ترى رئيسة قسم التنوع البيولوجي التابع للأمم المتحدة أنّ فرض حظر دولي على أسواق بيع الحيوانات البرّية قد يساعد في منع تفشّي جائحات مثل فيروس كورونا في المستقبل.
ويُعتقد أنّ نقطة انطلاق كوفيد-19 كانت من سوق للأطعمة البحرية في مدينة ووهان بوسط الصين، إذ يُحسب أنّ أصحاب الأكشاك أُصيبوا بالعدوى خلال احتكاكهم بالحيوانات المعروضة للبيع.
ويُذكر أن جائحات سابقة نشأت كذلك جراء انتقال عدوى من الحيوان إلى الإنسان، ومنها متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد "سارس" التي أصابت ما يزيد على 8 آلاف شخص بين عامَيْ 2002 و2003.
واعتبرت إليزابيث ماروما مريما، وهي الأمينة التنفيذية بالوكالة لـ "قسم التنوع البيولوجي" التابع للأمم المتحدة، أنّ حظر الأسواق التي تبيع الحيوانات الحيّة من أجل الاستهلاك البشري قد يمنع انتشار جائحات جديدة، لكنها نبّهت إلى ضرورة فرض هذه القيود في ظل الظروف المناسبة فقط.
وقالت مريما لصحيفة " ذا غارديان" إنّ "الرسالة التي تصلنا هي أنه ما لم نعتنِ بالطبيعة، فستتدبّر هي أمرنا".
وشرحت أنه "من الجيد حظر أسواق الحيوانات الحيّة كما فعلت الصين وبعض الدول. إنّما علينا أن نتذكّر وجود بعض المجتمعات المحلية، ولا سيما من المناطق الريفية ذات الدخل المنخفض، وفي أفريقيا بشكل خاص، حيث تعتمد معيشة ملايين الأشخاص على الحيوانات البرّية... وما لم نقدّم بدائل لهذه المجتمعات، قد نخاطر بفتح المجال للتجارة غير المشروعة بالحيوانات البرّية التي أوصلتنا حالياً بالفعل إلى حافة انقراض بعض الأجناس".
يُشار في هذا السياق إلى أنّ الصين فرضت حظراً مؤقتاً على تناول الحيوانات البرّية والإتجار بها في وقت سابق من هذا العام، فيما عملت البلاد على مكافحة تفشّي فيروس كورونا.
ومن جانبها، دعت "الجمعية الخيرية المعنية بشؤون الحيوانات" لترسيخ هذا الحظر بشكل دائم في أنحاء العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال رئيس الجمعية جيفري فلوكن "يشكّل القبض على الحيوانات البرّية واستهلاكها تجارة عالمية تعرّض مئات الآلاف من الحيوانات لمعاناة جمّة كل سنة، بما في ذلك الأجناس البرّية المعرّضة لخطر الانقراض التي يُتاجَر بها إلى درجة تضعها على حافة الانقراض الفعلي... ومن شأن هذه التجارة أن تنتج أيضاً أزمات صحية عالمية مثل أزمة فيروس كورونا الراهنة ومتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد وإنفلونزا الطيور الفتاكة... إنّ أسواق الحيوانات البرّية في كل أنحاء العالم، خصوصاً في آسيا وأفريقيا، منتشرة بشكل واسع وقد تشكّل بكل سهولة مركزاً لانطلاق الأوبئة في المستقبل".
وسبق لخبراء البيئة أن حذّروا من أنّ الممارسات الراهنة في التعامل مع الموائل الطبيعية والحيوانات البرّية قد تؤدي إلى تفشّي الأمراض المعدية بين البشر.
وقال الدكتور سامويل مايرز، عالم البحوث الرئيس في قسم الصحة البيئية التابع لجامعة هارفارد لصحيفة "اندبندنت" الشهر الماضي "تمتلك الحيوانات الأخرى مخزوناً هائلاً من مسببات الأمراض التي لم نتعرّض لعدد كبير منها بعد". ولفت إلى أن أسواق الحيوانات الحيّة في ووهان "جمعت أعداداً هائلة من أجناس الحيوانات الغريبة الحيّة داخل الأقفاص، وعلى مقربة من بعضها البعض ومن البشر بطريقة لن تصادفها أبداً في العالم الطبيعي".
وأضاف الدكتور مايرز، مدير "بلانتاري هيلث ألّاينس" وهو تحالف واسع لحماية الكوكب "متى انتقل العامل المَرَضي من الحيوانات إلى البشر، أصبح قادراً على الانتشار في جميع أنحاء الأرض بسرعة كبيرة من خلال النقل الجوي".
ويُعتقد أنّ أصل جائحَتَيْ فيروس نقص المناعة البشرية وإيبولا يعود إلى انتقالهما من الحيوان إلى الإنسان تماماً كحالة فيروسات كورونا، مثل كوفيد-19 وسارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس).
وتفيد الإحصاءات المعلنة حتى كتابة هذا التقرير بوجود ما يزيد على 1,250,000 إصابة بفيروس كورونا المستجدّ حول العالم وأكثر من 69000 حالة وفاة.
© The Independent