Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عملية رفح العسكرية تحرم سكان غزة الغذاء

منع الإخلاء السريع نقل الأغذية من المستودعات الموجود أغلبها في شرق المدينة الحدودية

ملخص

لم يتمكن التجار ولا المنظمات الدولية من نقل الغذاء إلى خارج رفح بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية السريعة.

تبحث سوسن في السوق الشعبي لـ"المواصي" وهي المنطقة الإنسانية الموسعة التي خصصها الجيش الإسرائيلي لاستيعاب النازحين الفارين من "العملية العسكرية المحدودة" في محافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، على أي نوع من الطعام، لكنها تجد أصنافاً قليلة ومحدودة وبأسعار مرتفعة للغاية وبصعوبة.

تقف سوسن حائرة وتتساءل "أين ذهب الطعام، هل بسرعة ظهرت ملامح مجاعة جديدة في جنوب القطاع، هل انعكس سيطرة إسرائيل على معابر غزة فوراً على الجانب الإنساني؟".

طعام شحيح

بعد رحلة تسوق شاقة عادت سوسن إلى أطفالها وهي تحمل في يديها علب فول مدمس، كانت قد وصلت كمساعدات إنسانية لكنها تباع اليوم في الأسواق الشعبية بسعر مرتفع، إذ اشترت السيدة أربع علب بنحو خمسة دولارات. تلخص سوسن ما يمر به قطاع غزة الفترة الحالية بقولها "بات الطعام شحيحاً جداً، وارتفع ثمنه فجأة، فكرة تناول الطعام ثلاث مرات في اليوم باتت أمراً صعباً للغاية وإذا كان ذلك متاحاً فهو فقط لمن يملك المال".

في الواقع، بسرعة برزت انعكاسات "العملية العسكرية المحدودة" التي يشنها الجيش الإسرائيلي على محافظة رفح، ومن بين الآثار السلبية لتوغل القوات البري في المدينة، أن الغذاء في النصف الجنوبي بات شحيحاً ومن المتوقع نفاذه في غضون الأيام الثلاثة المقبلة.


الأمم المتحدة قلقة

ووفق مدير برنامج الغذاء العالمي في الأراضي الفلسطينية سامر عبدالجابر، فإن الأمم المتحدة قلقة في شأن توفر الغذاء في جنوب غزة، إذ بات وصول المساعدات إلى القطاع يواجه تحديات، كما أن الوصول إلى مخزون الغذاء أصبح صعباً وفيه خطر كبير.

ويقول عبدالجابر إن "المخزونات الحالية من الغذاء في جنوب غزة معظمها في محافظة رفح ومن الصعب الوصول إليها، ما هو متوفر في القطاع يغطي احتياجات سكان القطاع من الطعام لمدة ثلاثة أيام فقط".
ولشح الغذاء في النصف الجنوبي من قطاع غزة، أسباب كثيرة، ومن بينها سيطرة إسرائيل على معبر رفح الحدودي مع مصر، وإغلاقه على الفور ومنع إدخال المعونات الإنسانية من خلاله، إضافة إلى إغلاق معبر كرم أبوسالم الذي كانت المعونات تتدفق منه أيضاً.

كمية غذاء محدودة

ولكن هذا ليس السبب الأبرز الذي أدى إلى شح الغذاء السريع من جنوب القطاع، إذ عملت إسرائيل منذ نحو خمسة أشهر على إمداد غزة بالمعونات الغذائية والوقود بكميات مناسبة مع احتياجات النازحين، إضافة إلى أنها وافقت على تشغيل القطاع التجاري، وهذا يعني أن ثمة مخزوناً للطعام في غزة يمكنها الاعتماد عليه لفترة قصيرة.

وقال عبدالجابر، إن "إسرائيل تدخل كميات محسوبة من الطعام، وتدرك أن أي غذاء تمكنت المنظمات الدولية من تخزينه لا يكفي إلا لأيام قليلة، وهذا الأمر ينطبق حتى على القطاع التجاري الذي لديه مخزون بسيط من السلع لا تتناسب مع عدد النازحين".


صعب الوصول للمستودعات

والأمر الأخطر من أن مخزون الطعام والسلع محصور بكميات محدودة، هو أن معظم مخازن المعونات الغذائية والبضائع التجارية موجودة في محافظة رفح، وبالعادة يعتمد التجار على تخزينها في هذه المدينة بالذات لقربها من المعابر التي تتدفق منها الإمدادات.
وأدى الإخلاء السريع الذي أمرت به إسرائيل، سكان أحياء واسعة من رفح، إلى نزوح النازحين والسكان الأصليين على الفور، من دون منحهم مهلة زمنية، ونتيجة لهذا لم يتمكن التجار ولا حتى المنظمات الدولية من نقل البضائع والسلع الغذائية من المحافظة إلى مناطق أخرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الإخلاء السريع عرقل نقل الغذاء

وصرح مدير غرفة تجارة رفح، مهدي الشاعر بأن "أغلب مخازن الغذاء موجودة بالقرب من معبر رفح، ومعظم مستودعات تخزين المعونات التابعة للمنظمات الدولية تقع شرق رفح أي في مناطق الاجتياح الإسرائيلي البري". وأضاف، "لقد تمكن القليل من التجار وعاملو الإغاثة من نقل البضائع والسلع الغذائية إلى المناطق الإنسانية الموسعة أو مركز مدينة دير البلح، فيما بقيت آلاف الأطنان مدكسة داخل مخازن رفح، من دون أن يستطيع أحد الوصول إليها".
وأوضح الشاعر أن "إسرائيل طلبت من سكان رفح الإخلاء الفوري، ولم تمهلهم وقتاً كافياً، وهذا تسبب في عدم قدرة نقل السلع من المخازن"، لافتاً إلى أن "أوامر النزوح جاءت في وقت كان يظن فيه سكان غزة أنهم قريبون من هدنة إنسانية ولهذا لم يتم وضع خطط لنقل المواد الغذائية".


الحل الأفضل إعادة تشغيل المعابر

يخشى التجار وكذلك المنظمات الدولية من قصف مخازن الطعام في محافظة رفح، على غرار ما حدث في شمال غزة، ولذلك حاول بعضهم التقدم بطلب للجانب الإسرائيلي للوصول إلى مستودعات الغذاء، لكنهم لم يحصلوا على رد بسبب الأعمال القتالية والعملياتية في أقصى الجنوب.
ولعدم الوصول إلى مخازن الغذاء إضافة إلى الإغلاق المستمر للمعابر، أخطار كبيرة، بحسب المتحدث باسم هيئة المعابر في غزة، وائل أبوعمر الذي قال، إن "إسرائيل تحكم على سكان القطاع بالموت بعد إغلاق معبر رفح ومنع الوصول إلى مخازن الغذاء في رفح، أعتقد أنه من دون إعادة تشغيل المعابر بطريقة آمنة أو على الأقل الوصول إلى مخازن الغذاء، فإنه من المؤكد أن المجاعة ستقترب من جنوب غزة".

وانتقدت منظمة "بتسليم" الإسرائيلية (مؤسسة حقوقية تعتني بشؤون الإنسان) عدم إدخال الغذاء إلى قطاع غزة وعدم السماح بالوصول إلى مخازن ومستودعات الطعام، واعتبرت أن الجيش الإسرائيلي ملزم وفقاً للقانون الدولي الإنساني بالسماح لتدفق المساعدات الإغاثية للسكان المدنيين.
ومن الجانب الإسرائيلي، أعلن المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري إعادة تشغيل معبر كرم أبوسالم لتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مضيفاً، "نحن نقاتل حماس وليس السكان المدنيين، ونعمل على التنسيق الكامل مع المنظمات الدولية في هذا الشأن".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات