Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخارجية الأميركية: تغيير وزير الدفاع الروسي يظهر أن بوتين في حالة "يأس"

تعديل كبير للقيادة العسكرية بعد مرور أكثر من عامين على الحرب في أوكرانيا ولندن: شويغو تسبب في مقتل الآلاف بصفوف جنوده

بوتين وشويغو يحضران عرضاً عسكرياً في موسكو في التاسع من مايو 2024 (رويترز)

ملخص

اختار بوتين خبيراً اقتصادياً مدنياً لمنصب وزير الدفاع في خطوة مفاجئة، في محاولة لتهيئة روسيا لحرب اقتصادية من خلال محاولة الاستفادة بشكل أفضل من ميزانية الدفاع وتسخير المزيد من الابتكار لتحقيق النصر بأوكرانيا.

قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، اليوم الإثنين، إن تغيير وزير الدفاع الروسي يعد مؤشرا آخر على "يأس" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "من مواصلة" الحرب في أوكرانيا.

تغيير كبير

وأطاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأحد وزير الدفاع سيرغي شويغو في تغيير كبير للقيادة العسكرية بعد مرور أكثر من عامين على الحرب في أوكرانيا. واقترح بوتين الاقتصادي أندريه بيلوسوف ليحل محل شويغو، وفقاً لقائمة الترشيحات الوزارية التي نشرها مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي.

وقال الكرملين الأحد إن الرئيس الروسي اقترح تعيين وزير دفاع جديد، إذ رشح المدني بيلوسوف، نائب رئيس الوزراء السابق والمتخصص في الاقتصاد، لهذا المنصب بعد مرور أكثر من عامين على الحرب في أوكرانيا.

وأضاف أن رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف سيبقى في منصبه، وكذلك وزير الخارجية المخضرم سيرغي لافروف.

وكذلك أصدر بوتين مرسوماً بتعيين شويغو أميناً عاماً جديداً لمجلس الأمن القومي، خلفاً لنيكولاي باتروشيف الذي سيعلن عن مهامه الجديدة "في الأيام المقبلة" وفق ما أوردت وسائل إعلام رسمية.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله، "سيواصل شويغو العمل في هذا القطاع (الدفاع) الذي يعرفه جيداً، يعرفه جيداً من الداخل، جنباً إلى جنب مع زملائه وشركائه في مكان عمله السابق".

بوتين ملزم دستورياً بتعيين مجموعة جديدة من الوزراء في الحكومة، أو إعادة تعيين الوزراء الحاليين، بعد فوزه في انتخابات مارس (آذار) التي غابت عنها المعارضة. ويجب أن يوافق المشرعون في البرلمان الروسي على ترشيحات الرئيس، وهو ما من المقرر أن يفعلوه الثلاثاء.

 

ويأتي التعديل الكبير مع تقدم القوات الروسية في ساحة المعركة للمرة الأولى منذ أشهر. وكان شويغو عين وزيراً للدفاع في عام 2012.

وعلى رغم سلسلة الانتكاسات العسكرية التي منيت بها روسيا، بما في ذلك الفشل في السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف والانسحاب من مناطق شمال شرقي خاركيف وجنوب خيرسون، فإن بوتين حافظ على ثقته في شويغو حتى الآن. وشمل ذلك تمرد قائد مجموعة "فاغنر" المسلحة يفغيني بريغوجين العام الماضي للمطالبة بإقالة شويغو.

وليس لدى بيلوسوف، البديل المرشح لشويغو، أي خلفية عسكرية، وقد كان أحد المستشارين الاقتصاديين الأكثر نفوذاً لبوتين على مدى العقد الماضي.

لندن تنتقد شويغو

من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس إن شويغو الذي أقاله بوتين من منصبه، مسؤول عن "أكثر من 355 ألف ضحية" بين قتيل وجريح في "صفوف جنوده" خلال الحرب في أوكرانيا.

وكتب شابس على منصة "إكس"، "شويغو تسبب في سقوط أكثر من 355 ألف ضحية في صفوف جنوده وبمعاناة هائلة بين المدنيين في إطار حملة غير قانونية في أوكرانيا". وأضاف، "روسيا تحتاج إلى وزير دفاع يمكنه إلغاء هذا الإرث الكارثي وإنهاء الهجوم، لكن كل ما ستحصل عليه هو دمية أخرى لبوتين".

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إنه إذا كان الغرب يريد القتال لصالح أوكرانيا في ساحة المعركة فإن روسيا مستعدة لذلك.

أوكرانيا تستهدف منشأة نفطية 

تبنت كييف، اليوم الإثنين، استهداف منشأة للنفط ومحطة للتحويل الكهربائي في منطقتي بيلغورود وليبتسك بغرب روسيا على مقربة من الحدود، وقال مصدر دفاعي أوكراني "وقعت انفجارات في ميناء أوسكولنبفتسناب النفطي قرب بلدة ستاري أوسكول، إضافة الى محطة التحويل الكهربائية في إيليتسكايا"، مشيراً الى أن العملية نفّذها جهاز الاستخبارات "أس بي يو" باستخدام طائرات مسيّرة.

وقالت القيادة العسكرية الأوكرانية في خورتيتسيا اليوم الإثنين إن البريجادير جنرال ميخايلو دراباتي حل محل القائد المسؤول عن خط المواجهة في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد.

وصرحت القيادة العسكرية لموقع "آر بي سي- أوكرانيا" الإلكتروني الإخباري بأن قرار تعيين دراباتي في هذا المنصب اتخذ في الـ11 من مايو (أيار) الجاري، ولم يتم ذكر أي أسباب لذلك.

وشنت القوات الروسية هجوماً على حدود المنطقة في الـ10 من مايو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

16 صاروخاً و31 مسيرة

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 16 صاروخاً و31 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا على الأراضي الروسية ليل الأحد - الإثنين، من بينها 12 صاروخاً فوق منطقة بيلغورود الحدودية.

وكتب فياتشيسلاف غلادكوف حاكم المنطقة على تطبيق "تيليغرام" أن أضراراً لحقت بخمسة منازل، لكن بحسب المعلومات الأولية لم تقع خسائر بشرية.

وقالت روسيا إن 15 شخصاً قتلوا، أمس، في بيلغورود عندما انهار جزء من مبنى سكني بعد إصابته بشظايا صاروخ أطلقته أوكرانيا وأسقطته القوات الروسية. وأضافت وزارة الدفاع الروسية أنها دمرت أربعة صواريخ موجهة وسبع طائرات مسيرة فوق شبه جزيرة القرم وثماني طائرات مسيرة فوق منطقة كورسك واعترضت أربع مسيرات فوق منطقة ليبيتسك.

وكتب إيغور أرتامونوف حاكم منطقة كورسك في جنوب روسيا على "تيليغرام" أن طائرة مسيرة أشعلت حريقاً لفترة وجيزة في محطة كهرباء بالمنطقة. وقال "لم تقع خسائر بشرية. ويجري إخماد الحريق في منطقة المحطة".

نجاحات تكتيكية

واليوم، أقر الجيش الأوكراني بـ"نجاحات تكتيكية" روسية في منطقة خاركيف (شمال شرقي أوكرانيا)، وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في وقت باكر اليوم الإثنين في بيان على "فيسبوك" إن "العدو يشهد حالياً نجاحات تكتيكية"، مضيفة أن ثمة "معارك مستمرة في مدينة فوفتشانسك الحدودية" التي كان عدد سكانها يبلغ نحو 3 آلاف نسمة قبل الهجوم الحالي، إذ حشدت موسكو "ما يصل إلى خمس كتائب" وفقاً لكييف.

وقال أوليكسي خاركيفسكي، وهو شرطي من فوفتشانسك، إن "أشخاصاً عدة" لقوا حتفهم في تفجيرات يوم السبت و"المدينة تتعرض لإطلاق نار باستمرار". وأضاف الشرطي الذي يساعد في إجلاء السكان "مدفعية وقذائف هاون. الأعداء يهاجمون بكل ما لديهم"، وذكر أنه أجلي نحو 1500 شخص منذ الجمعة من هذه المدينة التي تعرضت لـ32 هجوماً بطائرات بلا طيار خلال الساعات الـ24 الماضية. وحتى الأحد، كان لا يزال هناك نحو 500 شخص هناك، بحسب حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف.

 

السيطرة على 4 بلدات

ميدانياً أيضاً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأحد السيطرة على أربع بلدات إضافية في منطقة خاركيف الأوكرانية المحاذية لروسيا، بعد يومين من بدء عملية برية لموسكو في هذه المنطقة، إذ يجري إجلاء آلاف الأشخاص.

وقال حاكم منطقة خاركيف الأوكرانية أوليغ سينيغوبوف أمس الأحد إن "كل مناطق الحدود الشمالية تتعرض لنيران العدو على مدار الساعة تقريباً. الوضع صعب". وأضاف، "ازداد عدد المناطق التي تشهد أعمالاً قتالية". وكان سينيغوبوف قد أعلن في وقت سابق عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه "أجلي ما مجموعه 4073 شخصاً".

ومساء قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، "تتواصل المعارك الدفاعية والقتال العنيف في قسم كبير من حدودنا". وأشار إلى أن "الهجمات في منطقة خاركيف ترمي إلى إنهاك قواتنا وتقويض معنويات الأوكرانيين وقدرتهم على الدفاع عن أنفسهم".

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية، "تقدمت الوحدات التابعة لمجموعة قوات (الشمال) في عمق دفاعات العدو وحررت بلدات غاتيشتشي وكراسنوي وموروخوفيتس وأولينيكوفو في منطقة خاركيف".

هجوم من 3 محاور 

وقال قائد الشرطة في منطقة خاركيف فولوديمير تيموتشكو إن فوفشانسك تعرضت لهجوم من ثلاثة محاور وإن القوات الروسية باتت عند تخومها. وجاء في تصريح أدلى به عند نقطة إجلاء "على رغم المعارك الدائرة، تواصل الشرطة إجلاء الأشخاص الذين يعيشيون حالياً على بعد 300 إلى 500 متر من خط التماس".

من جهته قال الجيش الأوكراني إنه يصد أي تقدم روسي إضافي. وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، "أوقفت محاولات المحتلين الروس لاختراق دفاعاتنا"، لكنه أشار إلى أن الوضع في خاركيف "تدهور إلى حد كبير" وقد أصبح "معقداً". وأكد أن القوات الأوكرانية "تبذل كل ما في وسعها لتحافظ على خطوطها الدفاعية ومواقعها ولتحلق أضراراً بالعدو".

ونقل المجلس البلدي لخاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، عن رئيس البلدية إيغور تيريخوف قوله، "على رغم كل الأحداث الجارية في المنطقة، خاركيف هادئة، لا نرى أناساً يرحلون".

هجمات مضادة

وأكد الرئيس الأوكراني أول من أمس السبت أن القوات الأوكرانية تنفذ هجمات مضادة في القرى الحدودية في منطقة خاركيف، قائلاً، "علينا تعطيل العمليات الهجومية الروسية وإعادة زمام المبادرة إلى أوكرانيا".

ومنذ أسابيع يحذر مسؤولون في كييف من أن موسكو قد تحاول شن هجوم على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، مشيرين إلى تفوقها في وقت تعاني أوكرانيا من تأخر وصول المساعدات الغربية ونقص في العديد.

وكثفت القوات الأوكرانية هجماتها داخل الأراضي الروسية والمناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، خصوصاً على منشآت الطاقة.وأعلنت وزارة حالات الطوارئ الروسية الأحد مقتل خمسة أشخاص وإصابة نحو 20 في ضربة أوكرانية أصابت مبنى في مدينة بيلغورود الحدودية، وتسببت بانهيار جزء منه.

وزير خارجية أوكرانيا إلى صربيا

في التحركات، يقوم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بأول زيارة له إلى صربيا منذ بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا في فبراير (شبلط) 2022، ويلتقي اليوم رئيس الوزراء ميلوس فوتشيفيتش في بلغراد كما أعلن مكتب رئيس الحكومة.

وتأتي هذه الزيارة بعد حوالى 10 أيام من تشكيل الحكومة الصربية الجديدة، على إثر انتخابات ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

المزيد من دوليات