ملخص
منذ أسابيع عدة يشهد إقليم كردفان معارك عنيفة تبادل فيها الطرفان السيطرة على مدن وبلدات عدة. وفي أعقاب معارك استرداد منطقة أم صميمة بشمال كردفان نعى رئيس "حركة العدل والمساواة" السودانية جبريل إبراهيم قائد قوات الحركة في محور كردفان الطاهر عرجة.
مع تصاعد المواجهات والمعارك يكثف كل من الجيش وحلفائه في القوات المشتركة من جانب، وقوات "الدعم السريع" من جانب آخر، تعزيزاتهما في محور شمال كردفان استعداداً لخوض معارك ومواجهات حاسمة مرتقبة.
تعزيزات للمواجهة
وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش والقوات المشتركة دفعا بتعزيزات كبيرة في مواجهة انتشار وتحركات "الدعم السريع" في أعقاب المعارك العنيفة الأخيرة بمنطقة أم صميمة القريبة من مدينة الأبيض عاصمة الولاية قبل يومين. وأوضحت المصادر أن الجيش وحلفاءه يسعون إلى تعزيز مواقعهم الدفاعية وتأمين الطرق القومية بالوصول إلى النقاط الحيوية الرابطة بين إقليمي كردفان ودارفور والتقدم نحو مدينة الخوي بغرب كردفان.
حشود وتحضيرات
من جانبها تعمل "الدعم السريع" على حشد مجموعات كبيرة من المقاتلين وأرتال من العربات القتالية والعتاد الحربي في محيط مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان، بخاصة في مناطق بارا والخوي وأبو زبد وكازقيل. ونشرت على مواقعها بوسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمتحركات قالت إنها تمثل جزءاً من عمليات التحضير والإعداد لمعركة الأبيض.
والأحد الماضي تمكن الجيش وحلفاؤه بعد معارك ضارية من استعادة بلدة أم صميمة غرب مدينة الأبيض بعد ساعات قليلة من إعلان "الدعم السريع" السيطرة عليها.
وأكد بيان للقوات المشتركة المقاتلة إلى جانب الجيش استمرار العمليات العسكرية في مختلف المحاور القتالية بكردفان، وكشف البيان عن خسائر مهولة لـ"الدعم السريع" في معركة أم صميمة الأخيرة بشمال كردفان، تمثلت في مقتل أكثر من 300 من عناصرها وأسر 25 آخرين، والاستيلاء على 102 سيارة عسكرية، و11 مدفعاً عيار 23 ميليمتراً.
حظر السلع
على وقع التصعيد والتوترات بالولاية أصدر والي شمال كردفان المكلف عبدالخالق عبداللطيف أمر طوارئ بحظر تصدير ونقل السلع الاستراتيجية (الدقيق ومشتقاته والسكر والرز والعدس والزيت) والمحروقات إلى خارج حدود مدن الولاية، وعلى رأسها مدينة الأبيض، من دون الحصول على تصاريح رسمية من الجهات المتخصصة.
ومنذ أسابيع عدة يشهد إقليم كردفان معارك عنيفة تبادل فيها الطرفان السيطرة على مدن وبلدات عدة. وفي أعقاب معارك استرداد منطقة أم صميمة بشمال كردفان نعى رئيس "حركة العدل والمساواة" السودانية جبريل إبراهيم قائد قوات الحركة في محور كردفان الطاهر عرجة.
مجزرة ود حامد
ومع انتشارها في شمال كردفان واصلت "الدعم السريع" هجماتها على قرى وأرياف الولاية وسط تزايد أعداد القتلى والجرحى وموجات نزوح الأهالي نحو المناطق الآمنة، وأعلنت "شبكة أطباء السودان" ارتفاع عدد ضحايا هجوم "الدعم السريع" على قرية ود حامد بمنطقة أم قرفة بشمال كردفان إلى 46 قتيلاً تم دفنهم بواسطة الأهالي في مقابر جماعية بالمنطقة نفسها.
وأسفر هجوم لـ"الدعم السريع" أخيراً على منطقة شق النوم في الولاية ذاتها عن مقتل 11 شخصاً وإصابة 31 آخرين.
وجراء تصاعد الهجمات وأعمال العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة نزح خلال يومي الـ11 والـ12 من يوليو (تموز) الجاري، ما لا يقل عن 675 أسرة من قريتي الكردي وشق النوم بمحلية بارا بشمال كردفان، بحسب مصفوفة تتبع النزوح بمنظمة الهجرة الدولية.
اقتحام المستشفيات
وأوضحت غرفة طوارئ دار حمر أن "الدعم السريع" اقتحمت المستشفيات والمراكز الصحية بمدينة النهود وقامت بطرد المرضى لتخصيصها لعلاج مصابيها في معركة أم صميمة. ولفت بيان للغرفة إلى أن كل من يرفض مغادرة المستشفيات من المرضى والمرافقين يتعرض للضرب والاعتقال ويتم ترحيله إلى مدينتي الضعين ونيالا في دارفور.
قصف المثلث
على محور الصحراء الشمالي أكدت مصادر ميدانية أن الطيران الحربي للجيش شن غارات على مواقع وتجمعات "الدعم السريع" بمنطقة المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر.
وسيطرت هذه القوات قبل نحو شهر على منطقتي المثلث الحدودي وكرب التوم داخل الحدود الإدارية للولاية الشمالية.
ترقب ومساعدات
في شمال دارفور تعيش مدينة الفاشر عاصمة الولاية المحاصرة منذ أكثر من عام ظروفاً إنسانية حرجة، وتلقى النازحون مساعدات مالية لنحو 1200 أسرة في مراكز الإيواء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إدانة ومطالبات
سياسياً، دان "حزب الأمة القومي" بأشد العبارات الهجمات الوحشية التي تتعرض لها قرى محليتي بارا وجبرة الشيخ بولاية شمال كردفان من قبل "الدعم السريع".
وشهدت قريتا شق النيم الشرقية والغربية هجوماً مسلحاً أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وتعرضت إحدى القريتين لحريق كامل أتى على منازلها وممتلكاتها. كما تعرضت قرية ود حامد لقصف بالأسلحة الثقيلة خلف 46 قتيلاً وعدداً كبيراً من الجرحى، إلى جانب عمليات نهب واسعة للممتلكات وتهجير قسري للأهالي.
دوامة النزوح
وحمل الحزب قيادة "الدعم السريع" المسؤولية القانونية والأخلاقية عن الوضع المأسوي وعمليات الترويع والقتل والتهجير، ودعا المنظمات الإنسانية والإغاثية إلى سرعة التدخل والاستجابة العاجلة لحاجات آلاف الأسر المتأثرة التي تعاني انعدام الغذاء والدواء والمأوى وتوفير ما يلزم من دعم لتخفيف المعاناة المتفاقمة.
مقابر بجامعة "الجزيرة"
إلى ذلك نبشت السلطات بولاية الجزيرة 26 قبراً داخل مجمع جامعة "الجزيرة" بالنشيشيبة يعود بعضها لعناصر من "الدعم السريع"، وأخرى لمواطنين لقوا حتفهم. وفتحت إدارة الجامعة بلاغاً بوجود مقبرة داخل حرمها، باشرت على أثره النيابة العامة نبش القبور بمشاركة شرطة الجنايات وجمعية الهلال الأحمر السوداني، ووجد فيها جثامين أطفال.
ترشيحات الحركات
في شأن أزمة تشكيل الحكومة الجديدة وعرقلة تمسك حركات مسار دارفور الموقعة على اتفاق سلام جوبا بوزاراتها السابقة، أكدت "حركة تحرير السودان"، بقيادة حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي أن حركته والحركات الأخرى الموقعة على اتفاق السلام، قدمت ترشيحاتها لرئيس الوزراء كامل إدريس، بيد أنها لم تتلق رداً رسمياً في شأنها من أي جهة. وأوضح مناوي في مؤتمر صحافي بمدينة بورتسودان أن هناك عدداً كبيراً من المرشحين لم يتم تعيينهم بعد، وليس فقط مرشح الحركة لمنصب وزير المعادن، مضيفاً " ليس لدينا مرشح مرفوض، فجميع مرشحينا وطنيون ويعملون من أجل الوطن، ولا توجد لدينا أي أزمة".
انحسار الكوليرا
صحياً أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم انحسار وباء الكوليرا، وسجلت أمس الإثنين ست حالات فقط من دون أي وفيات، مما يؤكد النجاح في السيطرة على الوباء وتحسن الوضع الصحي بالولاية.
وشهدت ولاية الخرطوم تفشياً واسعاً لوباء الكوليرا في الفترة الماضية، حيث سجلت آلاف الإصابات ومئات الوفيات، بسبب عدم توفر مياه الشرب الصحية نتيجة توقف محطات المياه عن العمل إثر انقطاع التيار الكهربائي بالولاية تعرض محطاتها لاستهداف مباشر بواسطة مسيرات "الدعم السريع".
عودة "الشفتة" الإثيوبية
وحول التطورات على حدود السودان الشرقية قالت لجان مقاومة محلية القضارف إن محلية القريشة بالولاية تشهد تصاعداً خطراً في الاعتداءات من قبل جماعات مسلحة إثيوبية ترتبط بما يعرف بعصابات "الشفتة"، وبحسب بيان للجان تستهدف الاعتداءات المتكررة بصورة رئيسة الأراضي الزراعية ونهب المواشي، مما تسبب في مقتل عدد من المدنيين وخسائر مادية كبيرة خلال السنوات الماضية.
وأوضحت اللجان أن هذه الأحداث تسببت في حال خوف وقلق واسعة وسط أهالي المنطقة، لا سيما مع اقتراب موسم الخريف، حيث تعتمد المجتمعات على الزراعة كمصدر رئيس للرزق والأمن الغذائي. وطالب البيان الحكومة السودانية بتحمل مسؤولياتها في وقف هذه الانتهاكات، مشيراً إلى أن قوات الجيش الموجودة في معسكرات قريبة من تلك المناطق لم تقم بأي تحركات فعالة لصد هذه الاعتداءات أو حماية المدنيين وممتلكاتهم.
وكانت الحكومة الإثيوبية نفت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية نبيات جيتاتشو تحريك أي قوات عسكرية لها داخل الأراضي السودانية، مجددة التزامها مبادئ حسن الجوار وعدم تصعيد التوترات مع السودان.