مطاعم كاليفورنيا ترفع أسعارها عقب زيادة أجور موظفيها

رفعت سلاسل الوجبات السريعة المفضلة في ولاية كاليفورنيا الأميركية أسعارها بعد المصادقة على قانون مثير للجدل في الولاية العام الماضي يرفع الحد الأدنى لأجور عاملي السلاسل إلى 20 دولاراً في الساعة.

والقانون الجديد الذي دخل حيز التنفيذ في كاليفورنيا في الأول من أبريل (نيسان) الماضي بعدما وقعه الحاكم الديمقراطي غافين نيوسوم في سبتمبر (أيلول) الماضي، ألزم سلاسل الوجبات السريعة أن تدفع إلى موظفيها ما لا يقل عن 20 دولاراً في الساعة.

ومع هذه الزيادة في الأجور يتمتع عمال الوجبات السريعة في كاليفورنيا الآن بواحد من أعلى الحدود الدنيا للأجور في البلاد، وفي تجاوز للمعدل السابق البالغ 15.50 دولار في الساعة الذي كان بالفعل من بين أعلى المعدلات في الولايات المتحدة.

لكن، في وقت ازدادت فيه رواتب العاملين، كان لهذا التغيير أثر مضاعف على الأسعار التي يتعين على رواد المطاعم دفعها الآن لشراء الوجبات السريعة المفضلة لديهم.

وسواء كانت الوجبة هي البوريتو أو البرغر أو الدجاج أو البطاطا المقلية قد يضطر العملاء الذين يزورون سلاسل الوجبات السريعة في كاليفورنيا إلى أن يدفعوا مالاً أكثر بقليل في مقابل غدائهم.

صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت أن "تشيك فيل أي" و"دومينوز" و"ماكدونالدز" و"برغر كينغ" و"بيتزا هات" و"جاك أن ذا بوكس" من بين مطاعم أخرى، تفرض زيادة في أسعارها في كاليفورنيا منذ سبتمبر، وفق بيانات من شركة بحوث السوق "داتاسنشال".

وأبلغت إدارة "تشيبوتل" [سلسلة مطاعم متخصصة في المأكولات المستوحاة من المطبخ المكسيكي] مجلة "وورلد" أن السلسلة نفذت زيادة في الأسعار في الولاية بعد بدء تطبيق التشريع.

وفي تواصل مع المستثمرين الأربعاء الماضي كشف عن أن الأسعار في ما يقارب 500 مطعم تابع لـ"تشيبوتل" بكاليفورنيا ارتفعت ما بين ستة في المئة وسبعة في المئة خلال الأسبوع الأول من أبريل، وفق "وول ستريت جورنال".

رفعت "تشيك في أي" أسعارها بنسبة 10.6 في المئة (أ ب)

وقال الرئيس التنفيذي لـ"تشيبوتل" برايان نيكول للصحيفة "الولاية لا تجعل الأمور سهلة".

وارتفعت الأسعار في مطاعم الوجبات السريعة بنسبة 10 في المئة في صورة عامة، متجاوزة الأسعار المعروضة في الولايات الأخرى كلها، وفق استنتاجات "داتاسنشال" بعد تحليل آلاف المطاعم الأميركية في 70 سلسلة كبيرة.

وبين منتصف فبراير (شباط) ومنتصف أبريل، رفعت "تشيك في إيه" أسعارها بنسبة 10.6 في المئة، ورفعتها "ستاربكس" بنسبة 7.8 في المئة، و"شايك شاك" بنسبة 7.7 في المئة، و"تشيبوتل" بنسبة 6.9 في المئة، و"تاكو بيل" بنسبة 4.1 في المئة، وفق شركة "غوردون هاسكيت ريسيرش أدفايزرز" لبحوث الاستثمار.

واستبقت بعض السلاسل هذا الارتفاع في الأسعار قبل دخول التشريع حيز التنفيذ، مثل مطعم "أل بولو لوكو"، الذي يدير غالبية سلاسله داخل كاليفورنيا.

وقالت ميكايلا مندلسون، الرئيسة التنفيذية لـ"شركة بولو وست" المالكة للسلسلة، لبرنامج "صباح الخير أميركا" الذي تبثه شبكة "أي بي سي" إن الشركة استبقت زيادات الأسعار لاختبار السوق في فبراير وشهدت انخفاضاً بنسبة ثلاثة في المئة في المبيعات.

وأضافت السيدة مندلسون في البرنامج "يتضح لنا حقاً أن عملاءنا [يعانون] صدمة ملصقات الأسعار وضغط الأسعار".

رفعت كاليفورنيا الحد الأدنى لأجور موظفي مطاعم الوجبات السريعة (غيتي)​​​​​​​

وقالت الرئيسة التنفيذية "تحولنا بسرعة من ربح المال إلى خسارته في الأول من أبريل. نحن في موقف صعب في الوقت الحالي حيث يتعين علينا إلى حد كبير أن نتقبل أننا لن نجني أي أموال لفترة من الوقت حتى نتوصل إلى حل".

ولخفض الكلف اضطر المطعم إلى تقليل ساعات العمل بأكثر من 10 في المئة، وتبسيط قوائم الطعام، ووضع أكشاك للطلبات الآلية.

وأثر القانون أيضاً في كيفية اختيار المستهلكين للإنفاق. كانت "الولاية الذهبية" تشهد بالفعل بعضاً من أعلى أسعار الوجبات السريعة في البلاد قبل الزيادة الأخيرة، وفق شركة بحوث السوق "ريفينيو مانجمنت سوليوشنز"، لكن الآن يتعين على العملاء إنفاق مزيد من أموالهم على شراء الوجبات السريعة.

وأبلغ مستهلكون "وول ستريت جورنال" أنهم الآن يستبدلون بوجباتهم المفضلة أخرى من مطاعم أرخص أو غير منتسبة إلى إحدى السلاسل الشهيرة أو أنهم حدوا من زياراتهم إلى سلاسل الوجبات السريعة.

ومع ذلك، بالنسبة إلى عاملي مطاعم الوجبات السريعة، كان هذا القانون فرصة لتحقيق مزيد من الأمن المالي لأنفسهم ولعائلاتهم في الولاية.

في كاليفورنيا، تزيد أعمار معظم عاملي الوجبات السريعة على 18 سنة وهم المعيلون الرئيسون لعائلاتهم، وفق إنريكي لوبيزليرا، مدير "برنامج العمل المنخفض الأجر" التابع لـ"مركز العمل" في جامعة كاليفورنيا - بيركلي، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

ويوم توقيع القانون كان السيد نيوسوم محاطاً بمجموعة من العاملين والقادة العماليين المبتهجين بعدما رفع أجور أكثر من نصف مليون عامل في مطاعم الوجبات السريعة بالولاية.

وقال الحاكم في سبتمبر، "اليوم، نقترب خطوة من أجور أكثر عدلاً، وظروف عمل أكثر أماناً وصحة، وتدريباً أفضل من خلال منح عاملي مطاعم الوجبات السريعة الذين يعملون بجد صوتاً أقوى وحضوراً أقوى".