الذكاء الاصطناعي

محنة الصانع وتجاوزات الصنيع

التفوق على الإنسان

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي اخترعها الإنسان وبرمجها لتنفيذ مهمات يحددها هو أثبتت أنها قادرة على التغلب عليه في بعض الأحيان. ففي محاكاة آلية للقتال الجوي، تمكنت طائرة تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي من التغلب على طيار محترف من القوات الجوية الأميركية كان يقود طائرة من طراز "أف- 16" الشهيرة.

كان الهدف من هذه التجربة التي أجرتها الوكالة الأميركية لبحوث الدفاع المتقدمة المعروفة اختصاراً باسم "داربا" (DARPA) عام 2020، التأكد مما إذا كانت الأنظمة الذاتية التي تعمل بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي قادرة على إلحاق الهزيمة بالطائرة المقاتلة للعدو.

هذا ليس الحدث الوحيد الذي أثبت القدرات المذهلة للذكاء الاصطناعي، إذ تمكن برنامج "ليبراتوس" الإلكتروني من الفوز للمرة الأولى في منافسة أقيمت بمدينة فيلادلفيا الأميركية عام 2017 شارك فيها أربعة من أمهر لاعبي "البوكر" في العالم.

وخلال العقدين الماضيين تمكن الذكاء الاصطناعي من التغلب على البشر في لعبة الشطرنج عندما خسر بطل العالم غاري كاسباروف أمام الكمبيوتر عام 1998.

أما برنامج "تشات جي بي تي " للدردشة الآلية، فأثبت أنه أسرع من الإنسان بكثير في كتابة المقالات مثلاً أو في الترجمة، على رغم أنه قد يرتكب بعض الأخطاء، وهو أمر تعترف به الشركة المصنعة نفسها. لكن البرنامج لا يزال في مراحله الأولى وربما تكون النسخ المقبلة منه أكثر تطوراً وأكثر ذكاء.

ويبرهن كل ما ذكر للتو قدرة هذه التكنولوجيا على منافسة الجنس البشري والتغلب عليه في بعض المواقف من دون أن تقضي عليه بالكامل، إلا أن هناك من يعتقد بأنها قد تؤدي في النهاية إلى فناء البشرية... وقبل الغوص في دهاليز هذا السنياريو المرعب، دعونا نتعرف إلى الذكاء الاصطناعي أولاً.

ما هو الذكاء الاصطناعي ؟

بات مصطلح "الذكاء الاصطناعي" شائعاً بشكل كبير اليوم وأصبح محط اهتمام الجميع بعدما اقتحم عالمنا وأثر في حياتنا المعاصرة وغير فيها كثيراً على مستويات عدة.

يشير هذا المصطلح إلى قدرة الحاسوب أو الروبوت الآلي على القيام بمهمات يقوم بها البشر، وهو ما يتطلب الذكاء الذي يتمتع به الإنسان. ويشمل ذلك الأنظمة القادرة على القيام بالعمليات الفكرية المميزة للإنسان مثل القدرة على التفكير أو اكتشاف معنى النصوص أو المواد التي يتلقاها النظام، أو التعميم أو التعلم من التجارب التي سبق أن خاضها النظام الآلي.

وظهرت تعريفات عدة للذكاء الاصطناعي خلال العقود الماضية، فيعرفه كبار الباحثين على أنه العلم القادر على تصنيع آلات وأنظمة تؤدي مهمات تتطلب قدراً من الذكاء البشري، بمعنى أنها أنظمة تتصرف أو تفكر كما يفعل البشر، وبناء على ذلك فإن الذكاء الاصطناعي هو عملية محاكاة الذكاء البشري عبر أنظمة الكمبيوتر من خلال تقليد سلوكنا ونمط تفكيرنا وطريقة اتخاذ قراراتنا.

لكن هذه التكنولوجيا التي باتت قادرة على توليد مخرجات محددة انطلاقاً من البيانات الموجودة في حوزتها، تطرح مخاوف حول المدى الذي قد تصل إليه، مما دفع رواداً في مجال الذكاء الاصطناعي إلى التحذير من أخطاره.

فناء البشرية؟

كل هذه العناوين تحدثت عن أخطار الذكاء الاصطناعي على الجنس البشري وتطرح تساؤلات جريئة حول إمكان فناء البشرية إن حلت مكانها الروبوتات وسيطرت هي على كوكب الأرض، وعلى رغم أن ذلك يبدو مبالغاً فيه إلى حد ما، إلا أن الأخطار والتحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي كبيرة جداً إن لم يجد الصانع وسيلة للسيطرة على الصنيع.

السلاح

هل سمعتم بقصة الطائرة المسيّرة التي قتلت مشغلها لأنه منعها من تحقيق هدفها؟ هذه القصة رواها مدير اختبارات وعمليات الذكاء الاصطناعي في سلاح الجو الأميركي العقيد توكر هاملتون عن عملية محاكاة وضجت بها مواقع الصحف العالمية. إلا أن القوات الجوية نفت الحادثة وقالت إن هاملتون "التبس عليه الأمر".

وسواء وقعت الحادثة أو لم تقع في الأساس، فإنها تلقي الضوء على الجانب المظلم من الذكاء الاصطناعي، فالطائرة المسيّرة أو أي سلاح يعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي من الممكن أن يتبع استراتيجيات غير متوقعة حتى لو كانت تشكل خطراً في سبيل الوصول إلى هدفه، بمعنى أنه إذا طلب من مسيّرة إصابة هدف معين، فإنها قد تضطر إلى قتل من يقف في طريقها إذا منعت من تنفيذ المهمة، لذلك يحذر خبراء من أن الذكاء الاصطناعي قد يفعل ما تطلبه منه ولكن ليس ما تقصده.

كما أن الأسلحة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تفتقد إلى أي تعاطف أو مشاعر إنسانية، مما يعني غياب الجانب الأخلاقي في الحروب، أي أنها يمكن أن تقتل أناساً أبرياء في طريقها لتنفيذ مهمتها، بينما قد يتغاضى قائد طائرة عن قتل نساء مع أطفالهم مثلاً وهم يفرون من القتال، وينصرف لتنفيذ المهمة التي حددت له.

الأشرار

أما السيناريو الأكثر رعباً، فهو أن يمتلك "الأشرار" تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أو أن تقع في أيدي جهات خبيثة لتوظيفها بهدف القتل أو الإبادة أو شن حرب نووية مثلاً، وهذا ما يحذر منه كثير من الخبراء.

ربما تتساءل، لماذا يجب أن نخاف من الأسلحة الذكية إلى هذا الحد، فالأسلحة النووية أيضاً تشكل خطراً على البشرية وتهدد وجودها.

والجواب هو أن السلاح النووي يخضع للمراقبة ولمجموعة من الضوابط وهو سلاح ردعي بطبيعة الأحوال ويمكن تعقبه، لكن ذلك لا ينطبق على الأسلحة الذكية التي تتميز بالسرعة والدقة والقدرة على التخفي، مما يتطلب ربما هجوماً مضاداً سريع الاستجابة ويشعل حرباً نووية لا تحمد عقباها.

كما أن الهجوم بالأسلحة الذكية قد لا تشنه دولة، بل إرهابيون، وهو ما يعرض البشرية للهلاك، كما يعتقد كثير من الخبراء. جيوفري هينتون واحد منهم، وهو المعروف بـ"عراب الذكاء الاصطناعي"، إذ يحذر من الروبوتات القاتلة وإمكان تحولها إلى "أسلحة مستقلة" و"روبوتات قاتلة" و"جنود آليين".

لذا فإن أكثر ما يقلق هذا العالم هو توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال الصناعات العسكرية وهو ما يحصل بالفعل وأصبح أمراً واقعاً، إذ هناك سباق محموم بين الدول على الأسلحة التي تعمل بواسطة هذه التكنولوجيا، ولاقت الأسلحة الذكية رواجاً كبيراً نظراً إلى دقتها وسرعتها وكلفتها المنخفضة مقارنة بالأسلحة التقليدية، فإطلاق طائرة من دون طيار محملة بـ10 كيلوغرامات من الذخيرة مثلاً أقل كلفة بكثير من صاروخ "توماهوك" الأميركي الذي يترواح سعره بين 600 ألف و2.1 مليون دولار.

بالنسبة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن "الذكاء الاصطناعي هو المستقبل"، وبلاده تدرك أهمية هذه التكنولوجيا وهي من بين القوى الكبرى التي استثمرت فيها.

ودفعت روسيا بطائرتها "KUB-BLA"، وهي طائرة من دون طيار، إلى ساحة المعركة في أوكرانيا وألقت عبرها الذخائر، وتسطيع هذه الطائرة أن تسافر لمسافة تصل إلى 130 كليومتراً في الساعة، كما بإمكانها أن تطلق متفجرات بزنة ثلاثة كليوغرامات وأن تنفذ عملية انتحارية عبر الاصطدام عمداً بالهدف.

الولايات المتحدة والصين والدول الغربية بمعظمها تستثمر منذ فترة طويلة في الذكاء الاصطناعي، لا سيما في قطاع الأسلحة، فواشنطن تنفق مبالغ طائلة على مشروع باسم "سكاي بورغ"، وهو عبارة عن طائرات من دون طيار يمكنها المشاركة في القتال ومهاجمة الأهداف الأرضية.

في خدمة البشرية

في وقت رسم خبراء صورة قاتمة عن مستقبل الجنس البشري في ظل الذكاء الاصطناعي، يرى آخرون أن بعض التحذيرات مبالغ فيها ويجب ألا نخشى هذه التكنولوجيا، بل علينا أن نكون حذرين منها.

من بين هؤلاء أستاذ علوم الحاسوب في جامعة مونتريال وأحد رواد الذكاء الاصطناعي يوشوا بينجيو، إذ يعتقد بأن التقنيات الذكية لا يزال أمامها طريق طويل قبل أن تصل إلى الدرجة التي يحذر منها الخبراء وأن العلوم والأفكار التي تستند إليها لا تزال في بداياتها الأولى.

صحيح أن الذكاء الاصطناعي أسهم في زيادة الجرائم الإلكترونية وعمليات الاحتيال من خلال استنساخ بصمة الصوت والصور عبر تقنية ما يعرف بـ"التزييف العميق"، وصحيح أيضاً أن الآلة أسهمت في اضمحلال دور الإنسان وسرقت منه وظيفته في مجالات عدة، مما أدى إلى إلغاء ملايين فرص العمل، لكن لا يمكننا أن ننكر أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل سلمي ينعكس إلى حد كبير في تحسين جودة حياتنا.

فاستخدام الجنود الآليين أو ما يعرف بـ"الروبوتات أو الكلاب القاتلة" على سبيل المثال سيحد بلا شك من الخسائر البشرية في أرض المعركة والأمر نفسه ينطبق على استخدام المسيّرات والدبابات ذاتية القيادة.

وعلى رغم المخاوف المحيطة به، تبقى للذكاء الاصطناعي فوائد جمة يستفيد منها الإنسان، فهو لم يعد حبيس أفلام الخيال العلمي ومختبرات البحوث، بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا ولا يمكننا الاستغناء عنه لأننا نستخدمه كل يوم من دون أن نشعر بأنه موجود في بعض الأحيان.

بعض من استخدامات الذكاء الاصطناعي

التقنيات الذكية موجودة حولنا وتم توظيفها في مجالات النقل والزراعة والطب والاتصالات والهواتف والتعليم واللغات والألعاب والعوالم الافتراضية والحوسبة والقائمة تطول. لكن هذا التطور التكنولوجي الهائل لم يحدث بين ليلة وضحاها، فالذكاء الاصطناعي عاش مخاضاً عسيراً حتى وصل إلى هنا.

 

رحلة شاقة

يعتبر عالم الرياضيات وعالم الحاسوب الإنجليزي آلان تورينغ الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه "أب علوم الكمبيوتر النظرية" أول من أجرى تجربة في مجال الذكاء الاصطناعي تعرف باسم "اختبار تورينغ" عام 1950. في هذا الاختبار، يتواصل شخص كتابياً مع طرفين: أحدهما إنسان والآخر حاسوب. يعرف الشخص أن أحد الطرفين هو حاسوب لكن لا يعرف أياً منهما، ويطرح عليهما أسئلة متطابقة وعشوائية. وبالفعل نجحت أنظمة عدة في اجتياز الاختبار بعدما أقنعت الشخص الذي يتحدث إليها بأنه لا يتحدث إلى آلة.

كان "اختبار تورينغ" بمثابة اللبنة الأولى التي استفاد منها علماء ومهندسو الكمبيوتر وطوروها لنصل إلى التطور الذي نشهده اليوم في هذا المجال.

ظهر "الذكاء الاصطناعي" في خمسينيات القرن الماضي واستخدم هذا المصطلح للمرة الأولى عام 1956 في الولايات المتحدة خلال ورشة عمل حملت اسم "مشروع دارتموث البحثي حول الذكاء الاصطناعي" بإشراف عالم الحاسوب الأميركي جون مكارثي.

تعتبر الفترة ما بين خمسينيات وأوائل سبعينيات القرن الماضي بمثابة الفترة الذهبية التي بدأ فيها الاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعي، وأجرى الباحثون والخبراء تجارب واختبارات وقدموا براءات اختراع. كما شهدت تلك الفترة اهتماماً كبيراً من قبل الحكومات التي قدمت الدعم المالي لهذه التكنولوجيا الجديدة مع ظهور موجة تفاؤل كبيرة في شأن ما يمكن أن تمنحه للعالم.ولكن تطوير هذا العلم لم يكن أمراً سهلاً، وسرعان ما تحولت موجة التفاؤل هذه إلى موجة تشاؤم لتدخل هذه التكنولوجيا مرحلة جديدة عرفت باسم "شتاء الذكاء الاصطناعي"، وهي ضمن مراحل عدة عرفها القطاع.

من سيحتل موقع الريادة؟

مع القفزة النوعية التي حققتها، لا سيما في الأعوام الخمسة الأخيرة، دخلت تقنيات الذكاء الاصطناعي محطة تنافس استثماري قوي تدر عوائد اقتصادية ضخمة، فنجد الدول الكبرى تتصارع على موقع الريادة في مجال التكنولوجيا، وتعد الولايات المتحدة الرائدة في هذا المجال، إذ تتنافس شركاتها التقنية والتكنولوجية الكبرى في ما بينها مثل "غوغل" و"مايكروسوفت" و"ميتا" و"أبل" و"إنتل" وغيرها وجعلت هذه الشركات التقنيات الذكية في سلم أولوياتها وأهدافها.

وتأتي الصين في المرتبة الثانية، إذ تستثمر بكين بكثافة في البحث وتطوير الذكاء الاصطناعي، وتشارك الشركات الصينية الكبرى وفي مقدمتها "علي بابا" و"بايدو" و"تينسنت" بنشاط في دفع قدرات الصين في مجال التقنيات الذكية إلى آفاق جديدة. وكانت بكين أعلنت عام 2017 سعيها إلى جعل البلاد مركزاً عالمياً للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول 2030.  

وتعتبر الرقائق الإلكترونية أو ما يعرف بأشباه الموصلات أحد أوجه الصراع والتنافس بين هاتين الدولتين، إذ تدخل هذه الرقائق في صلب صناعة الأجهزة الإلكترونية على اختلاف أنواعها، من الأجهزة الخليوية إلى الحواسيب وغيرها. وتعتبر أشباه الموصلات عنصراً حيوياً في عالم الصناعات الحديثة وركناً أساسياً من أركان صناعات الذكاء الاصطناعي الذي لا يمكن أن يتطور من دونها، لذلك تعد هذه الرقائق بمثابة النفط الثمين لعالمنا اليوم ومن دونها ستكون حياتنا صعبة جداً. لذلك، تعمل أميركا على حرمان الصين من هذه الرقائق بهدف عرقلة طموحاتها التكنولوجية، ففرضت قيوداً صارمة على الشركات المنتجة للرقائق المتطورة ومنعتها من تزويد الصين بها. وفيما تمسك أميركا حتى اللحظة بزمام الريادة في الذكاء الاصطناعي، إلا أن الصين تنافس بشراسة.

ماذا ينتظرنا؟ 

ماذا يخبئ لنا الذكاء الاصطناعي؟ لا يمكن لأحد الإجابة عن هذا السؤال الآن، ولا أحد يدري إلى أي مرحلة من مراحل التطور ستصل هذه التكنولوجيا، فالوقت وحده كفيل في إخبارنا بذلك.

حالياً، يقوم الذكاء الاصطناعي بالتكرار بالدرجة الأولى، فيفعل ما يملي عليه الإنسان، ويؤكد كثير من الخبراء أن قدرته على التطوير الذاتي واتخاذه قرارات مستقلة عن صانعه أمران مستبعدان، في الأقل في المرحلة الحالية.

لكن ذلك ربما يتحقق في يوم من الأيام في حال تمكن الإنسان من تصميم أنظمة تمتلك القدرة على التحسين الذاتي فتصبح أكثر ذكاء من الصانع. وليس الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي نشهده في برامج مثل "تشات جي بي تي" سوى بداية هذه الرحلة التي تتيح للآلة والأنظمة فهم البيانات وإنتاج محتوى جديد وفقاً للطلب. وإذا ما فقدنا السيطرة على الذكاء الاصطناعي الخارق، فسنكون عندها أمام خطر حقيقي.

في غضون ذلك، لا بد من أن نبقى حذرين من سيناريوهات مرعبة تتمثل في استغلال الذكاء الاصطناعي من قبل جهات تستخدمه لإلحاق الضرر بالبشرية من خلال اختراق أنظمة عسكرية وتوجيهها نحو فعل الشر على سبيل المثال.

من المؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيواصل رحلته في التطور، ومما لا شك فيه أن هذه التكنولوجيا قادرة على تغيير ديناميات حياتنا نحو الأفضل شريطة مراعاة الأخطار والعواقب المحتملة المرتبطة بتطويرها. لذلك، تحاول الدول الغربية البحث عن حلول لمواجهة خطر الذكاء الاصطناعي عبر إقرار قواعد تضبط تطوير واستخدام هذه التكنولوجيا.

خلاصة القول، مصير الآلة لا يزال بيد الإنسان، أما فناء البشرية، فربما يتسبب به البشر أنفسهم.

كتابة
فراس بارودي

تحرير وإعداد
إيليانا داغر

التنفيذ والغرافيك
مريم الرويغ

الإشراف على التنفيذ
نوف الحربي

رئيس التحرير
عضوان الأحمري