق فيه إلى التجربة المروعة التي عاشها.

وفي ذلك السياق، طلبت منه الصحافية والكاتبة إريكا واغنر التحدث عن الأسباب التي دفعته للإشارة في مذكراته إلى المتهم بمهاجمته الذي يدعى هادي مطر باسم "The A" وهو اختصار لكلمة "The Ass" ومعناها "الوغد (أو الرجل السخيف Asinine man).

متحدثاً عبر الإنترنت من منزله في الولايات المتحدة، كشف السير سلمان، الذي تلقى تعليمه في مدرسة روغبي في ووريكشاير وجامعة كينغز كوليدج في كامبريدج وأمضى فترة من حياته في المملكة المتحدة، عن أن رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر هي التي ألهمته لاتخاذ هذا القرار.

وقال الفائز بجائزة "بوكر" البريطانية للرواية أمام الجمهور: "أدين بذلك لمارغريت ثاتشر".

 

وشرح بأنه تحتم على ثاتشر وضع استراتيجيات للتعامل مع الجيش الجمهوري الإيرلندي الذي شن سلسلة من الهجمات الإرهابية ضد المملكة المتحدة خلال فترة توليها رئاسة الوزراء. وبحسب رشدي، "أرادت تقليل الاهتمام الممنوح للإرهابيين" وقارن بين طريقتها والطريقة التي اتبعها في معرض كتابته عن مهاجمه. وقال: "حظي ذلك الرجل بـ27 ثانية من الشهرة ويجب أن يعود الآن لكونه نكرة".

وما كان يعنيه بالثواني الـ27 هي طول مدة الحادثة التي وقعت في شوتاكوا التي وصفها سلمان "بالوقت الطويل عندما يحمل أحدهم سكيناً"، ولكنه أضاف بأنه لم ير السلاح مطلقاً خلال الهجوم عليه.

وعزا نجاته بشكل رئيس إلى شجاعة الموجودين في المحاضرة الذين تدخلوا لوقف المعتدي.

في معرض تأمله لما حدث معه في ذلك الوقت، روى رشدي: "كان هنالك انفصال غريب جداً عن الواقع، إذ ذكر الأشخاص الحاضرون آنذاك بأنني أصدر كثيراً من الأصوات وأصرخ من الألم، ولكن في داخلي، لم أكن واعياً بالألم. أعتقد أن حالاً من الصدمة العميقة سيطرت علي وكان لدي وعي غامض بالموقف، ولكنه ليس إدراكاً دقيقاً ووعياً تاماً".

 

ووصف سلمان مذكراته بالأداة التي تمنحه القوة مجدداً للتحكم بحياته. وتابع قائلاً: "لدي طبيب نفسي رائع ساعدني للغاية وناقشت معه هذا الكتاب أثناء عملي عليه. من بين كثير من الأمور... إنه الكتاب الوحيد الذي كتبته بمساعدة طبيب نفسي. أشعر أن ما قام به الكتاب هو أنه منحني التحكم مجدداً بالسرد. وعوضاً عن كوني رجلاً ممدداً على المسرح غارقاً في بركة دماء، أصبحت رجلاً يدون كتاباً عن رجل ممدد على المسرح في بركة الدماء وشعرت بذلك أنني استعدت القوة لأنها أصبحت الآن قصتي أنا التي أسردها بطريقتي ومدني ذلك بشعور رائع". وأضاف: "يمتلك الأدب القدرة على وصف الأحداث بطريقة تجعل تلك الأحداث تبدو وكأنها تنتمي إلى الكتب نفسها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وينتظر هادي مطر، 24 سنة، من نيوجرسي محاكمته بعد أن دفع ببراءته من التهم المساقة ضده بمحاولة القتل والاعتداء في الهجوم الذي حصل.

وقال سلمان إنه سيمثل للإدلاء بشهادته في حال بدء المحاكمة وتعهد بالقول: "سأذهب حتماً وأقوم بذلك".

تجدر الإشارة إلى أنه منذ صدور رواية "آيات شيطانية" الذي يتطرق إلى حياة النبي محمد الذي اعتبره بعض المسلمين تجديفاً، واجه سلمان تهديدات بالقتل وتعرض لمحاولات اغتيال.

وبعد ذلك، أحرقت نسخ من الرواية علناً في شوارع برادفورد في غرب يوركشاير بإنجلترا وعام 1989 أصدر الزعيم الروحي لإيران آية الله الخميني فتوى بقتل رشدي. وعام 1998، أصدرت الحكومة الإيرانية قراراً بإلغاء الفتوى بالقتل.

© The Independent

المزيد من منوعات