لقي 25 شخصاً في الأقل مصرعهم، وأصيب 50 آخرين، صباح اليوم الأربعاء، جرّاء انفجار خزان وقود أحد القطارات في المحطة الرئيسية للقطارات بالقاهرة بسبب تصادم عنيف مع صدّادة أمان، بحسب ما نقل التلفزيون الحكوميّ المصريّ، دون مزيد من التفاصيل.
ووفق ما نقلت وسائل إعلام محليّة عن مصادر طبيّة وأمنيّة، فإن انفجار خزان وقود القطار وقع لدى دخول القطار ذاته إلى أحد أرصفة المحطة الرئيسية الواقعة بميدان رمسيس بوسط العاصمة المصرية واصطدامه بصدّادة أمان، في أثناء انتظار عدد كبير من الركاب استقلال قطار على رصيف المحطة، ونجم عن الانفجار حريق هائل، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وسط ترجيحات بارتفاع عدد الوفيات.
كيف حدث الانفجار؟
بعد إقرارها في بيان مقتضب بعد الحادث بوجود "بعض الإصابات والوفيات"، دون أن تذكر رقما، أوضحت هيئة السكة الحديدية بمصر، أن جرار الوردية رقم 2302 انحدر واصطدم بصدادات خرسانية نهاية الرصيف رقم 6 بالمحطة الرئيسية للقطارات بالقاهرة، مشيرة إلى أنها أمرت بإخلاء مباني محطة مصر بالكامل، بعدما أوقفت حركة القطارات مؤقتا.
ووفق ما ذكر شاهد عيان ومسؤول لـ"اندبندنت عربية"، فإن حريقاً نشب داخل محطة مصر إثر اصطدام أحد جرارات القطارات بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 بعد خروجه عن القضبان، ما أدى إلى انفجار "خزان البنزين"، وأسفر عن اشتعال النيران في الجرار والعربة الأولى والثانية بالقطار.
وقال أحد شهود العيان، ويدعى مينا غالي، إن الانفجار وقع عندما ارتطم القطار بالحاجز الخرساني في نهاية الرصيف، مضيفا أنه شاهد جثثاً متفحمةً على الأرض، وذكر "كنت أقف على الرصيف وشاهدت القطار يدخل مسرعا إلى الحاجز، السرعة كانت كبيرة، الناس كلها كانت تجري، ناس كثيرة ماتت بعد أن انفجر الجرار"، وأضاف "رأيت تسع جثث في الأقل ملقاة على الأرض متفحمة".
من جانبه، ذكر مسؤول بهيئة السكة الحديدية أن انفجار وتطاير النيران من العربة المنفجرة تسبب في إشعال أخر عربتين من القطار المتجه إلى الإسكندرية وتفحم عربة المُولّد، وبعد ذلك أُنزل الركاب وسُحب القطار.
وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أعمدة دخان تتصاعد من مبنى محطة السكة الحديدية الرئيسية، كما ظهرت في لقطات أخرى جثثٌ متفحمةُ على قضبان السكة الحديدية والأرصفة المجاورة.
إخلاء المصابين وإغلاق المحطة
وفيما أقامت قوات الأمن المصرية طوقا أمنيا على محطة القطارات بعد إخلاء كافة مباني المحطة ومنع الدخول إليها، وصلت العشرات من سيارات الإسعاف والمطافئ للسيطرة على الحادث وإخلاء الجرحى، ولم يقدر بعد حجم الخسائر المتوقعة.
كما انتقل فريق من النيابة العامة إلى مكان الحريق لإجراء معاينة تصويرية ومناقشة عدد من شهود العيان وتفريغ كاميرات المراقبة، وكشف الفحص المبدئي أن حريق "محطة مصر" وقع نتيجة تصادم جرار قطار وعربة "باور" خاصة بالتكييف بصدّادات نهاية الرصيف، وانفجار "خزان البنزين" بالجرّار ونشوب الحريق، ونتج عنه مصابون ووفيات بين الركاب.
الرئيس المصري يعزي الضحايا ويتعهد بمحاسبة "المتسببين"
في الوقت الذي تفقد فيه رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، وعدد من الوزراء، موقع الحادث، عزّى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أسر الضحايا والمصابين، وتعهد في تصريحات، نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية، "محاسبة المتسببين فيه، بعد إجراء التحقيقات اللازمة، ورعاية المصابين"، متوجهًا بخالص التعازي لأسر الضحايا والمصابين، على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الألباني ألير ميتا، الذي يزور مصر حالياً.
بدوره، وخلال جولته التفقدية لموقع الحادث، تعهّد مدبولي، الذي وصل إلى مقر الانفجار، "بمحاسبة عسيرة للمتسبب" في حادث القطار، وشدّد على أن ما وصفه بـ"عهد الصمت" قد انتهى فيما يتعلق بالتقصير والإهمال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب مدبولي، فإن لجنة فنية بجانب النيابة العامة ستعمل على تحديد المسؤول عن الحادث، ومحاسبة المتسببين فيه، وأضاف "انتهى عهد الصمت أمام أي متقاعس، والحساب سيكون عسيرا لأي مسؤول مقصر". من جانبه، أمر النائب العام المصري، نبيل صادق، بتشكيل فريق من النيابة العامة لفتح تحقيق عاجل وموسع في حادث حريق القطار.
وتقدّم هشام عرفات، وزير النقل والمواصلات المصري، باستقالته، اليوم للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء. وصرح المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، بأن رئيس الوزراء قبل الاستقالة.
وأمرت الحكومة المصرية بصرف تعويضات لأهالي الضحايا بقيمة 80 ألف جنيه مصري لكل أسرة، (4500 دولار أميركي)، و25 ألف جنيه مصري (1430 دولار أميركي) للمصابين.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي 2018، أعلنت هيئة السكة الحديدية المصرية، تنفيذ خطة لتطوير المحطات تشمل 49 محطة بتكلفة إجمالية 1.136 مليار جنيه (نحو 64 مليون دولار أميركي)، إضافة إلى تحسين وصيانة 133 محطة بتكلفة إجمالية 621 مليون جنيه (نحو 36 مليون دولار أميركي).
أبرز حوادث القطارات
على مدار العقود الأخيرة، شهدت مصر العديد من حوادث القطارات الدامية، سقط فيها مئات القتلى وأرجعها مسؤولون ومراقبون إلى قدم القاطرات والعربات والإهمال في صيانتها وتشغيلها، فضلا عن عدم تطوير المزلقانات (ممر منظّم لعبور المركبات الخاصة على قضبان سكك الحديد). وخلال الـ17 عاما الأخيرة كانت أسوأ حوادث القطارات بالبلاد في 2002، والتي أودت بحياة أكثر من 350 شخصاً.
وتسيّر القطارات في مصر "الهيئة القومية لسكك حديد مصر"، وهي هيئة حكومية مسؤولة عن تسيير حركة القطارات في البلاد، وتنقل سنويا نحو نصف مليار راكب و6 ملايين طن من البضائع، حسب ما تعرّف بنفسها على موقعها الإلكتروني. وتقول الحكومة المصرية إنها تواصل جهودها لإصلاح وتطوير هذا المرفق الحيوي.
- يوليو (تموز) 2018
خرجت بعض عربات قطار (القاهرة/ أسوان) عن القضبان، ما أسفر عن إصابة ستة أشخاص في الأقل بجروح، وذلك في حادث كان الثاني من نوعه في ذات الشهر، إذ سبقه أن خرجت ثلاث عربات من أحد القطارات عن القضبان بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، ما أسفر عن إصابة نحو 60 شخصا.
- أغسطس (أب) 2017
اصطدم قطاران بمحافظة الإسكندرية، ما أسفر عن 49 قتيلًا وأكثر من 100 مصاب، وفق حصيلة رسمية أولية.
- سبتمبر (أيلول) 2016
اصطدام قطار قادم من الصعيد جنوبي مصر، بسيارة نقل يستقلها عدة أشخاص، أثناء عبور أحد المزلقانات، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص.
- فبراير (شباط) 2016
خرج قطار ركاب في محافظة بني سويف (وسط)، عن القضبان، واصطدم بكتلة خرسانية، ما أدى إلى إصابة 70 شخصا.
- مارس (أذار) 2015
اصطدم قطار بمحافظة السويس (شمال شرق)، بحافلة مدرسية، ما أدى إلى وفاة 7 أشخاص، بينهم 3 أطفال، وإصابة 26 آخرين.
- نوفمبر (تشرين الثاني) 2013
تصادم قطار في مدينة البدرشين بمحافظة الجيزة (غرب العاصمة)، مع سيارتين، ما أدى إلى وقوع 27 قتيلا وأكثر من 30 مصابا.
- يناير (كانون الثاني) 2013
حادث تصادم لقطار تجنيد، كان يقل مجندين من قوة الأمن المركزي، في مدينة البدرشين بمحافظة الجيزة، ما أودى بحياة 17 مجندا وإصابة أكثر من 100 آخرين.
- نوفمبر (تشرين الثاني) 2012
اصطدم قطار بحافلة رحلات مدرسية في محافظة أسيوط، جنوبي مصر، ما أسفر عن مقتل 50 طفلا وإصابة العشرات، وهو الحادث الأكبر في عهد الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي.
- نوفمبر (تشرين الثاني) 2012
اصطدم قطاران بالفيوم، وسط مصر، وخلّف 4 قتلى وعشرات المصابين.
- أكتوبر (تشرين الأول) 2009
تصادم قطاران بمدينة العياط، في محافظة الجيزة، ما أدى إلى انقلاب 4 عربات من القطار الأول، وأسفر الحادث عن مقتل 30 شخصا، فضلا عن إصابة العشرات.
- يوليو (تموز) 2007
اصطدم قطاران شمالي القاهرة، ما أسفر عن وقوع 58 قتيلا وأكثر من 140 جريحا.
- أغسطس (أب) 2006
اصطدم قطاران متقابلان، أحدهما قادم من الدقهلية، دلتا النيل/شمال، والآخر قادم من بنها عاصمة محافظة القليوبية، ما أسفر عن وقوع 80 قتيلا وأكثر من 163 مصابا.
- مايو (أيار) 2006
اصطدم قطار شحن بآخر بإحدى محطات محافظة الشرقية، دلتا النيل/شمال، ما أدى إلى إصابة 45 شخصا.
- فبراير (شباط) 2006
اصطدم قطاران بالقرب من محافظة الإسكندرية، ما أسفر عن وقوع أكثر من 20 مصابا.
- فبراير (شباط) 2002
هو الحادث الأكبر والأسوأ في تاريخ السكة الحديدية بمصر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث اشتعلت النيران في قطار قادم من الصعيد، جنوبي البلاد، لمسافة 9 كيلومترات، ما اضطر المسافرين إلى القفز من النوافذ أثناء سير القطار، حتى توقف بمدينة العياط في محافظة الجيزة، والحادث راح ضحيته أكثر من 350 شخصاً.