Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مبادرة فرنسية حملها سيجورنيه إلى لبنان لتجنب نشوب حرب

باريس تريد الحفاظ على زخم المحادثات والتأكيد للمسؤولين اللبنانيين على جدية تهديدات تل أبيب

ملخص

ستؤكد باريس على الضرورة الملحة لكسر الجمود السياسي في البلاد. وليس لدى لبنان رئيس دولة ولا حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة منذ انتهاء ولاية ميشال عون كرئيس في أكتوبر 2022.

استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بوحبيب نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الذي كان وصل إلى لبنان مساء السبت "لمواصلة الجهود" الرامية إلى تفادي التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله".

ولدى دخوله إلى قاعة الاجتماعات وصف سيجورنيه الاجتماع مع بوحبيب بالجيد وقال: "الأمور تسير بشكل جيد، وسنناقش مع الوفد نقاطاً عدة، وفرنسا ستبقى دائماً إلى جانب لبنان".

وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري استقبل سيجورنيه في عين التينة، بحضور سفير فرنسا هيرفيه ماغرو ومديرة أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو، وعدد من المستشارين في الخارجية الفرنسية. وتناول البحث تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية مع التصعيد عند الحدود مع لبنان. وبعد اللقاء غادر الوزير سيجورنيه من دون الإدلاء بتصريح.

القرار 1701

بدوره، شكر بري فرنسا حرصها ودورها وللرئيس إيمانويل ماكرون جهوده لمنع الحرب على لبنان، وكان رئيس المجلس واضحاً بتمسك لبنان بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته.

وأكد بري للوزير الفرنسي أن "لبنان ينتظر تسلم الاقتراح الفرنسي الرامي إلى خفض التصعيد ووقف القتال وتطبيق القرار الأممي تمهيداً لدراسته والرد عليه".

وفي الملف الرئاسي، أثنى بري على جهود اللجنة الخماسية للتوصل عبر التشاور لانتخاب رئيس للجمهورية.

كما أثار رئيس المجلس موضوع النازحين السوريين "الذي بات يثقل كاهل لبنان واللبنانيين على مختلف الصعد".

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، استقبل أيضاً بعد ظهر اليوم الأحد في السراي، سيجورنيه. كذلك استقبل قائد الجيش العماد جوزيف عون، في مكتبه في اليرزة، وزير الخارجية الفرنسي، وجرى تأكيد على "أهمية دعم الجيش نظراً لدوره في حماية أمن لبنان واستقراره، ومتابعة الأوضاع في الجنوب بالتعاون والتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان - اليونيفيل وفق القرار 1701".

وكان وزير الخارجية الفرنسي استهلّ جولته بزيارة لمقرّ قوّة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)، وقال سيجورنيه من مقرّ اليونيفيل في الناقورة جنوب لبنان "نقدّم اقتراحات للسلطات السياسية بهدف... تفادي حرب في لبنان".

وأردف "سأذهب إلى بيروت للقاء المسؤولين السياسيين... بغية التقدّم بمقترحات"، وقال "مسؤوليتنا تقضي بتجنّب التصعيد وهذا هو دورنا أيضاً في اليونيفيل ولدينا 700 جندي هنا".

علاقات تاريخية

وترتبط فرنسا بعلاقات تاريخية مع لبنان، وفي وقت سابق هذا العام قدم سيجورنيه مبادرة تقترح انسحاب وحدة النخبة التابعة لـ"حزب الله" مسافة 10 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية بينما توقف إسرائيل ضرباتها في جنوب لبنان.

وتبادل الجانبان الضربات في الأشهر القليلة الماضية، لكن التبادلات زادت منذ أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ على إسرائيل رداً على هجوم إسرائيلي مشتبه فيه على السفارة الإيرانية لدى العاصمة السورية دمشق أدى إلى مقتل أعضاء في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

ولم يحرز الاقتراح الفرنسي، الذي نوقش مع الشركاء بخاصة الولايات المتحدة، تقدماً، لكن باريس تريد الحفاظ على زخم المحادثات والتأكيد للمسؤولين اللبنانيين على أن التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية في جنوب لبنان يتعين أن تؤخذ على محمل الجد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد "حزب الله" أنه لن يدخل في أي نقاش ملموس حتى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، إذ دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" شهرها السادس.

وقالت إسرائيل أيضاً إنها تريد ضمان استعادة الهدوء على حدودها الشمالية حتى يتمكن آلاف النازحين الإسرائيليين من العودة إلى المنطقة من دون خوف من الهجمات الصاروخية عبر الحدود.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستوف لوموان في مؤتمر صحافي إن "الهدف هو منع اشتعال المنطقة وتجنب تدهور الوضع بشكل أكبر على الحدود بين إسرائيل ولبنان".

والتقى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق من هذا الشهر إذ ناقشا الاقتراح الفرنسي.

وفي رسالة موجهة إلى السفارة الفرنسية لدى بيروت في مارس (آذار) الماضي، قالت وزارة الخارجية اللبنانية، إن بيروت تعتقد أن المبادرة الفرنسية ستكون خطوة مهمة نحو السلام والأمن في لبنان والمنطقة الأوسع.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية محلية أن الحكومة قدمت تعليقات للفرنسيين في شأن الاقتراح.

ويقول مسؤولون فرنسيون، إن الردود حتى الآن كانت عامة وتفتقر إلى الإجماع بين اللبنانيين. وعلى رغم أنهم يعتبرون أنه من السابق لأوانه التوصل إلى أي شكل من أشكال الاتفاق، فإنهم يعتقدون أنه من الضروري المشاركة الآن حتى يكون الطرفان جاهزين عندما تأتي اللحظة المناسبة.

وستؤكد باريس أيضاً الضرورة الملحة لكسر الجمود السياسي في البلاد. وليس لدى لبنان رئيس دولة ولا حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة منذ انتهاء ولاية ميشال عون كرئيس في أكتوبر (تشرين الأول) 2022.

وظلت إسرائيل حذرة في شأن المبادرة الفرنسية، على رغم أن مسؤولين إسرائيليين وفرنسيين يقولون إن تل أبيب تدعم الجهود المبذولة لنزع فتيل التوترات عبر الحدود.

وقال دبلوماسي لبناني "ستشتعل جذوة النار وستستمر التوترات. نحن في حالة من الغموض الاستراتيجي على الجانبين".

ولفرنسا 700 جندي يتمركزون في جنوب لبنان كجزء من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقوامها 10 آلاف جندي.

ويقول مسؤولون، إن قوات الأمم المتحدة غير قادرة على تنفيذ تفويضها، ويهدف جزء من مقترحات فرنسا إلى دعم المهمة من خلال تعزيز الجيش اللبناني.

وبعد لبنان، سيتوجه سيجورنيه إلى السعودية قبل السفر إلى إسرائيل.

وسيعقد وزراء خارجية من دول عربية وغربية، منهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، محادثات غير رسمية على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض لمناقشة حرب غزة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط