Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دانييلا فايس... "الكاهنة الكبرى" للحلم الصهيوني

تقود حركة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة وغزة

يُطلق على دانييلا فايس "عرابة" الاستيطان الإسرائيلي (اندبندنت عربية)

ملخص

تعد فايس البالغة من العمر 79 سنة، الشخصية الأبرز في حركة المستوطنين الإسرائيليين منذ أكثر من خمسة عقود، ويطلق عليها مؤيدوها لقب "عرابة" حركة الاستيطان، إذ شاركت منذ سبعينيات القرن الماضي في إقامة وتعزيز المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وفي الأشهر الأخيرة، عادت للواجهة من جديد من خلال حملتها المثيرة للجدل لإعادة إنشاء تجمعات يهودية في قطاع غزة.

تمسكها الأيديولوجي وتأثيرها في الهوية الصهيونية، إلى جانب تلك التجاعيد التي تعكس الصلابة والتشدد، تجعلها شبيهة إلى حد كبير برئيسة وزراء إسرائيل الراحلة غولدا مائير. فكلتاهما تشترك في الجذور العميقة للفكر الصهيوني، والدفاع الصريح وغير المتردد عن حق اليهود في تلك الأراضي، بغض النظر عن عدد الضحايا، لكن، في حين كانت مائير سياسية دولة، فإن دانييلا فايس تتحرك من الهامش، فهي ناشطة أيديولوجية أكثر منها زعيمة وطنية.

دانييلا فايس "العرابة" التي تقود حركة المستوطنين في إسرائيل، بمظهرها الوقور وكاريزما الجدة الهادئة تلعب دور الكاهنة الكبرى لحلم "إسرائيل الكبرى"، وبالنسبة إلى آخرين، فهى مهندسة واقع متجذر أسهم في تقويض أي احتمال لحل الدولتين. فبحماستها الأيديولوجية، تبدو أقرب إلى جان دارك "عذراء أورليان"، البطلة القومية الفرنسية التي قادت جيشها إلى انتصارات مهمة خلال حرب الـ100 عام في القرن الـ15. فقد ألهمت الأخيرة الجنود، وتحدت القادة السياسيين، وأصبحت رمزاً للإيمان الراسخ الذي لا يعرف المساومة، وقادت بسلطة روحية لا بمنصب سياسي، تماماً كما تشكل فايس حركة المستوطنين، عبر العقيدة أكثر من البيروقراطية.

ومثلما ادعت "دارك" الإلهام الإلهي الذي مهد الطريق لتتويج شارل السابع ملكاً على البلاد، تصر فايس على إدعاء الوعد الإلهي بإسرائيل من النهر إلى النهر (نهر الفرات إلى نهر النيل)، وتؤمن بالحق التاريخي لليهود في الأراضي الفلسطينية. ومثل "جان دارك"، تقود فايس، بخطاب ديني حماسي وبقدرة واضحة على تعبئة المؤيدين، تحركات ميدانية تهدف إلى إقامة بؤر استيطانية جديدة، وترفض التنازل حتى في مواجهة معارضة الدولة التي اعتقلتها مرات عدة، من بينها مرات بتهم تتعلق بالاعتداء على ضابط شرطة وعرقلة تحقيق في تدمير ممتلكات فلسطينية.

وبحسب تصريحاتها الأخيرة، فإن مئات العائلات انضمت إلى مشروعها لإعادة الاستيطان، سواء في الضفة الغربية أم حتى في قطاع غزة. وفي أوائل عام 2023، ناشدت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدم التراجع عن خطة الحكومة المقترحة لإصلاح النظام القضائي. ورأت أن المحكمة العليا الإسرائيلية "تحاول القضاء على الطابع الوطني واليهودي لإسرائيل ويجب وقفها"، على حد تعبيرها.


"عرابة الاستيطان"

تعد دانييلا فايس، البالغة من العمر 79 سنة، الشخصية الأبرز في حركة المستوطنين الإسرائيليين منذ أكثر من خمسة عقود، ووفق موقع "جويش إنسايدر"، يطلق عليها مؤيدوها لقب "عرابة" حركة الاستيطان، إذ شاركت منذ سبعينيات القرن الماضي في إقامة وتعزيز المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وفي الأشهر الأخيرة، عادت للواجهة من جديد من خلال حملتها المثيرة للجدل لإعادة إنشاء تجمعات يهودية في قطاع غزة.

فمنذ اندلاع الحرب في غزة عام 2023، دعت فايس التي تقود حركة "نحالا"، وهي واحدة من عشرات الجماعات التي تدافع عن حق العودة لغزة، إلى إعادة توطين اليهود في القطاع، الذي كانت إسرائيل أخلته في عام 2005. 

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، دخلت فايس شمال قطاع غزة، بما في ذلك موقع مستوطنة نتساريم السابقة، وذلك خلال العملية العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في المنطقة. وسمح لها جنود الجيش الإسرائيلي بتفقد المواقع، على رغم صدور أوامر عسكرية تقيد دخول المدنيين إلى المنطقة. وفيما بعد، قال الجيش الإسرائيلي إنه فتح تحقيقاً في الحادثة. وصرحت فايس لوسائل الإعلام بأنها "نظمت مئات المستوطنين المستعدين للدخول في أية لحظة"، مضيفة أنه سيكون من الصعب على السلطات إبعادهم.

وظهرت فايس في تقرير نشرته شبكة CNN في ديسمبر (كانون الأول) 2024، إذ خاطبت مجموعة من المؤيدين في مستوطنة كرني شومرون بالضفة الغربية قائلة "سجلوا، سجلوا. ستكونون في غزة"، وذلك خلال لقاء مخصص لتجنيد المستوطنين.وخلال الاجتماع، عرضت خريطة تظهر خططاً لإنشاء ست مجموعات استيطانية في أنحاء قطاع غزة. ولم يكن هناك أي موضع مخصص لنحو مليوني فلسطيني يسكنون القطاع بالفعل، الذين دمرت حياتهم ومنازلهم بسبب الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.

وفي مقابلة مع الشبكة الأميركية من منزلها في مستوطنة كدوميم، إذ كانت تقف أمام الخريطة، قالت السيدة العجوز "لا يوجد عربي، وأنا أتحدث عن أكثر من مليوني عربي. لن يبقوا هناك، نحن اليهود سنكون في غزة." وأضافت "العرب يريدون إبادة دولة إسرائيل، لذا يمكنك أن تطلق عليهم وصف الوحوش. يمكنك أن تسمي ذلك تطهيراً لليهود، نحن لا نفعل بهم شيئاً، هم من يفعلون بنا."

بين ويستروس والضفة الغربية

في لقاءاتها التلفزيونية، تظهر دانييلا فايس موقفاً متصلباً، لا يخلو أحياناً من انفعالات حادة تتقاطع مع أداء تمثيلي لدور الضحية، خصوصاً عند طرح أسئلة تتعلق بحقوق الفلسطينيين أو الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة. هذه المواقف المتكررة جعلت البعض يشبهها بـ"سيرسي لانستر"، الشخصية المحورية في مسلسل "صراع العروش" (Game of Thrones).

وعلى رغم الفارق الشاسع بين عالمي "ويستروس" الخيالي وواقع الضفة الغربية، إلا أن المقارنة بين فايس وسيرسي لا تخلو من الدقة، لا سيما عند النظر في السمات المشتركة: التحدي الاستراتيجي، القسوة المؤدلجة، والقدرة على التأثير من موقع سلطة غير رسمية. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فايس، التي لا تشغل منصباً حكومياً، تملك حضوراً سياسياً لا يقل تأثيراً عن صناع القرار الرسميين، وتستثمر خطاباً دينياً وعقائدياً لتبرير التوسع الاستيطاني، متجاهلة الأسئلة الحقوقية والإنسانية المرتبطة بالصراع. فعندما سألها المذيع البريطاني بيرس مورغان قبل أسبوع عن شعورها في شأن قتل إسرائيل 20 ألف طفل فلسطيني منذ أكتوبر 2023، كان التزمت الأيديولوجي يسيطر على تلك السيدة العجوز، فبقسوة تجاهلت تلك الحقيقة وذهبت للقول إن على العرب وقف هجماتهم على إسرائيل وتغذية أطفالهم بكراهية اليهود، فلقد بدت "عاجزة عن التعبير عن أي تعاطف" حيال أرواح غير الإسرائيليين، مثلما قال بيرس. 

وفي مقابلة صحافية سابقة مع مجلة "نيويوركر"، في شأن رد فعلها الإنساني على المشاهد المرعبة في السابع من أكتوبر لأطفال إسرائيليين ومثلها اليوم لأطفال فلسطينيين في غزة، قالت بحزم وقسوة "أنا أتبع قانون الطبيعة الأساسي: أطفالي قبل أطفال العدو، نقطة".

وظهرت فايس في الفيلم الوثائقي للصحافي البريطاني لويس ثيرو "المستوطنون"، الذي أصدرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، خلال أبريل (نيسان) الماضي، إذ تحدثت عن خلفية عائلتها، ورفضت الاتهامات الموجهة لها بالتحريض على العنف، قائلة "ليست لي أية علاقة بالإرهاب، هذا كذب، نحن ندعم الحكومة."

وشهدت بعض مواقف فايس دعماً شعبياً متزايداً داخل إسرائيل، إذ أظهر استطلاع أجراه "معهد سياسة الشعب اليهودي" في يناير (كانون الثاني) من العام الحالي أن 26 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون إعادة إنشاء مستوطنات "غوش قطيف" في غزة، وترتفع هذه النسبة إلى 51 في المئة بين مؤيدي الائتلاف الحاكم.

نشأة فايس

ولدت فايس عام 1945 في بني براك، وهي ضاحية يسكنها اليهود المتشددون قرب تل أبيب، وكانت آنذاك جزءاً من فلسطين تحت الانتداب البريطاني. كان والدها من الولايات المتحدة، أما والدتها فولدت في بولندا ونشأت في فلسطين منذ طفولتها المبكرة.

وتفسر نشأتها في عائلة تنتمي لمنظمة صهيونية شبه عسكرية ومدرسة دينية نشاطها وعقيدتها الأيديولوجية التي تقف وراء نشاطها السياسي، إذ كان والداها عضوين في جماعة "ليحي"، وهي منظمة صهيونية شبه عسكرية نشطت خلال فترة الانتداب البريطاني. وتلقت فايس تعليمها الثانوي في مدرسة دينية في رمات غان، وأتمت خدمتها العسكرية عبر برنامج "عتودا" الأكاديمي، ثم درست الأدب الإنجليزي والفلسفة في جامعة بار إيلان.

وفي سبعينيات القرن الماضي، انخرطت فايس في حركة "غوش إيمونيم"، وهي حركة تأسست للدعوة إلى توسيع الاستيطان اليهودي في أنحاء الضفة الغربية بعد حرب الأيام الستة عام 1967، ثم شغلت لاحقاً منصب الأمين العام للحركة. وتقول "كانت معجزة كبيرة، وأثارت مشاعر روحية عميقة تجاه مهد أمتنا في الخليل وشيلو وأريحا ونابلس. شعرت أنني أريد أن أكون جزءاً نشطاً من هذا الحدث المعجزة، زوجي لم يكن يحب فكرة الانتقال من تل أبيب إلى جبال يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، لكن بعد اندلاع حرب يوم الغفران في 1973، انخرطت أنا وزوجي بقوة في حركة الاستيطان غوش إيمونيم"، وتضيف "أجبرت زوجي على أن يتبعني أنا وابنتينا الصغيرتين إلى خيمة صغيرة في جبال السامرة، حيث نعيش حتى اليوم، لدينا الآن عائلة كبيرة من أربعة أجيال، جميعهم مستوطنون في السامرة".

وفي عام 1987، وبعد مقتل مستوطنة يهودية تدعى عوفرا موسى في هجوم بزجاجة حارقة، قادت فايس مجموعة اقتحمت مدينة قلقيلية الفلسطينية، بالحجارة والرصاص، وجرى تغريمها وقتها 2500 شيكل، إضافة إلى حكم بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة ستة أشهر.

شغلت فايس منصب رئيسة بلدية مستوطنة كدوميم في الضفة الغربية بين عامي 1996 و2007، وفي عام 2010 أسست حركة "نحالا" الاستيطانية، التي تعمل على إقامة تجمعات يهودية جديدة في مناطق متنازع عليها، بما في ذلك البؤر الاستيطانية غير المصرح بها، ولا تزال تشغل منصب المديرة في هذه الحركة.

حركة "نحالا"

تشبه فايس عدداً من الشخصيات الخيالية التي رسمها مؤلفون كبار في أعمالهم الفنية، فربما رسمها وليام شكسبير قبل أربعة قرون في مسرحيته "ماكبث" عندما جسد "ليدي ماكبث"، تلك السيدة التي قادت من الخلف بقوة غير مباشرة واستعداد للسعي وراء مهمة أكبر مهما كلف الأمر. وعلى رغم اختلافهما الكبير في العالمين، أحدهما من مأساة شكسبير والأخرى من السياسة الإسرائيلية، إلا أن الليدي ماكبث تلاعبت بالسلطة سعياً وراء العرش، مثلما تشكل فايس أجيالاً سعياً وراء الأرض. 

ففي السنوات الأخيرة، ارتبط اسمها بمنظمة "نحالا" الاستيطانية، التي تدعم فئة من المستوطنين الشباب في إقامة بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية، وهي مبادرة تثير جدلاً حتى داخل أوساط المستوطنين أنفسهم. فالجدة الكاريزمية، بشعرها المغطى وملامح وجهها التي تبدو ودودة حول نظرتها الحادة بينما تلقي رسالتها بإيمان عميق، بحسب وصف "سي إن إن"، يجعلها تحظى بهيبة وتأثير بين الأزواج الشباب. لكن في جوهرها، تستند أفكارها إلى معتقدات حول تفوق اليهود، ولا تترك سياساتها أي مجال لحل الدولتين.

وتقول منظمة "نحالا" التي تعني "الميراث"، على موقعها الإلكتروني إنها "تهدف إلى تعزيز الاستيطان في يهودا والسامرة، وتحقيق أهداف تربوية صهيونية". ويهودا والسامرة هما مصطلحان تستخدمهما إسرائيل للإشارة إلى الضفة الغربية المحتلة، وهي تسميات توراتية يستخدمها الخطاب الصهيوني والديني لتأكيد الارتباط اليهودي القديم بهذه الأراضي. 

ووفق الموقع الإلكتروني، تنظم "نحالا" مجموعات من الأزواج الشباب، تتكون كل مجموعة من 15 إلى 25 عائلة، وتعتزم الاستيطان في أنحاء الضفة. وتهدف الحركة إلى تشجيع الحكومة ومساعدتها في تنفيذ الخطة الرسمية لرئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل يتسحاق شامير، التي وضعت الأساس لتوطين مليوني يهودي في الضفة الغربية. وتعمل "نحالا" على نشر التوعية بين الشباب والبالغين على حد سواء، و"تتعاون مع حركات الشبيبة، وتشجع الشباب على المشاركة في المسيرات، وجمع التبرعات من خلال الصندوق القومي لبناء أرض إسرائيل".

وكما يتضح في منشورات الموقع الإلكتروني للمنظمة فإن فايس منها وبها كل الأمور تتحقق، ففي صدر الصفحة الرئيسة للموقع فيديو لنشيد المنظمة الذي أطلق قبل ثلاث سنوات، ويذكر كاتب كلمات النشيد تسور إرلخ "أشهد أمامكم أنه قبل ثمانية أيام فقط لم يكن هناك شيء من هذا النشيد. لا كلمات، لا لحن، وبالطبع لا مقطع فيديو. عندما تكون دانييلا فايس مصممة على إحداث شيء ما، فإنه يحدث فوراً. أغنيات ومستوطنات".

ويظهر في الفيديو التمثلي للنشيد، رجال ونساء وأطفال إسرائيليين يعملون على بناء مستوطناتهم ويرفعون علم إسرائيل، فيما يقول المغني في أحد المقاطع "شعب يغرس مستقبله وأرضه تعود لتثمر لأبنائها وبناتها". 

"غزة لنا"

وفي الـ26 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أقامت الحركة الاستيطانية فعالية في منطقة محاذية لقطاع غزة للدعوة إلى الاستيطان، ونشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية آنذاك صورة لفايس وهي تقف بجوار مقطورة تحمل كرافانات للاستيطان في غزة، مكتوب عليها "غزة لنا". 

وفي وقت سابق، كشفت فايس عن أن 500 عائلة سجلت بالفعل لإعادة الاستيطان من خلال منظمتها "نحالا"، ووفق ما جاء في تقرير وثائقي ل"سي إن إن"، فإن أحد أعضاء "نحالا" أبلغ المجموعة بأنهم سيرسلون ممثلاً إلى ولاية فلوريدا الأميركية لجمع التبرعات من أجل هذه القضية. وتتلقى "نحالا" بالفعل دعماً من جماعات في الولايات المتحدة، بما في ذلك "أميركيون من أجل إسرائيل آمنة"، فيما رفضت فايس الكشف عن أسماء المتبرعين داخل الولايات المتحدة أو خارجها.

وفي مقابلة مع مجلة "نيويوركر"، عقب هجمات "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، قالت فايس في حديثها عن حركة "نحالا"، إنها "امتداد مباشر لحركة الاستيطان التي بدأت قبل 120 أو 130 أو 140 سنة، إنها فصل في تاريخ الصهيونية، ونحن الآن في أحد فصول الصهيونية الحديثة، الاستيطان هو طريق العودة لصهيون".

كما لا تتورع فايس في الحديث عن وطن لليهود يمتد من نهر الفرات شرقاً إلى نهر النيل جنوب غربي، مما يعني إيمانها باحتلال أراضي دول عدة في الشرق الأوسط، إلى جانب الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل حالياً. فتقول إن "الأمة الأولى التي تلقت الوعد الإلهي هي الأمة الأولى التي لها الحق (في الأرض)، الديانات الأخرى، المسيحية والإسلام بمطالبها ومفاهيمها، تقلد ما هو موجود بالفعل. فلماذا في إسرائيل؟ بإمكانهم أن يكونوا في أي مكان آخر في العالم. لقد جاؤوا بعدنا، بمعنى آخر". 

وفي حين تنفي الزعيمة الأيديولوجية رغبتها في طرد الفلسطينيين من الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، بل تقول إنهم يمكن أن يبقوا، لكن "يجب عليهم أن يقبلوا حقيقة أن هناك سيادة واحدة في أرض إسرائيل، سيادة يهودية"، فإنها تعتقد أن على سكان غزة الذهاب إلى "سيناء، إلى مصر، إلى تركيا"، وفق قولها في مقابلة صحافية، كما تستهدف أن يستوطن مليونا يهودي الضفة الغربية. 

وتعد فايس جارة وحليفة لبتسلئيل سموتريتش، وزير المالية اليميني المتطرف، الذي سبق أن صرح بأن "الشعب الفلسطيني لا وجود له"، ودعا إلى "محو" التجمعات الفلسطينية، ويقيم هو الآخر في مستوطنة كدوميم. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، كانت فايس إحدى المتحدثات في مؤتمر "نصر إسرائيل" الذي أقيم في القدس، إلى جانب سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إذ دعوا إلى إعادة إقامة تجمعات يهودية في غزة بعد الحرب.

نوبل للسلام

المفارقة أنه جرى ترشيح دانييلا فايس لجائزة نوبل للسلام في مارس (آذار) الماضي من البروفيسورين عاموس عزاريا وشالوم تساديك من جامعتي أريئيل وبن غوريون، وجاء في حيثيات الترشيح أنها نالت التقدير بسبب "جهودها المستمرة على مدى أكثر من خمسة عقود في تعزيز التجمعات اليهودية في جميع أنحاء يهودا والسامرة"، وزعما أن "وجود المستوطنات اليهودية يسمح بوجود أمني مستقر، مما يمنع تدهوراً أمنياً حاداً كما حدث في غزة". 

وفي مايو (أيار) الماضي، أعلنت الحكومة البريطانية فرض عقوبات تشمل فرض قيود مالية ومنع السفر إلى المملكة المتحدة، على ثلاثة أشخاص بينهم فايس واثنتين من البؤر الاستيطانية غير القانونية، ومنظمتين ضالعتين في دعم العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والتحريض عليه وتشجيعه، بما في ذلك حركة "نحالا"، وفق ما جاء في البيان المنشور على موقع الحكومة. 

وفي إعلانها، وصفت لندن دانييلا فايس بـ"زعيمة المستوطنين المتطرفة"، مشيرة إلى أنها ضالعة في التهديد بارتكاب أفعال عدوانية وعنف ضد الفلسطينيين، وفي ارتكاب تلك الأفعال والتحريض عليها وتأييدها. وذكرت أن حركة "نحالا"، قدمت الدعم اللوجستي والمالي لإنشاء بؤر استيطانية غير قانونية، والتسبب في التهجير القسري للفلسطينيين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وارتكاب أفعال تتسبب في المعاناة النفسية للفلسطينيين، وهي أفعال تؤدي غالباً إلى العنف الموجه ضد الفلسطينيين، لذا جرى تجميد أرصدتها. 

المزيد من بيوغرافيا