Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

300 دولار... السيجارة في غزة الأغلى عالميا

مراقبون: ضرائب "حماس" وراء سعرها الجنوني والحركة تنفي

ملخص

يبلغ سعر السيجارة الواحدة في غزة 15 دولاراً، وبعض المواطنين يقلعون عن التدخين وآخرون يستخدمون الملوخية والزعتر بديلا

في سوق "الدخان" يسير العم مروان ويسأل عن ثمن السيجارة الواحدة من نوع "رويال"، من البائع يأتي الرد سريعاً "15 دولاراً"، والسعر غير ثابت قد يتغير في أي لحظة" تسمر الرجل في مكانه وضرب كفاً بكف للتعبير عن الصدمة، ورد "15 دولاراً لو كنت مليونيراً لن أشتريها".

بدا العم مروان متوتراً وكان يفرك يديه في بعضهما، وأخذ يحك شعره بواسطة أظافره، يتساءل بلهجته العامية "شو بدنا نعمل في النقراز (توصيف فلسطيني يستخدم في التعبير عن الحاجة لنفس سيجارة أو نرجيلة)، وكيف بدنا نتعود على قلة الدخان"، يسرح الرجل في خياله ويفكر بحلول يراوغ فيها ارتفاع ثمن السجائر.

قبل الحرب كان العم مروان يصنف نفسه بأنه "مدخن شرس"، وينفث نحو 60 سيجارة في اليوم الواحد، أي ثلاث عبوات (الواحدة بها 20 سيجارة)، وكان يشتري العبوة بقيمة أربعة دولارات.

بينما في الحرب، ارتفع ثمن السجائر والتبغ عدة مرات، حتى بات ثمن السيجارة الواحدة في غزة الأغلى في العالم والأعلى على مر التاريخ، وهذا ما دفع سكان غزة إلى اللجوء لبدائل وخيارات لم يعهدوها في أي وقت أو حرب سابقة.

أصناف التبغ

بالعادة تستورد غزة جميع أصناف التبغ والمعسل والسجائر، ولا تصنع أي صنف محلياً، ويجلب التجار هذه الأصناف من الجانب المصري فقط، ولا يستورد المستثمرين أي سجائر من إسرائيل.

يوجد في غزة، نحو سبعة أنواع للسجائر وهي "مالبورو، ورويال وLM، وكاريلا، وتايم، ومانشستر، وكينغ"، ونحو ثلاثة أنوع للتبغ وهي "عربي وشامي وكندي"، وخمسة أصناف للمعسل وهي "بحريني، وفاخر، وتفاحتين، وميزو، وبأصناف الفواكه".

جميع هذه الأصناف اختفت من أسواق الدخان المحلية بعد مرور ثلاثة أشهر من الحرب، وعلى أثرها بدأ سعر التبغ يرتفع تدريجاً في غزة، وبات ما هو متوفر في غزة من السجائر نوع "رويال وكاريلا وتايم"، أما المعسل فقد أصبح وجوده شحيحاً جداً.

 

15 دولاراً للسيجارة الواحدة

يتغير سعر السجائر بشكل يومي في غزة، وبحسب آخر ثمن للسيجارة الواحدة من نوع رويال فإنه بلغ 15 دولاراً، أي إن سعر العبوة الواحدة منها يصل إلى 300 دولار، فيما الكروز (يضم 10 عبوات) فإن سعره يبلغ ثلاثة آلاف دولار، أما الصندوق (يضم 50 كروزاً) فإن ثمنه بلغ 150 ألف دولار.

الارتفاع الجنوني لأسعار السجائر دفع العم مروان إلى تقليل نسبة تدخينه، وعندما وصل ثمن العبوة إلى 300 دولار جلس على ناصية بيته يفكر كثيراً، بحل يراوغ فيه ارتفاع ثمن الدخان.

يقول العم مروان "اضطر كثير من المدخنين إلى التوقف عن نفث السجائر أو تقليص عدد السجائر التي يدخنونها بشكل كبير، على نطاقي الشخصي أصبحت أنفث سيجارة في اليوم، ومنذ يومين لم أدخن بتاتاً".

بحسب العم مروان، فإنه قرر إيقاف التدخين بشكل نهائي. واعتبر أن هذه الخطوة لا رجعة فيها حتى لو هبط سعر السجائر إلى وضعه الطبيعي، وأن مصيبة ارتفاع ثمن التبغ جاءت لصالحه حتى ينقطع عنه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دخان عربي

لم تقتصر مصيبة ارتفاع ثمن السجائر على العم مروان وحده، وإنما يشكو بهاء ارتفاع ثمن السجائر، وبسبب ذلك الغلاء توجه إلى ما يسمى الدخان الشامي والعربي، الذي هو الآخر ارتفع سعره كثيراً.

أمام بيته، يجلس بهاء ويفرد ورقاً أبيض اللون ويضع عليه تبغاً شامياً أو عربياً، ويلف السيجارة بيديه، وبواسطة لعابه يلصقها، ثم يشعل النار فيه ويبدأ في تدخينها، لكنه يقول إنه لن يطول في تدخين هذا النوع من التبغ لأنه ارتفع ثمنه، إذ بعد أن كانت السيجارة منه تكلف سنتاً واحداً من الدولار، باتت اليوم كلفتها نحو خمسة دولارات.

تدخين الملوخية والزعتر

تعد حال بهاء أفضل قليلاً من وضع خميس، الذي يعاني ضائقة مالية بسبب السجائر. ويقول "جربت التبغ العربي ثم السجائر الإلكترونية، واليوم قررت الذهاب لتنشيف أوراق الملوخية والزعتر ولفها في ورق وتدخينها، هذه نهاية الحلول بالنسبة لي".

لا تختلف الحال عند مدخني الأرجيلة فهم أيضاً لم يسلموا من الغلاء فقد باتت علبة المعسل وزن كيلوغرام واحد بسعر ألف دولار، وانعكس ذلك على المقاهي التي تقدم تلك الخدمة وأجبرت بسبب الأسعار إلى التوقف عن العمل.

 

500 مليون دولار

في غزة يوجد نحو 450 ألف فرد يدخنون منتجاً أو أكثر من منتجات التبغ (السجائر المصنعة، والسجائر الملفوفة يدوياً، والسيجار، والأرجيلة) ويشكلون ما نسبته 17 في المئة من إجمالي المجتمع، بحسب بيانات جهاز الإحصاء الفلسطيني (مؤسسة حكومية).

ووفق جهاز الإحصاء، فإن هؤلاء المدخنين كانوا ينفقون قبل الحرب ما يقارب 20 مليون دولار شهرياً على السجائر والتبغ، ولكن خلال الأشهر السبعة للقتال صرفوا ما قيمته 500 مليون دولار على منتجات التبغ.

"حماس" السبب وإعلامها ينفي

حول أسباب ارتفاع أسعار السجائر، يقول الباحث في الشؤون الاقتصادية عمر شعبان، "إن عدم إدخال التبغ من معبر رفح منذ بداية الحرب أدى إلى تضخم سعره، هذا إلى جانب أن وزارة المالية التابعة لحكومة غزة التي تديرها حركة (حماس) تفرض ضرائب على الدخان بشكل كبير وجنوني، علاوة عن احتكار التجار وهذا أسهم بمضاعفة سعر السجائر".

لكن مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة يقول "تمنع إسرائيل إدخال سلعة الدخان بكميات تجارية، ونحن ننفي جباية أي ضرائب على السجائر، كما أننا نطالب برفع الحصار عن قطاع غزة، وتدفق جميع الأصناف التجارية من دون قيود".

ويضيف الثوابتة "عملية عرقلة إدخال السلع والدخان ومنع إدخالها تأتي في سياق تشديد الحصار على قطاع غزة وتغيير المزاج العام والعبث بالبعد الاجتماعي، ولحل هذه المشكلة طلبنا من التجار إدخال السلع التي تهم المواطنين بما في ذلك السجائر المستوردة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات