استخدمت معظم الشركات حول العالم خلال الأشهر الماضية، تطبيق Zoom لعقد اجتماعات العمل الخاصة بها. ويسهّل هذا التطبيق عقد اجتماعات افتراضية، إذ يمكن لكل شخص من مكان وجوده أن يشارك في اجتماع عمل مع زملائه. ولاقى التطبيق انتشاراً واسعاً بين المستخدمين بعد تفشي فيروس كورونا وعدم قدرة الموظفين على الذهاب إلى الشركات للاجتماع مع زملائهم أو زبائنهم... وتشير آخر الإحصاءات إلى ارتفاع عدد مستخدمي التطبيق بمقدار 7 أضعاف أكثر من الأيام العادية، إلاّ أنّ التطبيق، ومع انتشاره الواسع، من مشاكل أمنية وفضائح عدّة على مدى الأسبوعين الماضيين.
مشاركة البيانات
أول مشكلة اعترضت التطبيق هي فضيحة مشاركته بيانات المستخدمين مع شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حتى إن لم يكن المستخدم يملك حساباً على تلك المنصة. ولاقت تلك المشكلة استهجاناً كبيراً بين المستخدمين، لذلك اضطُّرت الشركة المسؤولة عن التطبيق إلى إطلاق تحديث عاجل لحلّها واستعادة ثقة الأفراد.
ولكن ما إن حُلت هذه العقدة حتى ظهرت مشكلة جديدة في التطبيق، ألا وهي للأسف، وجود ثغرة أمنية في محادثات المستخدمين تؤدي إلى سحب بعض البيانات عن طريق إرسال رابط في خدمة الرسائل الموجودة ضمن "زوم". وللأسف نُشرت هذه الثغرة حالياً وشُرحت تفاصيلها بالكامل، وبإمكان المخترق حالياً النفاذ عبرها حتى إن كان يمتلك خبرة بسيطة بالاختراقات. أما المشكلة الكبرى، فهي أنّ تلك الثغرة يعاني منها فقط مستخدمو التطبيق على الأجهزة التي تستخدم نظام الويندوز (windows) حصراً. لذلك، إن كنتَ مضطراً لاستخدام "زوم"، لا تضغط على أي رابط يأتيك في خدمة الرسائل المرتبطة بالتطبيق وعليك الاكتفاء فقط بالاستفادة من الخدمة الأساسية وهي الاجتماعات أو بإمكانك استخدام التطبيق على الأنظمة الأخرى أو استخدام الخدمة على الهواتف الذكية إلى حين إصدار تحديث لحلّ هذه المشكلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
التشفير
إن كنتَ تعتقد أن هذه المشكلة هي الأخيرة، دعني أخبرك أنه وللأسف هناك مشكلة أخرى يعاني منها التطبيق، تتعلّق بتشفير بياناته، فالشركة المالكة له تستطيع الاطّلاع على كل الاجتماعات المرئية والصوتية على حد سواء، إذ باتت بيانات كل الشركات التي استخدمته حول العالم متاحة لملّاك التطبيق. وتستطيع الشركة الاطّلاع على كل المعلومات والبيانات التي جرى نقاشها خلال الاجتماعات. لذلك، يجدر بالشركات والمؤسسات الأمنية والحساسة تجنّب استخدام التطبيق بشكل كامل والاعتماد على بدائل له، علماً أنها كثيرة وموثوقة مثل تطبيق "مايكروسوفت تيمز" وخدمة "سكايب" إلى جانب خدمة المكالمات الجماعية الخاصة بأجهزة "أبل"، ألا وهي "فيس تايم" التي تنحصر للأسف بمستخدمي منتجات "أبل" فقط سواء الأيفون أو الأيبود أو الأيباد.
يبقى أن نحذر من أنّه حتى إن كان تطبيق زوم يسهّل عليكم في مجال عملكم، إلاّ أنّ مشاكله الأمنية المتعددة تحتّم البحث عن بدائل سريعة، بخاصة أنه يبدو واضحاً أننا وللأسف قد نُضطّر للعمل من المنازل لفترة غير معلومة بعد.