Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تشيكيون مسلحون بشيكات يستهدفون أكبر المؤسسات البريطانية

قد يقع "البريد الملكي" على غرار "اليانصيب الوطني" (البريطاني) في أيدي مستثمرين تشيكيين

"أبو الهول التشيكي" يضع نصب عينيه السيطرة على مؤسسات بريطانية، منها هيئة البريد الملكي أيقونة المملكة المتحدة (رويترز)

ملخص

ملياردير تشيكي يسعى إلى وضع اليد على مؤسسات بريطانية أيقونية 

في مايو (أيار) الماضي، أجريت مع دانيال كريتينسكي مقابلة نادرة.

تفيد الصحيفة المعنية بأن الملياردير الغامض المعروف باسم "أبو الهول التشيكي"، "يوضح أنه لن يقدم عرضاً لشراء "البريد الملكي"، إذ تمتلك مؤسسته الاستثمارية "فيسا" أكثر من 25 في المئة أو "ساينسبوريز"، إذ تمتلك 10 في المئة". وقال كريتينسكي: "نحن مهتمون بمعرفة ما إذا كانت أي شركة تحوز القدرة على توليد تدفقات نقدية حرة كافية، مما يعني توليد قيمة اقتصادية. قد تكون هناك شركات إذ يمكن للمرء أن يكون مساهماً سعيداً بنسبة 10 في المئة لمدة 20 عاماً".

انسوا الـ20 عاماً. قبل أقل من عام حتى، يحاول كريتينسكي شراء "البريد الملكي".

قدمت شركته "اقتراحاً توجيهياً غير ملزم" إلى مجلس إدارة "خدمات التوزيع الدولية" أو "آي دي أس"، الشركة الأم لـ"البريد الملكي"، طالبة توصية في شأن عرض نقدي يطاول بقية الأسهم التي لا تمتلكها بالفعل. يعرض الملياردير 320 بنساً (395 سنتاً) للسهم، أي بزيادة 50 بنساً أكثر على سعر سهم "آي دي أس" الحالي. وبذلك يمكنه أن يتوقع دفع أكثر من ثلاثة مليارات جنيه استرليني للحصول على خدمة البريد الوطنية.

يحب كريتينسكي، وهو محام سابق يبلغ من العمر 48 سنة، رش النقود. إضافة إلى الحصة في "ساينسبوريز"، يمتلك 27 في المئة من نادي "وست هام" لكرة القدم، و13 في المئة من صحيفة "لوموند" الفرنسية. واشترى أصولاً كبيرة من مجموعة الطاقة الألمانية "إي أون"، وشركة الطاقة السويدية "فاتنفول"، و"سنتريكا" الشركة الأم لـ"بريتيش غاز". وتقدر ثروته الشخصية بنحو 7.3 مليار جنيه، وقيل أيضاً إنه مشتر محتمل لمجموعة المطبوعات المملوكة من "دايلي تلغراف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إذا نجح كريتينسكي في شراء "البريد الملكي"، ستكون الخطوة أحدث مثال على سقوط أيقونة بريطانية في أيدي أجنبية. وفي شكل أكثر تحديداً، ستكون ثاني أيقونة يشتريها تشيكيون في الآونة الأخيرة. سينضم "البريد الملكي" إلى "اليانصيب الوطني" على صعيد الوقوع في أيدي تشيكية.

عام 2011، خصصت "سازكا" الشركة الحكومية المشغلة لليانصيب. وغيرت العلامة التجارية "سازكا" إلى "ألوين"، التي ما لبثت أن حصلت على عقد اليانصيب البريطاني، ويعد العقد أكبر عقد حكومي فردي في المملكة المتحدة.

يملك "ألوين" كاريل كوماريك، 55 سنة، عبر شركته القابضة "كاي كاي جي سي". وعلى غرار كريتينسكي، جمع كوماريك ثروته في سوق الطاقة التشيكية بمجرد خروجها عن سيطرة الحكومة الشيوعية.

في بعض البلدان، تكون فكرة وقوع هيئات [مؤسسات] حيوية لحياة الأمة مثل الخدمة البريدية واليانصيب لديها (لا تنسوا أن الأخير يمول القضايا الجيدة بكل أنواعها) في أيدٍ أجنبية عبارة عن لعنة [بأمر بالغ السوء]. ليس الأمر كذلك، على ما يبدو، في ما يتعلق بالمملكة المتحدة.

أحد مستشاري كريتينسكي هو تشوكا أومونا، نجم حزب العمال السابق، الذي يعمل الآن في "جاي بي مورغان" إذ يشغل منصبي مدير إداري ورئيس قسم.

كان أومونا الذي رغب في يوم من الأيام في توجيه دفة حزب العمال، شديد الانتقاد لتخصيص "البريد الملكي" عندما كان وزيراً للأعمال في حكومة الظل. وكان النائب السابق، الذي استقال من البرلمان عام 2019، قد زعم سابقاً أن بيع ديفيد كاميرون "البريد الملكي" عام 2013، "سيدمر الخدمة البريدية الشاملة في المملكة المتحدة".

قال أومونا في ذلك الوقت: "لا توجد طريقة يمكن للشركات الخاصة من خلالها الحفاظ على عمليات التسليم لمدة ستة أيام في الأسبوع إلى كل عنوان في المملكة المتحدة". وتابع: "يمنح إبقاء 'البريد الملكي' في الملكية العامة دافع الضرائب مصلحة مباشرة مستمرة في الخدمات البريدية الشاملة في هذه البلاد... ويضمن حصول دافعي الضرائب على حصة في الجانب الإيجابي من التحديث ومن زيادة الأرباح التي يقدمها 'البريد الملكي'".

في يناير (كانون الثاني)، التقى كريتينسكي في دافوس جوناثان رينولدز وزير الأعمال الحالي في حكومة الظل. ويقال إن موقفي حزب العمال ورينولدز إيجابيان في شأن ملكيته الكاملة للخدمات البريدية، فالطرفان يعتقدان أن الملياردير التشيكي سيوفر الاستثمار البعيد الأجل الذي يتطلبه "البريد الملكي". ويتوافق دعمهما مع رغبة الحزب في أن يبدو صديقاً للأعمال في الفترة التي تسبق الانتخابات العامة وألا يقف في طريق قوى السوق.

ويبدي كوماريك اجتهاداً سياسياً بالقدر نفسه، فهو يلعب على الحبلين السياسيين إذ يقدم تبرعات كبيرة إلى حزبي المحافظين والعمال. وبعد فترة وجيزة من فوزه بعقد "اليانصيب الوطني"، أصبحت "ألوين" عضواً في مقابل رسم عضوية من "المستوى الأول" في شبكة الأعمال التي تمول آلة حزب السير كير ستارمر. ويدفع كل مؤيد من "المستوى الأول" 15 ألف جنيه سنوياً.

ذلك إلى جانب تبرع بقيمة 20 ألف جنيه لـ"اللجنة 1922" المؤثرة التابعة لحزب المحافظين. ويبدو أن المنحة استخدمت لرعاية حفلة استقبال استضافتها في الخريف اللجنة التي تمثل نواباً محافظين.

مثلت التبرعات النقدية المباشرة خطوة في النشاط السياسي الخاص بـ"ألوين". في السابق، قبل الفوز في المنافسة على ملكية اليانصيب، قدمت الشركة ضيافة مجانية وتذاكر إلى عدد قليل من النواب.

واستجوبت كوماريك لجنة برلمانية حول علاقاته التجارية التاريخية مع روسيا، وتحديداً مع "غازبروم"، شركة الغاز الروسية العملاقة المملوكة من الدولة. وعندما غزت روسيا أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، وأخضعت "غازبروم" إلى عقوبات في وقت لاحق، بدا كوماريك عرضة في صورة خطر إلى النقد في الغرب. وكان من المفترض نسيان أي آمال في امتلاك اليانصيب البريطاني.

ومع ذلك، تحرك بسرعة، وأدان علناً الهجوم الروسي باعتباره "وحشياً" و"عملاً عدوانياً لا معنى له". وأكد أن شركاته "تبذل كل ما في وسعها لدعم الأوكرانيين الشجعان المتأثرين ببربرية نظام فلاديمير بوتين".

وتعهد كوماريك لحكومة المملكة المتحدة أن يقطع صلاته كلها بـ"غازبروم". ومع ذلك، اتضح لاحقاً، بينما كانت المنافسة على امتلاك اليانصيب على قدم وساق وكان كوماريك ينتقد روسيا وزعيمها، أن "كاي كاي جي سي" ظلت شريكة لـ"غازبروم" في ملكية منشأة لتخزين الغاز في مورافيا، الواقعة في شرق تشيكيا. وردت "كاي كاي سي جي" مرة أخرى، فميعت حصة "غازبروم"، وأصرت على أنها كانت تمتلك السيطرة الوحيدة على المصنع. وتمكنت "ألوين" من امتلاك اليانصيب البريطاني.

في ما يتعلق بميل كريتينسكي لامتلاك "البريد الملكي"، لا يزال الأمر في مرحلة مبكرة. لكن إذا كانت التجربة الحديثة  [السوابق] تشي بما سيحدث، يبدو في المملكة المتحدة أن تشيكيين مسلحين بشيكات اعتادوا على الحصول على ما يريدون.

© The Independent

اقرأ المزيد