يقول طبيب أشرف على وكالة فيدرالية مكلفة بتطوير لقاح لفيروس كورونا إنه أُقِيل من منصبه بسبب إثارته مخاوف من استخدام عقار هيدروكسيكلوروكين الشائع في علاج الملاريا الذي تبناه دونالد ترمب لمعالجة كوفيد-19.
وقال ريك برايت للـ"نيويورك تايمز": "أعتقدُ أن نقلي جاء رداً على إصراري على أن تستثمر الحكومة المليارات من الدولارات التي خصصها الكونغرس لمواجهة جائحة كوفيد-19 في حلول آمنة ومختبرة علمياً، وليس في عقاقير ولقاحات وتكنولوجيات أخرى تفتقر إلى الجدارة العلمية". وكان عُزِل من منصب مدير هيئة البحث والتطوير الطبي الحيوي المتقدمة التابعة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية، وعُيِّن في منصب مختلف في معاهد الصحة الوطنية.
وخلال مؤتمره الصحافي اليومي عن فيروس كورونا، ادعى السيد ترمب أنه لم يسمع قط باسم السيد برايت. لكنه لم ينكر طرده من منصبه، فقال: "ربما أُقِيل وربما لم يُقَل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودفع السيد ترمب لأسابيع لاستخدام هيدروكسيكلوروكين كعقار لعلاج فيروس كورونا، بل أعلن حتى أن الحكومة الفيدرالية اشترت كميات كبيرة من العقار لتوزيعها على الولايات. وكانت الـ"نيويورك تايمز" أوردت في وقت سابق أن لآل ترمب حصة مالية في الشركة الأم للعقار، ونفى الرئيس أن يكون كسب المال من الدواء.
وقال السيد برايت في تصريح إلى مراسلة الـ"نيويورك تايمز" ماغي هابرمان: "أتحدث علناً لأن العلوم – وليس السياسة أو المحسوبية – يجب أن تقود مكافحة هذا الفيروس المميت". ويطالب بأن يحقق مفتش عام حكومي في المسألة.
وكتب المسؤول الفيدرالي المهني الذي لم يكن من ضمن التعيينات السياسية لإدارة ترمب يقول: "أعدتني خلفيتي المهنية للحظة كهذه اللحظة – لمواجهة فيروس مميت يهدد الأميركيين والناس حول العالم وهزيمته. ولهذا الهدف، قدتُ جهود الحكومة للاستثمار في أفضل العلوم المتاحة لمحاربة جائحة كوفيد-19".
وأضاف: "مما يؤسف له، أن هذا الجهد أدى إلى صدامات مع القيادة السياسية لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية، بما في ذلك انتقاد وُجِّه إلى جهودي الاستباقية للاستثمار في وقت مبكر في اللقاحات واللوازم المهمّة لإنقاذ الأرواح الأميركية. كذلك قاومت جهوداً لتمويل عقاقير يُحتمَل أن تكون خطيرة ويروج لها من يمتلكون علاقات سياسية".
وقال الطبيب إنه حذّر سراً من الآثار الجانبية والمخاطر الأخرى الممكنة لاستخدام عقار الملاريا لعلاج كوفيد-19 قبل اختباره في شكل كامل.
وقال للصحيفة: "على وجه التحديد، وعلى عكس التوجيهات المضللة، قيدت الاستخدام الواسع لكلوروكين وهيدروكسيكلوروكين، اللذين تروج لهما الإدارة كعلاج لكل داء، لكن من الواضح أنهما يفتقران إلى الجدارة العلمية. وفي حين أنني مستعد للنظر في كل الخيارات وللتفكير في شكل مبتكر توصلاً إلى علاجات ناجعة، قاومت عن حق الجهود الهادفة إلى توفير عقار غير مثبت عند الطلب للجمهور الأميركي".
© The Independent