ديفيد شويمر، الممثل الذي سيبقى دائماً معروفاً بشخصية "روس" من مسلسل "فريندز"، لديه تاريخ مؤسف مع حب إنجلترا. فكان أول فيلم طويل يخرجه هو "رَن فات بوي، رَن" (أركض أيها الفتى السمين، أركض)، وهو عمل كوميدي متوسط عن الماراثون يستعرض محاولة تحويل سيمون بيغ إلى كاري غرانت. كان متزوجاً من بريطانية. وقبل بضع سنوات، كان من المقرر أن يلعب دور بطولة في المسلسل الكوميدي في القناة البريطانية الرابعة، "مورنينغ هاز بروكن" (طلع الفجر)، من تأليف جوليا ديفيس ونيك محمد، لكن لم يُكتب للعمل أن يرى النور. بإمكانكم أن تشعروا بالتعاطف مع هؤلاء النجوم الأميركيين الذين ليس لديهم شيء يمكن إثباته لأي شخص في هوليوود، ترونهم يعودون مراراً وتكراراً إلى البلد العتيق للسبب ذاته على ما يبدو، كما لو أن الثقافة ستكون أكثر قيمة إذا أتت مصحوبة بلكنة تختزل حروف العلة وبنظرة أرستقراطية.
بعد خمس سنوات، طلب محمد من شويمر أن يلعب دور البطولة في مسلسل إنتيليجنس (على قناة سكاي وان)، وهو كوميديا جديدة تتناول الحياة في مكان العمل وتجري أحداثها في مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية في شلتنام، المركز العصبي لعمليات الاستخبارات البريطانية.
يلعب شويمر دور جيري بيرنشتاين، وهو منسق من وكالة الأمن القومي مكلف بقسم الأمن الإلكتروني. أول مشهد نراه فيه يكون مرتدياً نظارات شمسية تغطي عينيه وسماعات، بينما يعطّل مسار المشي المتحرك في مطار سيتي بسبب حقيبته هائلة الحجم. (ملحوظة فنية ثانوية: هل توجد مسارات المشي المتحركة على الإطلاق بعد نقطة استلام الحقائب؟ ملحوظة فنية ثانوية أخرى: لماذا ستطير إلى مطار سيتي في لندن إذا كنتَ ستعمل في غلوسترشر؟). جيري شخص أرعن ووقح ومتعجرف، تماماً ما يمكنكم توقعه في عمل كوميدي خارج عن المألوف عن العلاقات الأميركية البريطانية. إنه جزء من الأساطير الوطنية: المخبرون البريطانيون مبتذلون ولكنهم مهرة، أما الأميركيون، فهم طائشون ولكنهم يمتلكون مصادر جيدة. الأصدقاء الحقيقيون ليسوا بالضرورة جيراناً جيدين، على الأقل ليس عندما يتعلق الأمر بمكافحة جرائم الإنترنت.
يلعب محمد دور البطولة إلى جانبه في شخصية جوزيف هاريس، وهو مبرمج كمبيوتر تعيس وكان يتابع مسيرة جيري المهنية بإعجاب. على الرغم من توصيف العمل بسلسلة كوميدية، فهو أقرب إلى كونه موقفاً لهذا الثنائي الغريب، في حين يدور وجود باقي الممثلين حول الأداء الثنائي لشويمر ومحمد. تلعب سيلفسترا لو توزل دور كريستين كلارك، المعادل لشخصية إم التي تؤديها جودي دينش في أفلام بوند والتي يتوجب عليها مقاومة الدخلاء من أرجاء المحيط الأطلسي كافة. بينما تلعب إليوت سالت دور مساعدتها عديمة الجدوى، إيفلين، وتؤدي جين ستانيس دور ماري الضابطة الرثة، وغانا بايارسيخان دور توفا أولسن، حارسة المرمى المعاصرة التي تحوّلت إلى مقرصنة إلكترونية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تتناول الحلقة الأولى وصول بيرنشتاين، إذ يحاول تأكيد السيطرة على المكتب البريطاني ويصطدم بالموظفين الآخرين. هذا ليس عملاً لا يمكن الإعجاب به. وقد يكون السيناريو مطوّلاً في بعض المقاطع، لكن أداء شويمر الفكاهي الذي يخفّف من جمود النص، يجعل النكات تأتي بوتيرة أسرع من الضحكات. وعدم قدرتكم على تصديق أنه حقير حقاً، لم يكن في صالح العمل أيضاً. فهذا الوجه الطويل اليائس مألوف جداً. قد ترون شويمر وهو ينهب صندوق المجوهرات الخاص بكم ويحمل صرّة غنائمه، لكنكم ستقفون أمامه وقد ارتسمت على وجوهكم ابتسامة بانتظار أن يلقي نكتة عن الديناصورات أو يعلن عن حبه لجنيفر أنيستون. ومع ذلك، يجب أن نكون ممتنين لوجود كوميديا تبلغ مدة كل حلقة منها 20 دقيقة. ففي عصر يتم فيه تقديم مواسم مدتها عشر ساعات في حين كان يمكن اختصارها في حلقة واحدة مدتها 90 دقيقة، يُعدُّ الترفيه خفيف الظل الحقيقي، رحمة.
© The Independent