خام "برنت" فوق 84 دولاراً بفعل الطلب القوي

حوم خام "برنت" فوق 84 دولاراً للبرميل اليوم الجمعة بعد صدور بيانات هذا الأسبوع أشارت إلى تزايد الطلب في الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين للخام في العالم، في حين أسهم الصراع المحتدم في الشرق الأوسط في دعم الأسعار.

وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" 33 سنتاً إلى 84.21 دولار للبرميل، فيما صعد خام "غرب تكساس" الوسيط الأميركي 42 سنتاً إلى 79.68 دولار.

تراجع مخزونات النفط الأميركية

وتراجعت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بسبب زيادة أعمال مصافي التكرير في وقت أظهرت بيانات أمس الخميس أن واردات الصين من النفط خلال أبريل (نيسان) الماضي أعلى من واردات العام الماضي.
وعادت الصادرات والواردات الصينية إلى النمو خلال الشهر الماضي بعد انكماشها الشهر السابق، مما يشير إلى تحسن الطلب.
وستتركز الأنظار على بيانات التضخم الأميركية التي تصدر الأسبوع المقبل، إذ ستؤثر في مسار مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي حول أسعار الفائدة، وفي الوقت نفسه فمن المرجح بصورة متزايدة أن يبدأ البنك المركزي الأوروبي في خفض أسعار الفائدة في يونيو (حزيران) 2024.

الأخطار الجيوسياسية قد تستمر
في غضون ذلك قال محللون لدى "سيتي بنك" في مذكرة إن "تمهيد إسرائيل لاجتياح رفح وتصاعد التوترات على حدودها الشمالية تذكير بأن الأخطار الجيوسياسية قد تستمر طوال الربع الثاني من عام 2024 في الأقل".
ومع ذلك يتوقع البنك أن تتراجع الأسعار خلال عام 2024 وأن يسجل سعر خام برنت 86 دولاراً للبرميل خلال الربع الثاني من العام الحالي، و74 دولاراً خلال الربع الثالث من العام نفسه، وسط مؤشرات على أن نمو الطلب العالمي على النفط "سيخفت".

"أوبك" تتحول إلى "أوبك+"

في تلك الأثناء قال مصدران مطلعان لـ "رويترز" إن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ستتوقف عن نشر حساباتها لحجم الطلب العالمي على نفطها الخام في تقريرها الشهري للنفط، وستركز بدلاً من ذلك على توقعات الطلب على النفط الصادرة عن تحالف "أوبك+" الأوسع نطاقاً.
ويعكس التغيير ما أصبح تعاونا قائماً منذ فترة بين أعضاء "أوبك" والتحالف الأشمل في اتخاذ قرارات جماعية في شأن إمدادات النفط.
ونشرت الأمانة العامة لـ"أوبك"، ومقرها فيينا، في تقريرها الشهري تقديراً لحجم الطلب على الخام الذي تنتجه الدول الأعضاء في "أوبك"، وهو تقرير يشار إليه أحياناً باسم "الطلب على ’أوبك‘"، بينما يراقب محللون ومتعاملون الأعداد الواردة بوصفها مؤشراً على قوة سوق النفط.
لكن المصدرين قالا إن "أوبك" ستقتصر بدءاً من هذا الشهر على تقدير حجم الطلب على الخام المنتج في دول "ميثاق التعاون المشترك".

ميثاق التعاون المشترك

وميثاق التعاون المشترك هو الاسم الرسمي لتحالف "أوبك+" الذي يضم 12 دولة أعضاء في "أوبك"، إضافة إلى 10 دول غير أعضاء ومنها روسيا، أكبر منتج للنفط من بين تلك الدول.
وذكر أحد المصدرين أن الطلب على الخام من "أوبك+" صار الآن أكثر ملاءمة، لأن "ميثاق التعاون المشترك" في الوقت الحالي هو إطار عمل التعاون في شأن سوق النفط، وبينما رفض كلا المصدرين ذكر اسميهما لم ترد "أوبك" بعد على طلب للتعليق.

وتراجعت حصة "أوبك" في سوق الخام إلى أدنى مستوى منذ عقود عدة لـ 27 في المئة بعد انسحاب أنغولا أواخر العام الماضي، ويملك تحالف "أوبك+" حصة أكبر قدرها نحو 41 في المئة، وفقاً لحسابات "رويترز"، وقد تزيد إذا كانت جميع أنواع النفط مشمولة.

وتشكل "ميثاق التعاون المشترك" عام 2016 بعد أن أدت تخمة في المعروض من النفط بين عامي 2014 و2016 إلى دفع الأسعار نحو الهبوط، وحفزت "أوبك" ودولاً غير أعضاء فيها على العمل المشترك لتقليص الإنتاج ودعم السوق للمرة الأولى منذ عام 2001.

ويتمثل الهدف الرئيس لـ"أوبك"، التي تأسست عام 1960، في "تنسيق السياسات النفطية وتوحيدها لدى جميع الدول الأعضاء" وفقاً لنظامها التأسيسي، وتعين الدول الأعضاء مسؤولين في مجلس المحافظين ولجان أخرى.
وتحالف "أوبك+" بلا مقر دائم، وهو أقل رسمية مما يجعل من السهل على الدول التي لا ترغب في الانضمام إلى "أوبك" الاستمرار فيه.
إلى ذلك يتوقع تقرير "أوبك" لشهر أبريل الماضي أن يصل الطلب على خام دول المنظمة عام 2024 إلى 28.5 مليون برميل يومياً، والطلب على خام دول "أوبك+" عند 43.2 مليون برميل يومياً، مقارنة بالطلب العالمي على النفط البالغ 104.5 مليون برميل يومياً.
وتنشر "وكالة الطاقة الدولية"، التي تحظى توقعاتها بمراقبة من كثب، تقديرات للطلب على خام دول "أوبك+"، وتتوقع أن يبلغ الطلب على خام دول التحالف إضافة إلى المخزونات 41.8 مليون برميل يومياً عام 2024.