أظهر استطلاع للرأي أنّ غالبية المسلمين البريطانيين يشعرون بالقلق إزاء التطرّف الإسلامي ويدعمون الشرطة ومبادئ برنامج "بريفينت" المثير للجدل.
وقال باحثون إنّهم وجدوا "فجوة كبيرة بين ما يفترضه الناس، أو يعتقدونه، عن تفكير المسلمين البريطانيين من جهة، وبين ما يفكّر به المسلمون البريطانيون فعلاً من جهة ثانية".
وكان "كريست أدفايزوري"، وهو المكتب الاستشاري المستقلّ المعني بشؤون الجرائم، قد طلب إجراء استطلاعات تمثيلية لنحو 1000 مسلم و1000 شخص راشد آخر.
وخلُصت الاستطلاعات إلى أنّ 63 في المئة من المسلمين البريطانيين يشعرون بالقلق إزاء التطرّف الإسلامي، فيما يثق 64 في المئة منهم بالشرطة وهذه أقل بشكل طفيف من نسبة من يثقون بالشرطة بين سكان البلاد.
ولدى سؤالهم عن برنامج الحكومة لمكافحة التطرف "بريفينت"، الذي يخضع للمراجعة بعد سنوات من اتّهامه بممارسة التمييز، قال 55 في المئة من المسلمين المشاركين في الاستطلاع إنّهم لم يسمعوا به قطّ.
وسُئلوا إذا كانوا يوافقون على مبدأ برنامج "موجّه بشكل أساسي إلى المجتمعات الإسلامية المعرّضة لخطر الجنوح نحو التطرّف الإسلامي، لأنّ الشرطة والقوى الأمنية تقدّران أنّه أكبر خطر إرهابي"، ردّت غالبية المشاركين بالإيجاب.
ولكن فيما عبّر 36 في المئة من المسلمين البريطانيين عن تأييدهم الكامل لهذا المبدأ، قال 38 في المئة إنّهم يؤيّدونه مع بعض التحفّظ المتعلّق بمخاوفهم من استهداف المسلمين بشكل غير متكافئ، أو سوء التواصل بشأن "بريفينت"، وغياب الاستشارات حول هيكليته.
وبشكل عام، عبّر مسلمون بلغت نسبتهم 67 في المئة عن استعدادهم لإحالة شخص ما إلى برنامج "بريفينت" إذا شكّوا في توجّهه نحو التطرّف، فيما بلغت نسبة من يُبدون استعداداً مماثلاً بين السكان جميعاً 63 في المئة.
ودعت "كريست أدفايزوري" القائمين على المراجعة المستقلة المستمرة لبرنامج "بريفينت"، إلى التفاعل مباشرةً مع المسلمين البريطانيين. يُذكر أن هذه المراجعة ما زالت من دون رئيس منذ استقالة اللورد كارلايل على خلفية دعوى قضائية في ديسمبر (كانون الأول).
وأشارت وزارة الداخلية إلى إجراء "منافسة شاملة ومفتوحة" لتعيين مُراجعٍ جديدٍ، معربةً مع ذلك عن قلقها إزاء إمكانية إنجاز المراجعة الشاملة قبل الموعد النهائي المحدّد لها في أغسطس (آب) المقبل.
وقال مدير المكتب الاستشاري جون كليمينتس الذي أسهم في كتابة التقرير إنّ النتائج التي توصّل إليها الباحثون "تعارض عدداً من الروايات التي ينسبها بعض السياسيين أو مجموعات الناشطين أو المعلّقين عادةً إلى المسلمين البريطانيين… يشاطر المسلمون البريطانيون إجمالي السكّان الآراء بشأن مختلف المواضيع المتعلقة بعمل الشرطة وبرنامج بريفينت… وتوضح دراستنا أنّ المسلمين البريطانيين بشكل عام لا يعيشون حالة من الإنكار في ما يتعلّق بالتطرّف الإسلامي والخطر الذي يمثّله، بشكل أكبر من باقي السكّان إجمالاً".
واعتبرت سارة خان، وهي رئيسة "مفوّضية مكافحة التطرّف" التابعة للحكومة أنّ أصوات المسلمين البريطانيين "تطغى عليها أصوات المتطرفين من الجهتين". واتّهمت منظّمات وشخصيات لم تسّمها بـ"طرح وجهة نظر عقائديّة موحّدة عن المسلمين البريطانيين وآرائهم" ردّدها السياسيون ووسائل الإعلام.
وأضافت "ما يقوله لنا تقرير كريست هو أنّه على من يتمتعون بالسلطة والنفوذ أن يحسّنوا من قدرتهم على الإصغاء إلى الأصوات المتنوعة الموجودة بين 3 ملايين مسلم بريطانيّ بدل أن يستمعوا فقط إلى من يصرخون بصوت أعلى من غيرهم".
وطرح الاستطلاع على المشاركين أسئلة تتعلّق بمجموعة من القضايا، منها نظرة المسلمين إلى الحياة في بريطانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت النقاط الإيجابية التي سلّط الجميع تقريباً الضوء عليها هي حريّة المعتقد الديني وحريّة التعبير والتنوّع، فيما كانت النقاط السلبية الإسلاموفوبيا وتمثيل المسلمين في الإعلام واليمين المتطرّف.
وأجرت شركة "سافانتا كومريس" هذا الاستطلاع خلال شهرَيْ أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، فيما عقد الباحثون مجموعات نقاش في لندن وسلو وواتفورد وبرادفورد وبرمبينغهام وأولدهام وكارديف وغلاسغو.
وقالت عقيلة أحمد، حائزة لقب "إم بي إي" (وسام الإمبراطورية البريطانية) الفخري، التي تشارك في فريق العمل الحكومي الشامل المعني بمناهضة الكراهية الموجّهة إلى المسلمين إن هناك "حاجة ملحة إلى تحسين درجة استشارة المجتمعات المحليّة الأكثر تأثراً بسياسات مكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف".
فيما أشار الدكتور قارئ عاصم، رئيس "الهيئة الاستشارية الوطنية للأئمة والمساجد" إلى أنّ "الناس يقضون الكثير من الوقت في الكلام عن المسلمين في إطار التطرف والإرهاب وغالباً ما يشكّكون بولاء المسلمين لبريطانيا... وهذا التقرير يفنّد بعض الآراء المغلوطة عن المسلمين البريطانيين، ويدعو الناس إلى اعتماد مقاربة أدقّ تجاه نظرة المسلمين لمكافحة الإرهاب والحياة في بريطانيا".
© The Independent