ملخص
الهدف المتأخر للكرواتي الدولي ستانيسيتش يكسر لباير ليفركوزن رقم بنفيكا القياسي لسلسة اللاهزيمة في موسم تاريخي
وكأنه مسلسل درامي يخوض خلاله البطل تحديات لا تنتهي أمام منافسين كثر لكل منهم سماته المميزة وأسلوبه المتفرد، وفي كل مرة تصل التعقيدات إلى ذروتها ويفقد الجميع الأمل، يعود البطل لحسم الانتصار في اللحظات الأخيرة، هذه قصة موسم باير ليفركوزن التاريخي الذي حقق خلاله لقب الدوري الألماني للمرة الأولى في تاريخه مجرداً العملاق بايرن ميونيخ من لقبه المفضل الذي حققه خلال آخر 11 موسماً على التوالي، كما بلغ فريق المدرب الإسباني تشابي ألونسو نهائي كأس ألمانيا، وأخيراً بلغ نهائي بطولة الدوري الأوروبي، ليصبح على بعد 180 دقيقة فقط من جمع الثلاثية التاريخية.
ووسط هذه الدوامة الدرامية حفر ليفركوزن اسمه في سجلات تاريخ كرة القدم، مسجلاً رقماً قياسياً أوروبياً جديداً بسلسلة خالية من الهزائم في 49 مباراة، إذ أظهر أبطال الدوري الألماني روحهم التي لا تقهر عندما سجل جوسيب ستانيسيتش هدف التعادل المثير في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع للمباراة أمام روما الإيطالي في إياب الدور قبل النهائي، ليحقق التعادل (2-2)، ويتأهل الفريق للنهائي القاري.
وكان روما قد تقدم على ليفركوزن بهدفين وبدا أنه سينهي المباراة بأول هزيمة للفريق الألماني منذ موسم (2022 - 2023)، وسيعادل نتيجة مباراة الذهاب التي فاز فيها ليفركوزن بهدفين، مما سيمد المواجهة لوقت إضافي، لكن سرعان ما استفاد البطل الألماني من هدف التعادل الذي سجله مدافع روما جيانلوكا مانشيني في مرمى فريقه من طريق الخطأ، قبل أن يضيف ستانيسيتش الهدف الثاني.
قبل فوزه التاريخي، وقف ليفركوزن جنباً إلى جنب مع بنفيكا البرتغالي، الذي كان يتربع على عرش الأندية الأوروبية التي لم تخسر لفترة طويلة بسلسلة مكونة من 48 مباراة.
وخلال الموسم الحالي سجل ليفركوزن 14 هدفاً بعد الدقيقة 90 ونهاية الوقت الأصلي للمباريات ليصبح عقدة للأندية المنافسة له حتى لو تقدمت في النتيجة وظنت أنها ضمنت الفوز.
وقد لخص نجم ليفركوزن غرانيت تشاكا، الذي لعب دوراً أساساً في هدف التعادل المتأخر أمام روما، إصرار الفريق الذي لا يتزعزع قائلاً "لقد رأيتم رغبة الفريق... نحن فخورون بذلك".
والواقع أن روح المثابرة التي لا هوادة فيها التي يتمتع بها ليفركوزن كانت بمثابة حجر الأساس لنجاحه، وهو الشعور الذي أكده المدرب ألونسو نفسه، الذي يعترف بحتمية الهزيمة في حين يستمتع بثبات فريقه الاستثنائي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويرى ألونسو أن فريقه جدير بالمنافسة على الثلاثية بعدما كسر رقم بنفيكا البرتغالي ما بين 1963 و1965.
وقال ألونسو "سنخوض مباراتين نهائيتين في غضون أسبوع واحد نتيجة لذلك".
"أظهرنا تميزاً كبيراً اليوم بعد هدفهم الثاني، نظرت في أعين لاعبي فريقي بعد ذلك ورأيت أنهم يريدون المزيد".
"لا تزال أمامنا فرصة للفوز بثلاثة ألقاب، واللاعبون يستحقون الفوز بهذه الألقاب الثلاثة جميعاً".
وقال اللاعب الكرواتي الدولي ستانيسيتش صاحب هدف التعادل إنها كانت واحدة من أعظم اللحظات خلال مسيرته الكروية.
وأضاف "بالتأكيد هي كذلك (من أعظم اللحظات)، وكنا نعرف ما كان على المحك، كنا بالفعل نرغب في الصعود للمباراة النهائية، وأعتقد أن هذا كان واضحاً لكم طوال 90 دقيقة اليوم".
"لا أعتقد أننا كنا سنهتم في نهاية المطاف لو خسرنا، وعلى رغم ذلك تأهلنا لأننا فعلاً أردنا العبور للنهائي، لكن الوضع أجمل الآن".
ويؤمن المدرب ألونسو الذي رفض كل العروض المقدمة من أندية أوروبية كبرى للتعاقد معه وتمسك بالاستمرار في قيادة مشروع ليفركوزن أن فريقه من المحاربين لا يعرف حدوداً، وأنه بينما يستعدون لكتابة الفصول الأخيرة من موسمهم الخيالي، يبقى هناك شيء واحد مؤكد، هو أن روح ليفركوزن التي لا تقهر ستستمر في إلقاء الضوء على عالم كرة القدم، وإلهام الأجيال القادمة.
