Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تعارض هجوم رفح من دون "خطة" لحماية المدنيين

غوتيريش يجدد دعوة وقف القتال وبايدن يعلن أنه قد يكون خلال ساعات

ملخص

أثارت الخطط الإسرائيلية بمهاجمة رفح قلقاً دولياً واسعاً بما يشمل الأطراف الحليفة للدولة العبرية أبرزها الولايات المتحدة في ظل تحذيرات من تبعات هذا الهجوم على المدنيين والظروف الإنسانية الكارثية في القطاع الذي بات مهدداً بالمجاعة

أعربت المملكة المتحدة على لسان وزير خارجيتها ديفيد كاميرون، اليوم الأحد، معارضتها لهجوم بري إسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة في غياب "خطة واضحة" لحماية أكثر من مليون شخص يقيمون في المدينة المكتظة وسط قلق دولي واسع، بما يشمل الأطراف الحليفة للدولة العبرية أبرزها الولايات المتحدة، في ظل تحذيرات من تبعات هذا الهجوم على المدنيين والظروف الإنسانية الكارثية أساساً في القطاع الذي بات مهدداً بالمجاعة.

وقال كاميرون في تصريحات لشبكة "سكاي نيوز" الإخبارية، "من أجل شن هجوم واسع على رفح يجب أن تتوافر خطة واضحة تماماً في شأن سبل إنقاذ الأرواح وإبعاد الناس عن دائرة الخطر". وأضاف، "لم نرَ خطة مماثلة، ولذلك نحن لا نؤيد الهجوم الإسرائيلي"، مؤكداً أنه في غياب هذه الخطة "لحماية المدنيين ستكون محاولة تنفيذ هجوم واسع أمراً بالغ الخطورة".

ومنذ الثلاثاء، كثفت إسرائيل القصف الجوي والمدفعي وبدأت تنفيذ اقتحامات برية في مدينة رفح الحدودية مع مصر، إذ يقيم نحو 1.4 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة، معظمهم نزحوا من مناطق أخرى بسبب الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ودعت الدولة العبرية سكان الأحياء الشرقية في رفح إلى مغادرتها نحو "المنطقة الإنسانية" في المواصي. وأكد الجيش الإسرائيلي السبت أن عدد النازحين من شرق رفح تجاوز 300 ألف.

وأكد كاميرون، الأحد، أن في إمكان إسرائيل "القيام بالمزيد" لجهة السماح بإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر. وأوضح "قلت مراراً إنني غير راضٍ عن الإجراءات التي تتخذها إسرائيل في مجال المساعدات الإنسانية"، متحدثاً عن "مؤشرات" إلى تحسن، لكنها تبقى "دون السرعة المطلوبة".

غوتيريش يجدد دعوة وقف القتال

جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الأحد، دعوته إلى "وقف فوري لإطلاق النار" بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، مطالباً بـ"الإفراج غير المشروط" عن جميع الرهائن.

وقال غوتيريش في كلمة مسجلة بثت خلال مؤتمر دولي للمانحين في الكويت "تتسبب الحرب بغزة في معاناة إنسانية مروعة، تزهق الأرواح وتشتت شمل العائلات وتجعل أعداداً هائلة من الناس بلا مأوى، يعانون الجوع والصدمة".

وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة "إنني أكرر دعوتي، دعوة العالم، إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وزيادة فورية في المساعدات الإنسانية".

واستدرك "لكن وقف إطلاق النار لن يكون سوى البداية. فطريق العودة من الدمار والصدمة التي خلفتها هذه الحرب سيكون طويلاً. وسيحتاج سكان غزة إلى شراكات أقوى وأعمق للحصول على المساعدة الإنسانية والتنمية على المدى الطويل، للوقوف على أقدامهم مجدداً وإعادة بناء حياتهم".

ممكن غدا

واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس السبت، أن وقف إطلاق النار ممكن "غداً" في الحرب الدائرة بين إسرائيل و"حماس" إذا أفرجت الحركة عن الرهائن الذين تحتجزهم في قطاع غزة.

وخلال حفل لجمع التبرعات أقيم خارج سياتل في منزل مدير تنفيذي سابق في شركة "مايكروسوفت"، قال بايدن بعد أن تجنب الخوض في هذا الموضوع في ثلاث مناسبات مماثلة، الجمعة، إنه "إذا أطلقت حماس سراح الرهائن فسيكون هناك وقف لإطلاق النار غداً".

وأضاف الرئيس الأميركي أمام حشد من نحو 100 شخص "قالت إسرائيل إن الأمر يعود إلى حماس، إذا أرادوا أن يفعلوا ذلك، يمكننا إنهاء الأمر غداً. ووقف إطلاق النار سيبدأ غداً".

وأثار بايدن هذه القضية بعد أن حذر إسرائيل، الأربعاء الماضي، من أنه سيتوقف عن تزويدها قذائف مدفعية وأسلحة أخرى إذا هاجمت قواتها مدينة رفح، في جنوب قطاع غزة، معرباً عن أسفه لسقوط قتلى مدنيين بقنابل أميركية.

وكان بايدن قد صرح في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي أن أن" بأنه "إذا هاجموا رفح، لن أزودهم الأسلحة التي تستخدم للتعامل مع المدن".

وفشلت "حماس" وإسرائيل حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لوقف النار على رغم جولات متكررة من المفاوضات غير المباشرة.

استمرار القصف

أعلن الدفاع المدني في غزة اليوم الأحد مقتل طبيبين جراء غارة إسرائيلية على مدينة دير البلح وسط القطاع.

وقال الدفاع المدني في بيان "تم انتشال جثمان الطبيب محمد نمر قزعاط ونجله الطبيب يوسف جراء غارة إسرائيلية على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ونقلهما إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح".

وتواصلت الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة، أمس السبت، فيما طلب الجيش الإسرائيلي من سكان أحياء إضافية في شرق رفح إخلاءها، رغم تحذيرات دولية من شن هجوم شامل على المدينة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أن "ما يناهز 300 ألف" شخص نزحوا من الأحياء الشرقية للمدينة المكتظة في جنوب القطاع، منذ أن دخل هذه المنطقة في السادس من مايو (أيار) بعد دعوات إلى السكان لإخلائها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت الأمم المتحدة ذكرت، الجمعة الماضي، أن عدد النازحين من رفح تخطى 100 ألف شخص، موضحة أن نحو 30 ألف شخص يفرون "يومياً" من المدينة إلى أماكن أخرى يسودها الدمار.

ميدانياً، أفاد مراسلو "وكالة الصحافة الفرنسية" بحصول غارات ليلية على مناطق مختلفة من قطاع غزة خلفت أكثر من 30 قتيلاً، وفق مصادر طبية وشهود.

وقتل ما لا يقل عن 21 شخصاً في غارات على وسط غزة نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وفق ما أعلن المستشفى.

كما نفذت طائرات إسرائيلية غارات جوية مكثفة على حي السلام قرب معبر رفح المغلق منذ سيطرة القوات الإسرائيلية عليه. واستهدف قصف مدفعي حي الزيتون في مدينة غزة (شمال). ونفذت غارات على جباليا وعلى طول طريق صلاح الدين، وفق شهود.

القدرات العسكرية

وفي وقت تنشد الأنظار في المنطقة والعالم نحو منطقة رفح الحدودية مع مصر في قطاع غزة، وجّه متحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري، أمس السبت، الانتباه إلى شمال القطاع، إذ أعلن أن القوات الإسرائيلية التي تعمل في جباليا بشمال قطاع غزة تمنع حركة "حماس" من إعادة بناء قدراتها العسكرية هناك.

 

وقال هاغاري خلال مؤتمر صحافي "رصدنا خلال الأسابيع الماضية محاولات من حماس لإعادة بناء قدراتها العسكرية في جباليا. ونحن نعمل هناك للقضاء على تلك المحاولات".

وأضاف أن القوات الإسرائيلية التي تعمل في حي الزيتون بمدينة غزة قتلت نحو 30 مسلحاً فلسطينياً، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه خلال، الأسبوع الماضي، قصفت القوات الإسرائيلية ما يزيد على 120 هدفاً لـ"حزب الله" وقتلت أكثر من 10 مسلحين في لبنان.

مستشفى ميداني

من جهة أخرى، قال الجيش الإسرائيلي في بيان السبت، إن مستشفى ميدانياً جديداً تديره منظمة الهيئة الطبية الدولية غير الحكومية أنشئ في وسط قطاع غزة وأردف أن "150 من عمال الإغاثة الطبية الدوليين سيديرون ​​المستشفى الميداني ويمكن استخدام عشرات الأسرّة فيه للعلاج الطبي الطارئ والروتيني".

وتقول إسرائيل التي تواجه ضغوطاً دولية متزايدة إنها ترفع من حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة، وأُنشئت سبعة مستشفيات ميدانية أخرى منذ بداية الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

رفض أوروبي لإجلاء رفح

من جهة أخرى، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، السبت، أن أوامر إسرائيل بإجلاء المدنيين الفلسطينيين المحاصرين الذين نزحوا إلى مدينة رفح في جنوب قطاع غزة "غير مقبولة".

وقال ميشال، رئيس المجلس الذي يمثل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، على منصة "إكس" "ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى احترام القانون الإنساني الدولي ونطالبها بعدم تنفيذ عملية برية في رفح".

وتابع "يجب أن تعمل نقاط العبور بكامل طاقتها والسماح بمرور المساعدات الإنسانية الأساسية وسط مجاعة متنامية"، داعياً إلى مواصلة الجهود الرامية إلى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.

 

كذلك رأى المستشار الألماني أولاف شولتز، السبت، أن شن إسرائيل هجوماً برياً على رفح سيكون عملاً غير مسؤول وسيؤدي إلى خسائر فادحة في أرواح المدنيين، وأضاف خلال فعالية تم بثها عبر الإنترنت ونظمتها مجموعة "آر أن دي" الألمانية الصحافية أنه "لا نعتقد أن هناك أي نهج لا يؤدي في نهاية المطاف إلى خسائر لا تُصدَق في أرواح المدنيين الأبرياء"، مردفاً أنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بذلك.

وعلى رغم الضغوط الأميركية الشديدة والقلق الذي عبّر عنه السكان والمنظمات الإنسانية، قالت تل أبيب، إنها ستواصل توغلها في رفح، حيث لجأ أكثر من مليون نازح خلال الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر.

ودعت إسرائيل، اليوم، الفلسطينيين في مزيد من مناطق رفح إلى الإخلاء والتوجه إلى ما تسميها منطقة إنسانية موسعة بالمواصي، مما يشير إلى أن الجيش سيمضي قدماً في خططه لشن هجوم بري.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد أن نفذت "حماس" هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفي 36 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

رداً على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء" على "حماس"، وتنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة تسببت بسقوط 34971 غالبيتهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لـ"حماس".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات