Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيلم إيراني يتوج بجائزة السينما المستقلة بالدار البيضاء

أفلام عربية وعالمية في المهرجان تحتفي بالحرية وتكريم لمخرجين طليعيين

مشهد من فيلم "الفائزون" للمخرج الإيراني حسن ناظر  (ملف الفيلم)

ملخص

يعد مهرجان الدار البيضاء للسينما المستقلة من أبرز المهرجانات العربية التي تفتح أبوبها أمام السينما العالمية الحرة. وهذه السنة فاز بجائزتها الكبرى فيلم "الفائزون" للمخرج الإيراني حسن ناظر.

يحسب للمهرجان الدولي للسينما المستقلة في الدارالبيضاء أنه اختار في دورته الأخيرة، عرض أفلام مميزة لم تحظ بالحضور في المهرجانات الدولية الكبرى مثل "كان" و"برلين" و"البندقية"، بالرغم من فرادتها إن على مستوى الحكاية التي تنقلها، أو على المستوى الفني والتقني. وهي أفلام تراهن على الحرية في التعبير، لذلك تعالج مواضيع غالبا ما تعجز الأفلام التجارية أو المدعومة من لدن المؤسسات على التطرق إليها، لأسباب ترتبط بسلطة التمويل وشروط الإنتاج. ما ينشده مهرجان السينما المستقلة هو الاستقلال الفعلي عن الضغوط المالية والإيديولوجية، وجعل مساحة الحرية في التعبير أكثر شساعة. وهذا ما يجعل الأفلام التي تنحو إلى هذا التوجه الفكري والفني تصنع بعيدا عن شركات الإنتاج والتوزيع الكبرى.

ولعل اختيار المركب الثقافي الذي يحمل اسم الكاتب المغربي الراحل محمد زفزاف فضاءً لعرض أفلام الدورة الجديدة يتناغم مع توجه المهرجان، ومع توجه السينما المستقلة في مختلف بلدان العالم. فمحمد زفزاف كان كاتباً مستقلاً، ولم يكن له من انحياز سوى للقضايا الإنسانية والمواقف التي تقطع مع التسليع والهيمنة السياسية وتحكم السلطة المالية في الثقافة والفن.

واختارت منظمو المهرجان تكريم اسمين بارزين من عالم السينما الأول هو الفرنسي ليو كاراكس الذي يجمع بين الإخراج والنقد وكتابة السيناريو، والثاني هو المخرج والسيناريست المغربي سعد الشرايبي. وقد سبق لكاراكس أن صرّح قبل سنتين في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بأن أفلامه لا تعد ناجحة إذا كان النجاح يقاس بنسبة المداخيل، واعترف بأنه لا يملك موهبة استقطاب الجمهور. غير أن هذه الاعترافات تنمّ عن الفلسفة التي تنطلق منها أعماله السينمائية، إذ أنها موجهة إلى جمهور معين يشكل في كل الأحوال أقلية. وقد حازت هذه الأعمال جوائز خاصة مثل جائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام وجائزة لويس ديلوك وجائزة الفيلم الأوروبي. أما سعد الشرايبي فقد جاء إلى السينما من مجال الطب، وأخرج وكتب أعمالا مميزة مثل "جوهرة بنت الحبس" و"نساء في المرايا" و"عطش" وغيرها، وهي أعمال تنتقد الظلم وتنشد العدالة والمساواة وتنتصر للقيم الإنسانية.

ضد تسليع السينما

راهن مهرجان السينما المستقلة في دروته الجديدة على تشجيع المخرجين الشباب، وتنوريهم من أجل صناعة أعمال سينمائية تتجاوز المحلية وتتقاطع مع سينما العالم. وركز على المعرفة السينمائية باعتبارها المنطلق الأساس لكل مخرج جديد يريد أن يكون لعمله أثر في حقل الفن السابع، وذلك بالجمع بين المعرفة النظرية والجانب التقني والاستيتيقي.

أكد رئيس المهرجان الناقد والجامعي حمادي كيروم في كلمته الافتتاحية أن المهرجان فرصة ثابتة لإثارة النقاش الفني والفكري الذي يغيب عادة في المهرجانات السينمائية الاستعراضية، التي جعلت من الفن السينمائي، حسب وصفه، سلعة للتسلية. لذلك يراهن مهرجان السينما المستقلة، وفق تصور منظميه، على إعادة السينما لنبلها الفني الذي فقدته طيلة القرن العشرين. بالتالي فالذكاء والخيال، حسب كيروم حمادي، يستطيعان أن يخلقا عملاً فنيا مميزاً بالرغم من العائق المادي.

وتنتمي الأفلام المتبارية على جوائز المهرجان إلى ثلاث فئات: الأفلام الطويلة، الأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية. و ضمت لائحة الأعمال السينمائية الطويلة المتبارية على الجائزة: "أمل" لجواد غالب (بلجيكا)، "غوندولا" لفيت هلمر (ألمانيا – جورجيا)، "عصابات" لكمال لزرق (المغرب- فرنسا- بلجيكا)، "رحلة استجمام" لأونا جوناك (البوسنة- الهرسك- كرواتيا- النرويج- صربيا)، "الفائزون" لحسن ناظر (إيران- إنجلترا)، "عطلة أكتوبر" لرومان ميخائيلوف (روسيا)، "النسيم" لغزافييه بيلوني موسيل (فرنسا)، "ثلاثة" لنائلة الخاجة (الإمارات العربية المتحدة)، "البلدة" لعلي هازراتي (إيران)، "إن شاء الله، ابن" لأمجد الرشيد (الأردن- فرنسا- السعودية- قطر)، "أرض النساء" لماريسا فالون (إيطاليا).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي فئة الأفلام الوثائقية المتنافسة على الجائزة، شاركت الأعمال الآتية: "وداعاً طبريا" للينا سوالم (فرنسا)، "الدار البيضاء" لأدريانو فاليريو (إيطاليا- فرنسا)، "سنوات في القوس" لهاجر شرف (كندا)، "سكات حركة" لغيثة القصار (المغرب)، "الرقص على بركان" لسيريل آريس (لبنان- ألمانيا)، "جسر العشاق نوف" للوران كانش (فرنسا).

أما لائحة الأفلام القصيرة فضمت 20 عملا من المغرب ومصر والعراق وفرنسا وإيسلندا وتوغو وإيران والجزائر وليتوانيا وبولندا.

الانتصار للحرية

وعادت الجائزة الكبرى لمهرجان السينما المستقلة إلى فيلم "الفائزون" للمخرج الإيراني حسن ناظر المقيم في إسكتلندا، والفيلم من إنتاج إيراني بريطاني، وهو عبارة عن كوميديا تحكي بشكل مؤثر، قصة مخرج إيراني يحصل على جائزة الأوسكار، لكنه يتعذر عليه الحضور لاستلام جائزته. الطريف أن التذكار الخاص بالجائزة سيرسل إليه عبر البريد، لكنه يضيع في الطريق ليصل إلى قرية بعيدة بدل بيت المخرج، ويقع بالتالي بين يدي طفل هو الآخر مولع بالفن السابع. والفيلم مهدى إلى أربعة من أبرز مخرجي السينما الإيرانية هم عباس كيارستامي وأصغر فرهادي وماجد مجيدي وجعفر بناهي. يحتفي الفيلم بالسينما الإيرانية وينتقد في الآن ذاته ما تمارسه السلطة الرسمية من ظلم لها وتحجيم لمساحات الحرية فيها.

 

ويبدو واضحاً أن اختيار هذا الفيلم بالذات للجائزة يتناغم بشكل عميق مع فلسفة مهرجان السينما المستقلة، حيث التعبير عن الشغف بالسينما مع الرغبة الجامحة في الانعتاق من كل أشكال التحكم في الفن وتوجيهه، وكبح رغبات المخرجين الجدد في الكشف عن أفكارهم وتصوراتهم الرافضة لتحكم السلطة ورأس المال في الفن السابع.

وعادت جائزة لجنة التحكيم للفيلم المغربي "العصابات" وجائزة الإخراج للفيلم الألماني "غوندولا"، وجائزة السيناريو لفيلم "إن شاء الله" للمخرج الأردني أمجد الرشيد، وجائزة أفضل دور نسائي للمثلة البوسنية آسية زارا لاغامدزيا، وجائزة أفضل دور رجالي للمثل المغربي عبد اللطيف المستوري، فيما كان التنويه هذه الدوره من نصيب الفيلم الإماراتي "ثلاثة" للمخرجة نايلة الخاجة.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما