Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بند واحد ترفضه "حماس" يحول دون التوصل إلى اتفاق في القاهرة

غزيون يترقبون رد الحركة على "الفرصة الأخيرة" وهم يدركون أنهم أمام مفترق فيه ثلاثة مسارات

تريد "حماس" أن يتضمن الاتفاق عبارة "تم الاتفاق على وقف كلي ودائم لإطلاق النار" (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

"حماس" ستصبح عدواً لسكان غزة إذا قررت هذه المرة مواصلة القتال، وفقاً لما علمته "اندبندنت عربية"، فإن القاهرة بدأت تكتب صيغة نهائية للاتفاق الذي طال انتظاره

بكثير من الأمل وكثير من اليأس أيضاً، ينتظر سكان غزة رد حركة "حماس" على المسودة التي حملها وفد قيادة الحركة بعد انتهاء جولة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي في القاهرة، والتي طرحت مسألة وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، بإشراف الولايات المتحدة ودعم السداسي العربي.

وبأعصاب مشدودة، يترقب سكان غزة رد "حماس" على اتفاق "الفرصة الأخيرة" الذي يعني رفضه استمرار الحرب لفترة طويلة ودخول الجيش الإسرائيلي برياً إلى محافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة التي تعد أكبر منطقة يتجمع فيها النازحون، إذ يبلغ عددهم 1.5 مليون شخص.

خيار من ثلاثة

كذلك يتتبع سكان القطاع الأخبار التي يتم تسريبها من غرف المفاوضات غير المباشرة، إذ يدرك الغزيون أنهم أمام مفترق طرق فيه ثلاثة مسارات، إما وقف دائم لإطلاق النار مما يعني انتهاء الحرب، أو الذهاب إلى هدنة طويلة نسبياً ثم عودة للقتال، أو فشل كامل وانهيار تلك المحادثات، مما يعني دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح بهدف تدمير كتائب "حماس" الأربع المتبقية في القطاع.

وعلى إثر هذه الخيارات المتعددة، فإن الأمر إذا ترك لسكان غزة فإنهم سيختارون بكل تأكيد وقفاً فورياً ودائماً للحرب، أو في الأقل الذهاب إلى هدنة طويلة نسبياً يلتقط فيها المدنيون أنفاسهم ويفحصون طبيعة حياتهم الجديدة بعد تدمير مدينتهم وسبل الحياة فيها.

قلق لدى السكان

ولا يعلق سكان غزة القلقون على مصيرهم آمالاً على رد "حماس"، وتقول أميرة الغصين "لدي أمل في أن ينجح الوسطاء في التوصل إلى هدنة إنسانية في الأقل، وأن يسمح لنا بالعودة لشمال القطاع، هذا الشرط الوحيد الذي أتمنى أن يتم تطبيقه وغير ذلك لا أهتم لأية تفاصيل".

ويرى المواطن زهدي المصري أن اتفاقاً لوقف الحرب موقتاً كان أو دائماً أمر يفترض أنه من البديهيات، فالتعنت يؤدي بطبيعة الحال إلى انهيار المفاوضات لأن ذلك يعني مواصلة القتال وموت مزيد من سكان غزة وسقوطهم ضحايا من دون أن يكون لهم أي ذنب في هذه الحرب.

أما براء حمادة، فيعتقد بأن "حماس" ستسقط بنظر سكان غزة وستصبح عدواً لهم إذا قررت هذه المرة مواصلة القتال، ويبرر ذلك بأن قيادات الحركة يعلمون أن رفضهم اتفاق إطار وقف إطلاق النار يعني اجتياح رفح وتدمير ما تبقى في غزة، وهذا فاتورته سفك دماء المدنيين وسحق بيوتهم بواسطة جنازير المدرعات الإسرائيلية.

"حماس" وافقت على كل شيء إلا بنداً

وقد أجرى الوسطاء المصريون محادثات طويلة ومعقدة مع "حماس" بمشاركة رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى، وبحسب المعلومات فإن الحركة وافقت بصورة مبدئية على مسودات المقترح الذي تسلمته وتناقش تفاصيله في القاهرة.

ويعم الغموض حول ما يدور في الغرف المغلقة، لكن مستشار حركة "حماس" للشؤون الإعلامية طاهر النونو يؤكد أن وفد فصيله قطع شوطاً طويلاً في المفاوضات ومن الممكن التوصل إلى اتفاق، إذا ما وافقت إسرائيل على شروط الفصائل الفلسطينية.

فلدى الفصائل ثلاثة شروط أساسية، الأول عودة النازحين من الجنوب لشمال القطاع وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل أراضي غزة والثالث الإعلان بوضوح عن وقف الحرب وانتهاء القتال، ومقابل ذلك ستفرج "حماس" عن الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم في القطاع.

إسرائيل قدمت تنازلات واضحة

وبحسب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فإن إسرائيل قدمت تنازلات واضحة في شأن مطالب "حماس"، ووافقت على عودة النازحين من دون قيود، وكذلك لم تمانع انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، فهي من الأساس لا تنوي احتلاله، وهناك ضمانات في شأن وقف الحرب.

الأجواء السياسية في إسرائيل والأخبار المتداولة لا تختلف كثيراً عما يدور في القاهرة، غير أن حكومة بنيامين نتنياهو ترفض وقف الحرب وتنوي مواصلة القتال بعد انتهاء المراحل الثلاث للهدنة المنتظرة.

"حماس" تريد عدم تجدد القتال

"بعد ضغط الوسطاء، قدمت الولايات المتحدة الأميركية ضمانات لحركة حماس في شأن وقف القتال بعد انتهاء الهدنة"، يقول القيادي الحمساوي طاهر النونو، ويوضح أن مطلب فصيله الآن وجود دول ضامنة لعدم تجدد القتال بعد تسليم جميع الأسرى.

وتعهدت أميركا وقطر ومصر بضمان الجانب الإسرائيلي، لكن "حماس" طلبت أن تكون تركيا وروسيا أيضاً ضمن الدول الضامنة، مما رفضته الولايات المتحدة وإسرائيل.

وبصورة ما توصل الأطراف مع "حماس" إلى صيغة حول وقف القتال الدائم، وفق ما يؤكده النونو، لكنه يبدي تخوف حركته من عدم التزام إسرائيل ذلك الاتفاق. ووفقاً لما علمته "اندبندنت عربية"، فإن القاهرة بدأت تكتب صيغة نهائية للاتفاق الذي طال انتظاره.

الخلاف حول المصطلح المستخدم

وفي الصيغة النهائية للاتفاق الذي قد يتم التوصل إليه بعد أيام قليلة، يدور الخلاف حول استخدام مصطلح "وقف مستدام لإطلاق النار" وهذا تريده إسرائيل، أو "وقف دائم للحرب" وهذا ما تطلبه "حماس".

لكن الحركة لا تملك الوقت الكافي للتفكير، إذ تفيد هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" بأن نتنياهو أبلغ قياداتها عبر الوسيط المصري، بأن لديهم مهلة أسبوع واحد فقط للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وإلا سيبدأ الهجوم على رفح.

في هذا الإطار، ذكرت "كان" أن الجيش الإسرائيلي أكمل استعداداته للعملية المنتظرة في رفح، وأن رئيس أركان الجيش وافق على خطط العملية في المعقل الأخير لـ"حماس"، وسيتخذ قرار بداية الهجوم على خلفية التطورات السياسية في القاهرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

صراع عروش

ما يدور في القاهرة عبارة عن "صراع عروش"، بحسب ناشطين سياسيين، إذ "يعني وقف الحرب وموافقة إسرائيل على ذلك أن حماس ستستمر في حكم القطاع، أما هدنة موقتة فتعني عودة القتال بهدف تدمير كتائب حماس وضمان عدم عودتها لحكم غزة".

وفقاً لـ"كان"، فإن إسرائيل لم توافق على إنهاء الحرب في قطاع غزة في إطار صفقة تبادل أسرى مع "حماس"، وفي الوقت نفسه لم تعترض على منح ضمانات من طرف الوسطاء لإنهائها. لكن مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي مارك ريجيف يقول "نهاية الحرب ستأتي مع نهاية حماس".

وهذه التصريحات والإصرار الإسرائيلي على مواصلة الحرب، دفعا النونو إلى الإعلان أن "حماس" لن توافق بأي حال من الأحوال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقفاً دائماً للحرب على غزة.

ويوضح النونو أن "الحركة طلبت أن يتضمن الاتفاق نصاً صريحاً يقول إنه تم الاتفاق على وقف كلي ودائم لإطلاق النار".

وبحسب النونو، يبدو أن "حماس" غير مقتنعة بالضمانات الأميركية التي نقلها الوسطاء إليها والتي تؤكد أن الحرب ستنتهي بعد مرحلة أولى مدتها 40 يوماً من اتفاق هدنة الرهائن.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير