وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى العاصمة الأفغانية كابول الاثنين 23 مارس (آذار)، وفق تقارير إعلامية، في وقت تتخبط البلاد بأزمة سياسية داخلية ونزاع مع حركة "طالبان"، وسط تزايد حالات الإصابة بفيروس الكورونا المستجد، ما يعرقل عملية السلام الهشة أصلاً.
هدف الزيارة
ومن المقرر أن يلتقي بومبيو الرئيس أشرف غني وخصمه عبد الله عبد الله، الذي أعلن أيضاً فوزه في الانتخابات الرئاسية التي نُظمت العام الماضي.
ووفق تقرير صحافية تواكب زيارة بومبيو، كان المبعوث الأميركي الخاص والمفاوض الرئيس مع "طالبان" في المحادثات الأخيرة زلماي خليل زاد، في استقبال وزير الخارجية الأميركي في أفغانستان بعيد وصوله إلى مطار كابول.
وتأتي الزيارة غداة أول جلسة محادثات بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" حول تبادل الأسرى والسجناء، وهي خطوة بارزة في مسعى أوسع لإحلال السلام إثر اتفاق وقعته واشنطن مع المتمردين الشهر الماضي.
وغرد خليل زاد الأحد 22 مارس قائلاً "من الملح" التوصل سريعاً إلى خطة لتبادل الأسرى والسجناء كما ينص الاتفاق بين الأميركيين وحركة "طالبان"، مع ما يحمله انتشار فيروس كورونا المستجد من تعقيدات.
تبادل أسرى
وينص الاتفاق على الإفراج عن خمسة آلاف مقاتل من الحركة موقوفين لدى كابول وحوالى ألف عنصر من القوات الأفغانية يعتقلهم المتمردون.
وكان يفترض أن يحصل التبادل في العاشر من مارس قبل مباشرة مفاوضات سلام بين الحكومة و"طالبان". ولم تشارك الحكومة الأفغانية في مفاوضات الدوحة التي أفضت إلى الاتفاق بين الأميركيين والحركة.
وبعدما رفضت أفغانستان بدايةً الإفراج عن سجناء "طالبان"، أعلن غني أن السلطات ستطلق سراح 1500 متمرد "كبادرة حسن نية" مع خطط للإفراج عن 3500 سجين بعد انطلاق المحادثات، لكن "طالبان" رفضت ذلك العرض.
انطلاق المرحلة الأولى
وينص اتفاق الدوحة أيضاً على انسحاب تدريجي للقوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان خلال فترة 14 شهراً، وهي النقطة الأبرز التي تركزت عليها الجهود الدبلوماسية الأميركية.
وانطلقت المرحلة الأولى من عملية الانسحاب فعلاً على الرغم من أن بدء تفشي وباء كورونا قد عرقل تحركات القوات.
وفي مقابل ذلك، تعهدت "طالبان" بمحاربة المجموعات القتالية ووافقت على التفاوض مع كابول للمرة الأولى.
لكن الحركة نفذت هجمات عدة منذ توقيع اتفاق الدوحة.
40 إصابة
وعقّدت الفوضى السياسية الأمور بشكل أكبر، في ظل إعلان رئيس الحكومة السابق عبدالله عبدالله أيضاً فوزه في الانتخابات الرئاسية التي نُظّمت في سبتمبر (أيلول).
ووسط هذا المأزق السياسي، وتواصل القتال، إلى جانب انشغال العالم أجمع بمكافحة تفشي فيروس كورونا، برزت مخاوف من تراجع احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام أفغاني داخلي.
وأفادت السلطات الصحية في أفغانستان عن 40 حالة إصابة ووفاة واحدة.
لكن يخشى خبراء في مجال الصحة من انتقال العدوى إلى عشرات الآلاف من الأشخاص خصوصاً في أوساط الأفغان الذين عادوا في الفترة الأخيرة إلى بلدهم من إيران التي تشهد انتشاراً كبيراً لكورونا، خلال الأسابيع الأخيرة.