تمرّ رياضة كرة القدم، كغيرها من المجالات، بأزمة غير مسبوقة في ظل توقف نشاطاتها بشكل شبه كامل منذ قرابة شهر بسبب تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) عالمياً، حيث تقرر تجميد بطولات الدوري المحلي والكؤوس المحلية والقارية إلى أجل غير مُسمى، وتأجيل أحداث كبرى مثل بطولة أمم أوروبا "يورو 2020" وكوبا أميركا إلى الصيف المقبل.
ومع إصابة عدد كبير من لاعبي ومدربي كرة القدم حول العالم بفيروس كورونا، من بينهم الإسباني ميكيل أرتيتا المدير الفني لفريق أرسنال الإنجليزي، وكالوم هودسون أودوي مهاجم تشيلسي الإنجليزي، وعدد كبير من لاعبي الدوري الإيطالي وغيرهم من النجوم، اضطرت بعض الأندية إلى فرض الحجر الصحي على لاعبيها، بينما اكتفت أندية أخرى بالمثول لقرارات الحكومات العالمية بالعزلة المنزلية والتباعد الاجتماعي خوفاً من زيادة تفشي المرض الذي وصل إلى درجة الجائحة وأصاب أكثر من مليونين.
وفي سبيل الحفاظ على اللياقة البدنية والذهنية للاعبين، خلال فترة حظر الأنشطة الجماعية وتوقف التدريبات في مراكز تدريب الأندية وملاعبها، لجأت الأجهزة الفنية لأندية كرة القدم إلى تصميم برامج تدريبية فردية للاعبيها لتنفيذها في المنزل.
وتلعب التكنولوجيا الحديثة دوراً كبيراً في مراقبة الأجهزة الفنية تنفيذ لاعبيها للبرامج التدريبية، حيث قررت بعض الأندية إجراء التدريبات اليومية جماعياً عبر تقنية الفيديو، في مواعيد ثابتة للحفاظ على الروتين العادي، وذلك خوفاً من تساهل بعض اللاعبين في تنفيذ التدريبات أو تفويت حصص تدريبية لأيام كاملة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذهب البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لنادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي، إلى ما هو أبعد، حيث فتح خطوط اتّصال بالفيديو بين جهازه المعاون من مساعدي المدرب ومدربي الأحمال، مع لاعبي فريقه على مدار اليوم للتأكد من عودة الفريق لأجواء التدريبات في الفترات العادية.
وكان نادي بايرن ميونيخ الألماني بين أول الأندية التي أعلنت تحوّلها للتدريبات الافتراضية عبر تقنيات الواقع المعزّز المصممة خصيصاً للحفاظ على أنظمة التدريب كما هي من دون الحاجة لنزول ملاعب التدريب.
وصرح هانز فليك، المدير الفني للفريق البافاري "طوّرنا أنظمة وحصصاً تدريبية تستمر حتى 90 دقيقة عبر تقنيات الواقع الافتراضي".
"هدفنا الحفاظ على لياقة لاعبينا من دون الإخلال بالتعليمات الصحيّة وتجنّب التدريبات الجماعية".
وأضاف هولغير برويتش، مختصّ الإعداد البدني في بايرن ميونيخ "نراقب بيانات اللياقة البدنية للاعبين عبر الساعات الذكية".
ويكمن التخوف الأكبر لدى الأندية، في إعلان استئناف مسابقات الموسم الحالي، قبل تجهيز اللاعبين بدنياً وذهنياً خوفاً من تراجع مستوى الفرق والتأثير سلبياً على حظوظها في المنافسة، إضافة لزيادة الإصابات.
وخاطب الاتحاد الإسباني لكرة القدم أندية "لا ليغا" لعرض توصيات اللجنة الطبية الخاصة بكيفية عودة المنافسات المحلية من دون الضغط بقوة على اللاعبين.
وأرفق الاتحاد الإسباني برتوكولاً من 34 صفحة، يشير إلى أن خروج اللاعبين من الحجر الصحي إلى المباريات قد يتسبّب في كم هائل من الإصابات.
وأفاد التقرير الطبي إلى أنه إذا كانت فترة الحجر أقل من أربعة أسابيع، يجب أن تكون الفترة بين أول مران جماعي وأول مباراة نحو 15 يوماً، مع زيادة المدة إلى 21 يوماً في حالة استمرار الحجر لأكثر من أربعة أسابيع، و30 يوماً إذا استمر العزل المنزلي لأكثر من ستة أسابيع.
ولم يقتصر تحوّل لاعبي كرة القدم من الملاعب إلى الواقع الافتراضي عند حدّ رفع معدلات اللياقة البدنية وتنفيذ تعليمات الأندية، بل وصل إلى حد إقامة اللاعبين مباريات وبطولات كرة قدم إلكترونية فيما بينهم عبر الإنترنت، لكسر حالة الملل واستعادة روح التنافس.
نادي لوكوموتيف لايبزغ الألماني، المنافس في دوري الدرجة الرابعة، وصل بكرة القدم الافتراضية لجانب استثماري خلال عصر كورونا، حيث حصد حتى أمس الاثنين مبلغاً كبيراً تخطى 120 ألف يورو، من مبيعات تذاكر مباراة افتراضية تُقام يوم 8 مايو (أيار)، وتبلغ قيمة التذكرة يورو واحداً.
وقرر النادي الألماني جذب 120 ألف متفرج للإذاعة الافتراضية للمباراة التي حسمها على حساب بوردو الفرنسي في الدور قبل النهائي ببطولة الكأس الأوروبية للأندية أبطال الكؤوس في عام 1987.
ويهدف النادي بهذه الفكرة الاستثنائية إلى دعم خزائنه وصرف رواتب العاملين فيه في ظل الأزمة المالية المصاحبة لتوقف النشاط الكروي.